المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو همام الراقى

سلم الله الجميع وبارك فى سعيهم .


ولاأخفيكم سراً أننى قد أجد فى قصة سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً لبعض علمى بالسحر والجن وخفاياه ولكن ماأتذكر قول الشيخ مقبل الوادعى رحمه الله حتى أجد نفسى منقاداً للنصوص فقد قال ..

( فليست السلفية بالادعاءات ، ولكنها استسلام لله ، وقبول ما جاء عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبعض الصحابة رضوان الله عليهم عند أن أنزل الله سبحانه وتعالى : ( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِى أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ) ( سورة البقرة – الآية 284 ) ، شق عليهم ذلك فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لا تقولوا كما قال أهل الكتاب سمعنا وعصينا ولكن قولوا سمعنا وأطعنا " 0 فلما أذعن القوم أنزل الله في أثرها : ( ءامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) إلى قوله : } لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ) ( سورة البقرة – الأية 285 ، 286 ) إلى آخر السورة ) ( ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر – ص 29 )

المتأمل فى النصوص والشروحات لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يتضح له جلياً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سحر بكذا سحر فى وقت واحد ، كيف لا ؟ وهو النبى المرسل فالسحر يجب أن يكون على قدر المقام من القوة والتأثير ، كما جُمع السحرة من كل حدب وصوب لمناظرة موسى عليه السلام العملية ولم يكتفِ فرعون بسحرة مدينته لمكانة ماجاء به موسى عليه السلام !!


قال ابن حجر في الفتح : ( ومن رواية عمرة عن عائشة " فنزل رجل فاستخرجه " وفيه من الزيادة أنه وجد في الطلعة تمثالاً من شمع – تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم – وإذا فيه إبر مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، فنزل جبريل بالمعوذتين فكلما قرأ آية انحلت عقدة ، وكلما نزع إبرة وجد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألماً ثم يجد بعدها راحة ) ( فتح الباري – 10 / 230 )


فوجود التمثال الشبيه برسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى أن اليهود استخدموا السحر التشاكلى أو التشابهى وهو سحر يقوم على علم الانثربولجى وفق قاعدة ( الشبيه ينتج الشبيه ) والتى يستخدمها بعض سحرة إفريقيا فى الصيد بحيث يرسمون أو يصورون صورة اسد ثم يطعنونه بحربة ثم يبحثون فى الجوار فيجدونه ميتاً .

فالذى يظهر أن استخدام السحر التشاكلى بهذه الكيفية يدلنا على أن هذا السحر يستخدم فيما لايقوى الشياطين ـ خدام سحر أو غيرهم ـ على اختراق جسده والله أعلم .

ثم يأتى موضوع الإبر التى درج استعمالها فى سحر المرض دلالة على أن السحر من ضمنه مرضاً يعترى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد يؤثر المرض العضوى على جهد الشخص ونفسيته وعلى مخيلته بالقدر الذى لايتدخل فى ما ينقله صلى الله عليه وسلم عن ربه .


ووجود العقد دلالة على أن هناك ثم ربط حول موضوع معين يتضح من النصوص أنه من جهة إتيان أهله صلى الله عليه وسلم ، ووصول عدد العقد إلى إحدى عشر عقدة يؤكد حجم الحقد الذى فى نفوس اليهود تجاهه .


وأنهى كلامى بسؤال لأثرى الموضوع :

ورد أن سحره لبيد بن الأعصم اليهودى ، والمعوِذتين نزلت وفيها ( ومن شر النفاثات فى العقد ) .. فكيف الجمع ؟


والله أعلم .