عرض مشاركة واحدة
قديم 09 Sep 2013, 02:08 PM   #2
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو موهبة
أبو موهبة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم :  13
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء



( تابـــــــــــــع ما قبلـــــــــــــه)
فقوله ( شرقو او غربو ) ليس عاما لجميع أهل الارض بل هو خاص لمن كان بالمدينة النبوية وعلى سمتها فكذلك هذا يحتم أن يكون مخصوصا باهل الحجاز وما والاهم اذا كان اكثر الحميات التي تعرض لهم من العرضية الحادثة عن شدة الحرارة وهذه ينفعها الماء البارد شربا واغتسالا لأن الحمي حرارة غريبة تشتعل في القلب وتنتشر منه بتوسط الروح والدم في العروق والى جميع البدن وهي قسمان:
عرضية : هي الحادثة عن ورم او حركة او إصابة حرارة الشمس القيظ الشديد ونحو ذلك

ومرضية : وهي ثلاثة أنواع ، و تكون من مادة ثم منها ما يسخن جميع البدن فان كان مبدأ تعلقها بالروح فهي حمى يوم لانها تقع غالبا في يوم ونهايتها إلى ثلاثة .. وإن كان تعلقها بالاعضاء الاصلية فهي حمى دق وهي أخطرها ، وإن كان تعلقها بالاخلاط سميت عفنية وهي بعدد الاخلاط الاربعة ، وتحت هذه الانواع المذكورة أصناف كثيرة بسبب الإفراد والتركيب .. وإذا تقرر هذا فيجوز أن يكون المراد النوع الاول فانها تسكن بالانغماس في الماء البارد وشرب الماء المبرد بالثلج وبغيره و لا يحتاج صاحبها الى علاج آخر ..
وقد قال جالينوس في كتابه ( حيلة البرء ) لو أن شابا حسن اللحم خصب البدن ليس في احشائه ورم استحم بماء بارد او سبح فيه وقت القيظ عند منتهى الحمى تنفع بذلك ..
وقال ابوبكرالرازي : إذا كانت القوى قوية والحمى حادة والنضج بين ولا ورم في الجوف ولا فتق فإنا الماء البارد ينفع شربه ، فإن كان العليل خصب البدن والزمان حارا وكان معتادا باستعمال الماء البارد اغتسالا فليؤذن له فيه ..
وقد نزل أبن القيم حديث ثوبان علي هذه القيود فقال : هذه الصفة تنفع في فصل الصيف في البلاد الحارة في الحمى العرضية أوالغب الخالصة التى لا ورم معها ولا شئ من الاعراض الرديئة والمراد الفاسدة فيطفئها باذن الله فان الماء في ذلك الوقت أبرد ما يكون بعده عن ملاقاة الشمس ووفور القوى في ذلك الوقت لكونه عقب النوم والسكون وبرد الهواء ، قال والايام التى اشار إليها هي التى يقع فيها بحرارة الامراض الحادة غالبا ولا سيما في البلاد الحاره . والله اعلــــم ..
قالوا : وقد تكرر في الحديث استعماله صلى الله عليه وسلم الماء البارد في عليته كما قال ( صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن ) اخرجه البخاري وغيره .. وقال سمرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا حم دعا بقربة من ماء فأفرغها على قرنه فاعتسل ) اخرجه البزار وصححه الحاكم ، و لكن في سنده راو ضعيف .. وقال أنس ( إذا حم أحدكم فليشن عليه من الماء البارد من السحر ثلاث ليال ) اخرجه الطحاوي وابو نعيم في الطب والطبراني في ( الاوسط ) وصححه الحاكم وسنده قوي وله شاهد من حديث ام خالد بنت سعيد اخرجه الحسن بن سفيان في مسنده وأبونعيم في الطب من طريقه ، وقال عبد الرحمن بن المرقع رفعه ( الحمى رائد الموت هي سجن الله في الارض فبردوا لها الماء في الشنان وصبوه عليكم فيما بين الاذانين المغرب والعشاء .. قال ففعلوا فذهب عنهم ) اخرجه الطبراني وهذه الاحاديث كلها ترد التأويل الذي نقله الخطابي عن ابن الانباري أنه قال : المراد بقوله صلى الله عليه وسلم (فأبردوها ) الصد به ..
قال ابن القيم أظن الذي حمل قائل هذا انه اشكل عليه استعمال الماء في الحمى فعدل الي هذا وله وجه حسن لان الجزاء من جنس العمل ، فكانه لما أخمد ليهيب العطشان بالماء اخمد الله ليهب الحمي عنه ، ولكن هذا يؤخذ من فقه الحديث واشارته ، واما المراد به بالاصل فهواستعماله في البدن حقيقة كما تقدم والله اعلم
قوله ( قال نافع وكان عبدالله) اي ابن عمر ( يقول إكشف عنا الرجز) أي العذاب ، وهذا موصول بالسند الذي قبله و، وكأن ابن عمر فهم من كون أصل الحمى من جهنم أن من أصابته عذب بها ، وهذا التعذيب يختلف باختلاف محله ، فيكون للمؤمن تكفيرا لذنوبه وزيادة في أجوره كما سبق . وللكافر عقوبه وانقاما ، وإنما طلب ابن عمر كشفه مع مافيه من الثواب لمشروعية طلب العافية من الله سبحانه إذ هو قادر على أن يفر سيئات عبده و يعظم ثوابه من غير أن يصيبه شئ يشق عليه... والله اعلم .
وأما الحديث الثاني :
قوله : ( عن هشام ) هوأبن عروة بن الزبير وفاطمة بنت المنذر أي أبن الزبيرهي بنت عمه وزوجته واسماء بنت ابي بكر جدتهما لابويهما معا .. قوله ( بينها وبين جبيها) بفتح الجيم وسكون التحتانية بعدها موحدة : هو ما يكون مفردا من الثوب كالكم والطوق ، وفي رواية عبدة عن هشام عند مسلم ( فتصبه في جبيبها )
قوله : (أن نبردها بفتح أوله وضم الراء الخفيفة وفي رواية لأبي ذر بضم أوله وفتح الموحدة وتشديد الراء من التبريد وهو بمعني رواية أبرد بهمزة مقطوعة ، زاد عبدة في روايته ( وقال انها من فيح جهنم ) .
والحديث الثالث : حديث عائشة .
واما الحديث الرابع : حديث رافع ابن خديج .. قوله صلى الله عليه وسلم ( من فيح جهنم ) وفي رواية السرخسي ( من فوح ) بالوار وقد جاء عند البخاري في صفة النار من بدء الخلق من هذا الوجه بلفظ ( من فور) وكلها بمعني ، وجاء هنا أيضا بلفظ ( فأبردوها عنكم ) بزيادة ( عنكم ) وكذا زادها مسلم في روايته عن هناد بن السري عن أبي الاحوص بالسند المذكور هنا ..
والله اعــــــــــــــــــــــــــلم ..



 
 توقيع : أبو موهبة



رد مع اقتباس