#1
|
||||||||
|
||||||||
رَحِمَكَ الله .. وَعَظْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا ..
بسم الله الرحمن الرحيم رَحِمَكَ الله .. وَعَظْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا .. كتبه / الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم حفظه الله .. واليوم سمعت آيات طالما سمعتها ، وكان الحديث فيها عن واعظ آخر استوقفتني الآيات وما تحمله من نبأ عظيم هزّتني وكأنني أسمعها لأول مرة وما ذلك بمستغرب على كتاب لا كالكتب {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} وهو كتاب لا تنقضي عجائبه ، ولا يَخلَق على كثرة الترداد . ذلكم الواعظ هو مؤمن آل يا سين الذي وعظ قومه حياً وميتاً .. أما حال حياته فقد جاء ساعياً مُسرعاً: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} وأما بعد مماته فإنه لما قيل له:{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} فلما أفضى إلى الجنة {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ( 26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} تمنى أن يعلم قومه أن الله غفر له وأكرمه ليرغبوا في دين الرسل . قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله- في قوله تعالى:{بِمَا غَفَرَ لِي}: وفي " ما " قولان : أحدهما: أنها مع غفر في موضع مصدر، والمعنى : بغفران الله لي . والثاني: أنها بمعنى الذي ، فالمعنى ليتهم يعلمون بالذي غفر لي به ربي فيؤمنون، فنصحهم حيا وميتا )) اهـ . حَـمَلَ هـمّ الدعـوة حيّـاً وميّـتـاً وأراد لقومه الهداية مع ما كادوه به حتى قتلوه قال الإمام الزمخشري -رحمه الله-: ( وفيه تنبيه عظيم على وجوب كظم الغيظ ، والحلم عن أهل الجهل ، والترؤّف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي ، والتشمر في تخليصه ، والتلطف في افتدائه ، والاشتغال بذلك عن الشماتة به والدعاء عليه ، ألا ترى كيف تمنى الخير لِقَتَلَتِه والباغين له الغوائل ؟ وهم كفرة عبدة أصنام ! ويجوز أن يتمنى ذلك ليعلموا أنهم كانوا على خطأ عظيم في أمره ، وأنه كان على صواب ونصيحة وشفقة ، وأن عداوتهم لم تُكسِبه إلا فوزا ، ولم تُعقبه إلا سعادة ؛ لأن في ذلك زيادة غبطة له ، وتضاعف لذة وسرور ، والأول أوجه. ) اهـ . وقال الإمام القرطبي -رحمه الله- : ( وفي معنى تمنيه قولان : أحدهما: أنه تمنى أن يعلموا بحاله ليعلموا حسن مآله وحميد عاقبته . الثاني: تمنى ذلك ليؤمنوا مثل إيمانه فيصيروا إلى مثل حاله . قال ابن عباس : نصح قومه حيا وميتا. )) اهـ . هذا واعظ وعَظَ قومه حياً وميتاً .. وآخر وَعَظ أمّـه حياً وميتاً .. وعزّاها في مصابها بعد موتها ذلكم هو ذو القرنين .. فإنه كتب إلى أمه كتاباً قبل موته ، وكان في كتابه إليها : يا أماه ! اصنعي طعاما واجمعي من قدرت عليه من نساء أهل المملكة ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة ، فصنعت طعاما وجمعت الناس ، وقالت : لا يأكل من أصيب بمصيبة قط ، فلم يأكل أحد ، فعلمت ما أراد . فلما حُمِل تابوته إليها تلقته بعظماء أهل المملكة ، فلما رأته قالت : يا ذا الذي بلغ السماء حلمه ، وجاز أقطار الأرض ملكه ، ودانت الملوك عنوة له . مَالَكَ اليوم نائما لا تستيقظ ؟ وساكتا لا تتكلم ؟ من بلّغك عَنِّي بأنك وعظتني فاتعظت ، وعزيتني فتعزيت ، فعليك السلام حيا وميتا ، ثم أمرت بدفنه . وفي رواية لهذه القصة أنها قالت : فنِعْم الحيّ كنت ، ونِعْم الهالك أنت . وعظوا أحياء وأمواتا وعظوا وهم على فُرش الموت ووعظوا وهم جثث هامدة ووعظوا وهم تحت أطباق الثرى فـلله درّهـم ! لقد خُـلِّد ذِكرهم وسُـطِّر خـبرهم
الحمدلله رب العالمين ..
آخر تعديل مسك 2007 يوم
26 Apr 2008 في 11:22 AM.
|
23 Feb 2008, 09:44 PM | #3 |
باحث جزاه الله تعالى خيرا
|
بارك الله فيكي اختي الفاضله
وجزاكي الله خير |
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|