عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 21 Feb 2013, 11:17 PM
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
أبو موهبة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 فترة الأقامة : 4983 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : أبو موهبة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
قصة المرأة الحمقاء



قصة المرأة الحمقاء

المدخل إلى القصة
الوقت هو عمر انسان ، فينبغي للعاقل أن يستثمره فيما ينفعه في أمر دينه ودنياه ، وأن لا يضيعه في اللهو والعبث كما يفعل السفهاء والجهلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )
وقد ذكر القرآن الكريم لنا خبر امرأة عابثة حمقاء بلغت في حالها الذروة في الجهل.
قال الحافظ محمد بن حبان الستي: “ فالجاهل يقال ليه في أول درجته المائق ثم الرقيع ثم انوك ثم احمق ".
وقد رود ذكرها في موضع واحد من كتاب الله العزيز:
قال تعالى " (( وَلَا تكوُنُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )) النحل 92
معاني مفردات آية القصة
(نَقَضَتْ) : النقض هو انتثار العقد من البناء والحبل و العقد وهو ضد الإبرام.
(غَزْلَهَا) : الغزل : فتل القطن أو الصوف ، والغزل مصدر بمعنى المفعول إي المغزول.
(مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) : من بعد إبرام.
(أَنْكَاثاً) : يعنى أنقاضا ، وكل شيء نكث بعد الفتل فهو أنكاث ، واحدها نكث حبلاً كان ذلك أو غزلاً.
التعريف بالمرأة
اختلف المفسرون في المراد بالتي نقضت غزلها على قولين :
القول الأول : إنها امرأة معروفة كانت بمكت ، واختلفو في اسمها.
قال مقاتل : " اسمها ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ".
وقال البلاذري : " هي والدة أسد بن عبدالعزى بن قصي، وهي انبة سعد بن تميم بن مرة".
وقال أبو بكر بن أبي حفص : "هي سعيدة الأسدية".
وقال عبدالله بن كثير والسدي :" هي امرآة خرقاء كانت بمكة ".
وقال ابن عاشور :"وعبر عنها بطريق الموصولية لاشتهارها بمضمون الصلة ، ولأن مضمون الصلة هو الحال مشتبه في هذا التمثيل، ولأن القرآن لم يذكر بالاسم العلم إلا من اشتهر بأمر عظيم مثل جالوت وقارون.
القول الثاني : إنه مثل لمن نقض عهده بعد توكيده . وهذا قول مجاهد وقتادة وابن زيد وتبعهم على هذا القول ابن كثير وأبو حيان والألوسي.
والذي يظهر لي أن الآية ضربت مثلاً فيمكن كانت تلك صفته إذا إنه لم يرد فيما أعلم دليل يعين من نزلت فيه الآية ، فتكون هذه المرأة المشهورة والتي سأورد قصتها داخلة في معنى الآية والله تعالى أعلم.
القصة عرض
ذكر الله تعالى في الآية خبر تلك المرأة الحمقاء ، وذلك أنها كانت تغزل غزلها وتفتله محكماً ثم تحله.
وقد ذكر بعض المفسرين تفصيلاً لهذا الخبر فالو عنها : إنها إمرأة كانت بمكة وكانت حمقاء بها وسوسة ، وقد اتخذت مغزلاً قدر ذراع وسناة مثل الأصبع وفلكة عظيمة ، وكانت تغزل الغزل من الصوف أو الشعر أو الوبر وتأمر جواريها بالغزل ، وكن يغزلن من الغذاة إلى نصف النهار فإذا انتصفت النهار أمرتهن بنقض جميع ما غزلن ، فما كان غزلاً واحداً جعلته خيوطاً عديدة فصيرته إلى الحالة التي كان عليا قبل الغزل ، وكان هذا دأبها .
الدروس والعبر
1 – إن التشبيه وسيلة من وسائل الوعظ أخذاً من قوله : (وَلَا تكوُنُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا).
2 – إن المرء إذا خالف سبيل العقلاء فهو عرضة للذم والتشهير أخذاً من ضرب المثل بهذه المرأة .
3 – إن الغزل والنسيج من الأعمال التي يمكن للمرأة أن تقوم بها ولا غضاضة عليها في ذلك ، إذ إن القرآن الكريم أنكر نقض الغزل ولم يعب الغزل بذاته .
4 – العمل النافع لا ينبغي إفساده دون مبرر أخذاً من ذم القرآن لتلك المرأة في صنيعها.
5 – تحذير المؤمنين من التشبه بحال السفاء أخذاً من النهي عن التشبه بحال تلك المرأة .
6 – إذا كان الغرض التحذير من صفة فلا داعي لذكر اسم صاحب تلك الصفة أخذاً من ذكر القرآن صفة تلك المرأة دون اسمها.
7- إن ذكر الوصف المذموم غمنا يكون لمناسبة تستدعي ذلك كمناسبة التحذير من التشبه بحال تلك المرأة.
8 – مدح إتقان العمل أخذاً من قوله تعالى: (بَعْدِ قُوَّةٍ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه )) ، وقال صلى الله عليه وسلم (( إن الله كتب الإحسان على كل شيء )).
منقــــول بتصـــرف ..




 توقيع : أبو موهبة


رد مع اقتباس