الموضوع: الدواء الشافي .
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 27 Aug 2013, 02:06 AM
الراقي
المستشار العام - عضو إتحاد الرقاة العالمي - جزاه الله تعالى خيرا
الراقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 14146
 تاريخ التسجيل : Apr 2013
 فترة الأقامة : 4037 يوم
 أخر زيارة : 17 Dec 2014 (07:13 PM)
 المشاركات : 6 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الراقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
الدواء الشافي .



( شرح كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي [2] )
للشيخ : ( حسن أبو الأشبال الزهيري )

يعتبر كتاب الجواب الكافي لابن قيم الجوزية من أعظم الكتب في وصف الداء والدواء، وهو رسالة مستقلة عبارة عن جواب سؤال، بين فيه أن لكل داء دواء، وأن من أعظم الأدوية كتاب الله عز وجل، إذ هو شفاء كله، كما بين فيه أسباب تخلف الشفاء، وأسباب تخلف أثر الدعاء، والآفات المانعة من أثر الدعاء.

نص الاستفتاء ودلالة صيغته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
سئل الشيخ الإمام العالم العلامة المتقن الحافظ الناقد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ الصالح أبي بكر المعروف بـابن القيم الجوزية رضي الله عنه سؤالاً قال فيه سائله: [ ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في رجل ابتلي ببلية، وعلم أنها إن استمرت به أفسدت عليه دنياه وآخرته، وقد اجتهد في دفعها عن نفسه بكل طريقة، فما يزداد إلا توقداً وشدة، فما الحيلة في دفعها؟ وما الطريق إلى كشفها؟ فرحم الله من أعان مبتلىً، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، أفتونا مأجورين رحمكم الله تعالى ].
يلحظ القارئ لهذا السؤال ما كان عليه السائل من أدب جم في التعامل مع أهل العلم، فقد خاطبه وناقشه بلفظ السيادة والقيادة، فقدم قبل أن يسأل ما أوجب الله تعالى عليه من تبجيل واحترام لهذا العلم، ثم سأل سؤالاً، ثم ختمه بالدعاء له بالأجر والمثوبة والرحمة، وبين أن طريق من أراد الله له الهداية أنه إذا حزبه أمر من الأمور هرع إلى أهل العلم، فعندهم دائماً الأمان، وعندهم الهداية والنور، كما أن عندهم راحة القلوب بما أودعهم الله تعالى بعض خزائن العلم. والعلم المطلق هو لله عز وجل، ومن بعد الله تعالى من الخلق أعلم الخلق هم الأنبياء والمرسلون، وهم مع هذا قليلو العلم بالنسبة إلى علم الله عز وجل، والمخاطب أولاً بقول الله تعالى: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:85] هو نبينا صلى الله عليه وسلم، وهو أعلم الخلق على الإطلاق، ومع هذا لم يؤت من العلم إلا قليلاً، فإذا كان علم النبي قليلاً؛ فما بالكم بعلم الله عز وجل الذي أحاط بكل شيء علماً؟! قال: فأجاب الشيخ الإمام العالم شيخ الإسلام مفتي المسلمين شمس الدين أبو عبد الله ابن القيم الجوزية فقال: [ الحمد لله ]، وهذا من أشد الاستحباب، بأن يجيب السائل بالحمد لله أولاً، والصلاة والسلام على رسول الله ثانياً، ثم يحمد الله تعالى في آخر جوابه، ويصلي ويسلم على نبيه عليه الصلاة والسلام. قال: [ أما بعد ] و(أما بعد) وردت في روايات كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كان إذا أرسل رسالة إلى ملك من الملوك، أو تكلم في قضية من القضايا، أو خطب في أصحابه، وقدم بمقدمة يمدح الله تعالى فيها، ويثني عليه ويمجده بما هو أهله، قال: أما بعد، ثم يدخل في الموضوع، ولذا فكلمة (أما بعد) فاصلة بين المقدمة والغرض، أي: فاصلة بين المقدمة التي فيها الحمد والثناء على الله والصلاة على رسوله عليه الصلاة والسلام، ثم الإتيان بـ(أما بعد) وكأنه يقول: فهذا أوان الشروع في المقصود.
يتبع :
التفريغ النصي - شرح كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي 2 - للشيخ حسن أبو الأشبال الزهيري - صوتيات إسلام ويب





رد مع اقتباس