عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06 Sep 2014, 07:20 PM
في الجنة نلتقي
قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا
في الجنة نلتقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 11087
 تاريخ التسجيل : Mar 2011
 فترة الأقامة : 4794 يوم
 أخر زيارة : 18 Jun 2020 (10:25 PM)
 المشاركات : 928 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : في الجنة نلتقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
نماذج لبعض صور العلمانية



نماذج لبعض صور العلمانية

1- في الحكم والتشريع:
نحيت الشريعة عن الحكم، ولم يبق إلا بعض التصورات الخاطئة؛ لأن الجاهلية الأوروبية هي التي كانت تتولى قيادة الفكر البشري وتوجيه الحضارات الإنسانية؛ ونتيجة لهذا الوضع تسربت العلمانية إلى العالم الإسلامي وانتقضت تلك العروة الكبرى.

فمن الوجهة التشريعية كالقضاء -مثلاً- كان غير منظم في العالم الإسلامي، يعتمد على الشروح والحواشي والمختصرات المتأخرة التي كانت أشبه إلى الطلاسم والمعميات.. فنادى المنادون بتجديد الفقه الإسلامي وأنه لا يصلح أن يكون المصدر الوحيد للتشريع فأوجدوا بجانبه القوانين الوضعية، وأهواء ذوي السلطة، وأعراف المجتمع، وتقاليد القبيلة.. إلخ.

2- في التربية والثقافة:
في فترة الركود العلمي عند المسلمين وجدت أجيال سوغت ذلك العجز في الأمة الإسلامية بصنوف المعاذير ثم استساغت الانغلاق وفسرت الدين نفسه تفسيراً ضيقاً، وحددت علومه تحديداً نابعاً من واقعها المظلم لا من حقيقة الدين وجوهره.

ومن هنا فتح المسلمون أعينهم على وسائل جديدة، وإمكانات حديثة تسندها علوم ناهضة، وتعززها بحوث دائبة، وكان من الممكن -عقلاً- أن ينهضوا من كبوتهم مستفيدين مما رأوا ولكنهم -واقعاً- لم يفعلوا ذلك لأنهم:
أولاً: لم يكونوا يملكون القدرة على التمييز وتقدير التجربة حق قدرها.

ثانياً: كان اقتران العلوم الجديدة بتلك الحملة الصليبية الوحشية التي انتهكت حرمة الأزهر نفسه، دافعًا لمقت تلك العلوم ورفضها.

وهنا استغلت العلمانية الحدث فنشأت الازدواجية الخطرة في العالم الإسلامي: تعليم ديني ضيق محدود وتعليم لا ديني يشمل نشاطات الفكر كلها.

وهذا ولد بدوره دعوات ونتائج سيئة منها على سبيل المثال:
1- الدعوة إلى الارتماء في أحضان الغرب وأخذ حضارته دون وعي أو تمييز.

2- احتقار الماضي الإسلامي وتربية الأجيال تربية لا دينية حديثة.

3- تطوير الأزهر وإن شئت فقل تطويعه.

4- الدعوة إلى العامية: فليست اللغة العربية أداة الثقافة الإسلامية فحسب؛ بل هي مقوم من مقومات الشخصية الإسلامية للفرد والمجتمع وليس غريباً أن يشن المستشرقون والمبشرون عليها هجمات شرسة تتعلق بألفاظها وتراكيبها ومقدرتها على مسايرة العصر، فقد كانوا يرمون هدم القرآن بهدم لغته ليصبح كالإنجيل لا يقرؤه إلا رجال الدين..

5- اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية من الغرب..

وكان الهدف من ذلك واضحاً وهو ما أوصى به مؤتمر القاهرة التبشيري المنعقد سنة (1906م) من وجوب إنشاء جامعة علمانية على نمط الجامعة الفرنسية لمناهضة الأزهر والذي قالوا إنه: «يتهدد كنيسة المسيح بالخطر».

3- في الاجتماع والأخلاق:
عاش المجتمع المسلم في انحراف بفعل الضعف والتخلف، ولما احتك المجتمع المسلم المنحرف بالمجتمع الغربي الشارد عن الدين وأحس المجتمع المسلم المنحرف بالتقدم المادي المذهل للغرب، ودائماً فنظرة المغلوب إلى الغالب لا تسمح بالرؤية الصحيحة عادة...

ومن هنا أحس المجتمع الإسلامي الشرقي بالانبهار القاتل واستشعر النقص المرير، ولم يتردد الغربيون الكفرة الهاربون من دينهم المنحرف أن يقولوا: للمسلمين بأن سبب تخلفكم هو الإسلام وهو الدين.. وهكذا كان الطريق مفتوحاً لمهاجمة الأخلاق الإسلامية، وتدمير مقومات المجتمع من خلال مهاجمة ذلك الواقع المتخلف الذي لا يمثل الإسلام.. وكان النموذج الغربي المشاهد الذي فصل الأخلاق عن الدين يزداد قوة ووضوحاً[1].

[1] بتصرف: من كتاب العلمانية، د. سفر الحوالي، (ص:561) وما بعدها، ومذاهب فكرية معاصرة، محمد قطب، (ص:545) وما بعدها.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/75585/#ixzz3CYL05zNn




 توقيع : في الجنة نلتقي


رد مع اقتباس