الشيخ عبد الله بن جبرين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وأما الصور التي انتشرت في هذه الأزمنة ، وعمت بها البلوى
بحيث أنها انتشرت في كل المعلبات ، في بعض المناديل
وفي العلب وفي الكراتين وما أشبه ذلك -
عمت بها البلوى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فمن الناس من يقول : إنها لا تدخل في النهي .
رخص في ذلك بعض المشائخ منهم الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وقال :
إنها ليست من الصور التي ينهى عنها ؛ وذلك لأنها ممتهنة ، ولأنها غير
مجسدة ، ولأنها غير كاملة ، ولأنها تؤخذ بهذه الآلة التي تقتطفها
وتختطفها وترسمها ، فهي باقية على خلق الله تعالى ،
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولأنها أصبحت من الضروريات بحيث أن كل طالب لا يسجل
إلا وقد أخذت له صورة حتى في المرحلة الابتدائية ، أنها ترسم
أيضا على المؤهلات والشهادات وما أشبهها ، وعلى البطاقات الشخصية
وما أشبه ذلك ؛ فرأوا عدم تحريمها ، وإن كانوا بذلك قد خالفوا المشائخ
الأولين كالشيخ محمد بن إبراهيم وحمود التويجري وغيرهم في
أنها داخلة في النهي ، ولكن اعتذروا بأنها فيها
مصلحة ونحو ذلك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كذلك أيضا أفتى بعض المشائخ بجواز اقتناء الصحف والمجلات التي
فيها شيء من هذه الصور ، والتي قد يتسلى بها بعض الأطفال ،
وينشغلون بها عما لا فائدة فيه أو عما فيه مضرة ؛ فأجازوا السماح
باقتناء هذه المجلات التي يقصد الذين نشروها والذين طبعوها - كمجلة
الشباب والأسرة وما أشبهها - يقصدون بذلك إشغال الأطفال عما هو
ضار عليهم ، فلعل ذلك يُتسامح لما في ذلك من المصلحة ، وارتكاب
أدنى المفسدتين بتفويت أعلاهما . فهكذا أفتوا ،
ولكل اجتهاده ، ولكل نظره .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وبكل حال .. أباح بعض العلماء الصور التي على الفرش إذا
كانت ممتهنة ، وممن أباح ذلك الشيخ ابن باز - رحمه الله - إذا كانت
توطأ بالأقدام ويجلس عليها . استدلوا بأن عائشة لما نصبت ذلك القرام
على السهوة - يعني على النافذة - وكان فيه صورة ؛ عند ذلك نزعته
بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فشققته وجعلت منه وسادتين
منبوذتين ؛ فيدل على أنها إذا كانت مهانة منبوذة لا غنى في ذلك
أن ذلك لا يدخل في النهي ، وأن الأمر فيه سعة .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وبكل حال نقول : إن الأصل هو طمس الصور التي يُخاف أن تعبد من
دون الله وأن تعظم - سيما إذا كانت مجسدة ؛ أي لها ظل ولها جرم -
وإبعاد الصور المجسدة .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وأما الأطفال فإنه يمكن أن يعوضوا عن تلك الدمى بصور
ما ليس بحيوان : صور سيارات ، وصور أسلحة ، وصور طائرات
وما أشبه ذلك من الصنائع ؛ ففيها ما يكفيهم ويتلهون به عن أن
تجلب إليهم تلك الصور المجسدة التي هي صور حيوانات سواء من
صور إنسان ، أو صور خيل ، أو صور طيور ، أو ما أشبه ذلك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الأولى بالمسلم أن يبتعد ويبعد عن بيته كل شيء فيه مضرة ،
وفيه مفسدة على عقله وعلى دينه وعلى أمانته .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وأما الصور التي تلتقط بواسطة أفلام الفيديو فالظاهر أيضا جوازها ؛
وذلك لأنها ليست ثابتة ، وإن كانت متحركة بحيث أنهم يلتقطونها
فيصورونها في ذلك الفيلم ، ثم يعرضونها في هذا الجهاز الذي تنظر
إليه وراء هذه الشاشة وهي متحركة ، فإذا كانت مفيدة ؛ يعني أنها
مشتملة على فوائد كصور محاضرات ، أو صور حروب تجري على
المسلمين ويحدث فيها شيء من الاعتداء وما أشبه ذلك ،
أو صور مجاعات تمثل ما يقع فيه بعض أولئك المسلمين ؛
مما يحصل به رقة القلوب لهم أو ما أشبه ذلك ؛
فلعل هذا مما يتسامح فيه .
يتبع ,,,