عرض مشاركة واحدة
قديم 24 Jun 2017, 04:14 AM   #43
عبير محمد
باحث فضي


الصورة الرمزية عبير محمد
عبير محمد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 17737
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : 01 Sep 2023 (09:03 PM)
 المشاركات : 160 [ + ]
 التقييم :  10
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: لأنك الله رحلة إلى السماء السابعة~



14583311_628461760669952_6978851784714354688_n.jpg

❀- قريب لا تحتاج حتى تصل إليه إلا أن يخطر ببالك، أن تشعر بقربه، أن تحس بأنه يراك، ثم تقول:

🔵•• يا الله ••🔵



🔹-- *إذا سألوك*..

🔷🔹 (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) 🔹🔷


✿- أي شخص يسألك عن الله فأول شيء تصف ربك به هو أنه قريب منه! النفوس مفطورة على عدم استعدادها لعبادة رب بعيد، لا يسمع دعاءها، ولا يرى حاجاتها، فمن أهم الصفات التي تبتدر بها ال

ذي يريد التعرف إلى الله أن تخبره أن ربه "قريب" هكذا علمك سبحانه أن تخبر عنه!

❀- وهذا القرب علاوة على أنه يجعلك تحبه، وتأنس به، وتخشاه إلا أنه فوق ذلك يجعلك تدمن على استغفاره والتوبة إليه، فالقريب من جهة يستحق أن يستغفر ويتاب إليه لأنه بقربه اطلع على كل غدراتك وفجراتك، ومن جهة أخرى فهو قريب قربًا يجعل استغفارك ولن يتوب عليك إلا من علم توبتك، فهو القريب المجيب،

-🖱- وبعد هذا تأمل قوله سبحانه:
(فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ).

✿- ومن نوادر التعابير التي تصيبك بالحياء من القريب سبحانه قول أحدهم: "ألا يستحق أن تحبه؟ في اللحظة التي تغلق الباب على نفسك حتى تعصيه، يدخل لك الأكسجين من تحت الباب حتى لا تموت"!

❀- وهذا القرب يقابله محاولة تقرب من العبد إليه سبحانه:
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ)

✿- إنه مضمار المسارعة، والمسابقة، والتي لا يكون قصارى رغبة العبد فيه أن يكون قريبًا بل أن يكون الأقرب!




🔹-- *من بين الأدخنة*..

❀- وفي أجواء المحن التي تعيشها الأمة، ومن بين أدخنة الحروب المهلكة التي تمس أفئدة المؤمنين باللأواء، يحتاج المؤمن هناك إلى ثلاثة مستويات معرفية متعلقة باسم القريب:


🔷•• الأول:

✿- معرفة قربه سبحانه إيمانًا ويقينًا، ليريح نفسه من عناء الصراخ والاستنجاد بالبشر، فرب البشر قريب شهيد مطلع، فيجد في القرآن آية تقول له بكل وضوح:

-🖱- (إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)،

❀- فيلقي عند أعتابها حرقات روحه المكلومة، وكل ما سبق يصب في خانة هذا المستوى المهم.



🔷•• الثاني:

✿- ومن بين لهيب القهر، ورؤية تفاصيل الشتات، وتهدم البيوت وموت الأنفس، وهلاك الثمرات، يريد رحمة، يبحث عن رحمة، يتمنى رحمة تنهي عذابات خذلان الإخوة، وطعنات الغدر المتوالية، فيقف عند قول الحق سبحانه:

-🖱- ( إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)

*يا الله*!

✿- إذن ليس بين ذلك المجاهد المغوار الذي نذر روحه للجبار إلا ستار شفيف تلوح من خلفه مخايل الإحسان، فقط يحتاج أن يجاهد في الأرض بطريقة ملائكية يشعر فيها أنه يرى الله! فإن لم يكن يرى الله فإن الله يراه، فلا يطلق رصاصة إلا ولديه جواب عن لماذا وكيف ومتى أطلقها!

❀- ولا يزال العبد ينتقل من إحسان إلى إحسان، وتكون في المقابل رحمة الله أقرب إليه من غيره، حتى تغشاه الرحمة من كل مكان، تنتزعه من أدخنه الموت إلى سحائب الرضا.


🔷•• الثالث:

✿- وتطول الأيام، وتتوالى الزفرات، وتشتد البلاءات ويحكم الحصار من كل مكان، وعند ذلك تطل روح المجاهد على آية ثالثة يقول فيها الحق:

-🖱- (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)

❀- فكما أنه قريب سبحانه من عباده، وكما أن رحمته أيضا قريبة من المحسنين منهم، يأتي النصر القريب من جند الله 〰 (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)

✿- فيربط الله بذلك على قلوب أضناها الانتظار، وأرهقها الاصطبار، فينتظرون هذا النصر القريب من ليل أو نهار.




🔹-- *الله*..

🔵•• اللـــــــــه.. وأضربـت دمــــــــــــوعي خشيــة **
** ارحــــــــــــم أنين الحــــــــــــب فـــي دمعــــــــــاتي


🔵•• اللـــــــــه.. والتهب الفــــؤاد حرائقـــــــا **
** ارحـــــــــــــم لهيب الحـــــــــب فــــي نبضـــــــاتي


🔵•• اللــــه.. وانــــدفعـــــت حروفي لهفـــة **
** ارحـــــــــــــم شعـــــور الحــــــب في أبيــــــــــــاتي


✿- وبعد هذه السياحة التفكيرية في اسم الله القريب، أسأل الله أن يجعلنا ممن يستحضر قربه، ويعمل وفق ما يمليه هذا الاسم الأعظم من معاني الذل والإخبات والمراقبة والخشية، وطلب الرحمة والنصرة منه وحده..

🔷🔹 اللهم يا قريبا ممن دعاك ورجاك، اكتب لنا قربًا من رحمتك وهدايتك، قلوبًا تؤنسنا به، وتذهب عن أرواحنا وعناءها، وتدخلنا به الجنة.



 


رد مع اقتباس