عرض مشاركة واحدة
قديم 02 Dec 2009, 02:34 AM   #33
الباحث1
باحث فضي


الصورة الرمزية الباحث1
الباحث1 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8039
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : 23 Dec 2012 (10:57 PM)
 المشاركات : 124 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وشرح الآية (56). من سورة الرحمن مقارنة من كتب التفاسير الجزء 8 .

تفسير الطبري ج27 ص150
الرحمن : ) 56 - 57 ( فيهن قاصرات الطرف . . . . .
يقول تعالى ذكره في هذه الفرش التي بطائنها من إستبرق قاصرات الطرف وهن النساء اللاتي قد قصر طرفهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم من الرجال
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال ثني أبي عن أبي يحيى عن مجاهد في قوله فيهن قاصرات الطرف قال قصر طرفهن عن الرجال فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة فيهن قاصرات الطرف / /
3 / / الآية يقول قصر طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم
حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال قال بن زيد في قوله قاصرات الطرف قال لا ينظرن إلا إلى أزواجهن تقول وعزة ربي وجلاله وجماله إن أرى في الجنة شيئا أحسن منك فالحمد لله الذي جعلك زوجي وجعلني زوجك
وقوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان يقول لم يمسهن إنس قبل هؤلاء الذين وصف جل ثناؤه صفتهم وهم الذين قال فيهم ولمن خاف مقام ربه جنتان ولا جان يقال منه ما طمث هذا البعير حبل قط أي ما مسه حبل
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول الطمث هو النكاح بالتدمية ويقول الطمث هو الدم ويقول طمثها إذا دماها بالنكاح
وإنما عنى في هذا الموضع أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك حدثني علي قال ثنا أبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن بن عباس قوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان يقول لم يدمهن إنس ولا جان
حدثنا بن حميد قال ثنا مهران عن سفيان عن إسماعيل عن رجل عن علي لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان قال منذ خلقهن
حدثنا الحسين بن يزيد الطحان قال ثنا أبو معاوية الضرير عن مغيرة بن مسلم عن عكرمة قال لا تقل للمرأة طامث فإن الطمث هو الجماع إن الله يقول لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان
حدثنا يونس قال أخبرنا بن وهب قال قال بن زيد في قوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان قال لم يمسهن شيء إنس ولا غيره
حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عيسى وحدثني الحارث قال ثنا الحسن قال ثنا ورقاء جميعا عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان قال لم يمسهن
حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي قال ثنا مروان بن معاوية عن عاصم قال قلت لأبي العالية امرأة طامث قال ما طامث فقال رجل حائض فقال أبو العالية حائض أليس يقول الله عز وجل لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان
فإن قال قائل وهل يجامع النساء الجن فيقال لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فإن مجاهدا روي عنه ما
حدثني به محمد بن عمارة الأسدي قال ثنا سهل بن عامر قال ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال إذا جامع ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع معه فذلك قوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان
وكان بعض أهل العلم ينتزع بهذه الآية في أن الجن يدخلون الجنة
ذكر من قال ذلك حدثني أبو حميد أحمد بن المغيرة الحمصي قال ثني أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي قال ثني أرطاة بن المنذر قال سألت ضمرة بن حبيب هل للجن من ثواب قال نعم ثم نزع بهذه الآية لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فالإنسيات للإنس والجنيات للجن
وقوله فبأي آلاء ربكما تكذبان يقول تعالى ذكره فبأي آلاء ربكما معشر الجن والإنس من هذه النعم التي أنعمها على أهل طاعته تكذبان
القول في تأويل قوله تعالى ^ كأنهن الياقوت والمرجان فبأي آلاء ربكما تكذبان هل جزآء الإحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان ^
جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، اسم المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري أبو جعفر ، دار النشر : دار الفكر - بيروت – 1405
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
التفسير الكبير ج29 ص112
الرحمن : ( 56 ) فيهن قاصرات الطرف . . . . .
وفيه مباحث :
الأول : في الترتيب وأنه في غاية الحسن لأنه في أول الأمر بين المسكن وهو الجنة ، ثم بين ما يتنزه به فإن من يدخل بستاناً يتفرج أولاً فقال : ) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ فِيهِمَا عَيْنَانِ ( ( الرحمن : 48 ، 50 ) ثم ذكر ما يتناول من المأكول فقال : ) فِيهِمَا مِن كُلّ فَاكِهَةٍ ( ( الرحمن : 52 ) ثم ذكر موضع الراحة بعد التناول وهو الفراش ، ثم ذكر ما يكون في الفراش معه .
