عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 29 Mar 2016, 02:16 AM
في الجنة نلتقي
قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا
في الجنة نلتقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 11087
 تاريخ التسجيل : Mar 2011
 فترة الأقامة : 4813 يوم
 أخر زيارة : 18 Jun 2020 (10:25 PM)
 المشاركات : 928 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : في الجنة نلتقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
نظرة في القدوة الحسنة



من رحمة الله بالأمة أن أرسل لها خير رسله؛ ليكون قدوة لها تأخذ من علمه وسمته، ولما أراد الله بأمتنا الخير بعث فينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- وجعله منة وتكريم ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (164)آل عمران.
قال القرطبي - رحمه الله - في تفسيره: "بين الله - تعالى -عظيم منته عليهم ببعثه محمداً - صلى الله عليه وسلم -. والناظر إلى حال الأمم اليوم فإنه يجدها تتعلق برموزها وينصبون لها تماثيل ويعظمون وينكبون ويرفعون وهذا كله من فعل البشر، أما من ينظر إلى نبينا الكريم، فإنه يجد من يزكي هو رب العالمين - جل وعلا - وجعل في نبيه -صلى الله عليه وسلم- المثل القويم والأسوة التي يتبعها المؤمنون جميعاً: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(21)الأحزاب، قال ابن كثير مفسراً لهذه الآية: "هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، في أقواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أمر- تبارك وتعالى -الناس بالتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته" تفسير ابن كثير، (3/ 88). والذي يريد أن يعرف ويتعلم هذا فليتعلمه من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- الذين اختارهم الله لنبيه ورباهم النبي علي يديه بهداية الله لهم.
القدوة في صحب النبي....
وهذا عمر بن الخطاب يضرب لنا مثلاً كريماً في التأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعن عابس بن ربيعة - رحمه الله -، قال: " رأَيتُ عُمَرَ يُقَبَّلُ الْحَجَرَ، ويقول: إنَّي لأعْلَمُ أنَّكَ حَجَرُ، ما تَنْفَعُ ولا تَضُرُّ، ولولا أنَّي رأَيتُ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يُقَبَّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ" [حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم]
قبل الحجر لأنه رأي النبي يقبل، كان عمر يفهم التأسي سلوكاً اجتماعياً، فيه جانب كبير من متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أخلاقه، في شمائله، في تواضعه، في محبته، في وسطيته، في ليونته، في مؤانسته فرضي الله عنك يا عمر. فلقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- مثلاً وسيظل هذا المثل إلى يوم القيامة يحتذي به في كل جوانب الحياه.
وصية في الاقتداء.....
قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: " كلّ عبادة لم يَتَعبدْ بها أَصْحابُ رَسُولِ اللهِ- صلى الله عليه وآله وسلم - فلاَ تَتَعبَّدوا بها؛ فإِن الأَوَّلَ لَمْ يَدع للآخِر مَقالا؛ فاتَّقوا اللهَ يا مَعْشَر القرَّاء، خُذوا طَريقَ مَنْ كان قَبلكُم" "الإبانة". هذا لأنك تجد من يدخل في دين الله ما ليس منه ويريد أن يصبح قدوة ويريد تعميماً لرأيه الذي بناه بلا علم ولا حجة، فنقول له: اعلم أن المسلم لا تقبل منه العبادة إلا إذا تحقق فيها شرطان أساسيان:
الأول: إخلاص النية لله - تعالى -: وهو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله - تعالى -دون غيره والنص عندنا قول الله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) البينة.
الثاني: موافقة الشرع الذي أمر الله - تعالى -أن لا يعبد إلا به، وذلك يكون بمتابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء به، وترك مخالفته، وعدم إحداث عبادة جديدة أو هيئة جديدة في العبادة لم تثبت عنه - عليه الصلاة والسلام - والنبي أخبرنا (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة)). ورواه أبو داود وابن ماجه وصححه شعيب الأرناؤوط وبعضه في صحيح مسلم. فلابد من الاقتداء بمن سبقنا لا بغيرهم. هذا والله تعالى أعلى وأعلم.




 توقيع : في الجنة نلتقي


رد مع اقتباس