عرض مشاركة واحدة
قديم 01 Jan 2010, 05:35 PM   #8
الباحث1
باحث فضي


الصورة الرمزية الباحث1
الباحث1 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8039
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : 23 Dec 2012 (10:57 PM)
 المشاركات : 124 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 56 . من سورة الذاريات مقارنة من كتب التفاسير الجزء8.



تفسير أبي السعود ج8 ص144
الذاريات : ( 56 ) وما خلقت الجن . . . . .

) وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( استئناف مؤكد للأمر مقرر لمضمون تعليله فإن كون خلقهم مغيا بعبادته تعالى مما يدعوه عليه الصلاة والسلام إلى تذكيرهم ويوجب عليهم التذكر والاتعاظ ولعل تقديم خلق الجن في الذكر لتقدمه على خلق الإنس في الوجود ومعنى خلقهم لعبادته تعالى خلقهم مستعدين لها ومتمكنين منها أتم أستعداد واكمل تمكن مع كونها مطلوبة منهم بتنزيل ترتب الغاية على ما هى ثمرة له منزلة ترتب الغرض على ما هو غرض له فإن استتباع أفعاله تعالى لغايات جليلة مما لا نزاع فيه قطعا كيف لا وهى رحمة منه تعالى وتفضل على عباده وإنما الذي لا يليق بجنابه عز وجل تعليلها بالغرض بمعنى الباعث على الفعل بحيث لولاه لم يفعله لإفضائه إلى استكماله بفعله وهو الكامل بالفعل من كل وجه واما بمعنى نهاية كمالية يفضى إليها فعل الفاعل الحق فغير منفى من أفعاله تعالى بل كلها جارية على المنهاج وعلى هذا الاعتبار يدور وصفه تعالى بالحكمة ويكفى في تحقق معنى التعليل على ما يقوله الفقهاء ويتعارفه أهل اللغة هذا المقدار وبه يتحقق مدلول اللام وأما إرادة الفاعل لها فليست من مقتضيات اللام حتى يلزم من عدم صدور العبادة عن البعض تخلف المراد عن الإرادة فإن تعوق البعض عن الوصول إلى الغاية مع تعاضد المبادئ وتآخذ المقدمات الموصلة إليها لا يمنع كونها غاية كما في قوله تعالى كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ونظائره وقيل المعنى إلا ليؤمروا بعبادتي كما في قوله تعالى وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا وقيل المراد سعداء الجنسين كما أن المراد
بقوله تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس أشقياؤهما ويعضده قراءة من قرأ وما خلقت الجن والأنس من المؤمنين وقال مجاهد واختاره البغوى معناه إلا ليعرفوه ومداره قوله e فيما يحيكه عن رب العزة كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق لأعرف ولعل السر في التعبير عن المعرفة بالعبادة على طريق إطلاق اسم السبب على المسبب التنبيه على أن المعتبر هي المعرفة الحاصلة بعبادته تعالى ما يحصل بغيرها كمعرفة الفلاسفة
إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، اسم المؤلف: أبي السعود محمد بن محمد العمادي ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

زاد المسير ج8 ص42
الذاريات : ( 56 ) وما خلقت الجن . . . . .

قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون أثبت الياء في يعبدون ويطعمون ولا يستعجلون في الحالين يعقوب واختلفوا في هذه الآية على أربعة أقوال
أحدها إلا لآمرهم أن يعبدوني قاله علي بن أبي طالب واختاره الزجاج
والثاني إلا ليقروا بالعبودية طوعا وكرها قاله ابن عباس وبيان هذا قوله ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله الزخرف 87
والثالث أنه خاص في حق المؤمنين قال سعيد بن المسيب ما خلقت من يعبدني إلا ليعبدني وقال الضحاك والفراء وابن قتيبة هذا خاص لأهل طاعته وهذا اختيار القاضي أبي يعلى فإنه قال معنى هذا الخصوص لا العموم لأن البله والأطفال والمجانين لا يدخلون تحت الخطاب وإن كانوا
من الإنس فكذلك الكفار يخرجون من هذا بدليل قوله ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس الأعراف 179 فمن خلق للشقاء ولجهنم لم يخلق للعبادة
والرابع إلا ليخضعوا إلي ويتذللوا ومعنى العبادة في اللغة الذل والانقياد وكل الخلق خاضع ذليل لقضاء الله عز وجل لا يملك خروجا عما قضاه الله عز وجل هذا مذهب جماعة من أهل المعاني
زاد المسير في علم التفسير ، اسم المؤلف: عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ، دار النشر : المكتب الإسلامي - بيروت - 1404 ، الطبعة : الثالثة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا



 

رد مع اقتباس