السؤال :
عندي سؤال بخصوص الصور .
هل صور الفيديو والكومبيوتر التي تظهر على الشاشة مباحة ؟
هل لك أن توضح لنا هذا مع الدليل ؟.
المفتي : الشيخ محمد صالح المنجد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الجواب:
الحمد لله :
الحكم على الشيء فرع عن تصوُّره ، ولا بد من معرفة طريقة التصوير المذكور وكيفيَّته .
قال صاحب رسالة أحكام التصوير
1- التصوير السينمائي أو صورة الشريط السينمائي :
وهو الذي ينقل الصورة المتحركة مع الصوت على امتداد فترة زمنية
محددة ، وبكل ما تضمنته هذه الفترة من أحداث ووقائع ، وهذه الصورة
التي يظهرها الشريط على الشاشة هي خيال ذلك الشيء ، لا
حقيقته بعد تثبيته على الشريط المذكور . وقد جاء في كتاب
" الشريعة الإسلامية والفنون " أن السينماء سميت أخيلية :
" لأنها تعرض خيالات الأشياء لا حقيقتها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
2- التصوير التلفزيوني :
وهو الذي ينقل الصورة والصوت في وقت واحد بطريق الدفع الكهربي ،
وذلك نتيجة لتأثير الضوء المنعكس من الجسم المراد تصويره على لوح الميغا ،
والمغطى بعدد هائل من الحبيبات الدقيقة المصنوعة من مادة حساسة للضوء ،
تُصنع من أكسيد الفضة ، والسيزيوم ، منفصلة عن بعضها ومعزولة كهربياً .
وهذا القسم من التصوير بواسطة الآلات وإن كان شبيهاً تماماً بصورة الشريط
السينمائي إلا أن التصوير التلفزيوني يحوِّل الصور إلى إشارات إلكترونية ،
ثم إلى موجات كهرمغناطيسية ، إما أن ترسل عبر هوائي الإرسال
لتستقبلها هوائيات الاستقبال لأجهزة التلفزيون ، ضمن المدى
الذي يمكن أن تصل إليه ، وإما أن توجه إلى جهاز يختزن تلك
الموجات على شكل تغيرات مغناطيسية في شريط بلاستيكي
مطلي بمادة مغناطيسية مناسبة ، يصلح لاختزان
تلك الموجات ، التي طلي بها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولعرض ما سجَّله هذا الشريط المذكور يمر بعد اختزانه تلك الموجات
على رأس يتحسس لها ، فيحولها مرَّة أخرى إلى إلكترونات ثم يرسلها
إلى الشاشة على شكل إشارات كهربية ، لتظهر على شكل صورة ،
ولكن بعد عملية معقدة .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فجهاز التلفزيون هو الذي يستقبل الموجات الكهربائية ويجمعها
ثم يخرجها منتظمة على شكل صورة ذات ملامح كاملة .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وهناك نوع آخر مما يمكن أن يعتبر جزءاً من هذا التصوير ،
وذلك مثل أجهزة الهاتف في بعض البلدان المتقدمة صناعياً ،
والتي تنقل صوت المتكلم وصورته ، فيشاهد كل منهما الآخر
على شاشة الجهاز الذي يتكلم منه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ومثل الأجهزة التي أصبحت تركب على أبواب المنازل ، فإن هذا الجهاز
يلتقط صوت القادم وصورته إلى شاشة جهاز داخل المنزل ، فيشاهدها
من في البيت بكل وضوح ، وقُل مثل ذلك في الأجهزة التي تستخدم
لمراقبة المجرمين من السَّرق ونحوهم في البنوك
والمحلات التجارية ، وغير ذلك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فهذه الأجهزة تعد نوعا واحداً تستخدم لأغراض مختلفة ، حيث تسلط
آلة الكاميرا على المكان الذي يراد مراقبته ، فتنقل تلك الآلة الصورة إلى
شاشة جهاز مثل جهاز التلفاز ، فتظهر الصورة فيه بوضوح ، ولا زالت
الأيام تأتي بجديد ما بين كل فترة وأخرى ، ولا ندري ما الذي سيظهر
مستقبلاً ، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على التوسع الهائل
والمذهل في استخدام التصوير الآلي بنوعيه الثابت والمتحرك في
مجالات ونواحي متعددة كثيرة ، ومن ذلك على سبيل المثال المجال
الصناعي والحربي والأمني والتعليمي والطبي والاجتماعي وغير ذلك .
أحكام التصوير لأحمد بن على واصل 65-67 .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قال الشيخ ابن عثيمين : " والصُّور بالطُّرُقِ الحديثة قسمان :
الأول : لا يَكُونُ له مَنْظَرٌ ولا مَشْهَد ولا مظهر ، كما ذُكِرَ لِي
عن التصوير ، بِأَشرطة الفيديو ، فهذا لا حُكْمَ له إطلاقاً ،
ولا يَدْخُل في التحريم مطلقاً ،
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولهذا أجازه العلماء الذين يَمْنَعونَ التّصوير على الآلة الفوتوغرافية
على الورق وقالوا : إن هذا لا بأس به ، حتى إنه قيل هل يجوز
أن تصوَّر المحاضرات التي تلقى في المساجد ؟ فكان الرأي ترك ذلك ،
لأنه ربما يشوش على المصلين ، وربما يكون المنظر
غير لائق وما أشبه ذلك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
القسم الثاني : التصوير الثابت على الورق ......
ولكن يبقى النظر إذا أراد الإنسان أن يُصوِّر هذا التصوير المباح
فإنه تجري فيه الأحكام الخمسة بحسب القصد ، فإذا قصد به شيء
مُحَرَّما فهو حرام ، وإن قصد به شيء واجب كان واجباً . فقد يجب التصوير
أحياناً خصوصاً الصور المتحركة ، فإذا رأينا مثلاً إنساناً متلبساً بجريمة
من الجرائم التي هي من حق العباد كمحاولة أن يقتل ، وما أشبه
ذلك ولم نتوصل بإثباتها إلا بالتصوير ، كان التصوير حينئذٍ واجباً ،
خصوصاً في المسائل التي تضبط القضية تماماً ،
لأن الوسائل لها أحكام المقاصد .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
إذا أجرينا هذا التصوير لإثبات شخصية الإنسان خوفاً من أن يُتَّهم
بالجريمة غيره ، فهذا أيضاً لا بأس به بل هو مطلوب ، وإذا صوّرنا الصورة
من أجل التمتع إليها فهذا حرام بلا شك ... والله أعلم .
انظر الشرح الممتع 2/197-199 .
يتبع ,,,