اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : روى الإمام مسلم عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ وروى الإمام الطبراني عن عبدالله ابن عمررضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضانَ وأتبعه ستًّا من شوَّالٍ خرج من ذنوبِه كيومِ ولدته أمُّه ) .

اللهم ربنا تقبل منا الصيام والصلاة والقرآن والقيام والدعاء وسائر صالح الأعمال ،وأجعلنا ممن قام ليلة القدر واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين وكل عام ونحن وجميع المسلمين في خيرورخاء وصحة وعافية وسعادة وأمن وأمان .


           :: جنوب إفريقيا: شعوذة وسحر لربح مباريات كرة القدم . (آخر رد :ابن الورد)       :: السحر في أمم إفريقيا.. الشرطة تشارك وزملاء يهاجمون بعضهم . (آخر رد :ابن الورد)       :: السحر في الكرة الإفريقية داء أم دواء وهمي ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: رحلتي الخطيرة في إستكشاف السحر الأسود في أدغال أفريقيا - التوجو . (آخر رد :ابن الورد)       :: شاهد عيان .. سحر في أفريقيا . (آخر رد :ابن الورد)       :: السحر والشعوذة تجارة رائجة في أفريقيا . (آخر رد :ابن الورد)       :: قبائل تعيش على السحر الأسود: ترقص مع الشياطين؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: السحر والشعوذة.. على كل شكل ولون في إفريقيا . (آخر رد :ابن الورد)       :: السحر فى أفريقيا.. طريقة لتفسير الحياة والدين والفوز فى مباريات كرة القدم (آخر رد :ابن الورد)       :: حلم (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn من الكتاب والسنة والأثر وماورد عن الثقات العدول من العلماء والصالحين وماتواتر عن الناس ومااشتهر عن الجن أنفسهم .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 18 May 2013, 02:59 PM
shooqy83
باحث برونزي
shooqy83 غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 14418
 تاريخ التسجيل : May 2013
 فترة الأقامة : 4000 يوم
 أخر زيارة : 24 Dec 2013 (01:55 AM)
 المشاركات : 23 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : shooqy83 is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
قصة النذر من الجن



[center]قصة النذر من الجن


[/center]للشيخ صالح المنجد



عناصر الموضوع:

المقدمة.
مجمل القصة وبعض عجائب الجن.
ليس من الجن رسل.
الجن مكلفون - يثابون ويعاقبون-.
أنواع الجن.
فوائد القصة.





المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

مجمل القصة وبعض عجائب الجن:

من قصص القرآن العظيم التي قصها الله- سبحانه- في سورة الأحقاف قصة النذر من الجن، قال الله عز وجل:{ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ

مُبِينٍ } ( الأحقاف : 29 – 32 ).



فهذا العالم العجيب من الجن الذين خلقهم الله - سبحانه وتعالى- وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن آدم خلق من تراب، وخلقت الجن من مارج من نار- من طرف اللهب- وخلقت الملائكة من نور. وهؤلاء الجن يرونا ولا نراهم، وإنما سموا جناً لاستتارهم. أخبرنا الله عنهم أن منهم الصالحين، ومنهم الكافرين، ومنهم المؤمنون ومنهم القاسطون، قال: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ } (الاحقاف:29) قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: (هبطوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة،- موضع قرب الطائف-فلما سمعوه قالوا: أنصتوا صه - صه كلمة تقال للإنصات- وكانوا تسعة أحدهم: زوبعة، فأنزل الله - عز وجل-: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ } (الاحقاف:29) صححه الحاكم وأقره الذهبي، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة.



ولما بين – تعالى- في السورة أن في الإنس من آمن وفيهم من كفر، بين أن في الجن كذلك، فقال: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ } أي وجهنا، وجعلناهم يميلون إليك يا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقرئ ((صرَّفنا)) بشديد الراء، لأنهم كانوا جماعة، والنفر دون العشرة يقال لهم نفراً، وجمعه أنفار.

والجن كالإنس ثقل من الثقلين، فيهم المؤمن والكافر والبر والفاجر، والسني والرافضي، وفيهم من أهل البدع التي في البشر، وبينهم جهاد وحروب وقتال، وفيهم دعوة ونذارة، فصرف الله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء النفر يستمعون القرآن، فلما سمعوا هذا الكتاب أسلموا { فَلَمَّا حَضَرُوهُ } أي حضروا عند تلاوته، {َقالُوا أَنْصِتُوا} يعني قال بعضهم لبعض اسكتوا لنسمعه، وهذا يدل على الحرص وعلى الأمر بعضهم بعضاً بالمعروف، { فَلَمَّا قُضِيَ } أي قضيت تلاوة القرآن { وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ }.



ليس من الجن رسل:

إنّ كل الرسل رجالاً من الإنس ، قال الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً } (يوسف:109) ولكن الجن فيهم نذر ينذرون قومهم، ودعاة يدعونهم، { فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ } أي قائمين بالتخويف والإنذار بما سمعوه، فهم يخوفون قومهم عقاب الله لو خالفوا وكفروا. ولقد تفرق هؤلاء الجن في البلدان قاصدين من وراءهم من قومهم، ينذرونهم عن مخالفة القرآن، ويحذرونهم من مخالفة أمر الله، فالنذارة في الجن من غير نبوة، ولكن ما في رسول جاء من البشر إلا وهو نذير: { وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ } (فاطر:24) فهؤلاء كفار قريش لما نزل عليهم القرآن، وتلاه النبي عليهم - صلى الله عليه وسلم -؛ فكأنه يقول له: أذكر يا محمد لقومك من كفار قريش، موبخاً لهم على كفرهم؛ أن هناك نفراً من الجن، وليسوا من البشر لما سمعوا القرآن أسلموا، فكيف بكم أنتم يا من نزل القرآن بلسانهم؟ ورسول الله منهم وفيهم، ومن قبليتهم، ونسبهم، وبلدهم في مكة، وفي المكان الذي نزل فيه الوحي لا تسلمون؟!! والجن البعيدون من نصيبين، وهي بلدة بعيدة عند تركية، جاؤوا وأسلموا.

الجن مكلفون - يثابون ويعاقبون-:

كذلك فإن الجن مكلفون وفيهم العصاة والطائعون، وفيهم صحابة فضلاء، فالنفر الذين جاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة؛ لأنهم لقوا النبي - عليه الصلاة والسلام - وآمنوا به، وقد ذكر بعضهم أسماء هؤلاء ولكن الله أعلم بصحة ذلك، ومنهم: شاصر وماصر وحاصر، ومسى، وماشى، والأحقب، وأرقم، وأدرس، وسليط، ومنهم زوبعة.

كانت الجن تسترق الخبر من السماء، فلما رجموا فجأة عرفوا أن شيئاً ما قد حدث على الأرض؛ فذهبوا في الأرض يميناً وشمالاً مكلفين من إبليس، لينظروا ما هو السبب الذي من أجله فجأة رجموا بالنجوم؟

فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ييأس من أهل مكة خرج إلى الطائف، فلما انصرف راجعاً إلى مكة، قام ببطن نخلة - اسم موضع- ، يقرأ القرآن، فمر به نفر من جن نصيبين الذين بعثهم إبليس، ليعرفوا لماذا حرست السماء بالشهب، ولما استمعوا وعرفوا أن هذا هو السبب، وحيث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى الجن والإنس، فلا بد أن رسالته تبلغ الجن فصرف الله نفرا من الجن إلى النبي - عليه الصلاة والسلام - ليسمعوه وليفهموا عنه، وليبلغوا قومهم، وبذلك تصل الدعوة إلى الجن، فهم يثابون ويعاقبون، فمنهم قسم في الجنة، وقسم في النار، ويأكلون ويشربون ويتناسلون؛ وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة لأصحابه: (( إني أمرت أن أقرأ على الجن ليلة القرآن فأيكم يتبعني فأطرقوا، فتبعه عبد الله بن مسعود، قال عبد الله بن مسعود: ولم يحضر معه أحدٌ غيري، فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - شعباً يقال له: شعب الحجون، وخط لي خطاً وأمرني أن أجلس فيه، - يعني لا يتعدى هذا الخط- وقال لي لا تخرج حتى أعود إليك، فانطلق حتى وصل إليهم، فافتتح القرآن، وغشيته أسودة كثيرة، -رأى أشباحاً- حالت بيني وبينه حتى لم أسمع صوته، ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين، - يتفرقون - ففرغ النبي منهم - صلى الله عليه وسلم - مع الفجر فانطلق إلي فقال لي: قد نمت؟! قلت: لا والله، ولكني هممت أن آتي إليك لخوفي عليك )).

