عرض مشاركة واحدة
قديم 27 Oct 2013, 09:30 AM   #10
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو موهبة
أبو موهبة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم :  13
لوني المفضل : Cadetblue
رد: في ذكر الاخلاط الاربعة



جزى الله الفاضلة ( فتاة نادرة ) لحرصها لمعرفة المزيد من هذا العلم ..
و بتوفيق من الله تعالى يسر الامر لايضاحه لها وللاخرين .. فنقول كما طلبت من قبل واعتذرنا لمشاغلنا ..
ونأمل ان نكون قد وفينا لها ما تريد من ايضاح في الاخلاط الاربعة .
سائلا المولى العلي القدير شفاء كل مريض ..


الايضاح في الاخلاط الاربعة
روي أنه اجتمع عند كسرى أربعة من الحكماء ، وهم عراقي ورومي وهندي وسوداني ، فقال لهم ليصف لي كل واحد منكم الدواء الذي لا داء معه ؟؟
فقال العراقي : الدواء الذي لاداء معه – أن تشرب كل يوم قليلا على الريق ثلاث جــرع من الماء الساخن ،
وقال الرومي : الدواء الذي لا داء معه – أن تسف كل يوم قليلا من حب الرشاد .
و قال الهندي : الدواء الذي لا داء معه - أن تأكل كل يوم ثلا ث حبات من الهليلج الاسود ،
والسوداني ساكت وكا ن احذقهم وأصغرهم سنا ، فقال له الملك ألاتتكلم ؟
فقال يا مولانا : الماء الساخن يذيب شحم الكى ويرخي المعدة وحب الرشاد يهيج الصفراء ، والهليلج الاسود يهيج السوداء .. فقال فماالذي تقول انت ؟ فقال يا مولانا الدواء الذي لا داء معه – أن لا تأكل إلا بعد الجوع فإذا أكلت فارفع يدك قبل الشبع فأنك لا تشكو علة إلا الموت .. فقالوا كلهم صدق صدق – والاحتماء في وقت الصحة خير من شرب الادوية عند المرضى ,
وأعلم أيها الملك أن الله خلق الدنيا وما فيها من أربعة أشياء من الريح والنار والتراب والماء - وبيان هذه الاشياء : الحر والبرد والرطب واليابس – وهي في الجسد على أربعة أخر – مرة صفراء ومرة سوداء و دم و بلغم –
الأخلاط الأربعة
خلط الصفراء هو حار يابس أصله متولد من عنصر النار الطبيعي ومسكنه من الانسان المرارة ومسكن المرارة الرأس والثاني خلط الدم وهو حار رطب متولد من عنصر الهواء الطبيعي ومسكنه من الانسان الكبد ..
والثالث خلط البلغم وهو بارد رطب متولد من عنصر الماء ومسكنه من الانسان الرئة ..
والرابع خلط السوداء وهو بارد يابس اصله متولد من عنصر الارض ومسكنه من الانسان الطحال ..
فالسرور من الدم والحرارة من الصفراء والخوف للسوداء والحزن للبلغم ..فهذه الاخلاط الاربعة بها قوام البدن ومنها صلاحه ومنها فساده ..
فدواء الصفراء كل بارد رطب ودواء السوداء كل حار رطب ودواء البلغم كل حار يابس ودواء الدم كل بارد يابس ,, فدواء كل علة بضدها ,,
وقال : وأعلم ايها الملك أن الزمان اربعة أصناف : صيف وخريف وربيع وشتاء .. فالصيف حار يابس تكثر فيه المرة الصفراء والخريف بارد يابس تكثر فيه مرة السوداء والشتاء بارد رطب يكثر فيه البلغم ، والربيع حار رطب لين يكثر فيه الدم ..
وقال علماء الطب اعتماد مقاومة السوداء بالثرائد الدسمة ومقاومة الصفراء بالاشياء الحامضة ومقاومة البلغم بالاشياء المالحة .. وأمازيادة الدم فعلاجه بالحجامة وأحسن اوقاتها فصل الربيع والصيف . وأعلم أن الصفراء كالصبي الذي ترضية التمرة وتسخطه الكلمة ، والسوداء كالثور يسوقه الصبي والمرأة فاذا غضب لم ينضبط والبلغم كالسبع إن قتل يعني بالادوية وإلا قتل ، فأقهر البلغم فهو عدوك وسالم اللدم مسالمتك صديقك وأخضع للصفراء خضوعك لمن فوقك وجاهد السوداء مجاهدتك عدوك
زيادة خلط الصفراء .. اذا اكثر الانسان من أكل الاغذية الصفراوية الحارة اليابسة كالعسل ولحم الكبش الحولي ونحو ذلك انحرفت الطبيعة من الجوف الي الدماغ ببخار صفراوي غير معتدل فيحصل منه صداع في الراس وشقيقة وقلة نوم وشدة نبض العروق اي محركها والنبض هو التحرك كما قاله اهل اللغة والله اعلم .. وحرارة اللمس فاذا عدلها الانسان بضمد الاصداغ واكل البارد الرطب مثل السكر الابيض وسمن المعز والشعير اوالبطيخ والتمر هندي اعتدلا سريعا خصوصا مع اجتناب الحار اليابس . وان تساهل حتى كثر الخلط وزاد أدى الي أمراض خطرة كالحمرة والحرارة واليرقان الاصفرووجع الاذن والمفاصل وشقوق الاصابع وجرب الجفن وصفرة الاسنان والزلال والبثور والنومة وهو وجع الاضلاع كما قاله في فقه اللغة والحصبة ووجع اللهاة والعسواء وحمي الغب التي تغيب يوما وتنوب يوما فاذا ظهراحد هذه الامراض فيحتاج حينئذ الي شرب مسهل الصفراء..
