عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 28 Feb 2019, 02:04 PM
سلطانه
SULTANA
وسام الشرف
سلطانه غير متصل
Saudi Arabia    
لوني المفضل Black
 رقم باحث : 19311
 تاريخ التسجيل : Jan 2018
 فترة الأقامة : 2252 يوم
 أخر زيارة : 06 Nov 2023 (09:05 PM)
 المشاركات : 1,395 [ + ]
 التقييم : 20
 معدل التقييم : سلطانه is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
أعظم آيات القرآن



- فقوله - تعالى -: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾، إخبار بأنه المنفرِد بالإلهية لجميع الخلائق، فلا معبود بحقٍّ إلاَّ هو - سبحانه - وهو المستَحق للعِبادة، وبهذه الكلمة أرْسَل الله الرُّسل، وأنزَل الكُتُب، وعليها قامت السماوات والأرض، ومِن أجْلها خَلَق الله الجنَّة والنار؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25] وقال - تعالى -: ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴾ [النحل: 2].

2- ﴿ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾؛ أي: الحي في نفسه الذي لا يموت أبدًا، القَيِّم لغَيْره، ولا قوام للموجودات دون أمره؛ وقد ورَد أنَّ النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقول: ((أعوذ بعزَّتك الذي لا إله إلا أنت، الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون))، وقال - تعالى -: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26 - 27].
من هنا - أخي المسلم - تعلَّم أنَّ الذين في القبور والمقامات والأضرحة أموات ليسوا أحياءً، كما يزعُم بعض الجَهَلة، والميِّت لا يقدر على شيء؛ ﴿ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [فاطر: 14].

فاحْذَرْ من الاستغاثة بهم، أو دعائهم والطلب منهم، وإيَّاك أن تعتقدَ بهم ما ليس فيهم، حتى لو كان مَن في القبر سيد البشر - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال - تعالى -: ﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]، ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴾ [الأحقاف: 5].
والحي القيوم: هو اسم الله الأعظم، وقد كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا حَزَبه أمرٌ، قال: ((يا حي يا قيُّوم، برحمتك أستغيث))؛ الصحيحة.
وكان يقول في أذكار الصباح والمساء: ((يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلِحْ لي شأني كله، ولا تَكِلني إلى نفسي طرْفة عينٍ أبدًا)).

فهذه الآية فيها اسم الله الأعظم، الذي إذا دُعِي به أجَاب، وإذا سُئِل به أعْطَى؛ كما جاء في الحديث الحسن: ((اسم الله الأعظم لفي ثلاث سُوَرٍ من القرآن: في البقرة وآل عمران وطه))، أمَّا في البقرة، فقوله: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]، وأمَّا في آل عمران، فقوله: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 2]، وأمَّا في طه، فقوله: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 8].

3 - ﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾: لا تَغْلبه سِنة، وهي النُّعاس؛ ولهذا قال - تعالى -: ﴿ وَلَا نَوْمٌ لَهُ ﴾؛ لأنه أقوى من النُّعاس.
جاء في صحيح مسلم: عن أبي موسى، قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمس كلمات، فقال: ((إن الله - عز وجل - لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفِض القِسْط ويرفعه، يُرْفَع إليه عملُ الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشَفَه لأَحْرَقَتْ سُبُحات وجْهه ما انتهى إليه بصرُه من خَلْقه)).
فالله لا ينام، بل هو حي قيُّوم، وسيرى المكذِّبون ذلك: ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6].

4- ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾: إخبار بأنَّ الجميع عبيده وفي مُلكه، وتحت قهْره وسلطانه؛ ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 26 - 27].

5- ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾، كقوله - تعالى -: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ [الأنبياء: 28].
وهذا من عَظَمته وكبريائه وجلاله - عزَّ وجلَّ - وأنَّه لا يَتَجاسَر أحَدٌ على أن يشفَعَ لأحدٍ عنده إلاَّ من أذن له في الشفاعة؛ كما جاء في حديث الشفاعة الذي في الصحيح: عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي قال فيه: ((فأَنْطَلِقُ حتى أستأذِنَ على ربِّي، فيؤذَنَ لي، فإذا رأيتُ ربي، وقعتُ ساجدًا، فيَدَعُني ما شاء الله، ثم يُقال: ارفعْ رأْسَك، وسَلْ تُعْطَه، وقلْ يُسْمع، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفعُ رأْسي، فأحمدُه بتحميد يُعَلِّمنيه، ثم أشفعُ، فيَحُدُّ لي حدًّا، فأُدْخِلُهم الجنة، ثم أعود إليه، فإذا رأيتُ ربي مثله، ثم أشفعُ، فيَحُدُّ لي حدًّا، فأُدْخِلُهم الجنة)).

فلا شفاعة إلا بإذن الله؛ إذْن لِمَن يَشفع (الشافع)، وإذْن لِمَن يُشفَع له؛ قال - تعالى -:﴿ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ﴾ [سبأ: 23]، وقال: ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 28].
فلا تَطلب الشفاعة - أخي المسلم - إلاَّ من الله الذي بيده الأمر كله، واعلمْ أنَّ الشفاعة لا يأْذن بها الله للمشركين؛ ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 48].

6- ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾: هذا دليل على إحاطة علْمِ الله بجميع الكائنات؛ ماضيها وحاضرها ومستقبلها؛ كما قال - تعالى - إخبارًا عن الملائكة: ﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم: 64]، وقال: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].

7- ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾؛ أي: لا يطَّلع أحدٌ على شيءٍ مِن عِلْم الله، إلاَّ بما أعْلَمَه الله - عزَّ وجلَّ - كما قال - سبحانه -: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴾[الجن: 26 - 28].
وكل ما وصَل إليه الإنسان من عِلْم، فهو بإذن الله؛ كما قال الملائكة لربِّهم: ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32].

8- ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾، وقد صحَّ عن ابن عباس قولُه: "الكرسي: موضع القَدَمين، والعرش لا يقدر قَدْرَه إلاَّ الله - تعالى".
9- ﴿ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ﴾؛ أي: لا يثقله ولا يَكترثه، ولا يشتدُّ عليه حِفْظُ السماوات والأرض، ومَن فيهما وما بينهما - سبحانه وتعالى - بل ذلك سهْلٌ عليه، يسير لَدَيه، وهو قائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء، فلا يَعْزُب عنه شيء، ولا يغيب عنه شيء، والأشياء كلُّها حقيرة بين يديه، متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه، محتاجة فقيرة إليه، وهو الغني الحميد، الفعَّال لِمَا يريد، الذي لا يُسْأَل عما يفعل وهم يُسْأَلون، وهو القاهر لكلِّ شيء، الحسيب على كل شيء، الرقيب العَلِي العظيم، لا إله إلا هو، ولا إله غيره، ولا ربَّ سواه.

10- ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾، فهو العَلِي بذاته على جميع مخلوقاته؛ عُلُو منزلة، وعلو قهْرٍ وسلطان، وهو العظيم - سبحانه وتعالى - الكبير المتعال، لا مَلْجأ ولا مَنْجا منه إلاَّ إليه، وهو حسبُنا ونِعم الوكيل.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
موقع | الألوكة .





رد مع اقتباس