وأخرج البخاري ومسلم عن مسروق قال: ((سألت ابن مسعود من آذن النبي - صلى الله عليه وسلم- بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ - أي من أخبره أنه يوجد هنا جن يستمعون القرآن- قال: آذنته بهم الشجرة )) وهذه من معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - أن شجرة أخبرته بأن الجن يستمعون إليه.

وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن علقمة قال قلت لابن مسعود: هل صحب رسول - صلى الله عليه وسلم - منكم أحد ليلة الجن؟ قال: ما صحبه منا أحد، ولكنا فقدناه ذات ليلة، فقلنا: اغتيل اُستطير- أي خطف طار به الجن- ما فعل؟! فبتنا بشر ليلة بات بها قوم،-لأن نبيهم مفقود-! فلما كان في وجه الصبح إذا نحن به يجيء من قبل حراء، فأخبرناه، - يعني سألناه أين هو؟ وماذا حدث؟ - قال: إنه أتاني داعي الجن، فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن، فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم).

فأولئك النفر من الجن عند رجعوهم إلى قومهم؛ كما أخبر الله : { قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً }يطلق الكتاب على بعض أجزائه، وإلا فإنهم لم يسمعوا كل القرآن { أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} قيل: إنهم ذكروا موسى لأن هؤلاء الجن كانوا يهوداً على دين موسى، وأنهم أسلموا على يد النبي-صلى الله عليه وسلم-. ولما قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم – على ورقة بن نوفل ما سمعه من من جبريل - عليه السلام - في الغار، قال ورقة: [هذا الناموس الذي نزل الله على موسى] وقيل: أنهم ذكروا موسى؛ لأن موسى متفق عليه بين اليهود والنصارى بخلاف عيسى فإن اليهود ينكرونه، والتوراة أول كتاب اشتمل على الأحكام والشرائع؛ ولذلك ذكروه، والقرآن مشتمل على الأحكام والشرائع أيضاً، والإنجيل ربما فيه أحكام أقل من التوراة، وأكثر ما فيه مواعظ؛ وأما التوراة فأحكام كثيرة، فلما سمع الجن هؤلاء القرآن وقد عرفوا من قبل ماذا يوجد في التوراة:{ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى } ومعنى بين يديه، يعني: موافقاً لما قبله من التوراة، فالكتب الإلهية داعية إلى التوحيد وأمر المعاد، والأخلاق، فهذه كلها تشترك فيها الكتب السماوية، { يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ } أي العقيدة الصحيحة .

{ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ } أي شريعة الله التي لا عوج فيها، فهو يهدي إلى الحق في الباطن، وإلى طريق مستقيم في الظاهر.

هؤلاء الجن مكلفون يثابون ويعاقبون، فقول من قال ليس لمؤمني الجن ثواب غير نجاتهم من النار؛ كما قال الحسن، وقال به أبو حنيفية: ليس ثواب الجن إلا أن يجاروا من النار ثم يقال لهم: كونوا تراباً كالبهائم، هذا غير صحيح؛ و إنما الصحيح أن المؤمنون منهم يدخلون الجنة.

وهؤلاء قالوا: { يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ } وداعي الله هو محمد - صلى الله عليه وسلم -، { وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ }

فما كان من حقه غفره؛ لأن حقوق العباد لا تغفر بمجرد الإيمان، بل لا بد من إرضاء أربابها وأصحابها، فلو أسلم الكافر هل يغفر له حقوق العباد لوكان غصب مثلاً، أو سرق من فلان فلان من الناس مالاً أو ما أشبه ذلك؟ هذه المسألة قد تكلم فيها العلماء كثيرا، فقالوا لا بد من إعادته، وأما ما كان من حق الله من أخطاء فتغفر. قال الله: { وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } وهذا وعد من الله للكفار إجارتهم من عذاب النار، إذا صدقوا محمداً - صلى الله عليه وسلم - وأجابوا دعوته؛ وهذا يبين أنهم داخلون في قوله تعالى: { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان* فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (الرحمن : 46 – 47) ومعناها أن الجن الذين يخافون الله لهم جنتان؛ لأن هذه منة على الثقلين الجن والإنس، فجعل محسنهم في الجنة؛ كما جعل كافرهم في النار، وهذا من عدل الله - سبحانه وتعالى – { وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ } أي لا يفوت الله ولا يسبقه، فقدرة الله – سبحانه- شاملة ومحيطة به، فأين يهرب من الله؟ { وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ } ينصرونه وينقذونه من عذاب الله - سبحانه وتعالى – { أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } أي هؤلاء المعرضون في ضلال مبين.

