/// عبرة لمن اراد الاعتبار /// حول ضرورة التوكل على الله و حمده على نعمته سبحانه و ت
بسم الله الرحمن الرحيم
يروى عن شيخ بحار يبحر كل يوم في زورقه الصغير المتهالك بحثا عن قوت لاطفاله ، و هو يعلم انه لو هبت ريح قوية و هو في عرض البحر لكان هلاكه و هلاك زورقه ، لذلك كان كلما نشر الشراع يقول : اللهم توكلت عليك يا صاحب الرزق الوفير ، اللهم اني في رعايتك ياسيد البحار و البراري فلا تغفل عني و كان كلما وصل الى شاطئ الامان قال : الحمد لله على الامان و على النعمة .. مضت السنين و لم يصب باذى و رزقه جار رغم العواصف و الرياح العاتية التي اغرقت من اغرقت و حطمت ما حطمت من الزوارق بل و من السفن العملاقة . و كثيرا ما اغنمه البحر اشياء ...فيلتقطها و يقول : مصائب قوم عند قوم فوائد ...كان دائم الشكر و الحمد و ان عاد فارغ اليدين يقول : نشكرالله على النعمة المعطاة و نحمده على السلامة المجزاة .. طالت سلامة الشيخ فنسي الدعاء يوما فكان العقاب . فما ان مد الشباك و جلس ينتظر الرزق حتى تلبدت السماء .. تاكد من هبوب العاصفة فاسرع يجمع بعض شباكه و اقلع تاركا الاخر .. لكن العاصفة كانت اسرع فحملته الامواج عاليا و انزلته بعنف فكادت تمزّق الزورق شظايا , صاح لرعبه : يا الله يا الله انا في رعايتك فلا تغفل عني ، و اذا بسمكة عظيمة تمسك بالزورق تعليه مع الموج برفق و تنزله برفق حتى دفعته الى الشاطئ
|