بسم الله الرحمن الرحيم

قال باحثون أستراليون إن طرازا جينيا مسؤولا عن ارتفاع احتمال الإصابة بالزهايمر لا يؤثر على التغير الإدراكي خلال معظم مراحل العمر.

وفي أوسع دراسة أجريت في هذا المجال حتى الآن وجد باحثون أن حاملي هذا المرض والأفراد الأصحاء على حد سواء تظهر عليهم نفس أنواع ودرجات التراجع الذهني الذي يسببه التقدم في العمر بشكل طبيعي قبل ظهور الأعراض التي تظهر الخرف.

وتبين النتائج أن الطراز الجيني الأكثر خطورة ينشط فقط في المراحل المتقدمة من عمر الإنسان، وذكرت صحيفة نيوروسايكولوجي، التي نشرت البحث في عددها الصادر في شهر يناير الجاري، أن حاملي الجين المعروف بـ "آي. بي. أو. إي. 4" والذي يؤدي إلى احتمال أكبر للإصابة بالزهايمر من خلال نقل الكولسترول، لا يختلفون عن غيرهم من الأفراد الذين هم في نفس أعمارهم من حيث الوظائف العقلية الأساسية.

وقال المشرف على البحث الدكتور أنتوني جورم إنه بالرغم من أن بعض مناطق التراجع الإدراكي يبدأ في عمر مبكر، إلا أن هذا لا يعني أن السبب يعود للتغيرات التي يؤدي إليها الزهايمر المبكر في الدماغ.

وأجرى الباحثون دراستهم على 6.560 فردا من "كانبيرا" و"كوينبيان" تم إخضاعهم للمراقبة على المدى الطويل، بحيث جرى تصنيفهم حسب أعمارهم إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى تراوحت أعمارهم بين 20-24 سنة، والثانية 40-44، والثالثة من 60-64، حيث تتم معاينتهم كل 4 سنوات لمدة 20 سنة.

وقام جورم وزملاؤه بتقييم ما إذا كان الأفراد الحاملون لـ "آي. بي. أو. إي. 4" في جميع المجموعات، والذين بلغت نسبتهم 27% في هذه الدراسة، يختلفون عن الأفراد غير الحاملين له من حيث الوظائف التي يؤثر عليها الزهايمر، والتي تتضمن الذاكرة العرضية والذاكرة العاملة والسرعة الذهنية والمدة التي يستغرقها الدماغ للقيام برد فعل وقدرات القراءة وسلامة المفردات.

وأظهرت النتائج أن أداء الأفراد الحاملين لهذا الجين لم يختلف عن أداء الأفراد الآخرين في جميع المجموعات العمرية، حيث إن الوظائف جميعها تراجعت لدى الجميع، ما عدا القدرة على القراءة، حيث أثبتت ثباتها مع تقدم العمر.

كما استنتج الباحثون من خلال هذه الدراسة أن جين "آي.بي.أو.إي.4" لا يؤثر سلبا على الأفراد في عمر 20-64 سنة، حيث لا يسجلون تراجعا ذهنيا أكثر من التراجع الطبيعي الذي يطرأ على جميع الأفراد في هذه الأعمار.

وفي نهاية الدراسة توصل الباحثون إلى أن "آي.بي.أو.إي.4" يزيد من احتمال الإصابة بالزهايمر مع تقدم العمر من خلال عملية إضافية غير معروفة إلى الآن تعمل على زيادة وتكثيف التغيرات الطبيعية لتجعلها في نطاق التغيرات المرضية. كما قال جورم إن هذه الحالة تشبه نظرية تساقط الشعر، حيث أن من المعروف أن سماكة الشعرة تصبح أرفع مع تقدم العمر بشكل طبيعي، غير أن هناك بعض الأفراد الذين لديهم عاملاً وراثي إضافي يجعله يصلعون في مرحلة مبكرة من العمر



الجمعية السعودية - لطب الأسرة والمجتمع