عرض مشاركة واحدة
قديم 19 Oct 2013, 02:07 PM   #2
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو موهبة
أبو موهبة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم :  13
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الاضطِرابُ الوَسواسي القَهري



تابع ما قبلــــــــــــــــــــــه ____

الأسبابُ وعوامل الخطورة
لا تزال أسبابُ اضطِراب الوَسواس القَهري غيرَ معروفة على وجه الدِّقَّة. لكن من المُرجَّح أنَّ هناك عوامل كثيرة تؤثِّر في هذا الاضطراب. من الممكن أن تكونَ لاضطِراب الوَسواس القَهري صلةٌ بالبيولوجيا. وهذا يتضمن تغيرات في كيميائية الجسم البَشَري أو بطريقة عمل الدِّماغ. وقد تكون لهذا الاضطراب علاقةٌ بالجوانب الوِراثية أيضاً، أي بالخصائص التي تنتقل إلى الإنسان من الأبوين. يُمكن أن يكونَ اضطِرابُ الوَسواس القَهري ناجماً عن نقص مادَّة السيروتونين في الدِّماغ. وهي مادَّةٌ يُنتجها الدِّماغُ لاستخدامها في إرسال الرسائل إلى مختلف الأعصاب في الجسم. يُعدُّ نقصُ مستوى السيروتونين سبباً لحدوث الاكتِئاب. وقد تكون لهذا النقص صِلةٌ باضطِراب الوَسواس القَهري أيضاً. من الممكن أن تكونَ لاضطِراب الوَسواس القَهري صِلةٌ بالبيئة المحيطة أيضاً. وهذه البيئةُ تشمل مكانَ العَمل والمجتمع المحلِّي أو مكان الإقامة. وقد تكون لاضطِراب الوَسواس القَهري علاقةٌ بالعادات التي يكتسِبها المَرءُ في هذه الأوضاع المختلفة. على الرغم من عدم معرفة الأسباب الدقيقة للإصابة باضطِراب الوَسواس القَهري، فإنَّ هناك أشياء مُحدَّدة تزيد من خطر ظهور هذا الاضطراب عندَ الإنسان. تُعرَف هذه الأشياءُ باسم عوامل الخُطورة. يُعدُّ وجودُ تاريخ عائلي من حيث الإصابةُ باضطِراب الوَسواس القَهري واحداً من عوامل الخُطورة. إذا كان أحدُ أبوي الشخص أو أحد أقاربه المباشرين مُصاباً بهذا الاضطراب، فإنَّ مخاطرَ ظُهوره لديه تزداد. تُعدُّ ظروفُ الحياة المتوتِّرة الضاغِطة عاملاً آخر من عوامل الخطورة. إنَّ الأشخاصَ الذين تكون لديهم ردودُ أفعال قويَّة على الشِّدَّة النفسيَّة معرَّضون أكثر من غيرهم لمخاطر الإصابة باضطراب الوَسواس القهري. ومن الممكن أن يُثيرَ ردُّ الفعل القوي على الشدَّة النفسية الأفكارَ الوَسواسيَّة والسلوكيات القَهريَّة والمُعاناة العاطفيَّة المرتبطة باضطراب الوَسواس القهري.
التشخيـــص
إذا ظنَّ الطبيبُ أنَّك مُصابٌ باضطِراب الوَسواس القَهري، فقد يُجري مجموعةً اختبارات طِبيَّة ونفسية للتأكُّد من ذلك. وهذا ما يساعده على التوصُّل إلى تشخيص صحيح أو استبعاد الأسباب الأخرى التي قد تكون سبباً للأعراض التي تظهر لدى المريض. وتشمل هذه الاختباراتُ والفحوص:
  • فحصاً بَدَنياً للتأكُّد من صحَّة الجسم.
  • فحوصاً مختبرية للتحرِّي عن وجود أمراض أو حالات صحيَّة تسبِّب الأعراض.
  • تقييماً نفسياً للتحقُّق من الصحَّة العقلية والنفسية.
