بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا معشر الرجال إنها الحقيقه ..!!

وإن كانت الحقيقه مؤلمه جارحه فهل يليق بنا أن نتغاضى ونتعامى عنها ،

مهما كانت قاسيه جارحه لئلا نتألم ؟! أم يجب أن نواجهها ونتحمل قسوتها

لنرعوي عما يضرنا ونتهذب ؟؟.

هل من الحكمه والعقل ألا نشرب الدواء لمرارته ؟!

أو نترك الصديد في الدمل ولا ننظفه خوفا من أن يؤلمنا ،

وألا نمس الجرح ولا نعالجه كي لا نشعر بألمه .

أيها المسلمون .....

إنكم تتحمسون وتثورون من أجل حطام الدنيا ،

من أجل جزء من الأرض أنتُهكت حرمته ،ولا تتحمسون

ولا تثورون من أجل الدين أو الشرف وقد ديست كرامته .

فأيهما أهم وأقدس ، وأيهما أعز وأنفس ...

نرى منكم في الهين البسيط الحماس والتفاني ،

ولا نرى منكم نحو الأهم الخطير إلا التهاون والتواني ،

تتقون وتخشون عدوا من العباد ، ولا تخشون ألد عدو في نفوسكم

اسمه الفساد يقتل النفوس ، فمن منهما العدو الأكبر ، ومن منهما الأخوف والأخطر ،

ألا فثوروا أيها المسلمون على من امتهن أوامر الإسلام ،

وقاطعوا من خرج عن الآداب والإحتشام ،

وحاربوا هذا الداء الوبيل الذي يهتك بالأعراض والأجسام .

قل للجميله أرسلت أظفارها ** إني لخوفي كدت أمضي هاربا

إن المخالب للوحوش تخالها ** فمتى رأينا للظباء مخالبا

بالأمس أنتِ قصصتي شعركِ غيلة ** ونقلتِ عن وضع الطبيعهِ حاجباً

وغداً نراكِ نقلتِ ثغركِ للقفا ** وأزحتِ أنفك_رُغم أنفك _جانباً

مَن عَلمَّ الحسناء أن جمالها ** في أن تُخالف خلقها وتجانباً

إن الجمال من الطبيعه رسمه ** إن شذ خطٌ منه لم يك صائباً

ليست النساء وحدهن مسؤولات عما وصلن إليه من انهيار في الأخلاق

بهذا التبرج والتبذل . بل كان الأحق والأولى أن يوجه الكلام كله إلى الرجال ،

لأن السبب في انتشار داء التبرج واستفحال شره إنما يرجع إلى إهمال الرجل

في القيام بواجبه نحو المرأه وهذ الإهمال ناشئ عن جهله أو تجاهله

أنه مسؤول عنها نفسا وعقلا وجسما وأنه قيِّم عليها مكلف برعايتها أباً كان

أو زوجاً أو أخاً ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

((كلكم راعِ ، وكلكم مسؤول عن رعيته ))

((رواه البخاري ومسلم ))

وأنه مأمور بالقيام على تهذيبها والعنايه بخُلقها ودينها ودنياها وآخرتها ،

كما قال تعالى ((الرجال قوامون على النساء )) .

وأنه رقيبٌ على أعمالها وأحوالها وتقواها وأدبها ، كما أمره ربه بقوله :

((واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ))

((النساء : 34))

فوالله ما أفسد المرأه إلا فساد الرجل واستهتاره بدينه ،

فكل امرأه فاسده إنما دفعها إلى الفساد وفتح لها بابه أبٌ أو زوجٌ فاسد ،

لم يعرف الله ربه فعمي عن الصراط السوي ، وجاهر بالخروج على الدين والأخلاق .

أو أبٌ أو زوجٌ ضعيف الإراده مستضعف فقد نخوة الرجال وغيرتهم ضعيف الإيمان

متغافل عن أوامر الله مستهين بمعصيته .

فكم من إبنهٍ منكودهٍ شقيه أضلها أبوها بضلاله ! وعداها بفساده !

فشبت لا تعرف الحياء ولا الدين ، إذ نشأت في أحضان الرذيله ،

ولم تعاشر ولم تخالط إلا الشياطين ، ثم قذف بها ذلك الأبُ إلى زوجٍ

فاجر مثله من الفاسدين المُفسدين فراحت فريسه فساد واستهتار الأب والزوج ،

وهامت مثلهما في غياهب الضلال ، وساقاها معهما إلى الجحيم .

وكم من ابنهٍ بائسه نُكبت بأبٍ ضعيف الإراده استعبده هواه ،

يزعم الإسلام والإيمان بالله وكتابه ويصلي ويصوم ويقرأ القرآن ،

ولكنه لا يعرف معروفاً ولا يستنكر منكراً إذ يعشق التبرج ، ويمقت الإحتشام،

ويسخر من الحجاب ويعتبره قيوداً ثقيله بغيضه ، تحرم ابنته العزيزه

حريتها بجمالها الفتان وشبابها الغض ، فيغريها بالتبرج ويدفعها إلى العصيان

بلا رحمه ولا يبالي بغضب الله ، وهو يكرر قوله تعالى

((وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن))

((النور : 31))

وذلك لأنه أسير الهوى مفتون بحب ابنته أعمى حبها قلبه وفتن لُبُّه ،

فأضله وعصى ربه .

فأعجب لهذا الأب الحنون الذي يشفق على ابنته من الإختمار

ولا يشفق عليها من غضب الله وعذاب الله .

