عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16 Jan 2019, 12:12 PM
ابن الورد
الحسني
ابن الورد متصل الآن
Saudi Arabia    
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل : Feb 2005
 فترة الأقامة : 7001 يوم
 أخر زيارة : اليوم (05:33 PM)
 الإقامة : بلاد الحرمين الشريفين
 المشاركات : 17,398 [ + ]
 التقييم : 24
 معدل التقييم : ابن الورد تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
موارد الظمآن في دروس الزمان - الدرس الثالث من دروس أبوالحسن الحسني في المساجد .



موارد الظمآن في دروس الزمان
الدرس الثالث
مسجد الملك عبدالعزيز الإثنين 5 محرم 1439 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل [ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ
إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ ] - النحل 77
والقائل سبحانه ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) ﴾الأنبياء
والصلاة والسلام على النبي القائل (بُعِثْتُ فِي نَفْسِ السَّاعَةِ )
والقائل (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي )أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرِيُّ
والقائل لإبن عمر( كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ )
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين .
ثم أما بعد فيا أيها الإخوة الكرام الأحبة وأهل هذا المسجد المبارك
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي الكرام ومازال حديثنا عن الغربة والمغتربين وكل الناس في هذه الدنيا غربة ومغتربون وغرباء وكلنا غربة ومغتربون بل كل العالم من خلق آدم إلى قيام الساعة مسافرون مغتربون .
ومازلنا نواصل كلام ابنٓ الجوزي فقال رحمه الله: المسلمون المغتربون المُغترّون بهذه الدنيا
أربعة طبقاتٌ:
طبقة العلماء وطبقة العباد وطبقة الأغنياء وطبقة العوام
وسيكون حديثنا اليوم عن
.الطبقة الثالِثة: طبقة الأغنياء وأصحاب الأموالِ:
قال ابن الجوزي
فَمِنْ الأغنياء : قومٌ يَحْرِصِونَ على بناءِ المساجدِ والْمدَارسِ ويَكْتُبونَ أَسْمَاءَهُم عليها لِتَخْلِيدِ ذِكْرهِمْ وَمَنْ أرادَ وجهَ اللهِ لَمْ يُبالِ بِذْكر الخَلْقِ وهؤلاء قَال بعضُ العلماءِ: إنهم اغْتَرُّوا مِن وَجْهَيْن:
أَحَدُهُما: أنَّهم اكْتَسَبوها مِنَ الظُلْمِ والشُبُهاتِ والرُشَاءِ والجِهَاتِ المَحْظُورةِ، فهؤلاءِ تَعَرَّضُوا لِسَخَطِ اللهِ في كَسْبِها فإذا عَصَوُا اللهَ في كَسْبِها فالواجبُ عليهمْ التَوْبةُ وَرَدُّ الأموالِ إلى أربابها إنْ كانُوا أحْيَاءً، وإلى وَرَثَتِهِمْ إنْ كانُوا أَمْوَاتًا، وإنْ لَمْ يَبْقَ لَهُمْ وَرَثَةٌ فالواجِبُ عليهمْ أنْ يَصْرِفُوها في أهمِّ المَصَالِحِ وَرُبما يكُونُ الأهَمُّ تَفْرِقَتَها على المساكينِ.
والوجهُ الثاني: أنَّهمُ يَظُنُونَ بأنفُسِهِمْ الإِخْلاصَ وَقَصْدَ الخَيرِ في الإنفاقِ وعُلوِّ الأبْنِيَة. ولو كُلِّفَ واحدٌ منهم أنْ يُنْفِقَ دِينارًا على مِسكينٍ لم تَسْمَحْ َنْفُسُه بذلك، لأنَّ حُبَّ المدْحِ والثناءِ مُسْتَكِنٌّ في باطِنِهِ وقلبه ونفسه .
ومن الأغنياء : قَومٌ يَتَصَدَّقُونََ ولكنْ في المَحَافِلِ وَيُعطُون مَنْ عادتُهُ أن يشكرهم ويفشوا معروفهم ويعمل دعايات لجودهم وكرمهم .
ومن الأغنياء : مَنْ يُكْثِرُ الحَجَّ وَرُبما تركَ جِيرانَهُ جياعًا.
ومن الأغنياء : قومٌ يَجْمَعُون المالِ وَيَبخَلونَ بإخراجِهِ، ثم يَشْتَغِلُونَ بالعَباداتِ البَدَنِيَّةِ التي لا تحتاجُ إلى نفقةٍ كالصيامِ والصلاةِ، ولا يَدْرونَ أَنَّ جِهادَ النفسِ أولى من البخلِ المُهلِكِ للدين والدنيا والآخرة .
وكأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى في سورة محمد 38 ( هاأنتم هؤلاء تُدْعون لتُنْفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخلُ عن نفسه
والله الغنيُ وأنتم الفقراء ، وإن تَتولوا يستبدل قوما غيرَكم ثم لايكونوا أمثالَكم
ورحم الله القائل
لَقَدْ خَابَ مَنْ غَرَّتْهُ دُنْيًا دَنِيَّةٌ ** وما هِيَ أنْ غرَّتْ قُرُونًا باطَائِل