قد يتضمَّن التقييمُ النفسي أسئلةً عن أفكار المريض ومشاعره وأنماط سلوكه. ويحاول الطبيبُ معرفةَ الأعراض التي تظهر على المريض. إنَّ على المريض أن يكونَ مستعداً للتحدُّث عن الأمور التالية:
  • متى ظهرت الأعراض؟
  • ما شدَّتها؟
  • ما تأثيرُها في الحياة اليومية؟
  • هل ظهرت أعراضٌ مماثلة في الماضي؟
حتَّى يُقرِّر الطبيبُ تشخيصَ الإصابة باضطِراب الوَسواس القَهري، يجب أن تُحقِّق الوَساوِسُ والأفعال القَهريَّة وحالة المريض العامَّة مجموعةَ شروط محدَّدة تماماً. يجب أن تُحقِّق حالةُ المريض المعاييرَ التشخيصيَّة التالية حتَّى يقرِّرَ الطبيبُ أنَّه مُصابٌ باضطراب الوَسواس القهري:
  • وجود وَساوِس أو أفعال قهريَّة.
  • إدراك المَريض أنَّ وَساوِسه وأفعاله القَهريَّة غير منطقية أو مبالغٌ فيها.
  • أن يكونَ للوَساوِس والأفعال القَهريَّة أثرٌ شديد في حياة المريض اليومية.
يجب أن تُحقِّقَ الوَساوِسُ المعاييرَ التالية:
  • أن تكونَ أفكاراً واندِفاعات متكرِّرة تؤثِّر في حياة المريض وتُسبِّب له الضِّيق.
  • ألاَّ تكونَ الأفكارُ المزعجة مُجرَّدَ مخاوف نابعة من مشكلات حقيقية في حياة المريض.
  • أن يكونَ المريضُ قد حاول فعلاً تجاهلَ أو ضبط تلك الأفكار والاندفاعات.
  • أن يعرفَ المريضُ أنَّ هذه الأفكار والاندفاعات ليست إلاَّ نتاجاً لعقله هو.
ويجب أن تحقِّقَ الأفعالُ القَهريَّة المعاييرَ التالية:
  • أن يشعرَ المريضُ أنَّه مُجبَرٌ على تكرار سلوكيات بعينها من قبيل غسل اليدين، أو على تكرار أفعال ذهنيَّة كالعَدِّ مثلاً.
  • أن يقومَ المريضُ بهذه الأفعال أو السلوكيات للحيلولة دون القلق الذي ينشأ لديه نتيجةَ موقف أو حدث ما، أو لتخفيف هذا القلق.
قد يكون تشخيص اضطِراب الوَسواس القَهري صعباً. وقد تكون أعراضُه شبيهةً بأعراض اضطرابات عقلية أخرى مثل اضطراب القلَق المُعَمَّم أو الاكتئاب أو الفُصام. لكنَّ المريضَ يستطيع الحصولَ على مُعالجةٍ صحيحة مفيدة من خلال تعاونه الوثيق مع الطبيب.
المُعالجـــــــــــــة
تتألَّف مُعالجةُ اضطِراب الوَسواس القَهري عادةً من مُعالجة نفسية أو مُعالجة دوائية، أو من الاثنتين معاً. ويتوصَّل كثيرٌ من مرضى اضطِراب الوَسواس القَهري إلى التخفيف من الأعراض عبر هذا المزيج. تُعرَف المُعالجةُ النفسية باسم "المُعالجة الكلامية" أيضاً. وهي تَستخدِم طرقاً كالمناقشة والإصغاء وتقديم المَشُورة من أجل مُعالجة الاضطرابات العقلية والعاطفية والسُّلوكية واضطرابات الشخصيَّة. هناك نوعٌ من المُعالجة السُّلوكية يُسمَّى "التَّعرُّض ومَنع الاستجابة". وهو مفيد جداً في مُعالجة اضطراب الوَسواس القهري. وبموجب هذه الطريقة، يجري تعريضُ المريض للشيء الذي يُطلِق لديه الأفكارَ القَهريَّة أو الوَساوِس. كما يجري أيضاً تعليمه طُرُقاً لتَجَنُّب الأفعال القَهريَّة والتعامل السليم مع