الثاني : ) فِيهِنَّ ( الضمير عائد إلى ماذا ؟ نقول : فيه ثلاثة أوجه أحدها : إلى الآلاء والنعم أي قاصرات الطرف ثانيها : إلى الفراش أي في الفرش قاصرات وهما ضعيفان ، أما الأول فلأن اختصاص القاصرات بكونهن في الآلاء مع أن الجنتين في الآلاء والعينين فيهما والفواكه كذلك لا يبقى له فائدة ، وأما الثاني فلأن الفرش جعلها ظرفهم حيث قال : ) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ ( ( الرحمن : 54 ) وأعاد الضمير إليها بقوله : ) بَطَائِنُهَا ( ( الرحمن : 54 ) ولم يقل : بطائنهن ، فقوله ) فِيهِنَّ ( يكون تفسيراً للضمير فيحتاج إلى بيان فائدة لأنه تعالى قال بعد هذا مرة أخرى : ) فِيهِنَّ خَيْراتٌ ( ( الرحمن : 70 ) ولم يكن هناك ذكر الفرش فالأصح إذن هو الوجه الثالث : وهو أن الضمير عائد إلى الجنتين ، وجمع الضمير ههنا وثنى في قوله : ) فِيهِمَا عَيْنَانِ ( ( الرحمن : 50 ) و : ) فِيهِمَا مِن كُلّ فَاكِهَةٍ ( ( الرحمن : 52 ) وذلك لأنا بينا أن الجنة لها اعتبارات ثلاثة أحدها : اتصال أشجارها وعدم وقوع الفيافي والمهامة فيها والأراضي الغامرة ، ومن هذا الوجه كأنها جنة واحدة لا يفصلها فاصل وثانيها : اشتمالها على النوعين الحاصرين للخيرات ، فإن فيها ما في الدنيا ، وما ليس في الدنيا وفيها ما يعرف ، ومالا يعرف ، وفيها ما يقدر على وصفه ، وفيها مالا يقدر ، وفيها لذات جسمانية ولذات غير جسمانية فلاشتمالها على النوعين كأنها جنتان وثالثها : لسعتها وكثرة أشحارها وأماكنها وأنهارها ومساكنها كأنها جنات ، فهي من وجه جنة واحدة ومن وجه جنتان ومن وجه جنات . إذا ثبت هذا فنقول : اجتماع النسوان للمعاشرة مع الأزواج والمباشرة في الفراش في موضع واحد في الدنيا لا يمكن ، وذلك لضيق المكان ، أو عدم الإمكان أو دليل ذلة النسوان ، فإن الرجل الواحد لا يجمع بين النساء في بيت إلا إذا كن جواري غير ملتفت إليهن ، فأما إذا كانت كل واحدة كبيرة النفس كثيرة المال فلا يجمع بينهن ، واعلم أن الشهوة في الدنيا كما تزداد بالحسن الذي في الأزواج تزداد بسبب العظمة وأحوال الناس في
أكثر الأمر تدل عليه ، إذا ثبت هذا فنقول : الحظايا في الجنة يجتمع فيهن حسن الصورة والجمال والعز والشرف والكمال ، فتكون الواحدة لها كذا وكذا من الجواري والغلمان فتزداد اللذة بسبب كمالها ، فإذن ينبغي أن يكون لكل واحدة ما يليق بها من المكان الواسع فتصير الجنة التي هي واحدة من حيث الاتصال كثيرة من حيث تفرق المساكن فيها فقال : ) فِيهِنَّ ( وأما الدنيا فليس فيها تفرق المساكن دليلاً للعظمة واللذة فقال ) فِيهِمَا ( ( الرحمن : 50 ) وهذا من اللطائف الثالث : قاصرات الطرف صفة لموصوف حذف ، وأقيمت الصفة مكانه ، والموصوف النساء أو الأزواج كأنه قال فيهن نساء قاصرات الطرف وفيه لطيفة : فإنه تعالى لم يذكر النساء إلا بأوصافهن ولم يذكر اسم الجنس فيهن ، فقال تارة : ) وَحُورٌ عِينٌ ( ( الواقعة : 22 ) / وتارة : ) عُرُباً أَتْرَاباً ( ( الرحمن : 56 ) وتارة : ) قَاصِراتُ الطَّرْفِ ( ( الرحمن : 56 ) ولم يذكر نساء كذا وكذا لوجهين أحدهما : الإشارة إلى تنحدرهن وتسترهن ، فلم يذكرهن باسم الجنس لأن اسم الجنس يكشف من الحقيقة مالا يكشفه الوصف فإنك إذا قلت المتحرك المريد الآكل الشارب لا تكون بينته بالأوصاف الكثيرة أكثر مما بينته بقولك : حيوان وإنسان وثانيهما : إعظاماً لهن ليزداد حسنهن في أعين الموعودين بالجنة فإن بنات الملوك لا يذكرن إلا بالأوصاف .