أَتَتْنَا عَلى زِيِّ العَزيزِ بِثَينَةٍ ** وَزِينَتِهَا فِي مِثْلِ تِلْكَ الشَّمَائِلِ

فَقُلْتُ لَهَا غُرِي سِوَايَ فإِنَّنِي ** عَزوفٌ عن الدُّنْيَا وَلسْتُ بِجَاهِل

وَهَبْها أَتَتْنا بالكُنوزِ وَدُرِّهَا ** وأَمْوَالِ قَارُونٍ وَمُلْكِ القَبائِل

أَليْسَ جَمِيعًا لِلفَنَاءِ مَصِيرُهَا ** وَيُطْلبُ مِنْ خُزَّانِها بالطَّوائِلِ

فَغُرِّي سِوايَ إِنَّنِي غَْيُر رَاغِبٍ ** لِمَا فِيكِ مِنْ غِرٍ وَمُلْكٍ ونائِلِ

وَقَدْ قَنِعَتْ نَفْسي بِمَا قد رُزِقْتُهُ ** فَشَأْنِكِ يا دُنْيَا وأَهْلَ الغَوَائِلِ

فإِنّي أَخَافُ اللهُ يَوْم لِقَائِهِ ** وأَخْشَى عِقَابًا دَائِمًا َغَيْرَ زَائِل

وذكر أن أحد الصالحين كان ينادي بليل بجوار أسوار المدينة: الرحيل، الرحيل، الرحيل الرحيل فلما توفي فَقَدَ صَوْتَهُ أمير المدينة فسأل عنه فقيل: إنه قد مات
فأنشد فيه أمير المدينة قائلا :
ما زال يلهجُ بالرحيل و ذكره حتى أناخَ ببابِه الجمالُ

فأصابه متيقظًا متَشَمِّرًا ذا أهبة لم تُلهِهِ الآمالُ
وأختصر
ابو العتاهيه لنا الدنيا فى 6 ابيات شعرية جميله جداً فلنتأملها .
فقال يرحمه الله تعالى
نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية
طفلُ الملوك هنا، كطفل الحاشية!!
ونغادر الدنيا ونحن كما ترى
متشابهون على قبور حافية !!
أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا
وحسابُنا بالحق يوم الغاشية !!
حورٌ، وأنهارٌ، قصورٌ عالية
وجهنمٌ تُصلى، ونارٌ حامية !!
فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي
ما دام يومُك والليالي باقية !!
وغداً مصيرك لا تَراجُعَ بعده
إما جنان الخلد وإما الهاوية ..

*نسأل الله تعالى لنا ولكم ولجميع المسلمين حسن الخاتمة*
ورحم الله تعالى القائل
يامن بدنياه أشتغل وغره فيها طول الأمل
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
أحبتنا الكرام نكمل الحديث عن طبقة العوام من الناس
في المرة القادمة بإذن الله تعالى
ونقول أحبتنا الكرام
خير الكلام ماقل ودل
وأثقله ماطال وعل إلا كلام الله عزوجل ونبيه المطهر لايمل
اللهم ربنا إنا نسألك بإسمك العظيم الأعظم ياأرحم الراحمين
أن ترحم وتغفر لشيخنا محمد حسن حضيري
اللهم ربنا وأجعل سكناه الفردوس الأعلى من الجنة يارب العالمين
اللهم ربنا اهدنا يسر الهدى لنا واهدي عامة المسلمين
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين
اللهم ربنا ادفع عنا الغلا والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن
وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين .
اللهم ربنا آمن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين بأمنك
اللهم آمن مليكها وولاة أمرها وجميع أهلها من كل سوء يارب العالمين .
اللهم ربنا آمن فلسطين وأهلها اللهم ربنا آمن سوريا وأهلها اللهم ربنا آمن سوريا وأهلها
اللهم ربنا آمن اليمن وأهلها.
اللهم ربنا.آمن. جميع بلاد المسلمين من سائر الفتن ماظهر منها وما بطن برحمتك يأرحم الراحمين .
اللهم ربنا كن حافظا وعونا ومعينا ومؤيدا ونصيرا.لجميع جندنا حماة أمن الحرمين الشريفين وأمن جميع بلاد المسلمين .
اللهم ربنا .وتقبل موتاهم وقتلاهم في الشهداء يارب العالمين
اللهم ربنا وفِّق ولي أمرنا لما تحب وترضى،
وأعنه على البر والتقوى، وسدده في أقواله وأعماله،
وارزقه البطانة الصالحة يا حي يا قيُّوم،
اللهم ربنا وفق جميع ولاة أمر المسلمين.
للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم
اللهم ربنا وأجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين
.(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 180 - 182]
وجزاكم الله تعالى كل خير .
-------------------------------




 توقيع : ابن الورد


رد مع اقتباس