عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09 Dec 2018, 03:16 AM
الابن البار
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا
الابن البار غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2964
 تاريخ التسجيل : Jul 2008
 فترة الأقامة : 5743 يوم
 أخر زيارة : 12 May 2020 (08:02 PM)
 المشاركات : 1,180 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الابن البار is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
اتق الله حيثما كنت



التقوى إنّ التقوى هي عنوان الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة؛ فالله ولي المتقّين ومعهم في الدنيا والآخرة، وقد وعدهم الله في الجنّة حيث لن يُصيبهم خوف أو حزن، والإنسان العاقل يستعدّ للقاء الله تعالى في أي وقت، فهو لا يدري متى يدركه الموت، ولا يمكنه استدراك ما قصّر فيه، وفي حينها يندم عندما لا ينفعه ندم. ADVERTISING inRead invented by Teads شرح حديث اتقِ الله حيثما كنت (عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهُ قالَ قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها وخالِقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ) [حسن]، وفي (اتقِ الله حيثما كنت) قاعدة عظيمة على المسلم اتباعها تتمثّل في الآتي: اتقِ الله يُوصي الحديث بالتقوى، وهذه الوصية تجمع لحقوق الله تعالى وحقوق خلقه معاً، وأعظم التقوى هي اتقّاء سخط وغضب الله، أمّا حقيقة التقوى فهي أن يجعل الإنسان بينه وبين ما يخافه وقاية تحميه منه، أي أنّ تقوى الله هي أن يجعل العبد بينه وبين غضب الله أقوالاً وأفعالاً تقيه من ذلك، وتشمل التقوى التزام أوامر الله سبحانه، والابتعاد عن المحرّمات والشبهات، وفعل ما نُدب أو سنّ فعله، وترك ما كُره من ذلك، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أرسل أميراً على سرية أوصاه بأن يتقّي الله في نفسه ومن معه من المسلمين، وقد تناقل السلف الوصية بها، حيث كان أبي بكر رضي الله عنه في خُطبه يُوصي النّاس بدايةً بتقوى الله. يعتبر كمال التقوى هو أن يترك العبد شيئاً مما لا شكّ في إباحته خشية الوقوع في أمر فيه شكٌ في إباحته، بحيث يجعل جزءاً من المباح سياجاً ووقايةً من الوقوع في الحرام، وهذا يشتمل جميع أبواب الدين، والتي منها باب الأموال، والفروج، ومعاملة النّاس أو الخلق، والولايات، والاتباع، والابتداع، ومن الجدير بالذكر أنّ ما يُعين على ذلك هو طلب التفقّه في الدين؛ وذلك لأنّ التقوى تحدث بمعرفة ما يجب أن يتقّى؛ والتي تحتاج إلى دراية وعلم. حيثما كنت تُشير الوصية إلى عبارة (حيثما كنت)، ويُراد بها اتقاء الإنسان لله في السرّ والعلانية، وفي المكان الذي يراه الخلق والمكان الذي لا يرونه، أمّا السبب الموجب لخشية الله في السرّ هو أنّ العبد يعلم أنّ الله يراه أينما كان، وأنّه سبحانه يطّلع على ظاهره وباطنه وسرّه وعلانيته، وقد ذكرت الكثير من الأحاديث أهمية خشية الله والورع في الخلوة، كما أنّ تقوى الله في السرّ إحدى علامات كمال الإيمان، ولها الأثر العظيم في انشراح الصدر، وطمأنينة القلب وراحة النفس، وإلقاء محبّة الشخص في قلوب المؤمنين؛ حيث إنّ السعيد هو من أصلح ما بينه وبين ربّه، فيجعل له سبحانه قبولاً في الأرض، والشقيّ هو من أفسد ما بينه وبين ربّه، فيجعل له سبحانه جفاءً في الأرض. عبادات تكفر الذنوب وتزيد التقوى قد يقع من الإنسان تقصير في الامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه، إلّا أنّ هناك العديد من مكفّرات الخطايا التي يؤديها المسلم ليُغفر له بإذن الله وتزيد تقواه، مثل: الوضوء، والصلاة، والصوم، والقيام، والعمرة، والصدقة، والذكر، والصبر على المصائب.





رد مع اقتباس