أنواع الجن:

أخبر النبي - عليه الصلاة والسلام - أن منهم حيات وكلاب - يعني على شكل حيات وكلاب- ومنهم يطيرون في الهواء، فلهم أجنحة يطيرون بها، ومنهم يحلون ويضعنون مثل قبائل البدو من مكان إلى مكان.

فوائد القصة:

أن على الداعية إلى الله أن يشكر ربه إذا منّ الله عليه بسوق الناس وسماعهم لكلامه إليه، والنبي -صلى الله عليه وسلم - كان يذهب إلى القبائل ويعرض عليهم الإسلام، ولكن قد يمن الله على الداعية فيأتي بالناس إليه، ويسوقهم إليه سوقاً، كما في هذه القصة.
أنه يجب على الداعية أن يتقن الدعوة؛ لأن الله ما دام قد أتى بالناس يسمعون له فيجب عليه أن يحسن العطاء، فمن ذلك خطيب الجمعة عليه أن يتفطن جيداً فيما يقوله للناس؛ لأن الناس جاؤوا إليه نظيفين، متطيبين، متطهرين، مبكرين، جالسين يسمعون، لا يتكلم منهم أحد، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (( من قال لصاحبه: أنصت فقد لغى)) ودرجة الإتقان التي يجب أن تكون عليها الخطبة هي إتقان التحضير، وحشد الأدلة من الكتاب والسنة، وآثار الصحابة والتابعين، واشعار الموحدين التي تخدم الموضوع المحضر له؛ مع مراعاة الأوليات وعقول الحاضرين والمستمعين وغير ذلك.
الحرص على مجالس العلم، وأهم شيء في مجالس العلم الإنصات؛ كما قال الله عن الجن: {فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا}. فالجن يعلموننا أدباً في حضور المجالس، وشتان بين هذا وبين من يتكلم مع من بجانبه، وبين من يتكلم بالجوال، وبين من يسرح بذهنه وقت الخطبة أو الدرس أو الموعظة.
التواصي بالحق {قَالُوا أَنْصِتُوا}، يعني قال بعضهم لبعض، وأمر بعضهم بعضاً بالمعروف.
أثر القرآن العظيم على النفوس حتى على الجن، فلو أن إنساناً دعا الناس بالقرآن وحده لكفى في دعوة الناس إلى الإسلام؛ ولكن في دعوة أهل القبلة لابد من دعوتهم بالكتاب والسنة وذلك وفق منهج سلف الأمة. وبعض الناس يقول كلاماً من عنده، وكلام الله أبلغ، فهذا قصة أحد الدعاة كان مع مجموعة في باخرة،وذلك قبل أكثر من خمسين سنة؛ وكانت الرحلة طويلة، وخطر ببالهم أن يصلوا الجمعة، وهم جالسون بصدد الكلام عن حكم إقامة صلاة الجمعة في الباخرة، ولكن أنا أروي معنى القصة، يقول هذا الداعية المسلم: [فجمعنا المسلمين من الركاب، وسمح قبطان السفينة لبعض العمال المسلمين الذين كانوا يشتغلون على السفينة، وهي تنتقل من موانئ عالمية، أن يحضروا الجمعة، ففرحوا جداً؛ لأنهم لم يصلوا الجمعة منذ زمن بعيد لانشغالهم بالعمل على السفن، فهم لا ينزلون إلى البر إلا نادراً، قال: وقمت خطيباً فيهم، وصليت بهم الجمعة، وقد تحلق حولنا أعداداً من الركاب الأجانب من غير المسلمين، وبعدما انتهينا من الصلاة والخطبة جاءت امرأة كبيرة في السن تسلم عليّ بحرارة، وتهنئ على نجاح القداس،- هي نظرت أقرب شيء إلى دينها-، فقلت لها: هذه خطبة الجمعة؛ وليس مثل دين النصارى من القداس فقالت: فما هذا الذي كنت تقرؤه أثناء الخطبة؟ قال: فأخبرتها عن مغزى الخطبة، وخلاصة ما قلته فيها، فقالت: ليس عن هذا أسألك، وإنما أسألك عن أشياء كنت تقرؤها أثناء الخطبة، - هي لا تعرف العربية إطلاقاً؛ ولكنها قالت: في فقرات معينة مختلفة عما قبله وعما بعده،- قال صاحبنا: ففكرت فلم أجد إلا أنها تقصد الآيات التي كنت استشهد بها أثناء الخطبة، فأخبرتها بأن هذا كلام الله وقرأت بعضه عليها، قال: فبكت!!. وحدثنا بعض الدعاة الذين ذهبوا إلى أفريقيا، فقال: إن هناك من المسلمين لا يعرفون العربية إطلاقاً، ولكنهم