وأعجب لهذ الأب المغرور والمفتون بجمال ابنته الذي ينظر إليها متغزلاً مبهوراً

ويقدمها لكل العيون مباهياً فخوراً ، ولا يطيق أن يحبس حريتها في سجن الإحتشام

وأن يدفن جمالها في قبر الخمار ، كما يدّعي ، فكأنما بذلك يعترض على الله

ويزعم أنه ظلمها وينتقد سُنه الحكيم الخبير ، كأنه أخطأ سبحانه وأساء التصرف ،

فحكم على المرأه بالعذاب والحرمان فلو كان هذا المخلوق حقاً من المؤمنين

لما عارض مولاه إذا هو أمر أمراً

((إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم

أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ))

((النور :91))

ولو كان حقاً من المؤمنين لما تجاهل وتغافل عن أمر ربه ولانتفع بالذكرى

كما قال تعالى (( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ))

((الذاريات: 55))

فقل لي بربك أيها الأب الذي يزعم الإيمان بالقرآن هل من التقوى والإيمان

أن تفهم أمر الله بالإختمار والإحتشام ، ثم لا تغضب لتبرج ابنتك ولا تنهاها عن العصيان ؟

وهل من الحب والحنان ألا تبالي بتعرضها لغضب الله وعقابه ،

ولا تحاول إنقاذها من مخالب الشيطان !! ألم تسمع قول الله تعالى :

(( يأيها الذين آمنو قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجاره ))

((التحريم : 6))

إنك أيها الأبُ القاسي أهملت تربيه ابنتك الدينيه ولم تعبأ بسعادتها الأبديه ،

في حين أنك عنيت أشد العنايه بمتعتها الدنيويه وسعيت

إلى تعليمها العادات والتقاليد الغربيه ولا حول ولا قوه إلا بالله .

فكم من زوجٍ أو أبٍ يزعم أنه مسلم وأنه رجل ، يرافق زوجته وبناته

إلى النوادي والملاهي وغيرها ، وهن كاسيات عاريات مائلات مُميلات ،

يمشين مِشيه خليعه تهز أجسادهن ، وترسل الشعور

تداعب الأعناق والأكتاف ،خجلا من أن يتهادى بين الغيد الحسان من أهله ،

بل يفرح أن استدعى جمالهن الأنظار ، ويفخر بأن تزوج أو أنجب جمالاً

جذاباً بهر الأبصار ، ويطيق أن يسمع التغزل في زوجته أو ابنته ،

ولا يبالي بعين ترمقها ، وقد تتبعها نظره تفحصها وقبيحه تسمعها .

فيا للداهيه الدهياء تُرى كم فقد الرجال من رجولتهم حتى أصبحوا

أشباه الرجال ولا رجال ؟؟! فإن الرجوله شخصيه وروح وغيره ونخوه

قبل أن تكون خشونه صوت وشارباً ولحيه ،

أهذه هي الرجوله أيها المدّعي الرجوله!! أن تسمح للعيون الدنيئه

الطفيليه أن تنظر إلى جسد نسائك وتنعم بحسنه ومفاتنه !!

وكأن هذا الحُسن وليمهً قد قمت بالدعوهِ إليها وكأن هذا الجمال مشاع

بينك وبين غيرك من الرجال . حلال مشترك لهم قبل أن يكون حلالك !

إنك تغضب ياهذا أشد الغضب ممن يحاول أن يطلع على دخائلك وخصائصك ،

وتخجل ممن يكشف سراً من أسرارك فهل هناك أمر أخص بك ،

وسرٌ أقدس وأجدر بالصون من جسم زوجتك وابنتك ؟؟!

فويل ثم ويل لأولئك الذين لا يعرفون كرامتهم ولا يحفظون رعيتهم

ولا يُحسنون القيام على ما استرعاهم الله من الزوجات والبنات كما أمرهم .

أيها المسلمون ......

ماذا جرى لعقولكم حتى رضيتم أن تفجُر أمامكم نساؤكم وأنتم تنظرون ! .

((فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) ((الحج 46))

فإن أعراضكم كأرواحكم ، وقد فرطتم فيها كثيرا ، أفلا تعقلون ؟!!

أيها المسلمون ...

مابلغ النساء هذا الحد من الفساد إلا بإغرائكم

وما الله بغافل عما تعملون فإنه ولاكم أمر نسائكم لتصلحوا الولايه ،

فأسأتم باستهتاركم ، أفلا تتقون ؟؟!

أيها المسلمون ...

لقد أهملتم الرعايه وأغفلتم الحذر ، وشجعتم الغوايه وركبتم الخطر ،

وإن تُهلكون إلا أنفسكم وما تشعرون إنكم لتتمردون على ربكم ،

ولا تبالون بغضبه وعقابه ، وتُلقون بأيديكم إلى التهلكه فهل أنتم منتهون !

(( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ))

(( الأعراف 201))

فاتقوا الله أيها المسلمون ولا تُفرطوا في القيامِ على ما استرعاكم

من النساء وولاكم أمرهنَّ بقوله ((الرجال قوامون على النساء ))

((النساء 34))

فقوموا بأقدس واجبٍ كُلفتم به وصونوا أنفس أمانه أُمرتم بالمحافظه عليها ورعايتها ،

حفظكم الله جميعا وجمعني بكم في جنهٍ عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين

أعتذر للإطاله والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

تقبلوا تحياتي
ولا تنسوني من صالح دعائكم
فالإختبارات على الأبواب
فراشه الربيع

• أريد أن أتوب .. ولكن .. !!
• هنيئا لك أخي المسلم هذه الثمرات !
• شرح الصدور .. بما لا ينفع الأموات بالقبور .