عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11 Feb 2018, 06:41 PM
سلطانه
SULTANA
وسام الشرف
سلطانه غير متصل
Saudi Arabia    
لوني المفضل Black
 رقم باحث : 19311
 تاريخ التسجيل : Jan 2018
 فترة الأقامة : 2252 يوم
 أخر زيارة : 06 Nov 2023 (09:05 PM)
 المشاركات : 1,395 [ + ]
 التقييم : 20
 معدل التقييم : سلطانه is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
كتاب [العلم وأصل الأنسان].



لعلم وأصل الإنسان
المؤلف: آن جوجر - دوجلاس أكس - كيسي لسكين.ترجمة: د. مؤمن الحسن - د. موسى إدريس

يصدر عن: مركز براهين لدراسة الإلحاد ومعالجة النوازل العقدية
الناشر: دار الكاتب للنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى
عدد الصفحات: 146



أما بعد:
حين سئل الفيلسوف المثير للجدل ديفيد بيرلنسكي David Berlinski ذات مرة عن رأيه في نظرية التطور، قال إنها أشبه ما تكون بغرفة مغلقة مليئة بدخان كثيف. أعتقدُ أنه لم يجانب الصواب بهذا التشبيه. أما عالم الكيمياء الحيوية مايكل دنتن Michael Denton فأفرد كتاباً كاملاً في نقد نظرية التطور نقداً مفصّلاً بعنوان "التطور: نظرية في أزمة"؛ ولا أظنه أبعد النُّجعة[1] بهذا الوصف؛ فهي في أزمة بالفعل.

حقاً، عندما يقرر التطوريون الداروينيون مغادرة مهدهم الآمن في تفسير مظاهر التغير الحيوي على مستوى التطور الصغروي أو الأصغر microevolution ليطلقوا أحكامه ويسحبوا آثاره extrapolation على مستوى التطور الكبروي أو الأكبر macroevolution - مستوى تفسير ظهور الأنواع - فإن فرص اتفاقهم على تفسير واحدٍ واضحٍ صالحٍ لا تزيد بل تتضاءل. وهذه نتيجة متوقعة في سياق كهذا تحديدا لأمرين. الأول منهما يرجع إلى طبيعة النموذج التفسيري المطبّق، والثاني يعود إلى المجال الزمكاني[2] لتطبيق النموذج. والنموذج التفسيري المطبق هنا مؤسس على ما يشبه "العقيدة العلمية" عند التطوريين الداروينيين، ألا وهي كفاية الطفرات والانتخاب الطبيعي لتفسير ظهور الأنواع. أيضا بدا لي أن هناك فرضية أخرى تختيء وراء هذه العقيدة وتدعمها، ولطالما أكّد عليها تشالرز داروين وتعاهدها أنصاره من بعده. إنها الفرضية القائلة بأن الطبيعة كلٌ متّصلٌ مستمر، لا انقطاع فيه ولا قفزات ولا فجوات. وقد أوردها داروين في كتاب "أصل الأنواع" Natura non facit saltum بالعبارة اللاتينية [3]، وترجمتها الحرفية: "لا تقوم الطبيعية بقفزات"[4]. إن هذه الفرضية القابعة في عمق التصور الدارويني لسيرورة الحياة مهمة للغاية، وأي محاولة جادة لنقد نظرية التطور الدارويني يتعين عليها وجوباً لا ندبا أن تأخذ دلالة وحقيقة هذه الفرضية في عين الاعتبار، فتنقدها وتُقيّمها[5]. أما الأمر الثاني فيرجع كما أشرنا أعلاه إلى المجال الزمكاني لتطبيق النموذج، وهو هنا نشاط التكهُّن بوقوع أحداث معينة في الماضي البعيد، ويُطلق على هذا النشاط [6]retrodiction. وهو معروف في منهج أو ميثودولوجيا العلم الطبيعي، ولفلسفة العلوم عليه مؤخذات أدناها ندرة وظنية الإصابة في الاستنتاج، وأسوأها تعذُّر التحقق مما إذا كان ما لاح لنا من صواب يعكس حقيقة ما حدث أم لا.

والآن إلى الكتاب الذي بين أيدينا:
يأتي هذا الكتاب، كتاب (العلم وأصل الإنسان) ليكون شرحاً آخر على متن نقد نظرية التطور الدارويني. نعم، إن كان لنا أن نشبّه أطروحة thesis "نقد نظرية التطور الداوريني"، والتي ما فتئ يتصاعد صوتها يوماً بعد يوم، بشيء فلنا أن نشبهها بالمتن، إذ فكرته الأساسية واحدة، وهدفه محدد: أن نظرية التطور الدارويني قد أثبتت عجزها عن تفسير ظهور الأنواع فضلاً عن أصل الحياة. هذا هو المتن العام.

وكما يتضح من عنوان الكتاب، وبخلاف كتاب "تصميم الحياة"[7]، فإن الموضوع المركزي للكتاب الحالي هو "الإنسان". وبعبارة أدق: نقد المروية التي تقدمها نظرية التطور الدراويني عن أصل الإنسان وظهوره وأيضا منزلته المعنوية لا الحسية فحسب بين سائر الكائنات. والذي سيتولّى عملية النقد الصارمة خبراء عارفون لا هواة جاهلون بموضوع نقدهم: آن جوجر Ann Gauger، دوجلاس أكس Douglas Axe، وكيسي لسكين Casey Luskin ، وستصادف القارئ في مقدمة الكتاب نبذة صالحة عن إنتاجهم العلمي ومكانتهم المهنية.

لا غرو أن يحظى الإنسان باهتمام خاص من قبل كافة العلماء المعتبرين، بما في ذلك ذوي الميول الإلحادية واللادينية في الوسط العلمي. بل إن داروين نفسه لم يخف إعجابه بالمكانة اللافتة التي يحتلها الإنسان رغم كل التخمينات حول أصله الطبيعي. فتارة يبدى إعجابه بقدراته الإدراكية الفائقة، في سياق تعليقه على كلام رفيقه والاس[8]. وتارة يحذّر من بخس بنية الإنسان قدْرها[9]. ثم لا عجب أن يأتي مصدر قلقه الأكبر من مصدر إعجابه الأهم ! إذ لم يخف فزعه الشديد من فكرة تطور الملكة الإدراكية للإنسان من عقول كائنات أدنى منه. ففي الثالث من يوليو عام 1881م، بعث داروين رسالة خاصة إلى صديقه وليام جراهام William Grahamيقول فيها: "ينتابني دوما شك فظيع حول ما إذا كانت قناعات عقل الإنسان، والذي بدوره تطور من عقول كائنات أدنى، تتمتع بأي قيمة أو تستحق أدنى ثقة"[10].

إذاً هناك شعور مضمر يتعذر دفعه أن المكانة الطبيعية المرموقة التي يمتاز بها الإنسان عن سائر الكائنات عصيّة على التفسير التطوري الداوريني، أو على الأقل لا تجد تفسيراً كافياً في مجموع آلياته. ومما يؤكد هذا الملحظ - قبل أن نختم حرصاً على الاختصار - أن كبير خبراء الأحافير البشرية إيان تاترسل Ian Tattersall لما أراد تفسير ظهور الوعي الإنساني والقدرة اللغوية المصاحبة له، لم يجد بدًّا من الاعتراف بأن السجل الأحفوري والوثائق الأركيولوجية لا يُظهران أي مؤشر على أن "وعي الإنسان الرمزي" symbolic consciousness يمكن أن يُستقرأ من المسار الطويل للانتخاب الطبيعي


لتحميل الكتاب :

https://www.kutub-pdf.com/book/العلم-وأصل-الإنسان.html



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/81906/#ixzz56oZt8vwW





رد مع اقتباس