عرض مشاركة واحدة
قديم 24 Nov 2009, 04:56 AM   #14
ابن الورد
الحسني


الصورة الرمزية ابن الورد
ابن الورد متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : اليوم (04:24 PM)
 المشاركات : 17,416 [ + ]
 التقييم :  24
 الدولهـ
Saudi Arabia
 وسائط MMS
وسائط MMS
لوني المفضل : Cadetblue



بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 110 . من سورة المائدة مقارنةمن كتب التفاسير الجزء الثالث عشر .
روح المعاني ج7 ص56 - 57
المائدة : ( 110 ) إذ قال الله . . . . .

( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم ) بدل من يوم يجمع الله الرسل وقد نصب باضمار اذكر وقيل : في محل رفع على معنى ذاك إذ وليس بشيء وصيغة الماضي لما مر آنفا من الدلالة على تحقق الوقوع والمراد بيان ما جرى بينه تعالى وبين فرد من الرسل المجموعين على التفصيل إثر بيان ما جرى بينه عز وجل وبين الكل على وجه الاجمال ليكون ذلك كالأنموذج على تفاصيل أحوال الباقين وتخصيص عيسى عليه السلام بالذكر لما أن شأنه عليه الصلاة والسلام متعلق بكلا فريقي أهل الكتاب المفرطين والمفرطين الذين نعت هذه السورة الكريمة جناياتهم فتفصيله أعظ عليهم وأجلب لحسراتهم وإظهار الاسم الجليل لما مر و ( عيسى ) مبني عند الفراء ومتابعيه إا عن ضمة مقدرة أو على فتحة كذلك إجراء له مجرى يا زيد بن عمرو في جواز ضم المنادى وفتحه عند الجمهور وهذا إذا أعرب ابن صفة لعيسى أما إذا أعرب بدلا أو بيانا فلا يجوز تقدير الفتحة أجماعا كما بين في كتب النحو و على في قوله تعالى : ( إذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ( متعلقة بنعمتي جعل مصدرا أي اذكر إنعامي أو بمحذوف وقع حالا من نعمة ان جعل إسما أي إذكر نعمتي كائنة عليك الخ وعلى التقديرين يراد بالنعمة ما هو في ضمن المتعدد وليس المراد كما قال شيخ الاسلام بأمره عليه السلام يومئذ بذكر النعمة المنتظمة في سلك التعديد تكليفه عليه السلام بشكرها والقيام بمواجبها ولات حين تكليف مع خروجه عليه السلام عن عهدة الشكر في أوانه أي خروج بل إظهار أمره عليه السلام بتعداد تلك النعم حسبما بينه الله تعالى واعتدادا بها وتلذذا بذكرها على رؤوس الاشهاد وليكون حكاية ذلك على ما أنبا عنه النظم الكريم توبيخا للكفرة من الفريقين المختلفين في شأنه عليه السلام افراطا وتفريطا وإبطالا لقولهما جميعا ( إذ أيدتك ) ظرف لنعمتي أي اذكر انعامي عليكما وقت تأييدي لكما أو حال منها أي اذكرها كائنة وقت ذلك وقيل : بدل اشتمال منها وهو في المعنى تفسير لها
وجوز أبو البقاء أن يكون مفعولا به على السعة وقريء آيدتك بالمد ووزنه عند الزمخشري أفعلتك وعند ابن عطية فاعلتك وقال أبو حيان : ويحتاج إلى نقل مضارعه من كلام العرب فان كان يؤايد فهو فاعل
وإن كان يؤيد فهو أفعل ومعناه معنى أيد واحد وقيل : معناه بالمد القوة وبالتشديد النصر وهما كما قيل متقاربان لأن النصر قوة ) بروح القدس ) أي جبريل عليه السلام أو الكلام الذي يحيي به الدين ويكون سببا للطهر عن أوضار الآثام أو تحيي بها الموتى أو النفوس حياة أبدية أو نفس روحه عليه السلام حيث أظهرها سبحانه وتعالى روحا مقدسة طاهرة مشرقة نورانية عليوة وكون هذا التأييد نعمة عليه عليه الصلاة والسلام مما لا خفاء فيه وأما كونه نعمة على والدته فلما ترتب عليه من براءتها مما نسب إليها وحاشاها وغير ذلك
تكلم الناس في المهد ) أي طفلا صغيرا وما النظم الكريم أبلغ من التصريح بالطفولية وأولى لأن الصغير يسمى طفلا إلى أن يبلغ الحلم فلذا عدل عنه والظرف في موضع الحال من ضمير تكلم
وجوز أن يكون ظرفا للفعل والجملة إما إستئناف مبين لتأييده عليه الصلاة والسلام أو في موضع الحال من الضمير المنصوب في أيدتك كما قال أبو البقاء والمهد معروف و عن الحسن أن المراد به حجر أمه عليهما السلام وأنكر النصارى كلامه عليه الصلاة والسلام في المهد وقالوا إنما تكلم عليه السلام أوان ما يتكلم الصبيان وقد تقدم مع جوابه وقوله تعالى : ) وكهلا ) للايذان على ما قيل بعدم تفاوت كلامه عليه الصلاة والسلام طفولية وكهولة لا لأن كلا منهما ءاية فان التكلم في الكهولة معهود من كل أحد وقال الامام : إن الثاني أيضا معجزة مستقلة لأن المراد تكلم الناس في الطفولة وفي الكهولة حين تنزل من السماء لأنه عليه الصلاة والسلام حين رفع لم يكن كهلا وهذا مبني على تفسير الكهل بمن وخطه الشيب ورأيت له بحالة أو من جاوز اربعا وثلاثين سنة إلى إحدى وخمسين وعيسى عليه الصلاة والسلام رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين قيل وثلاثة أشهر وثلاثة أيام
وقيل : رفع وهو ابن أربع وثلاثين وما صح أنه عليه الصلاة والسلام وخطه الشيب وأما لو فسر بمن جاوز الثلاثين فلا يتأتي هذا القول كما لا يخفى
وقال بعض : الأولى أن يجعل وكهلا تشبيها بليغا أي تكلمهم كائنا في المهد وكائنا كالكهل وأنت تعلم أن أخذ التشبيه من العطف لا وجه له وتقدير الكاف تكلف ) وإذ علمتك ) عطف على إذ أيدتك أي واذكر نعمتي عليكما وقت تعليمي لك من غير معلم ) الكتاب والحكمة ) أي جنسهما وقيل : الكتاب الخط والحكمة الكلام المحكم الصواب ) والتوراة والانجيل ) خصا بالذكر إظهارا لشرفهما على الأول

