#1
|
||||||||
|
||||||||
السؤال التقليدى كل رمضان
⬅السؤال التقليدى كل رمضان أكثر من الختمات ؟ أم أتدبر مع ختمات أقل ؟ أم اعتنى بتعاهد المحفوظ ؟ فصل الخطاب ان شاء الله هو فى حالك مع القرآن إذا كنت مصاحبة للقرآن طوال العام تلاوة وحفظا وتدبرا ومدارسة دائمة النظر فيه متواصلة القلب معه فكثرة الختمات فى حقك أولى . وأما إذا لم يكن للقرآن كبير حظ معك طوال العام وكان حالك إلى الهجر أقرب فأنت بحاجة للوقوف على معانيه ، وإدراك مراميه .. وعرض واقعك على آياته ، وتقييم حياتك بميزانه .. فحاجتك للتدبر أعظم . وإذا كنت من أهل الحفظ وتنشغلى طوال العام بالاستكثار من المحفوظات مع ضيق،الوقت للتعاهد وتثبيت المحفوظ ؛ فرمضان فرصة ثمينة لتثبيت المحفوظ . وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يعارض جبريل بالقرآن فى كل عام مرة ؛ فلما كان العام الذى توفى فيه عارضه مرتين . والمعارضة هى : أن يقرأ أحدهما ، ويستمع الآخر . فيقرأ النبى صلى الله عليه وسلم وجبريل يسمع تارة ، ثم يقرأ جبريل ويستمع النبى صلى الله عليه وسلم تارة أخرى . فهذه العرضة او المدارسة ليست للمعانى ولكن تلاوة للألفاظ ، لتثبيت حفظ الآيات ومواضعها ، حفظا لأمانة الوحى فكلا من النبى صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام أمين على الوحى الذى أراد الله إنزاله على الناس وكان القدر المقروء فى رمضان هو مانزل به الوحى فى السنوات السابقة لشهر رمضان فى ذلك العام ، ويقسم على أيام الشهر. فلما كان العام الذى توفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عارضه جبريل مرتين وهذا يعنى استظهار المصحف مرتين يعنى بمعدل جزئين يوميا تقريبا . والمقصود أن تثبيت المحفوظ فى رمضان وعرضه على متقن سنة ثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم فى ليالى رمضان . ويتفاوت القدر بحسب كم المحفوظ ؛ فلتقسم الطالبة قدر محفوظاتها على أيام الشهر ، وتعرضها مرة أو مرتين أو أكثر . مع العلم بأن تكرار تلاوة ألفاظ القرآن طلبا للتعاهد ، هو ثواب تلاوة الحروف ؛ بكل حرف حسنة ، سواء كانت الحروف لكلمات متباينة ، أو كانت حروفا لنفس الكلمة . وفى جميع الأحوال ينبغى على الطالبة مراعاة أن تكون لها على الأقل ختمة واحدة للتلاوة ؛ لتخرج من الشهر بتلاوة لجميع المصحف ، بغير هجر لشئ منه . والمراد من قراءة القرآن فى رمضان شكر النعمة : شكر نعمة إنزال القرآن على النبى صلى الله عليه وسلم فى رمضان ؛ فإن أول مانزل من الآيات (اقرأ) كان فى رمضان حين كان النبى صلى الله عليه وسلم يعتكف فى غار حراء ، قبل ان يشرع الاعتكاف فى المساجد . فشكر النعمة يكون بالإقبال عليها ، والعناية بها ، وإقامة مراد الله منها ، وكل بحسب قدرته وماتيسر له . فمن ثقلت التلاوة على لسانه ؛ اعتنى بالتدبر والمعانى وفهم مراد الله من كلامه. ومن خفت عليه التلاوة ؛ أكثر من القراءة واجتهد فى تكثير الختمات . ومن قويت محفوظاته ؛ قام بالقرآن فى الصلاة آناء الليل وأطراف النهار . ومن تفلت حفظه ، استغرق أيام وليالى فى التعاهد ،وتكرار الآيات ، وإتقان السرد . ولكل وجهة هو موليها ، وكل له أجره بحسب إخلاص نيته ، وصدق طلبه ، واجتهاده فى شكر نعمة ربه ، وذكرها ، وترك هجرها . قال تعالى : {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ . فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } [البقرة : 151-152]
بالقرآن نرتقي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|