الثاني : أن يستشعر قبح الذنب وضرره .
وهذا يعني ; أن التوبة الصحيحة لا يمكن معها الشعور بالذة والسرور حين يتذكر الذنوب الماضية , أو أن يتمنى العودة لذلك في المستقبل .
* ** * ** * ** * ** *
وقد ساق ابن القيم " رحمه الله " في كتابيه الداء والدواء والفوائد أضرارا كثيرة للذنوب منها :
* ** * ** * ** * ** *
حرمان العلم , والوحشة في القلب , وتعسر الأمور , ووهن البدن , وحرمان الطاعة , ومحق البركه , وقلة التوفيق , وضيق الصدر , وتولد السيئات واعتياد الذنوب , وهوان المذنب على الله , وهوانه على الناس , ولعنة البهائم له , ولبأس الذل , والطبع على القلب والدخول تحت اللعنة , ومنع إجابة الدعاء , والفساد في البر والبحر وانعدام الغيرة , وذهاب الحياء , وزوال النعم , , ونزول النقم , والرعب في قلب العاصي , والوقوع في أسر الشيطان , وسوء الخاتمة , وعذاب الآخرة .
* ** * ** * ** * ** *
وهذه المعرفة من العبد لأضرار الذنوب تجعله يبتعد عن الذنوب بالكلية , فإن بعض الناس قد يعدل عن معصية إلى معصية أخرى لأسباب منها :
* ** * ** * ** * ** *
1 - ان يعتقد ان وزرها أخف .
2 - لأن النفس تميل اليها اكثر , والشهوة فيها اقوى .
3 - لأن ظروف هذه المعصية متيسرة أكثر من غيرها , بخلاف المعصية التي تحتاج الى إعداد وتجهيز , أسبابها ليست حاضرة متوافرة .
4 - لأن قرناءه وخلطاؤه مقيمون على هذه المعصية ويصعب عليه أن يفارقهم .
5 - لأن الشخص قد تجعل له المعصية المعينة جاها ومكانة بين أصحابه فيعز عليه أن يفقد هذه المكانة فيستمر في المعصية , كما يقع لبعض رؤساء عصابات الشر والفساد .
* ** * ** * ** * ** *
وكذلك ما وقع لأبي نواس الشاعر الماجن لما نصحه ابو العتاهية الشاعر الواعظ ولامه على تهتكه المعاصي , فأنشد ابو نواس :
أتراني يا عتاهي ** تاركا تلك الملاهي
أتراني مفسدا بالنسك ** عند القوم جاهي