كانوا إذا سمعوا الآيات في الخطبة يبكون، دون بقية الكلام الآخر. فالقرآن له تأثير كبير على النفوس، فهذا جبير بن مطعم لما ربط مع أسرى بدر في المسجد من الأشياء التي أثرت فيه،كما أخبر عن نفسه أنه سمع النبي - عليه الصلاة والسلام – يقرأ :{ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} (الطور:35) قال: كاد قلبي أن يطير). بل قد سجد الكفار في إحدى الجلسات بعد سماعهم للقرآن فقد جاء في البخاري عن ابن عباس أن النبي - عليه الصلاة والسلام- قرأ سورة النجم فلما بلغ: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا } (النجم : 59 – 62) قال: فسجد النبي - عليه الصلاة والسلام - وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس) أي كل الذين كانوا حاضرين سجدوا؛ لأن الكفار الذين كانوا حاضرين اندمجوا مع الآيات فلما جاء موضع (فاسجدوا) ما تمالكوا أنفسهم إلا أن يسجدوا فسجدوا، وكفار قريش قد يفهمون القرآن أكثر من عامة المسلمين اليوم، وهذا شبه مؤكد؛ لأن عربيتهم سليمة، فلما يسمع الواحد منهم القرآن يفهم منه صوراً بلاغية وبياناً وفصاحةً، وأما بعض الناس اليوم ربما يقرأ: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ } ولا يفهم معناها، وكذلك:{ اللَّهُ الصَّمَدُ } و{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }و { مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ } و{ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } ولا يفهم معنى الصمد، والفلق, والخناس، والعاديات ضبحاً، هذا في السور القصار فضلاً عن طوالها، وإليك هذه القصة لتوضيح ذلك؛ فلقد خرج ثلاثة من كفار قريش في الليل ليسمعوا النبي، وهو يقرأ القرآن فلما ذهبوا يسمعون جذبهم القرآن، فرجعوا فجمعهم الطريق، فلام بعضهم بعضاً كيف أنتم تعادونه وتسبونه وتشتمونه في النهار, وتكفرون بما أنزل عليه، ثم تذهبون في الليل لسماعه؟ فتعاهدوا أنه لا أحد يذهب لسماعه، ولكن في الليلة التي بعدها ما استطاعوا الوفاء بالعهد، فخرج كل واحد من طريق ليسمعوا القرآن، فجمعهم الطريق مرة أخرى وهم عائدون فتلاوموا، وهكذا ثلاث مرات.
أن الإنسان إذا تعلم حقاً يجب عليه أن يبلغه، فهؤلاء الجن بمجرد ما سمعوا الحق، { فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ } مباشرة.
أن الداعية ينذر الناس ويخوفهم عذاب الله وأن هذا كما قال - عز وجل-: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر:16) وكذلك العصاة يجب على الداعية أن ينذرهم ويخوفهم حتى يخافوا فيكفوا عن المعصية ويقوموا بالواجب.
حسن مخاطبة الداعية لقومه، {يَا قَوْمَنَا} وأن الداعية إذا كان من القوم كان أبلغ في التأثير عليهم من أن يأتي أجنبي عنهم؛ ولذلك الجن ذهبوا منذرين.
أن الحق يتشابه، وأن التوراة قبل التحريف عندما يسمعها الإنسان ويسمع القرآن الكريم يعرف أنه مصدر واحد، ((قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ)) وكذلك ورقة بن نوفل قال: (هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى) أي هذا الوحي الذي نزل على موسى. فجبريل هو الذي نزل بالتوراة هو كذلك الذي نزل بالقرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
أن على الداعية إلى الله أن يبين للناس الفوائد التي تترتب على إجابتهم للدعوة، { يا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ } أي هذه الميزات والفضائل.
