عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 18 Dec 2016, 08:47 PM
ابو العباس انور الرفاعي
إتحاد الرقاة العالمي - مشرف - جزاه الله تعالى خيرا .
ابو العباس انور الرفاعي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 19095
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 فترة الأقامة : 2692 يوم
 أخر زيارة : 18 Dec 2016 (11:47 PM)
 المشاركات : 1 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : ابو العباس انور الرفاعي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
مخالفة الأنبياء سبب في انتشار الأمراض والأسقام



مخالفة الأنبياء سبب في انتشار الأمراض والأسقام والله المستعان

ــــــــــــــ
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي [ صـ / 129] :
ومن له معرفة بأحوال العالم ومبدئه يعرف أن جميع الفساد في جوه ونباته وحيوانه وأحوال أهله ، حادث بعد خلقه بأسباب اقتضت حدوثه ، ولم تزل أعمال بنى آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام ، والأمراض ، والأسقام ، والطواعين ، والقحوط ، والجدوب ، وسلب بركات الأرض ، وثمارها ، ونباتها ، وسلب منافعها ، أو نقصانها أمورا ، متتابعة يتلو بعضها بعضا .
فإن لم يتسع علمك لهذا فاكتف بقوله تعالى : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس } [الروم :41] ، ونزل هذه الآية على أحوال العالم ، وطابق بين الواقع وبينها ، وأنت ترى كيف تحدث الآفات والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان ، وكيف يحدث من تلك الآفات آفات أخر متلازمة ، بعضها آخذ برقاب بعض ، وكلما أحدث الناس ظلما وفجورا ، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم ، وأهويتهم ومياههم ، وأبدانهم وخلقهم ، وصورهم وأشكالهم وأخلاقهم من النقص والآفات ، ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم .
ولقد كانت الحبوب من الحنطة وغيرها أكبر مما هي اليوم ، كما كانت البركة فيها أعظم .
وقد روى الإمام أحمد بإسناده : أنه وجد في خزائن بعض بنى أمية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها : هذا كان ينبت أيام العدل . وهذه القصة ، ذكرها في "مسنده" على أثر حديث رواه
وأكثر هذه الأمراض والآفات العامة بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة ، ثم بقيت منها بقية مرصدة لمن بقيت عليه بقية من أعمالهم ، حكما قسطا ، وقضاء عدلا ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا بقوله في الطاعون: ( إنه بقية رجز أو عذاب أرسل على بنى إسرائيل ) .
وكذلك سلط الله سبحانه وتعالى الريح على قوم سبع ليال وثمانية أيام ، ثم أبقى في العالم منها بقية في تلك الأيام ، وفى نظيرها عظة وعبرة.
وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه ، فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة سببا لمنع الغيث من السماء ، والقحط والجدب ، وجعل ظلم المساكين ، والبخس في المكاييل والموازين ، وتعدى القوى على الضعيف سببا لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا ، ولا يعطفون إن استعطفوا ، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم ، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها ، فتارة بقحط وجدب ، وتارة بعدو ، وتارة بولاة جائرين ، وتارة بأمراض عامة ، وتارة بهموم وآلام وغموم تحضرها نفوسهم لا ينفكون عنها ، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم ، وتارة بتسليط الشياطين عليهم تؤزهم إلى أسباب العذاب أزا ، لتحق عليهم الكلمة ، وليصير كل منهم إلى ما خلق له .
والعاقل يسير بصيرته بين أقطار العالم ، فيشاهده ، وينظر مواقع عدل الله وحكمته ، وحينئذ يتبين له أن الرسل وأتباعهم خاصة على سبيل النجاة ، وسائر الخلق على سبيل الهلاك سائرون ، وإلى دار البوار صائرون ، والله بالغ أمره ، لا معقب لحكمه ، ولا راد لأمره .. وبالله التوفيق اهـ

https://telegram.me/anwar2014w

Telegram
قناة الصيدلية القديمة
[/SIZE]





رد مع اقتباس