عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01 Jun 2018, 03:57 AM
سلطانه
SULTANA
وسام الشرف
سلطانه غير متصل
Saudi Arabia    
لوني المفضل Black
 رقم باحث : 19311
 تاريخ التسجيل : Jan 2018
 فترة الأقامة : 2253 يوم
 أخر زيارة : 06 Nov 2023 (09:05 PM)
 المشاركات : 1,395 [ + ]
 التقييم : 20
 معدل التقييم : سلطانه is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
Arrow آجر من صام رمضان .



هل فينا واحدٌ فقط يضمن أن يعيش إلى رمضان آخر ؟ فهو فُرصةٌ لا تُقدّر بِثَمن للصلح مع الله وفرصة لِمَغْفرة الذنوب يقول عليه الصلاة والسلام:"
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))
[ رواه البخاري ]
ولكن أيها الإخوة الصوم أحْياناً يأخذ شكل عادات اجتماعية حتى المصطلح الحديث فُلْكْلور نصوم ونعكس الطعام والشراب من النهار إلى الليل والولائم كلها في رمضان واللِّقاءات والسهرات الممتعة في رمضان وأجمل البرامج في رمضان وكل فندق يحوي خِيَم خاصة بِرَمضان كل شيءٍ موجود فَرَمضان الاجتماعي نحن أبعد الناس عنه إنما نودّ رمضان كَعِبادة لا كَلِقاءات وولائم وسهرات فَرَمضان للعبادة وهو الذي يحوي طاعة الرحمن، فيا أيها الإخوة الكرام من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه فَتَرْكُ الطعام والشراب فقط هذا لا يليق بالمسلم وهذا صِيام البهائم أما إذا جعلك رمضان ممن يصْطلحون مع الله أوَّلاً تضبط لسانك وثانياً تضبط جوارحك فالعَين تضْبطها واللسان تضبطه واليد والرِّجل تضبطهما والدَّخْل تضبطه والإنفاق تضبطه والبيت تضبطه حينما تُجري مسْحاً لكل شؤونك ولكل منحى حياتك ؛ أين المعصية وأين التقصير ؟ وأين المخالفة والبُعْد ؟ إذا أقَمْتَ سداً منيعاً بينك وبين المعصِيَة في رمضان نرجو الله سبحانه وتعالى أن يغدُوَ هذا السير وهذا السلوك ديدنك بعد رمضان، أقول لكم هذه الكلمة وهي دقيقةٌ جداً: معظم المسلمين يتحرَّكون في رمضان حركة صعود وبعد رمضان يعودون إلى ما كانوا عليه وهذا الذي لا يُريده الله من الإنسان، بِرَمضان يغضّ بصره ويصلي الفجر في جماعة وكذا العشاء في جماعة ويُحاول أن لا تكون منه مخالفات فإذا ولى رمضان ؛ رمضان ولى كما قال الشاعر شوقي:
رمضان ولى هاتِها يا ساقي مُشْتاقَةً تسعى إلى مُشْتاقي
فهذا الذي ينضبط في رمضان ويتفَلَّت بعد رمضان شَبَّهَهُ النبي بِالناقة بالبهيمة ربطها أهلها فلا تدري لما عُقلت ولا لما أُطلقت ؛ لماذا مُنع عن الطعام والشراب ؟ لا يدري أما الذي يدْريه أنه جاء رمضان وقدَّم التهاني بِرَمضان وأقام الولائم به وزار أهله وسهر على الشاشة إلى ساعة مُتأخِّرة من الليل وفاتَتْهُ صلاة الجماعة بِرَمضان وهو هو بِعلاقاتِهِ وانتِماءاتِهِ وإطلاق بصره ومِزاحه هذا ليس صوم المؤمنين إنما هو صومٌ فُلْكْلوري وصومٌ اجتماعي وجزءٌ من تقاليدنا وعاداتنا هذا الذي لا نُريدُهُ بِرَمضان نريد صِيام المؤمنين وصيامُهُم ضبط الجوارح واللسان وضبط المال مِن أين اكْتسَبْتَهُ وفيم أنْفقْته ؟ وصيام المؤمنين أن تُبَرْمِج حياتك على أنْ تقوم رمضان أما قيام رمضان بِحَسب الولائم فإذا كنت معْزوماً ولم يكن هناك جامع تُصليها بالليل وإذا انتقل إلى زيارة أكل وبرك ويقول: لا نستطيع الذهاب للصلاة فإذا برْمَج الإنسان حياته على أساس قيام رمضان تجده يعْتذر عن عشرات الولائم والدعوات يُبرْمج حياته وِفْق رمضان لا أنْ يُبرْمِج رمضان وِفق حياته اليومية ؛ أقول لكم كلاماً دقيقاً: إما أن تُمضي هذا الشهر كَجُزء من عادات المسلمين أكْلات الحُلو برمضان وبائِعوا الأكْلات برمضان وولائم وسهرات رمضان ؛ هذا الذي لا نريده إنما نريد رمضان العبادة والانضباط ورمضان الاستقامة والاقبال على الله ورمضان الوُقوف بين يدي الله عشرين ركعة، هذه فُرْصة سنويَّة قد لا تعود ماذا قال نبينا لمُعاذ: لعلي لا ألْقاك بعد عامي هذا ؛ فلا أحدَ منا يعرف متى ينتهي الأجر فقد يكون آخر رمضان وقد نعيش إلى رمضانات عديدة فهذا بِعِلم الله وحده ولكن رمضان فُرْصةٌ الآن، كنت أضرب هذا المثل وهو: كيف إذا كان على الإنسان دَين كبير فوق طاقتِهِ ودخْلُهُ لا يسْمح لِوَفاء الدَّين وصاحب الدَّين شديد يُزْعِجُهُ بالهاتف واللقاء الشخصي ويقسو معه في الكلام ثم يأتي من يقول له: أنا الذي أتكفَّل لك بِهذا الدَّين ونفْتح صفحة جديدة فكُلُّ ما عليك من آثام وتقصيرات إذا صُمت رمضان إيماناً واحْتِساباً غفرها الله لك وعُدْتَ من يومك كيَوْم ولدَتْكَ أُمُّك ويمكن العُمر كلُّه على ما فيه من تقْصيرات وتجاوُزات وإضاعة حقوق تُلْغى في رمضان وتعود مع علاقتك الصفيَة في رمضان فلِذلك أيها الإخوة أرجو من هذه الكلمة المُخْتصرة: أن يكون صِيامنا في رمضان مقْبولاً وأن نكون من عُتقاء الله في رمضان وهذا الشهر إنْ صحَّ التعبير دورة مُكَثَّفة وهناك نقطة بِرَمضان وهي أنَّ الله منعك من الأكل والأكل مُباح لك أن تأكل خارج رمضان ولك أن تشْرب وما لذَّ وطاب فأنت مُنِعْت عن المُباحات فإذا لم تترك المعاصي يخْتلّ توازنك فهل معْقول أن تترك الأكل والشراب وبعدها يُطلق بصره في الحرام يختلّ توازنه فالله حينما منعك من الأكل والشراب منعك من هذا لِتَقِف موْقِفاً حرِجاً مع نفْسك فإذا تركْتُ الطعام والشراب وهو مُباح تنْفيداً لأمر الله عز وجل فَلَأنْ أدَعَ كل الملاهي والمعاصي والآثام والصغائر من باب أوْلى فَلِذلك الإنسان لا يتوازن بِرَمضان إذا وقع بِمَعْصيَةٍ أو وقع في تقصير أو مُخالفة وحتى يتوازن يجب أنْ ينْضبط أما البطولة أنَّ رمضان درَج واستمر إلى رمضان الثاني فصعِد الدرج الثاني وهكذا كلما حققْت إنجازاً برمضان ينبغي أنْ تُحافِظ عليه والحقيقة أنّ صعود القِمَم سهلٌ أو صعب لكن البطولة ليس الوُصول إلى هذه القِمَّو ولكنَّها الذي يبْقى فيها فإذا صلَّيْت الفجر في جماعة برمضان هل تعْلم ما هي بُطولتك ؟ أن تُحافِظ على صلاة الجماعة بعده على مدار العام وإذا كان الله مكَّنَك بِرَمضان من عضِّ البصر غضاً حازِماً وشعرْتَ أنَّك قريب من رمضان فالبُطولة بعد رمضان أنْ تُتابع غضّ البصر على مُستوى العام كلِّه وكذا إذا صلَّيْت العشاء في جماعة فالبطولة أن تُتابع صلاتها في باقي العام فالذي تُحَقِّقُه في رمضان ينبغي عليك تحْقيقه في مدار السنة فلو أنَّك جلسْتَ تذكر الله بعد صلاة الفجر إلى طلوع الفجر والذِّكْرُ واسِعٌ جداً وهو إما أنْ تتْلُوَ القرآن وإما أن تُسبِّح وإما أن تستغْفره أو تُصلِّيَ على نبِيِّه وإما أن تقول لا حول ولا قوة إلا بالله وسبحان الله وبِحَمده وإما أن تتفكَّر في خلق السماوات والأرض وإما أن تُصلي صلاةً نافلة فهذه الجلْسة مع الله من صلاة الفجْر إلى طلوع الشمس تُعَدُّ حجَّة تامَّةً تامَّةً فإذا فعَلْتها في رمضان ينبغي أن تسْتمرّ عليها على مدار العام فالقضيَّة أن تضعَ برْنامجاً حازِماً وأن تبْتعد عن كلٍّ مناسبة اجْتماعِيَّة تُبْعِدُك عن هذا البرنامج وهناك إحْدى عشر شهْراً للولائم والسهرات اِجْعل هذا الشهر لله عز وجل والْزَم مسْجِداً تثِقُ بِخَطيبِهِ واحْضر صلاة التراويح وقِفْ بين يدي الله عز وجل وأعظم أجْر على الإطلاق أن تقْرأ القرآن أو أن تسْمع إليه وأنت في صلاة وأنت في المسْجد قائماً وهذه أعلى درجة فإذا أُتيح لك أن تسْمع القرآن كله وأنت واقِفٌ بين يدي الله عز وجل فهذه فُرصة ذهَبِيَّة، هناك من يغْتنِم الذهاب إلى المساجد التي كل صلاتها عشرون ركعة: صراط الذين أنعمت عليهم ولا الضالين: مُدْهامَّتان فنحن نريد أن نسمع شيئاً في هذا الشهر فإذا قلت: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ولا الضالين ؛ لقد سألت الله الصراط المستقيم فأصبح هناك سؤال وجواب قال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)﴾
[ فصلت: الآية 30 ]
يقول عليه الصلاة والسلام: ليس للمرء من صلاة إلا ما عقل منها "
واسْجُد واقْترب فالصلاة قُرْبٌ وذِكر ومُناجاة ولو يعلم المُصلي من يُناجي ما فتل والصلاة عقلٌ وليس له منها شيء إلا ما عقله وهي نور يُقْذف في قلبك أثناء الصلاة ترى به الخير خيراً والشرّ شراً وغير المؤمن قد يرْتكب حماقات لا توصف والصلاة طهور يغْدو بها قلبك سليما يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بِقَلْبٍ سليم والصلاة حُبور أرِحْنا بها يا بلال فالصلاة نور وطهور وحبور فمن وفى اسْتَوْفى وميزان وعلاقتك بالله هي الصلاة وهي عقل ومناجاة عروج لله وقُرب وذِكر ودعاء فَمِن دعاءٍ إلى ذِكرٍ إلى قرب إلى نور إلى حبور إلى طهور إلى مناجاة إلى عروج إلى عقل فَرَمضان استقامة وصلاة والصلاة مناسبة لِقَبْض ثمن الاستِقامة بالنهار ضبط اللسان والجوارح فالجائزة تتناولها بِصلاة التراويح لأنك وقَفْت بين يدي الله عز وجل وأدَّيْت هذه العبادة كما أراد الله عز وجل فلعلَّ الله عز وجل في صلاة التراويح يهبُك بعض الأنوار:" إن لربكم في أيام دهْركم نفحات ألا فتعَرَّضوا لها ثلاثون يوماً فإذا كنت حازما فيها وأُعْتِقْت من النار هذا من أعظم الفوز قال تعالى:
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)﴾
[ الأحزاب: الآية 71 ]

المصدر | موقع موسوعة النابلسي
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.p...372&sssid=1373





رد مع اقتباس