الموضوع: الرؤى والاحلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 16 Jul 2010, 11:44 PM   #2
ريحان
باحث برونزي


الصورة الرمزية ريحان
ريحان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 9295
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 أخر زيارة : 05 May 2013 (06:18 AM)
 المشاركات : 49 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الرؤى والاحلام



ما يفعله المكلف اذا رأى الرؤيا الصالحة

- ان يحمد الله
- وان يستبشر بها
- وان يحدث بها من يحب دون من يكره

فقد روى البخاري في صحيحه من حديث ابي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " اذا رأى أحدكم رؤيا يُحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها واذا رأى غير ذلك مما يكره , فانما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره "

وروى مسلم من حديث أبي قتادة قال قال صلى الله عليه وسلم " فإن رأى رؤيا حسنةً فليستبشر , ولا يخبر الا من يحب "



ما يفعله المكلف اذا رأى في منامه ما لا يسره:.

عن أبي سلمة قال : لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره" بخاري

عن جابر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذى كان عليه "مسلم



الرؤيا على رجل طائر ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الرؤيا على رجل طائر ".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت " قال وأحسبه قال " ولا تقصها إلا على واد أو ذي رأي" ابوداود وصححه الألباني

( إلا على واد ) اسم فاعل من الود كالحب لفظا ومعنى . أي على حبيب .
( ذي رأي ) أي ذي لب
قال الخطابي على رجل طائر مثل ومعناه أنها لا تستقر قرارها ما لم تعبر


قال ابو الطيب في عون المعبود " ( فإذا عبرت وقعت ) أي تلك الرؤيا على الرائي يعني يلحقه حكمها
قال في النهاية الرؤيا على رجل طائر مالم تعبر أي لا يستقر تأويلها حتى تعبر يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت كما أن الطير لا يستقر في أكثر أحواله فكيف ما يكون على رجله

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي : (ما لم يحدث ) أي ما لم يتكلم المؤمن أو الرائي ( بها ) أي بتلك الرؤيا أو تعبيرها ( فإذا تحدث بها سقطت ) أي تلك الرؤيا على الرائي يعني يلحقه حكمه

قال الطيبي : التركيب من قبيل التشبيه التمثيلي شبه الرؤيا بطائر سريع الطيران علق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة فالرؤيا مستقرة على ما يسوقه القدر إليه من التعبير ( فإذا تحدث بها سقطت ) أي إذا كانت في حكم الواقع ألهم من يتحدث بها بتأويلها على ما قدر فتقع سريعا كما أن الطائر ينقض سريعا


قلت : وكل ذلك فيما اذا أصاب المفسر الرؤية فان اصاب ادرك البشارة او النذارة والا فهي غير مؤثرة وتقع على ما جاءت به , لقول النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر " أصبت بعضاً وأخطأت بعض " وقد بوب له البخاري باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب


النذارة والتنبيه في الرؤى:.

عن نافع أن ابن عمر قال : إن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقصونها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وأنا غلام حديث السن وبيتي المسجد قبل أن أنكح فقلت في نفسي لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يرى هؤلاء فلما اضطجعت ليلة قلت اللهم إن كنت تعلم في خيرا فأرني رؤيا فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد يقبلان بي إلى جهنم وأنا بينهما أدعو الله اللهم أعوذ بك من جهنم ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد فقال لم ترع نعم الرجل أنت لو تكثر الصلاة . فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم فإذا هي مطوية كطي البئر لها قرون كقرون البئر بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد وأرى فيها رجالا معلقين بالسلاسل رؤوسهم أسفلهم عرفت فيها رجالا من قريش فانصرفوا بي عن ذات اليمين . فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن عبد الله رجل صالح ) . فقال نافع لم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة. بخاري

( فيقول فيها ) يعبرها . ( مقمعة ) عصا معوجة الرأس . ( لم ترع ) من الروع وهو الخوف . ( شفير ) حرف وجانب


الوعيد لمن كذب في الرؤيا:.

عن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ" بخاري

( تحلم بحلم ) تكلف الحلم أو ادعى أنه رأى حلما . ( كلف ) يوم القيامة . وذلك التكليف نوع من العذاب . ( يعقد ) يوصل . ( لن يفعل ) لن يقدر على ذلك وهو كناية عن استمرار العذاب عليه . ( كارهون ) لا يريدون سماعه
(الأنك ) الرصاص المذاب . ( ينفخ فيها ) الروح . ( ليس بنافخ ) ليس بقادر على النفخ .


عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن من أفرى الفرى أن يري عينه ما لم تر" بخاري

( أفرى الفرى ) أشد الكذب وأكذب الكذبات والفرى جمع الفرية وهي الكذبة الفادحة التي يتعجب منها . ( يري عينه ) يدعي أنه رأى رؤيا وهو لم ير شيئا

نقل الحافظ في الفتح " قال الطبري : إنما اشتد فيه الوعيد من أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه إذ قد تكون شهادة في قتل أو حد أو أخذ مال ، لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره ، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين لقوله تعالى ( ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ) الآية ، وإنما كان الكذب في المنام كذبا على الله لحديث " الرؤيا جزء من النبوة " وما كان من أجزاء النبوة فهو من قبل الله تعالى انتهى ملخصا "



الفرق بين رؤيا الانبياء وغيرهم :.

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. بخاري


ونقل الحافظ في الفتح 19-449 " قال ابن أبي حمزة : إنما شبهها بفلق الصبح دون غيره لأن شمس النبوة كانت الرؤيا مبادي أنوارها فما زال ذلك النور يتسع حتى أشرقت الشمس فمن كان باطنه نوريا كان في التصديق بكريا كأبي بكر ومن كان باطنه مظلما كان في التكذيب خفاشا كأبي جهل ، وبقية الناس بين هاتين المنزلتين كل منهم بقدر ما أعطي من النور .."

فكانت هذه بالنسبة لمحمد صلى الله عليه وسلم أول تباشير الوحي لئلا يفجأه الملك بالوحي وكذا كما ذكر القاضي وغيره

ونقل ابن بطال في شرحه على البخاري " وقد أعلمنا ( صلى الله عليه وسلم ) أن رؤياه وحى ، وذلك أنه أخبرهم بما ينفرد به دون الناس ، لأن الرؤيا الصالحة قد يشركه غيره فيها . وأما قول عائشة : تمت أول ما بدء به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الوحى الرؤيا الصالحة ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح

قال المهلب : هى تباشير النبوة وكيفية بدئها ، لأنه لم يقع فيها ضغث ، فيتساوى مع الناس فى ذلك ، بل خص بصدقها كلها ، وكذلك قال ابن عباس : رؤيا الأنبياء وحى ، وقرأ : ( إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ ) [ الصافات : 102 ] فتمم الله عليه النبوة ، بأن أرسل إليه الملك فى اليقظة ، وكشف له عن الحقيقة ، فكانت الأولى فى النوم ، وصحة ما يوحى إليه فيه توشيحًا للنبوة وابتدائها حتى أكملها الله له فى اليقظة تفضلاً من الله تعالى ، وموهبة خصَّه بها ، والله يعلم حيث يجعل رسالاته والله ذو الفضل العظيم.."



الشرائع لا تؤخذ بالمنامات:.

عن عمر بن حمزة أخبرني سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال عمر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فرأيته لا ينظرني، فقلت: يارسول الله، ما شأني؟ فقال: ألست الذى تقبل وأنت صائم؟! قلت: فوالذي بعثك بالحق لا أقبل بعدها وأنا صائم

قال أبو محمد ابن حزم: الشرائع لا تؤخذ بالمنامات! لا سيما وقد أفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر في اليقظة حيا باباحة القبلة للصائم، فمن الباطل أن ينسخ ذلك في المنام ميتا! نعوذ بالله من هذا
– المحلى-

قال الشاطبي في الاعتصام "وأضعف هؤلاء احتجاجا قوم استندوا في أخذ الأعمال إلى المقامات وأقبلوا وأعرضوا بسببها فيقولون : رأينا فلانا الرجل الصالح فقال لنا : اتركوا كذا واعملوا كذا ويتفق هذا كثيرا للمتمرسين برسم التصوف وربما قال بعضهم : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في النوم فقال لي كذا وأمرني بكذا فيعمل بها ويترك بها معرضا عن الحدود الموضوعة في الشريعة وهو خطأ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعا على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها وإنما فائدتها البشارة أو النذرة خاصة

