موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - عرض مشاركة واحدة

#1 21 Dec 2015, 05:17 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحشرات كثيرة في منزلي فهل هذا دليل على السحر ؟

يكثر النمل والجراد والنحل هنا وهناك فلماذا؟

كثيرا ماسمعنا تلك الأسئلة ومن شيخنا مصدر علمنا كانت الإجابة فلنستمتع بها :

ماهية الحشرة:

ذكر الشيخ كمال بن صادق ياسين بعد أن ذكر التعريف اللغوي و الفقهي للحشرات ,ضوابط التفريق بين الحشرات و غيرها وهي:

أن تكون دابة
أن تكون صغيرة
أن يكون صغرها خلقة , فليست حديثة ولادة , ولا تكبر بمرور الزمن
أن تكون ممن يعيش في البر دون الماء انتهى
فيدخل في هذا التعريف الفأرة و العقرب و الوزغ ........

والسؤال عن الحشرات أصنفه من الأسئلة الموسمية التي تتكرر كل فترة وتكثر ومع كثرتها تبينت لي الإجابة حيث أن شكاوى الناس منها تكون أوقات ظهورها خصوصا وقت الربيع و يندر السؤال عنها خصوصا في أوقات الشتاء مما جعلني أصل لقناعة أن ظهور الحشرات في هذا الوقت أمر طبيعي

ولكن متى نعزوه للأمر غير الطبيعي

من النوادر أن يكون هذا الأمر يتعلق بأذية الجان ولو افترضنا أنه من هذا القبيل لقلنا أن الجان الذي يتشكل بالضعيف ضعيف ومن يخاف من الضعيف فتحصينه ضعيف وهو أضعف من الضعيف ولكن نلاحظ أن ظهور الحشرات أحيانا يرتبط بمزاولة المريض خطة علاجية لنفسه أو منزله

أمثلة :

1 -ظهور النمل وموته مع الرقية :

ذكرت لي أحد الأخوات من منطقة تبوك قصة عجيبة وهي أنها تشكو من السحر وتعاني من ظهور النمل بعد تطبيق برنامج الطب النبوي وتقول أن النمل يظهر فجأة وبعد تشغيل رقيتي يموت فجأة ولم أصدقها فحلفت وصورت لي ذلك وتقول أنها إذا أرادت الذهاب لسريرها هجم النمل على السرير ومع تشغيل الرقية يموت وفعلا رأيت بالصورة نملا ميتا وهذه المريضة أثق فيها وفي أحد المرات زارتها زميلة وضيفتها في الصالة الداخلية وهجم النمل مما لفت انتباه الضيفة فقالت لها لحظه لحظه وأحضرت الجوال وأشغلت الرقية فمات على الفور فقالت لي لايحصل هذا إلا مع رقيتك فقط

2 -ظهور النحل :

ذكرت الأخت الجبل الجليدي في تجربتها ظهور النحل فجأة خارج المنزل وابتنى النحل خلية غريبة وكأنها امراءة عليها عباءه وهو أمرعجيب

وهاهي الصور تنطق :

ماسبب ظهور الحشرات

1 - إن كان روحيا فلا داعي للقلق وتبقى مثل هذه الخفايا لاتفسير لها إلا من قبيل الاجتهادات التي قد تخطئ ولكن لو كان جانا فهو ضعيف كما ذكرنا فلا داعي للقلق .

2 - لو كان موسميا أي أن الحشرات ليست من الجان فهذا أمر طبيعي يحدث حتى في المناطق الصحراوية .

كيفية التخلص منها

1 - رقية الإخراج .. جربت رقية آيات الإخراج وقد خرج النمل من المنزل أو هاجر بقضه وقضيضة وخصوصا النمل الأبيض

2 - سكب السدر على مكان إقامتها

3 - رش الماء المقروء مخلوطا مع الملح عليها

4 - لابأس باستخدام المبيدات الحشرية

حكم قتل الحشرات التي توجد في البيت مثل النمل والصراصير وما أشبه ذلك

الحشرات التي توجد في البيت مثل النمل والصراصير وما أشبه ذلك هل يجوز قتلها بالماء أو بالحرق، وإن لم يجز فماذا نفعل؟

هذه الحشرات إذا حصل منها الأذى تقتل لكن بغير النار من أنواع المبيدات، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والـكـلـب العقور)) وجاء في الحديث الآخر الصحيح ذكر الحية.