وإذ تخلق ) أي تصور ) من الطين ) أي جنسه كهيئة الطير أي هيئة مثل هيئته ) باذني فتنفخ فيها ) أي في تلك الهيئة المشبهة ) فتكون ) بعد نفخك من غير تراخ ) طيرا باذني ) أي حيوانا يطير كسائر الطيور وقرأ نافع ويعقوب ) طائرا ( وهو إا اسم مفرد وإا اسم جمع كباقر وسامر

وتريء الأكمه والأبرص باذني ) عطف على تخلق وقوله سبحانه : ) وإذ تخرج الموتى باذني ) عطف على إذ تخلق أعيدت فيه إذ كما قيل لكون اخراج الموتى من قبورهم لا سيما بعد ما صاروا رميما معجزة روح المعاني ج7 ص58
باهرة حرية بتذكير وقتها صريحا وما في النظم الكريم أبلغ من تحيي الموتى فلذا عدل عنه إليه وقد تقدم الكلام في بيان من أحياهم عليه الصلاة والسلام مع بيان ما ينفعك في هذه الآية في سورة عمران

وذكر باذني هنا اربع مرات وثمة مرتين قالوا : لأن هنا للامتنان وهناك للاخبار نفاسب هذا التكرار هنا ) وإذا كففت بني إسرائيل عنك ) يعني اليهود حين هموا بقتله ولم يتمكنوا منه ) ) إذ جئتهم بالبينات ) أي المعجزات الواضحة مما ذكر وما لم يذكر وهو ظرف لكففت مع اعتبار قوله تعالى : ) فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين

( ( وهو ما يدل على أنهم قصدوا اغتياله عليه الصلاة والسلام المحوج إلى الكف أي كففتهم عنك حين قالوا ذلك عند مجيئك إياهم بالبينات ووضع الموصول موضع ضميرهم لذمهم بما في حيز الصلة فكلمة من بيانية وهذا إشارة إلى ما جاء به وقرأ حمزة والكسائي إلا ساحر فالاشارة إلى عيسى عليه الصلاة والسلام وجعل الاشارة إليه على القراءة الأولى وتأويل السحر بساحر لتتوافق القراءتان لا حاجة إليه
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، اسم المؤلف: العلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليلوإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكمالكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا



 
 توقيع : ابن الورد



رد مع اقتباس