أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
[الكهف: 110].
وبعد: فالتوحيدُ أغلى ما يملِكُ المُسلِم، ومن هداهُ الله إليه فليعُضَّ عليه بالنواجِذ، وليصُنْه مما يُناقِضُه أو يقدَحُ فيه أو يُنقِصُه، ومن دعا غيرَ الله أو طافَ على قبرٍ أو ذبَحَ له فقد خسِرَ أنوارَ التوحيد وفضائِلَه، ولم تُقبَل له طاعة، وتعرَّض لنُصوص الوَعيد بالخُلود في النار.
والتوحيدُ منَّةٌ من الله عظيمةٌ، يهَبُها لمن يشاءُ من عباده، وعلى المُسلِم أن يسعَى لتحقيقِه في نفسِه وذرِّيَّته والأقرَبين من أهلِه ومن جميع الناس.
ومن شُكر نعمة التوحيد: دعوةُ الخلقِ إليه، والتحذيرُ من كلِّ آفةٍ تُنافِي أصلَه أو كمالَه.
ومن وسائل الثَّبات عليه: دعاءُ الله بالثَّبات، والبُعدُ عن البِدَع والشُّبُهات والشَّهَوات، والإكثارُ من الطاعات، والتزوُّدُ من علوم الشريعة، وسُؤالُ العُلماء الربَّانيِّين عما يُشكِلُ منها.
اللهم إنا نسألُك الإخلاصَ في القولِ والعملِ، اللهم أحيِنا مُسلمين، وتوفَّنا مُسلمين، وألحِقنا بالصالِحين غيرَ خزايا ولا مفتُونين يا رب العالمين.(
*)
وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
__________
(*) فضيلة الشيخ د.عبد المحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف