كلمات نافعات عن تفسير الأحلام

تفسير الأحلام

الأدلة من القرآن

( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) يوسف 5،4
(قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى ) الصافات 102

(لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ) الفتح 27
(لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) يونس 64
قال بعض المفسرين هى الرؤيا الصالحة

الأدلة من السنة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان" اخرجه البخارى ومسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذهبت النبوة وبقيت المبشرات" أخرجه أحمد،ابن ماجة،والدارمى وصححه الألبانى فى الإرواء وصحيح الجامع
قال صلى الله عليه وسلم " الرؤيا ثلاثة فرؤيا من الله تعالى ،ورؤيا من الشيطان ورؤيا يحدث الإنسان نفسه فيراها " أخرجه البخارى ومسلم
من مفسرى الرؤيا:
يعتبر الأنبياء رضوان الله عليهم هم أول الناس تأويلاً للرؤيا ثم الصالحون فالأمثل والأمثل
- الخليل إبراهيم عليه السلام فى رؤيا ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام
- يعقوب عليه السلام فى تفسيره رؤيا ولده يوسف عليهما السلام
- يوسف بن يعقوب عليهما السلام عندما فسر للمحبوسين معه وللملك
- محمد عليه الصلاة والسلام والأحاديث كثيرة
- أبوبكر رضى الله عنه
- محمد بن سيرين رحمه الله
- النابلسى رحمه الله
ولما كانت للأحلام والرؤيا يد فى أمراض المس والسحر وغيرهما ، أردت أن أوضح ذلك خاصة للراقى
والمريض حتى يستطيع كل منهما أن يساعد الآخر للوصول إلى بر الأمان
أنواع الرؤيا
هناك ثلاثة أنواع للرؤيا وهى :
1- رؤيا بشرى من الله تعالى
2- رؤيا من الشيطان
3- رؤيا يُحدث بها الإنسان نفسه
وذلك من الحديث السابق "الرؤيا ثلاثة ..........."
حالات الرؤيا:
قد تأتى الرؤيا على حالات وهى :
1- قد تأتى على ما مضى وانقضى
2- قد تأتى عما الإنسان فيه
3- قد تأتى عما فى المستقبل فتخبر عما سيأتى من خير أوشر
أوجه الرؤيا:
لها وجهان هما :
1- وجه يدل على الخير وهذا يعطى لرائيه من الصالحين وجه الخير
2- وجه يدل على الشر وهذا يعطى لرائيه من الطالحين
أقسام الرؤية الصالحة الصادقة
وهى قسمان
1- قسم مفسر ظاهر لا يحتاج إلى تعبير ولا تفسير
2- قسم مضمر تودع فيه الحكمة والأنباء فى جواهر مرئياته
ما يُقال عند سماع الرؤية "المُعبر"
أولاً: إذا كانت الرؤيا تخص الرائى
أن المعبر يستحب له عند سماع الرؤيا من رائيها وعند إمساكه عن تأويلها لكراهتها ولقصور معرفته
عن معرفتها أن يقول :
"خير لك ، وشر لأعدائك ، خير تؤتاه ، وشر تتوقاه"
ثانياً: إذا كانت الر ؤيا تخص المعبر أو العالم
يستحب إن كانت الرؤيا للعالم أو المعبر أن يقول :
"خير لنا ،وشر لعدونا ، خير نؤتاه وشر نتوقاه ، والخير لنا والشر لعدونا"
وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم " خير تلقاه وشراً تتوقاه وخير لنا وشراص لأعدائنا الحمد لله رب العالمين اقصص رؤياك" أخرجه ابن السنى فى عمل اليوم والليلة
وقت تفسير الرؤيا:
وأحسن وقت لتفسير الرؤيا هو وقت الغدوات "بعد صلاة الفجر"كما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يسأل فى هذا الوقت أصحابه عمن رأى رؤيا
وأن يتذكر الرائى الرؤيا وعدم نسيان شىء منها وقبل أن يثقل عليهما العمل والفكر ومطالب الحياة
والنبى صلى الله عليه وسلم قال :"اللهم بارك لأمتى فى بكورها"
أخرجه الترمذى فى سننه وأحمد والنسائى وابن ماجه وأبو داود وصحيح ابن حبان والطبرانى وقال الألبانى صحيح
يُتبع

