هل أعترف ؟
وسأل سائل بصوت حزين يقول : أريد أن أتوب ولكن هل يجب علي أن اذهب وأعترف بما فعلت من ذنوب ؟
وهل من شروط توبتي أن أقر أمام القاضي في المحكمة بكل ما اقترفت وأطلب إقامة الحد علي ؟
وماذا تعني تلك القصة التي قرأتها قبل قليل عن توبة ماعز , والمرأة , والرجل الذي قبل امرأة في بستان .
* ** * ** * ** * ** *
فأقول لك أيها الأخ المسلم : اتصال العبد بربه دون وسائط من مزايا هذا التوحيد العظيم , الذي ارتضاه الله " واذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان " البقرة
* ** * ** * ** * ** *
واذا آمنا ان التوبة لله فإن الاعتراف هو لله أيضا . وفي دعاء سيد الاستغفار " أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي " أي اعترف لك يا الله .
* ** * ** * ** * ** *
ولسنا ولله الحمد مثل النصارى , قسيس وكرسي اعتراف , وصك وغفران .. الى آخر أركان المهزلة .. بل ان الله يقول : " ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده " عن عباده دون وسيط .
* ** * ** * ** * ** *
أما بالنسبة لإقامة الحدود فإن الحد اذا لم يصل الى الإمام أو الحاكم أو القاضي فإنه لا يلزم الانسان أن يأتي ويعترف ومن ستره الله فلا بأس أن يستر نفسه , وتكفيه توبته فيما بينه وبين الله .. ومن اسمائه سبحانه الستير وهو يحب الستر على عباده .
* ** * ** * ** * ** *
أما أولئك الصحابة , مثل ماعز والمرأة اللذان زنيا والرجل الذي قبل امرأة في بستان فإنهم رضي الله عنهم فعلوا امرا لا يجب عليهم , وذلك من شدة حرصهم على تطهير أنفسهم , بدليل انه صلى الله عليه وسلم لما جاءه ماعز أعرض عنه وعن المرأة في البداية , وكذلك قول عمر للرجل الذي قبل امرأة في بستان لقد ستر الله عليه لو ستر نفسه , وسكت صلى الله عليه وسلم إقرارا .
* ** * ** * ** * ** *
وعلى هذا فلا يلزم الذهاب للمحكمة لتسجيل الاعترافات رسميا اذا اصبح العبد وقد ستره ربه , ولا يلزم كذلك الذهاب الى إمام المسجد وطلب إقامة الحد , ولا الإستعانة بصديق للجلد داخل بيت كما يخطر في أذهان البعض