وأما استفادة الأحكام فلا كما يحكى عن الكتاني رحمه الله قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام فقلت : ادع الله أن لا يميت قلبي فقال : قل كل يوم أربعين مرة يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت فهذا كلام حسن لا إشكال في صحته وكون الذكر يحيى القلب صحيح شرعا وفائدة الرؤيا التنبيه على الخير وهو من ناحية البشارة وإنما يبقى الكلام في التحديد بالأربعين وإذا لم يوجد على اللزوم استقام

وعن أبي يزيد البسطامي رحمه الله قال : رأيت ربي في المنام فقلت : كيف الطريق إليك ؟ فقال : أترك نفسك وتعال ؟ وشأن هذا الكلام من الشرع موجود فالعمل بمقتضاه صحيح لأنه كالتنبيه لموضع الدليل لأن ترك النفس معناه ترك هواها بإطلاق والوقوف على قدم العبودية والآيات تدل على هذا المعنى كقوله تعالى : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى } وما أشبه ذلك فلو رأى في النوم قائلا يقول : إن فلانا سرق فاقطعه أو عالم فاسأله أو اعمل بما يقول لك أو فلان زنى فحده وما أشبه ذلك لم يصح له العمل حتى يقوم له الشاهد في اليقظة وإلا كان عاملا بغير شريعة إذ ليس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم وحي

ولا يقال : إن الرؤيا من أجزاء النبوة فلا ينبغي أن تهمل وأيضا إن المخبر في المنام قد يكون النبي صلى الله عليه و سلم وهو قد قال :" من رآني في النوم فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي " وإذا كان فإخباره في النوم كإخباره في اليقظة

لأنا نقول : إن كانت الرؤيا من أجزاء النبوة فليست إلينا من كمال الوحي بل جز من أجزائه والجزء لا يقوم مقام الكل في جميع الوجوه بل إنما يقوم مقامه في بعض الوجوه وقد صرفت إلى جهة البشارة والنذارة وفيها كاف
وأيضا فإن الرؤيا التي هي جزء من أجزاء النبوة من شرطها أن تكون صالحة من الرجل الصالح وحصول الشروط مما ينظر فيه فقد تتوفر وقد لا تتوفر

وأيضا فهي منقسمة إلى الحلم وهو من الشيطان وإلى حديث النفس وقد تكون سبب هيجان بعض أخلاط فمتى تتعين الصالحة حتى يحكم بها وترك غير الصالحة ؟

ويلزم أيضا على ذلك أن يكون تجديد وحي بحكم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو منهي عنه بالإجماع
يحكى أن شريك بن عبد الله القاضي دخل على المهدي فلما رآه قال : علي بالسيف والنطع قال : ولم يا أمير الميؤمنين ؟ قال : رأيت في منامي كأنك تطأ بساطي وأنت معرض عني فقصصت رؤياي على من عبرها فقال لي : يظهر لك طاعة ويضمر معصية فقال له شريك : والله ما رؤياك برؤيا إبراهيم الخليل عليه السلام ولا أن معبرك بيوسف الصديق عليه السلام فبالأحلام الكاذبة تضرب أعناق المؤمنين ؟ فاستحيى المهدي وقال : اخرج عني ثم صرفه وأبعده

وحكى الغزالي إن بعض الأئمة أنه أفتى بوجوب قتل رجل يقول بخلق القرآن فروجع فيه فاستدل بأن رجلا رأى في منامه إبليس قد اجتاز بباب المدينة ولم يدخلها ؟ فقيل : هل دخلتها ؟ فقال : أغناني عن دخولها رجل يقول بخلق القرآن فقام ذلك الرجل فقال : لو أفتى إبليس بوجوب قتلي في اليقظة هل تقلدونه في فتواه ؟ فقالوا : لا ! فقال : قوله في المنام لا يزيد على قوله في اليقظة

وأما الرؤيا التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم الرائي بالحكم فلا بد من النظر فيها أيضا لأنه إذا أخبر بحكم موافق لشريعته فالحكم بما استقر وإن أخبر بمخالف فمحال لأنه صلى الله عليه و سلم لا ينسخ بعد موته شريعته المستقرة في حياته لأن الدين لا يتوقف استقراره بعد موته على حصول المرائي النومية لأن ذلك باطل بالإجماع فمن رأى شيئا من ذلك فلا عمل عليه وعند ذلك نقول : إن رؤياه غير صحيحة إذ لو رآه حقا لم يخبره بما يخالف الشرع