	بسم الله الرحمن الرحيم أخي الفاضل والحبيب الغالي أبو أحمد المصري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا . نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ فيه بارك الله فيكم نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان وزادكم الله نورا على نور ولاحرمنا الله منكم ولاحرمكم أجرنا وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء حفظكم الله ورعاكم وجميع المسلمين وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل

الله يعطيك العافيه يارب

خالص مودتى لكـ

وتقبل ودي واحترامي

التثبت والفحص قبل تفسير الرؤيا:

ورد عن ابن سيرين رحمه الله : أنه إذا وردت عليه رؤيا مكث فيها ملياً من النهار يسأل صاحبها عن حاله ، ونفسه وبضاعته ، وعن قومه ومعيشته وعن المعروف عنده من جميع ما يسأله عنه والمجهول منه ولا يدع شيئاً يستدل به ويستشهد على المسألة إلا طاب علمه.

لمعرفة صدق وكذب الرؤيا :

يستطيع المعبر أن يعرف الرؤيا إن كانت صادقة أم كاذبة كالتالي :

1- إذا كان الإنسان صدوقاً في حديثه فتصدق رؤياه

2- إذا كان الإنسان كذاباً في حديثه ويحب الكذب فتكذب عامة رؤياه

3- إذا كان الإنسان كذاباً ويكره الكذب من غيره فتصدق رؤيا لذلك

4- وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم " أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً" أخرجه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده

وقت الرؤيا :

قال العلامة ابن سيرين رحمه الله : ورؤيا الليل أقوى من رؤيا النهار وأصدق ساعات الرؤيا بالأسحار . مقدمة ابن سيرين "بتفسير الأحلام وتعطيره"

تأويل الرؤيا في عصر الصالحين:

وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

يرون التمر فيتأولونه حلاوة دينهم

ويرون العسل فيتأولونه قراءة القرآن والعلم والبر والحلاوة ذلك في قلوبهم فصارت حلاوة اليوم والهمة في عامة الناس في دنياهم وغضارتها إلا القبيل ممن وصفت

تأويل الرؤيا في عصرنا هذا:

واعلم رحمني الله وإياك : أنه لم يتغير من أصول الرؤيا القديمة شيء ولكن تغيرت حالات الناس في هممهم وآدابهم وإيثارهم أمر ديناهم علي أمر آخرتهم فذلك الأصل الذي كان تأويله همة الرجل وبغيته وكانت تلك الهمة دينه خاصة دون دنياه فتحولت تلك الهمة عن دينه وإيثاره إياه فصارت في دنياه وفي متاعها وغضارتها وهي أقوى الهمتين عند الناس اليوم إلا أهل الدين والزهد في الدنيا .

الرؤيا الصادقة للكافر حجة عليه:

وقد يري الكافر الرؤيا الصادقة حجة لله عليه

ألا تري فرعون يوسف رأي سبع بقرات كما أخبر الله تعالي في كتابه فصدقت رؤياه

ورأي بختنصر زوال ملكه وعظيم ما يبتلي به فصدقت رؤياه علي ما عبرها له دانيال الحكيم

ورأي كسري زوال ملكه فصدقت رؤياه

فاعرف هذا المجرى في الـتأويل واعتبر ترشد إن شاء الله تعالي . مقدمة ابن سيرين

فائدة:

إذا رأيت في منامك ما تكرهه فاقرأ إذا انتبهت من نومك آية الكرسي ثم أتفل عن يسارك .

وقل :"أعوذ برب موسي وعيسي وإبراهيم الذي وفي ومحمد المصطفي من شر الرؤيا التي رأيتها أن تضرني في ديني ودنياي ومعيشتي عز جاره وجل ثناؤه ولا إله غيره

مقدمة ابن سيرين

يُتبع

طرق تأويل الرؤيا:

ذكر أهل العلم عدة طرق لتفسير الرؤيا وهي :

1- تأويل الرؤيا بالقرآن

2- تأويل الرؤيا بالسُنة

3- التأويل بالأسماء

فتحمله علي ظاهر اللفظ كرجل يسمي الفضل :تتأوله إفضالاً ورجل يسمي راشداً: تتأوله إرشاداً أو رشداً أو سالماً: تتأوله السلامة وأشباه هذا كثير ومنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "رأيت اليوم كأنا في دار عقبة بن رافع فأتينا برطب ابن طاب فأولت أن الرفعة لنا في الدنيا والآخرة وأن ديننا قد

