عرض مشاركة واحدة
قديم 14 Dec 2013, 01:42 PM   #2
الفاروق
مراقب عام جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية الفاروق
الفاروق غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 1188
 تاريخ التسجيل :  May 2007
 أخر زيارة : 23 May 2015 (05:53 PM)
 المشاركات : 910 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
رد: [5] باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله > الملخص في شرح كتاب التوحيد




قال رحمه الله:

عن ابن عباس: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله " وفي رواية: ( إلى أن يوحدوا الله ) فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تُؤخذ من أغنيائهم فتُرد على فقرائهم. فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " أخرجاه (1) .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


• ابن عباس:
هو الصحابي الجليل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. ابن عم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دعا له النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" فكان كذلك ومات بالطائف سنة 68هـ.

• معاذاً:
هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن كعب بن عمرو الخزرجي الأنصاري صحابيٌّ جليل مشهور من أعيان الصحابة، وكان متبحراً في العلم والأحكام والقرآن، شهد غزوة بدر وما بعدها واستخلفه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أهل مكة يوم الفتح يعلمهم دينهم ثم بعثه إلى اليمن قاضياً ومعلماً مات بالشام سنة 18هـ وله 38 عاماً.

معاني الكلمات:
( بعث معاذاً ): وجَّهه وأرسله.
( إلى اليمن ): إلى الإقليم المعروف جنوب الجزيرة العربية داعياً إلى الله ووالياً وقاضياً وذلك في سنة عشرٍ من الهجرة.
( أهل الكتاب ): هم اليهود والنصارى لأنهم كانوا في اليمن أكثر من مشركي العرب أو أغلب.
( شهادة ): يجوز فيها الرفع على أنه اسم يكن مؤخَّراً وأول خبرها مقدمٌ ويجوز العكس.
( وفي رواية ): أي في رواية أخرى في صحيح البخاري.
( أطاعوك لذلك ): أي شهدوا وانقادوا لدعوتك وكفروا بما يُعبد من دون الله.
( افترض عليهم ): أوجب عليهم.
( أطاعوك لذلك ): آمنوا بفرضيَّتها وأقاموها.
( إياك ): كلمة تحذير.
( وكرائم ): منصوبٌ على التحذير جمع كريمة، وهي خيار المال ونفائسه.
( اتق دعوة المظلوم ): احذرها واجعل بينك وبينها وقاية بفعل العدل وترك الظلم.
( فإنه ): أي الحال والشأن.
( ليس بينها وبين الله حجاب ): أي لا تحجب عن الله بل ترفع إليه فيقبلها.
( أخرجاه ): أي أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين.

المعنى الإجمالي للحديث:
أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما وجه معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى إقليم اليمن داعياً إلى الله ومعلماً رسم له الخطة التي يسير عليها في دعوته، فبين له أنه سيواجه قوماً أهل علم وجدَل من اليهود والنصارى، ليكون على أهبةٍ لمناظرتهم ورد شبههم، ثم ليبدأ في دعوته بالأهم فالأهم فيدعو الناس إلى إصلاح العقيدة أولاً لأنها الأساس، فإذا انقادوا لذلك أمرهم بإقام الصلاة لأنها أعظم الواجبات بعد التوحيد، فإذا أقاموها أمر أغنياءهم بدفع زكاة أموالهم إلى فقرائهم مواساة لهم وشكراً لله، ثم حذّره من أخذ جيد المال لأن الواجب الوسط، ثم حثّه على العدل وترك الظلم لئلا يدعو عليه المظلوم ودعوتُه مستجابة.

مناسبة الحديث للباب:
أن أول ما يُدعى إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وفيه إرسال الدعاة لذلك.

ما يستفاد من الحديث:
1- مشروعية إرسال الدعاة إلى الله.
2- أن شهادة أن لا إله إلا الله أول واجب وهي أول ما يدعى إليه الناس.
3- أن معنى شهادة أن لا إله إلا الله توحيدُ الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه.
4- أنه لا يحكم بإسلام الكافر إلا بالنطق بالشهادتين.
5- أن الإنسان قد يكون قارئاً وهو لا يعرف معنى لا إله إلا الله، أو يعرفه ولا يعمل به كحال أهل الكتاب.
6- أن مخاطبة العالم ليست كمخاطبة الجاهل: "إنك تأتي قوماً أهل كتاب".
7- التنبيه على أنه ينبغي للإنسان خصوصاً الداعية أن يكون على بصيرة من دينه، ليتخلص من شبهات المشبِّهين وذلك بطلب العلم.
8- أن الصلاة أعظم الواجبات بعد الشهادتين.
9- أن الزكاة أوجب الأركان بعد الصلاة.
10- بيان مصرفٍ من مصارف الزكاة وهم الفقراء وجواز الاقتصار عليه.
11- أنه لا يجوز أخذ الزكاة من جيد المال إلا برضا صاحبه.
12- التحذير من الظلم، وأن دعوة المظلوم مستجابة ولو كان عاصياً.

* * *
__________

(1) أخرجه البخاري برقم (1395) ، ومسلم برقم (19) والترمذي برقم (625) ، وأبو داود برقم (1584) وأحمد في مسنده (1/233) .



 
 توقيع : الفاروق



الروضة الشريفة/http://vr.qurancomplex.gov.sa/?cat=17
المواجهة الشريفة/http://vr.qurancomplex.gov.sa/?cat=4

عن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: وماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت مع من أحببت

قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت
قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم
رواه البخاري



رد مع اقتباس