#1
|
||||||||
|
||||||||
*🌟فلنحذر استدراج الله لنا🌟*
*🌟فلنحذر استدراج الله لنا🌟* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب ، فإنما هو استدراج . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم - : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ . (رواه أحمد) شرح : كثرة الرزق لا تعني رضا الرب , فإذا رأيت عطاء الله تعالى للعبد العاصي أو الكافر ما يحب من لذّة الأموال والنعم والمنصب والشهرة والقوة والأطفال وزينة الحياة الدنيا وغير ذلك , وهو مستمر على المعاصي والذنوب كبائرها وصغائرها , فلا تظن أن ذلك حب الله للعبد , بل هذا العطاء إمهال وإملاء واستدراج ومكر منه سبحانه .. قال تعالى : {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} , ومعنى استدراج الله استدراجهم قليلا قليلا إلى ما يهلكهم ، ويضاعف عقباهم من حيث لا يعلمون ، وذلك أن تواتر الله نعمه عليهم مع انهماكهم في الغي ، فكلما جدد عليهم نعمه ازدادوا بطرا وجددوا معصية ، فيتدرجون في المعاصي بسبب ترادف النعم ، ظانين أن متواترة النعم أثرة من الله وتقريب ، وإنما هي خذلان منه وتبعيد . • {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} : فلما نسوا عهد الله وتركوا أمره ونهيه وما وعظوا وأمروا به , فتح الله عليهم أبواب من الدنيا ولذاتها وغفلاتها .. وهذا الفتح من عطاء الله لهم إنما هو نقمة عليهم وليس نعمة لهم ولكنهم لا يعلمون لأن الدنيا وملاذها أخذتهم ونستهم الله والجنة . • {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} : حتى إذا فرحوا بما أعطاهم الله من مال وجاه وصحة البدن وطول العمر , فأخذهم الله بغتة , أي: أخذهم الله غفلة وفجأة بالموت والعذاب , فإذا هم مُبْلِسُونَ, : "المبلس" النادم الحزين أي: آيسون متحسرون , ليكون أشد لعقوبتهم وأعظم لمصيبتهم . - فيبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن بسط الدنيا للعاصي ليس دليلاً على كرامته على الله عز وجل أو محبة الله عز وجل له.. بل الحقيقة أن ذلك من مكر الله عز وجل به فيعطيه من الدنيا ما يحب، ويبسط له الأرزاق، فيغتر ويفرح، ثم يأخذه الله عز وجل بغتة، فلا يغني عنه ذلك شيئاً، كما قال سبحانه: (أفرأيت إن متعناهم سنين* ثم جاءهم ما كانوا يوعدون*ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) . [الشعراء] - في هذا الحديث الإمهال للعاصي، واستدراجه بما يحب حتى يفرح ويغتر، ثم يأتيه عقاب الله على حين غفلة . - كما أن في الحديث إشارة إلى حقارة الدنيا عند الله عز وجل، ولحقارتها عنده لم يجعلها ثواباً للطائعين، كما لم يجعل الحرمان منها عقوبة للعاصين. فتراه سبحانه يبسط الدنيا لأهل المعصية، ويزويها عن أهل الطاعة، وما ذاك إلا لدناءتها، وأما الجنة فلقدرها وعظمتها جعلها الله عز وجل ثواباً لأهل طاعته، وجعل الحرمان عقاباً لأهل معصيته .
بالقرآن نرتقي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|