طاب"

أخرجه مسلم في صحيحه وأبو داود في سننه وأحمد في مسنده

1- التأويل بالمثل السائر واللفظ المبتذل :

وذلك كقولهم فيمن يرى أن في يديه طولاً: إنه يصنع المعروف لما جرى على ألسنة الناس من قولهم: هو أطول يداً منك وأمد باعاً وأكثر عطاءً ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لأزواجه رضي الله عنهم" أسرعكن لحوقاً بى أطولكن يداً" فكانت زينب بنت جحش أول موتاً وكانت تُعين المجاهدين وترفدهم

أخرجه مسلم وأبو داود وأحمد

2- التأويل بالضد والمقلوب :

مثل قولهم في البكاء : أنه فرح وفي الضحك : أنه حزن الخ

3- تعبير الرؤيا بالزيادة والنقصان:

فقولهم في البكاء أنه فرح فإن كان معه رنة : كان مصيبة وفي الضحك أنه حزن فإن كان تبسماً كان صالحاً

4- تعبير الرؤيا بالوقت :

في راكب الفيل : أنه ينال أمراً جسيماً قليل المنفعة فإن رأي ذلك في نور النهار:

طلق امرأته أو أصابه بسببها سوء وفي الرخمة : أنه إنسان أحمق

- وأصدق الرؤيا بالأسحار وبالقائلة

- وأصدق الأوقات : وقت انعقاد الأنوار ووقت ينع الثمر وإدراكه

- وأضعف الرؤيا : وأضعفها الشتاء

- ورؤيا النهار أقوي من رؤيا الليل

واعلم أخي الحبيب: أنه قد تتغير الرؤيا عن أصلها باختلاف هيئات الناس وصناعتهم وأقدارهم وأديانهم فتكون لواحد رحمة وعلي آخر عذاباً

مقدمة ابن سيرين بتصرف

شروط المُعبر:

1- أن يكون عالماً ناصحاً

2- أن يكون أديباً ذكياً فطناً نقياً تقياً وأن لا يفشيها

3- أن يكون عارفاً بحالات الناس وشمائلهم وأقدارهم وهيئاتهم

4- أن يكون عارفاً بالأزمنة ونفعها ومضارها وتغير عبارات الشتاء عن الصيف

5- أن يكون عالماً باعتبار القرآن وأمثاله ومعانيه وواضحه

6- أن يكون عارفاً بأمثال الأنبياء والحكماء وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والعلماء السابقين

7- أن يكون عالماً باشتقاق اللغة ومعرفة الرجز والشعر ومعانيه

8- أن يكون مخلصاً في أعماله طيباً في طعامه وشرابه وذو وصال صالح ليرث بذلك حسن التوسم في الناس عند التعبير

9- أن يعبر الرؤيا علي أحسن الوجوه لما ثبت عنه صلي الله عليه وسلم "الرؤيا تقع علي ما عبرت"أخرجه الدرامي في سننه وأورده ابن حجر في الفتح

وفي رواية "فإذا ما عبرت وقعت" رواه أبو داود في سننه وابن ماجة وقال الألباني صحيح في السلسلة الصحيحة وفي صحيح الجامع

10- أن يتوقف عن تفسيرها عند طلوع الشمس وعند الزوال وعند الغروب

أصناف العلم لتعلم تعبير الرؤيا:

لتعلم علم الرؤيا "التعبير" يجب أن تتعلم ثلاثة أصناف من العلم وهي :

1- حفظ الأصول ووجوهها واختلافها، وقتها وضعفها في الخير أو في الشر لتعرف وزن كلام التأويل ووزن الأصول في الخفة والرجحان

2- تأليف الأصول بعضها إلى بعض حتى تخلصها كلاماً صحيحاً علي جوهر أصول التأويل ،وقوتها وضعفها وتطرح منها الأضغاث والتمني والأحزان والتي من الشيطان

3- شدة فحصك وتثبتك من المسألة حتى تعرف حق معرفتها وتستدل من سوى الأصول بكلام صاحب الرؤية وذلك من أشد علم تأويل الرؤيا كما يزعمون وإلا فالإقتداء بالأنبياء والرسل والحكماء في ذلك أقرب إلي الصواب إن شاء الله فافهم ترشد

والله تعالى أعلى وأعلم

من كتاب الجواهر اللماعة

للشيخ الفاضل أحمد بن عبد الملك الزغبى