عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 31 Dec 2012, 10:55 PM
صلاح المعناوي
مدير عام إدارة الطب الإلهي والنبوي ــ جزاه الله خيرا
صلاح المعناوي غير متصل
Egypt    
لوني المفضل Black
 رقم باحث : 8065
 تاريخ التسجيل : Dec 2009
 فترة الأقامة : 5257 يوم
 أخر زيارة : 27 Aug 2016 (07:59 AM)
 المشاركات : 1,212 [ + ]
 التقييم : 17
 معدل التقييم : صلاح المعناوي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
رداً على من تعصب وتزمجر وأراد أن يسوي خلقة بني الإنسان بالجان



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
وبعد:

يظهر بين الفينة والأخرى أناس يتبعون ما لبس عليهم الشيطان به ويعتقدون فيما بثته في النفوس أهوائهم ويدافعون عنه بعصبية جاهلية، ومن هذه الفئة أناس أصبح وأمسى ديدنهم تسوية صفات الجان الخِلقية بصفات الإنسان الخِلقية.

وكان واجب من كان هذا حاله أن يحرر سؤالا ويعرضه على العلماء وأهل الحل والعقد في هذه المسائل، لقول الله تعالى: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى ألي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) النساء. وقوله: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) النحل والأنبياء
وورد عند أصحاب السنن حديث جابر رضي الله عنه أن رجلا أصابه جرح في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم أصابه احتلام، فأُمر بالإغتسال فمات؛ فبلغ ذلك النبي فقال (قتلوه قتلهم الله ألم يكن شفاء العي السؤال). العي: الجهل
ولكن لما منع هؤلاء هواهم عن الإتباع وقدموا خبيث الرأي حجب الله عنهم باب السؤال فلم تُشفى صدورهم ولم يَشفوا صدور غيرهم
والسؤال الذي عليه مدار البحث اليوم هو:

هل تتساوي خلقة بني الجان بخلقة بني الإنسان (تتشابه في الخِلقة) ؟

الجواب:
قال تعالى في محكم آياته (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) التغابن
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ؛؛ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) الإنفطار
وقال: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) التين أقسم الله تعالى فقال: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) طيب ما هو الذي أقسمت عليه يا ربنا تعالى ذكرك فقال تعالى وهذا هو المُقسم عليه (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) أي في أحسن صورة منتصب القامة حسن الأعضاء
ولم يرد لا عن سلف ولا عن خلف أن أدخل أحدهم بني الجان في هذه الخصائص والمنن التي منها الله تعالى على بني آدم
فأنى لنا نحن أن نسوي بين الخِلَق؟
ثبت في كتب السنن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (الجن ثلاثة أصناف: صنف كلاب وحيات، وصنف يطيرون في الهواء، وصنف يحلون ويظعنون). رواه ابن حبان في صحيحه (6156) ورواه الحاكم في المستدرك (3702) والطبراني في المعجم الكبير (22/214) وكذا في مسند الشاميين (3/141) من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه.
وثبت حديث رسول الله أنهم في ليلة الجن سألوه الزاد فقال (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم؛ ثم قال فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم) رواه مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

على ما سبق فالله عز وجل قد بين لنا صورة الإنسان الخِلقية وصورة الجن الخلقية؛ أما صورة الشيطان فحسبنا فيها قول الله تعالى ذكره واصفا شجرة الزقوم بالشياطين (إنها شجرة تخرج في أصل لجحيم؛؛ طلعها كأنه رءوس الشياطين) الصافات
وقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمنا عائشة رضي الله عنها نخل بئر ذروان (أي النخل الذي يسقى بماء هذا البئر) قال (نخلها كأنه رءوس الشياطين).
فحسبنا تشبيه الخالق لمن خلق، وحسبنا تشبيه رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى

وأنا يا إخوان لا أزكي نفسي ولكن أخذ من حيث أخذ القوم، وعلى المحتج أن يأخذ هذا الكلام ويعرضه على أهل العلم فإن وافقونا عليه وإلا فأستغفر الله من الزلل

وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات، وأسأل الله أن يهدينا ويهدي للحق كل من طلبه وسعى له إنه ولي ذلك والقادر عليه




 توقيع : صلاح المعناوي



جوال:00201007787500
بريدي: [email protected]
مواضيع : صلاح المعناوي



آخر تعديل صلاح المعناوي يوم 01 Jan 2013 في 05:05 PM.
رد مع اقتباس