وهذا الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على شرعية قتل هذه الأشياء المذكورة وما في معناها من المؤذيات كالنمل والصراصير والبعوض والذباب والسباع دفعا لأذاها، أما إذا كان النمل لا يؤذي فإنه لا يقتل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النملة والنحلة والهدهد ، وذلك إذا لم يؤذ شيء منها.

أما إذا حصل منه أذى فإنه يلحق بالخمس المذكورة في الحديث.

حكم حرق الحشرات

والمعتمد أن ذلك مكروه مع عدم الأذى ، وأما إذا حصل من النمل أذى فيباح قتله نص عليه . وقال إبراهيم الحربي : إذا آذاك النمل فاقتله ورأى أبو العالية نملا على بساط فقتلهن .

وعن طاووس إنا لنغرق النمل بالماء يعني إذا آذتنا ( واكرهن ) فعل أمر مؤكد بنون التوكيد الخفيفة أي اكره أيها المتشرع ( بالنار إحراق مفسد ) فالجار ، والمجرور متعلق بإحراق أي اكره إحراق مفسد بالنار لنهي النبي المختار عن تعذيب الحيوان بالنار .

فيكره حرق كل ذي روح من المؤذيات كالنمل ، والقمل ، والبراغيث ، والبق ونحو ذلك لقوله عليه الصلاة والسلام { إن النار لا يعذب بها إلا الله } رواه البخاري .

وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه { رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قرية نمل قد حرقناها فقال : من حرق هذه قلنا : نحن قال : إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار } رواه أبو داود بإسناد صحيح ، وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية : هل يجوز إحراق بيوت النمل ؟ فقال : يدفع ضرره بغير الحريق انتهى .

وظاهر هذه الأخبار التحريم ، وقطع به النووي من الشافعية ; ولذا قال الناظم رحمه الله تعالى : ولو قيل بالتحريم ثم أجيز مع أذى لم يزل إلا به لم أبعد ( ولو قيل بالتحريم ) أي تحريم إحراق المفسد بالنار ( ثم أجيز ) أي ، ثم قيل بالجواز ( مع ) حصول ( أذى ) منه و ( لم يزل ) الأذى الحاصل من النمل ( إلا به ) أي بالتحريق ( لم أبعد ) أنا ذلك ، بل أراه قريبا للصواب موافقا للسنة ، والكتاب هذا على رأيه - رحمه الله ورضي عنه - والحاصل أن عند الناظم على القول بالتحريم تزول الحرمة إذا لم يزل الضرر الحاصل منه دون مشقة غالبة إلا بالنار .

قال في الآداب الكبرى : وميل صاحب النظم إلى تحريم إحراق كل ذي روح بالنار ، وأنه يجوز إحراق ما يؤذي بلا كراهة إذا لم يزل ضرره دون مشقة غالبة إلا بالنار ، واستدل بقصة النبي الذي أحرق قرية النمل ، فهذا ترجح عنده وكأنه اجتهاد منه ، وقال : إنه سأل عما ترجح عنده الشيخ شمس الدين صاحب الشرح فقال : ما هو ببعيد انتهى .

قال الحجاوي : ويتخرج من هذا جواز إحراق الزنابير إذا حل بها ضرر شديد ولم يندفع إلا به انتهى .

واعلم أن المنفرد به الناظم رحمه الله : اختيار الحرمة ثم زوالها للحاجة بلا كراهة , والمذهب أن إحراق نحو النمل مكروه ولا حرام وحيث علمت أنه مكروه علمت زوال الكراهة للحاجة والله تعالى أعلم .

من فيض علم شيخنا عبدالله الخليفه حفظه الله
إجابة على سؤال مشرفتنا أميمة
ملتقى النخبة

(المصدر:ملتقى النخبة)