عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15 Mar 2013, 11:43 PM
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
أبو موهبة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 فترة الأقامة : 4983 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : أبو موهبة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
قصة امرأة نوح عليه السلام



قصة امرأة نوح عليه السلام
المدخل إلى القصــــة
لا ريب أن مصاحبة أهل الإيمان والتقوى تزيد المرء شرفا وتربي فيه حب الخير والاقتداء بأولئك البررة من الناس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم كم يخالل )).
ولكن بعض الناس يكون شقيا محروما فلا ينتفع بصحبة الأخيار ومرافقة الأبرار فيتبع هواه والشيطان، والقرآن الكريم يقص لنا خبر امرأة هي من هذا الصنف من الناس ألا وهي امرأة نوح عليه السلام.
وقد جاء ذلك في ثلاثة مواضع من كتاب الله العزيز:
قوله تعالى:( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) هود
قوله تعالى ( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)المؤمنون .
وقوله تعالى: (.ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) التحريم
التعريف بالمـــرأة
لم يثبت اسمها بالقرآن ولا في السنة، وإنما ذكر المؤرخون أن اسمها واعلة وقيل والعة. ولا حاجة للوقف على اسمها، إذ لو كان فيه فائدة لبينه الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وذكر ابن كثير رحمه الله: أنها أم ولد نوح حام وسام ويافث ويام.
عرض القصــــــــــة
كانت امرأة نوح عليه السلام تعيش في بيت كريم طاهر مع نبي من أنبياء الله تعالى، وكان حريا بها أن تكون متأسية بع عليه الصلاة والسلام.
ومن أول الناس الذين يتبعونه في دعوته إلى الله عز وجل لقربها منه عليه السلام كما كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن هذه المرأة خانت زوجها فكفرت وعاندت، وكانت تتهم زوجها نوحا عليه السلام بالجنون، وإذا آمن به أحد من قومه أخبرت بذلك الجبابرة وهذا هو المراد بخيانتها.

ولقد استمرت على كفرها وطغيانها ولم تستجب لدعوة زوجها نوح عليه السلام فلما جاء قضاء الله عز وجل بإهلاك الكافرين من قوم نوح عليه السلام لم ينفعها كونها زوجة نبي من أنبياء الله لما كفرت بربها فغرقت في الطوفان وهلكت مع الهالكين، وفي الآخر يقال لها : ادخلي النار مع الداخلين، فخسرت بذلك الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.
مسألة في معنى خيانة أزواج الأنبياء
لقد حفظ الله تعالى لأنبيائه ورسله أعراضهم وصان نساءهم من فاحشة الزنى، وإن الذي أخبر الله تعالى عنه من خيانة بعض أزواج الأنبياء إنما كان خيانة في الدين لا خيانة في الفراش. قال ابن عباس رضي الله عنهما وفي امرأة لوط عليه السلام: ما زنتا، أما امرأة نوح فكانت تخبر أنه مجنون ، وكانت امرأة لوط تدل على الضيف ( من تفسير الطبري – عن طريق سفيان ، عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قيس ورجاله ثقات ) وقال الضحاك رحمه الله : ما بغت امرأة نبي قط .. وقال عكرمه ( فخانتاهما) في الدين ..
و قال الشنقيطي رحمه الله : وقد يستأنس لقول أبن عباس هذا بتحريم التزوج من نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده ، والتعليل له بأن ذلك يؤذيه كما في قوله تعالى (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)
فإذا كان سؤالهن بدون حجاب يؤذيه والزواح بهن من بعده عند الله عظيم ، فكيف إذا كان غير السؤال وبغير الزواج ؟؟ إن مكانة الانبياء عند الله أغظم من ذلك ..
الاحكام المستفادة من القصة
1 – قوامة الرجل على المرأة لقوله تعالى (كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ ) فالتحتية تفيد الدون ,,
2- تحريم الخيانة ، فقد كان سبب عذاب امرأة نوح هو خيانتها لزوجها –
3- وجوب مقت الكفار والبراءة منهم مهما كانت صلتهم كمايؤخذ من قوله (قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ) فنهي نوح عليه السلام أن يحمل زوجته وولده لكفرهماوقال تعالي :(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )
4- وجوب الاستجابة لرسل الله تعالى اخذا من هلاك امرأة نوح لعدم استجابتها له عليه السلام .
5- ان المرأة من الاهل اخذا من قوله تعالى (وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ) وكانت امراته منهم كما تقدم .
6- من مات كافرا دخل النار حتما اخذا من قوله تعالى :( وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10).
7- المساواة بين المرأة والرجل في التكاليف إلا ما خصه الشرع منها ، والمساواة بينهما في الجزاء في الدنيا والاخرة ، اخذا من محاسبة الله تعالى لامرأة نوح لكفرها ,
8- صحة نكاح الكافرة ويؤخذ من قوله تعالى (امْرَأَتَ نُوحٍ )إلا أن القرآن استثنى الكتابية في هذا الحكم دون باقي المشركات في قوله تعالى (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )
الدروس والعبــــــــــــــــر
1) لا يكفي كون المرأة زوجة في استئمان الزوج لها . فقد خانت امرأة نوح زوجها وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) التغابن 14
2) تهويل الاذى لعبادالله الصالحين وعناية ربهم بهم ومدافعته عنهم فلما عادت امرأة نوح زوجها عليه السلام انتصر الله له منها .
3) قطع طمع كل من يركب المعصية وخالف أمر الله ورجا أن ينفعه صلاح غيره ، اخذا من قوله تعالى:(فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) التحريم 10 ,,
4 ) - لا ينفع المرء قرابته من الصالحين ، إذا لم يكن صالحا كماقال تعالى :( فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا )
5) إن الايمان سبب النجاة في الدنيا والاخرة كم نجي الله نوحا ومن تبعه من قومه ,,
6) عظم قبح خيانة الزوجة لزوجها ، فإن القران الكريم اعتبر كفر امرأة نوح عليه السلام خيانة له مع أن ابنه كان كافرا ولم يوصف بأنه خائن لابيه ..
7) انتفاع المؤمن بمخالطته ومعاشرته لمن هو أكمل منه ويفهم ذلك من قوله تعالى :( فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) فمعناه انهما لو كانتا مؤمنتين لنفعهما كونهما زوجتين لنبيين من انبياء الله تعالى ، وقال تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) الطور21
8) هوان أهل الضلال على الله اخذا من هلاك امرأة نوح عليه السلام مع كونها امرأة نبي من أنبياء الله جل جلاله ..




 توقيع : أبو موهبة



آخر تعديل ابن الورد يوم 19 Mar 2013 في 10:47 AM.
رد مع اقتباس