المسألة الرابعة : ) قَاصِراتُ الطَّرْفِ ( من القصر وهو المنع أي المانعات أعينهن من النظر إلى الغير ، أو من القصور ، وهو كون أعينهن قاصرة لا طماح فيها للغير ، أقول والظاهر أنه من القصر إذ القصر مدح والقصور ليس كذلك ، ويحتمل أن يقال : هو من القصر بمعنى أنهن قصرن أبصارهن ، فأبصارهن مقصورة وهن قاصرات فيكون من إضافة الفاعل إلى المفعول والدليل عليه هو أن القصر مدح والقصور ليس كذلك ، وعلى هذا ففيه لطيفة وهي أنه تعالى قال من بعد هذه : ) حُورٌ مَّقْصُوراتٌ ( ( الرحمن : 72 ) فهن مقصورات وهن قاصرات ، وفيه وجهان أحدهما : أن يقال : هن قاصرات أبصارهن كما يكون شغل العفائف ، وهن قاصرات أنفسهن في الخيام كما هو عادة المخدرات لأنفسهن في الخيام ولأبصارهن عن الطماح وثانيهما : أن يكون ذلك بياناً لعظمتهن وعفافهن وذلك لأن المرأة التي لا يكون لها رادع من نفسها ولا يكون لها أولياء يكون فيها نوع هوان ، وإذا كان لها أولياء أعزة امتنعت عن الخروج والبروز ، وذلك يدل على عظمتهن ، وإذا كن في أنفسهن عند الخروج لا ينظرن يمنة ويسرة فهن في أنفسهن عفائف ، فجمع بين الإشارة إلى عظمتهن بقوله تعالى : ) مَّقْصُوراتٌ ( منعهن أولياؤهن وههنا وليهن الله تعالى ، وبين الإشارة إلى عفتهن بقوله تعالى : ) قَاصِراتُ الطَّرْفِ ( ثم تمام اللطف أنه تعالى قدم ذكر ما يدل على العفة على ما يدل على العظمة وذكر في أعلى الجنتين قاصرات وفي أدناهما مقصورات ، والذي يدل على أن المقصورات يدل على العظمة أنهن يوصفن بالمخدرات لا بالمتخدرات ، إشارة إلى أنهن خدرهن خادر لهن غيرهن كالذي يضرب الخيام ويدلي الستر ، بخلاف من تتخذه لنفسها وتغلق بابها بيدها ، وسنذكر بيانه في تفسير الآية بعد .
المسألة الخامسة : ) قَاصِراتُ الطَّرْفِ ( فيها دلالة عفتهن ، وعلى حسن المؤمنين في أعينهن ، فيجبن أزواجهن حباً بشغلهن عن النظر إلى غيرهم ، ويدل أيضاً على الحياء لأن الطرف حركة الجفن ، والحورية لا تحرك جفنها ولا ترفع رأسها .
المسألة السادسة : ) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ ( فيه وجوه أحدها : لم يفرعهن ثانيها : لم يجامعهن ثالثها : لم يمسسهن ، وهو أقرب إلى حالهن وأليق بوصف كمالهن ، لكن لفظ الطمث غير ظاهر فيه ولو كان المراد منه
المس لذكر اللفظ الذي يستحسن ، وكيف وقد قال تعالى : ) وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ ( ( البقرة : 237 ) وقال : ) فَاعْتَزِلُواْ ( ( البقرة : 222 ) ولم يصرح بلفظ موضوع للوطء ، فإن قيل : فما ذكرتم من / الإشكال باق وهو أنه تعالى كنى عن الوطء في الدنيا باللمس كما في قوله تعالى : ) أَوْ لَامَسْتُمُ النّسَاء ( ( النساء : 43 ) على الصحيح في تفسير الآية وسنذكره ، وإن كان على خلاف قول إمامنا الشافعي رضي الله عنه وبالمس في قوله : ) مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ ( ( البقرة : 237 ) ولم يذكر المس في الآخرة بطريق الكناية ، نقول : إنما ذكر الجماع الدنيا بالكناية لما أنه في الدنيا قضاء للشهوة وأنه يضعف البدن ويمنع من العبادة ، وهو في بعض الأوقات قبحه كقبح شرب الخمر ، وفي بعض الأوقات هو كالأكل الكثير وفي الآخرة مجرد عن وجوه القبح ، وكيف لا والخمر في الجنة معدودة من اللذات وأكلها وشربها دائم إلى غير ذلك ، فالله تعالى ذكره في الدنيا بلفظ مجازي مستور في غاية الخفاء بالكناية إشارة إلى قبحه وفي الآخرة ذكره بأقرب الألفاظ إلى التصريح أو بلفظ صريح / لأن الطمث أدل من الجماع والوقاع لأنهما من الجمع والوقوع إشارة إلى خلوه عن وجوه القبح .
المسألة السابعة : ما الفائدة في كلمة ) قَبْلَهُمْ ( ؟ قلنا لو قال : لم يطمثهن إنس ولا جان يكون نفياً لطمث المؤمن إياهن وليس كذلك .
المسألة الثامنة : ما الفائدة في ذكر الجان مع أن الجان لا يجامع ؟ نقول : ليس كذلك بل الجن لهم أولاد وذريات وإنما الخلاف في أنهم هل يواقعون الإنس أم لا ؟ والمشهور أنهم يواقعون وإلا لما كان في الجنة أحساب ولا أنساب ، فكأن مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن من حيث الإشارة إلى نفيها .
التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ، اسم المؤلف: فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي ، دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت - 1421هـ - 2000م ، الطبعة : الأولى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا



 

رد مع اقتباس