قلقه. غالباً ما تُستَخدَم المُعالجةُ الدَّوائية للمساعدة على ضبط الوَساوِس والأفعال القَهريَّة والسيطرة عليها. وغالباً ما يجري في البداية تجريب الأدوية المُضادَّة للاكتئاب. تزيد هذه الأدويةُ مستويات السيروتونين في الدِّماغ. عندما يكون الشخصُ مصاباً باضطِراب الوَسواس القَهري، فمن المحتَمَل أن تكونَ مستوياتُ السيروتونين في دماغه مُنخفضة. قد يطلب الطبيبُ من المريض تجربةَ مُعالجات دوائية مختلفة قبلَ العثور على الدواء الذي ينجَح في تخفيف الأعراض. ومن الممكن أن يكونَ المريضُ في حاجة إلى تناول الأدوية طوالَ حياته. لكن لا يجوز أبداً أن يبدأَ المريضُ بتناول أيِّ دواء أو أن يتوقَّف عن تناول أيِّ دواء من غير استشارة الطبيب أوَّلاً. هناك مخاطرُ صحيَّة وآثار جانبية محتَملة ممكنة ترافق استعمالَ الأدوية. ولذلك، على المريض أن يستشيرَ الطبيب فيما يخص المخاطر والآثار الجانبية التي ترافِق استخدامَ أدوية اضطراب الوَسواس القَهري. يجب أن يتعاونَ المريضُ مع الطبيب للعثور على الدواء المناسب لحالته. من الممكن أن تكونَ مُعالجةُ اضطِراب الوَسواس القَهري صعبةً. وقد لا تؤدِّي المُعالجةُ إلى الشفاء. كما يمكن أن يحتاجَ المريضُ إلى المعالجة طوالَ حياته. لكنَّها تساعده في ضبط الأعراض والسيطرة عليها. في بعض الحالات النادرة تماماً والشديدة جداً من اضطِراب الوَسواس القَهري، من الممكن أن تجري محاولةُ للقيام بعملية جراحية على الدماغ للمساعدة في تخفيف الأعراض. لكنَّ الجراحةَ تظلُّ بالمُطلَق الملاذَ الأخير في مُعالجة اضطراب الوَسواس القَهري.
الخلاصــــــــــة
اضطِرابُ الوَسواس القَهري نوعٌ من اضطرابات القَلَق. وهو يجعل المريضَ يعاني من أفكار متكرِّرة مزعجة. تُدعى هذه الأفكارُ "وَساوِس". يحاول الشخصُ المُصاب بالوَسواس القهري تكرارَ فعل أشياء معيَّنة لطرد الوَساوِس عنه. تُدعى هذه الأفعالُ المُتكرِّرة باسم "الأفعال القَهريَّة". إنَّ القيامَ بالأفعال القَهريَّة يمنح المريضَ راحةً مؤقَّتة من وَساوِسه. لكنَّ تجاهلَ الحاجة إلى القيام بهذه الأفعال يزيد من شدَّة قلق المريض. يُمضي مريضُ اضطِراب الوَسواس القَهري ساعةً واحدة على الأقل كلَّ يوم مع وَساوِسه وأفعاله القَهريَّة. وهذا ما يُصيبه بالتوتُّر والشدَّة النفسية، ويعرقل المجرى الطبيعي لحياته اليومية. تشمل مُعالجةُ اضطِراب الوَسواس القَهري مُعالجةً دوائية ومُعالجة نفسية عادةً. وتتضمَّن الأدويةُ شائعة الاستخدام أنواعاً مختلفة من مُضادَّات الاكتِئاب. إذا كان الشخصُ يظنُّ أنَّه، أو أنَّ أيَّ شخص يحبُّه، مصابٌ باضطِراب الوَسواس القَهري، فعليه أن يستشيرَ الطبيبَ على الفور. تستطيع المُعالجةُ أن تمنحَ الراحةَ حتَّى للأشخاص المُصابين بأشدِّ حالات اضطراب الوَسواس القهري

المرجع .. موسوعة الملك عبد الله العزيز - للمستوى الطبي - .



 
 توقيع : أبو موهبة



رد مع اقتباس