فصل في علامات غلبة الصفراء ..
ومن أماراتها صفرة اللون والعين ومرارة الفم وجفاف اللسان ويبس المنخرين والدماميل في الرأس وأن يستلذ بالنسيم البارد وشدة العطش والقئ الصفراوي والصداع وان يرى في منامه النيران والشمس المحرقة والصواعق والحروب ولايزال مغتما ومهمتا واذا احترقت الصفراء صارت سوداء والله اعلم
وقال صاحب كتاب الرحمة في معرفة الغذاء المتصرف في الانسان – ( الشيخ ابراهيم بن أبي بكر الازرق من علماء القرن التاسع الهجري ) ويادة خلط الدم اذا اكثر الانسان من الاغذية الدموية الحارة الرطبة كالطبايخ الدسمة والحلوى او نحو ذلك هاجت الطبيعة في البدن بكثرة الدم فيبخر في الدماغ بخارا حارا رطبا فيقع الصداع العظيم وغليان الحرارة وانطباخ البدن وفترة الحواس ، فاذا قطع ذلك بضمد الاصداغ وشرب الخل والرمان الحامض واكل الحوامض وقع الاعتدال وصح البدن .. فاذا تساهل الانسان و اكثر من الاغذية الجالية للمرض وقع في اوجاع خطرة كغليان الدم وحمرة العين ووجع الحلق وذات الجنب وورم الكبد والطحال والامعاء والاثيين فحينئذ يحتاح الي الفصد والحجامة ..
فصل في علامات غلبة الدم
وأماراته امتلاء الجسم والحكة وكثرة ثقل البدن والرأس والغثيان احيانا وان يرى في نومه الرعاف والاحتجام والدم و اللعابين والرقاصين ومتي وقع الاهمال لاخراج الدم الفاتر أورث من الامراض ما ذكرناه, ومتى افرط في اخراجه أضعف القوى بين الطبيعة والمعدة والكبد والقلب وأورث الرعشة والفالج والاستشقاء وسرعة الهرم والله اعلم ..
وقال صاحب كتاب الرحمة .. زيادة خلط البلغم أذا اكثر الانسان من الاغذية البلغمية بخرت بخارا باردا رطبا فيقع فترة في الجسم ورخاوة في المفاصل وثقل في الحواس ، و يبدو مرض البلغم فان قطع ذلك بما يعدله كالعسل والزنجبيل والفلفل وكل حار يابس لطيف كالسمسم والدخن والقرفة ولبن الابل والكندر والمصطكي وقع عند ذلك الاعتدال والصحة وإن وقع التساهل زاد هذا الخلط وصار الي امراض خطرة عسرة البرء مزمنة كالبرص والفالج والسكتة والصداع البارد والجرب والبخر ونتن الابط وبرود الكبد والطحال والجبن وعسر الولادة وحمي الورد والحمى المطبقة وهي تطبق سبعة ايام تغير البدن ثم تهيج بحرارة عظيمة من الجوف الي الدماغ إلى جميع البدن وهو البحران المعروف بالمسبع فحينئذ يقع الخلاص او الهلاك واكثر الناس يهلك وإذا ظهرت إحدى العلل فينبغي شرب مسهل البلغم ..
فصل في علامات البلغم ..
ومن أماراته كثرة الريق ولزوجته وبرد الجسم وقلة شهوة الطعام أول النهار وقلة العطش وضعف المعدة والهضم والجشاء الحامض وبياض البول وكثرة النوم والكسل والنسيان وان يرى صاحبه في نومه الامطار والمياه والاودية والاغتسال والسباح .. وقال صاحب كتاب الرحمة خلط السوداء إذا أكثر الانسان من الاغذية السوداوية كالعدس والدخن ولحم البقر والباذنجان ونحو ذلك هاجت عليه السوداء فيبتدئ المرض السوداوي بفترة في البدن وشدة عطش وقلة نوم فينبغي ان يعدله بشراب العسل وهو ان ينزع رغوة العسل ويطرح في كل رطل منه درهم زنجبيل ودرهم فلفل مدقوقين ودرهم مصطكي ويشرب لبن البقر مع السكر من تحت الضرع ويأكل كل حار رطب خفيف يعني كاللبن والسمن والسكر الاحمر والموز اليانع الذي لم يضعف والكراث ولبن الضأن فانه يخلص منه فاذا تساهل ادى إلى امراض خطرة عسرة البرء مزمنة كالجذام والجرب والحكة والفالج والسكتة وخفة الرأس والرعاف والثآليل والباسور والصرع والماليخوليا والقوباء والبهق والسعال اليابس وداء الثعلب ، وقد تحدث السوداء من البلغم إذا استحرق والله اعلم ..
فصل في علامات غلبة السوداء ..
واماراتها يبوسة العين وسائر الجسم وقلة النوم وكثرة الشرب ويبوسة الحلق والاراقة الباطنة وسواد الدم وغلظة وزيادة الوسواس والفكر والغم ووجع الطحال وسواد البول وكودته وحمرته مع غلظة وان يرى صاحبه في نومه الاهوال والمخاوف والخيالات والظلمة والاشياء السوداء المحرقة ويهرب من كل احد ويرى الاموات ونحو ذلك , واكثر ما يقع هذا من اكل الملوحة والحموضة والفول والعدس والله اعلم




 
 توقيع : أبو موهبة



رد مع اقتباس