طرق تأويل الرؤيا:
ذكر أهل العلم عدة طرق لتفسير الرؤيا وهي :
1- تأويل الرؤيا بالقرآن
2- تأويل الرؤيا بالسُنة
3- التأويل بالأسماء
فتحمله علي ظاهر اللفظ كرجل يسمي الفضل :تتأوله إفضالاً ورجل يسمي راشداً: تتأوله إرشاداً أو رشداً أو سالماً: تتأوله السلامة وأشباه هذا كثير ومنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "رأيت اليوم كأنا في دار عقبة بن رافع فأتينا برطب ابن طاب فأولت أن الرفعة لنا في الدنيا والآخرة وأن ديننا قد
طاب"
أخرجه مسلم في صحيحه وأبو داود في سننه وأحمد في مسنده
1- التأويل بالمثل السائر واللفظ المبتذل :
وذلك كقولهم فيمن يرى أن في يديه طولاً: إنه يصنع المعروف لما جرى على ألسنة الناس من قولهم: هو أطول يداً منك وأمد باعاً وأكثر عطاءً ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لأزواجه رضي الله عنهم" أسرعكن لحوقاً بى أطولكن يداً" فكانت زينب بنت جحش أول موتاً وكانت تُعين المجاهدين وترفدهم
أخرجه مسلم وأبو داود وأحمد
2- التأويل بالضد والمقلوب :
مثل قولهم في البكاء : أنه فرح وفي الضحك : أنه حزن الخ
3- تعبير الرؤيا بالزيادة والنقصان:
فقولهم في البكاء أنه فرح فإن كان معه رنة : كان مصيبة وفي الضحك أنه حزن فإن كان تبسماً كان صالحاً
4- تعبير الرؤيا بالوقت :
في راكب الفيل : أنه ينال أمراً جسيماً قليل المنفعة فإن رأي ذلك في نور النهار:
طلق امرأته أو أصابه بسببها سوء وفي الرخمة : أنه إنسان أحمق
- وأصدق الرؤيا بالأسحار وبالقائلة
- وأصدق الأوقات : وقت انعقاد الأنوار ووقت ينع الثمر وإدراكه
- وأضعف الرؤيا : وأضعفها الشتاء
- ورؤيا النهار أقوي من رؤيا الليل
واعلم أخي الحبيب: أنه قد تتغير الرؤيا عن أصلها باختلاف هيئات الناس وصناعتهم وأقدارهم وأديانهم فتكون لواحد رحمة وعلي آخر عذاباً
مقدمة ابن سيرين بتصرف
شروط المُعبر:
1- أن يكون عالماً ناصحاً
2- أن يكون أديباً ذكياً فطناً نقياً تقياً وأن لا يفشيها
3- أن يكون عارفاً بحالات الناس وشمائلهم وأقدارهم وهيئاتهم
4- أن يكون عارفاً بالأزمنة ونفعها ومضارها وتغير عبارات الشتاء عن الصيف
5- أن يكون عالماً باعتبار القرآن وأمثاله ومعانيه وواضحه
6- أن يكون عارفاً بأمثال الأنبياء والحكماء وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والعلماء السابقين
7- أن يكون عالماً باشتقاق اللغة ومعرفة الرجز والشعر ومعانيه
8- أن يكون مخلصاً في أعماله طيباً في طعامه وشرابه وذو وصال صالح ليرث بذلك حسن التوسم في الناس عند التعبير
9- أن يعبر الرؤيا علي أحسن الوجوه لما ثبت عنه صلي الله عليه وسلم "الرؤيا تقع علي ما عبرت"أخرجه الدرامي في سننه وأورده ابن حجر في الفتح
وفي رواية "فإذا ما عبرت وقعت" رواه أبو داود في سننه وابن ماجة وقال الألباني صحيح في السلسلة الصحيحة وفي صحيح الجامع
10- أن يتوقف عن تفسيرها عند طلوع الشمس وعند الزوال وعند الغروب
أصناف العلم لتعلم تعبير الرؤيا:
لتعلم علم الرؤيا "التعبير" يجب أن تتعلم ثلاثة أصناف من العلم وهي :
1- حفظ الأصول ووجوهها واختلافها، وقتها وضعفها في الخير أو في الشر لتعرف وزن كلام التأويل ووزن الأصول في الخفة والرجحان
2- تأليف الأصول بعضها إلى بعض حتى تخلصها كلاماً صحيحاً علي جوهر أصول التأويل ،وقوتها وضعفها وتطرح منها الأضغاث والتمني والأحزان والتي من الشيطان
3- شدة فحصك وتثبتك من المسألة حتى تعرف حق معرفتها وتستدل من سوى الأصول بكلام صاحب الرؤية وذلك من أشد علم تأويل الرؤيا كما يزعمون وإلا فالإقتداء بالأنبياء والرسل والحكماء في ذلك أقرب إلي الصواب إن شاء الله فافهم ترشد
والله تعالى أعلى وأعلم
من كتاب الجواهر اللماعة
للشيخ الفاضل أحمد بن عبد الملك الزغبى