لكن يبقى النظر في معنى قوله صلى الله عليه و سلم :
" من رآني في النوم فقد رآني " وفيه تأويلان :

احدهما : ما ذكره ابن رشيد إذ سئل عن حاكم شهد عنده عدلان مشهوران بالعدالة في قضية فلما نام الحاكم ذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له : ما تحكم بهذه الشهادة ؟ فإنها باطلة فأجاب بأنه لا يحل له أن يترك العمل بتلك الشهادة لأن ذلك إبطال لأحكام الشريعة بالرؤيا وذلك باطل لا يصح أن يعتقد إذ لا يعلم الغيب من ناحيتها إلا الأنبياء الذين رؤياهم وحي ومن سواهم إنما رؤياهم :جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة

ثم قال : وليس معنى قوله " من رآني فقد رآني حقا " أن كل من رأى في منامه أنه رآه فقد رآه حقيقة بدليل أن الرئي قد يراه مرات على صور مختلفة ويراه الرائي على صفة وغيره على صفة أخرى ولا يجوز أن تختلف صور النبي صلى الله عليه و سلم ولا صفاته وإنما معنى الحديث : " من رآني على صورتي التي خلقت عليها فقد رآني إذ لا يتمثل الشيطان بي " إذ لم يقل : من رآني أنه رآني وإنما قال : من رآني فقد رآني وأنى لهذا الرائي الذي رأى أنه رآه على صورة أنه رآه عليها ؟ وإن ظن أنه رآه ما لم يعلم أن تلك الصورة صورته بعينها وهذا ما طريق لأحد إلى معرفته

فهذا ما نقل عن ابن رشيد وحاصله يرجع إلى أن المرئي قد يكون غير النبي صلى الله عليه و سلم وإن اعتقد الرائي أنه هو

والتأويل الثاني يقوله علماء التعبير : إن الشيطان قد يأتي النائم في صورة ما من معارف الرائي وغيرهم فيشير له إلى رجل آخر : هذا فلان النبي وهذا الملك الفلاني أو من أشبه هؤلاء ممن لا يتمثل الشيطان به فيوقف اللبس على الرائي بذلك وله علامة عندهم وإذا كان كذلك أمكن أن يكلمه المشار إليه بالأمر والنهي غير الموافقين للشرع فيظن الرائي أنه من قبل النبي صلى الله عليه و سلم ولا يكون كذلك فلا يوثق بما يقول له أو يأمر أو ينهى

وما أحرى هذا الضرب أن يكون الأمر أو النهي فيه مخالفا لكمال الأول حقيق بأن يكون فيه موافقا وعند ذلك لا يبقى في المسألة إشكال نعم لا يحكم بمجرد الرؤيا حتى يعرضها على العلم لأمكان اختلاط أحد القسمين بالآخر وعلى الجملة فلا يستدل بالرؤيا في الأحكام إلا ضعيف المنة نعم يأتي المرئي تأنيسا وبشارة ونذارة خاصة بحيث لا يقطعون بمقتضاها حكما ولا يبنون عليها أصلا وهو الاعتدال في أخذها حسبما فهم من الشرع فيها والله أعلم"

قلت والصحيح في الحديث انه على ظاهره وان من رآه في المنام فقد رآه حقاً وسيراه حقيقةً ولا يلزم من ذلك اي لازم لأن الشرع بوفاته صلى الله عليه وسلم اكتمل " اليوم اكملت لكم دينكم .."

وقد نقل المقدم 280 في المهدي كلام العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي ومال الى خلاف قول الجمهور الا انه قال " اذا علمت ما قررناه من امكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة كرامة لبعض خواص اكابر الاولياء .. فاعلم ان فائدة ذلك تعود غالباً على الرائي فقط , ولا يجوز ان يثبت بها حكم شرعي كائناً ما كان ندباً او غيره من سائر الاحكام الشرعية كما تعطيه قواعد الشرع المعلومة وكما صرح به الائمة كالحافظ ابن حجر وغيره فقد قال في فتح الباري بعد بحث طويل عند قوله عليه الصلاة والسلام " ولا يتمثل الشيطان بي" ما نص لمراد منه ومع ذلك صرح الائمة بأن الاحكام الشرعية لا تثبت بذلك "



 

رد مع اقتباس