أن العدد القليل من الناس يمكن أن يهدي بهم الله كثيراً من الخلق, فهؤلاء الذين ذهبوا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام -، كانوا قليلاً: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ } والنفر: قيل من ثلاثة إلى تسعة، ولا يتعدونها؛ فحدث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - التقى بوفد الجن، وقرأ عليهم القرآن بناءً على دعوة منهم .
أن الداعية إذا جاءته الدعوة والرسول فعليه أن يجيب ويدعو.
أن الجن لما قرأ عليهم سورة الرحمن، فكان كلما قرأ: { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} قالوا ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد، فكان ردهم جميلاً جداً، وكذلك فإن النبي - عليه الصلاة والسلام - لما التقى بهم علمهم أحكاماً، وقد تكون بعض الأحكام التي علمهم إياها خاصة بهم، يعني هل نساء الجن يحضن أو لا يحضن؟ هل السفر عندهم مثل عندنا؟ قال الله: { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ } (الجـن:8) ، فهناك نوع منهم يقطعون مسافات طويلة بسرعة كبيرة جداً، فإنه ذات مرة رأى شخص جنياً في مكة, فقال له: [من أين جئت؟ فقال: من أفغانستان! قال له: كم يأخذ الطريق؟ قال: ربع ساعة!!!] والله أعلم بصحة القصة؛ لأن الجني أصلاً إذ قال لك خبراً فلا تدري هل هو صادق أم كاذب! لأن الجني مسلم أو كافر فهو مجهول، فلذلك لا يصح الاعتماد على خبر المجهول، فلا يأت شخص ويقول: لا بأس بالعلاج عند الصالحين من الجن؛ وذلك لأن صلاح الجن غير معروفة أصلاً، وهل إذا أتى جني وقال: هو مسلم تسلم له ونصدقه في ذلك؟! لا نصدقه؛ لأنه قد يكون منافقاً، فإنه إذا كان يخفى علينا معرفة نفاق الإنس، فكيف نعرف الجن ومنافقهم ومسلمهم؟ لا شك أن كل ذلك مجهول معرفته للناس، ولذلك فعلى الإنسان أن لا يتورط في المعالجة عند هؤلاء إطلاقاً سد للذريعة، ورى عن بعض السلف آثار في مخاطبتهم للجن، فقد جاء أن بعضهم كان الجن يحضرون درسه. وعن الأعمش أنه استضاف جنياً فقال له الأعمش: [ماذا تشتهي من الطعام؟ قال: الرز، قال: فوضعت له رزاً، فجعلت أرى اللقمة ترتفع ثم تختفي، ثم قلت له: هل فيكم من هذه الأهواء التي فينا؟ يعني هل عندكم مبتدعة مثل عندنا خوراج ومرجئة وقدرية وجهمية؟ فقال: نعم، قلت: ما شرها؟ قال: الرافضة] فهؤلاء الرافضة شر الناس عند الإنس والجن. ولما جاؤوا النبي - صلى الله عليه وسلم - علمهم أحكاماً، وسألوه الزاد من الطعام: فقد ثبت فثبت في الحديث الصحيح أنه قال لهم( لكم كل عظمٍ ذكر اسم الله عليه، يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً)) ولذلك نهينا عن الاستجمار بالعظام؛ لأنه طعام إخواننا من الجن، وأما بالنسبة لعلف دوابهم، فروث الأبقار والأغنام المعروفة، ولذلك فقد جاء في الحديث النهي عن الاستجمار بالعظم والروث، نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يفقهنا في كتابه، وصلى وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.





رد مع اقتباس
قديم 19 May 2013, 02:48 AM   #2
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 11,240 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: قصة النذر من الجن



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس
قديم 19 May 2013, 05:42 PM   #3
shooqy83
باحث برونزي


الصورة الرمزية shooqy83
shooqy83 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 14418
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 أخر زيارة : 24 Dec 2013 (01:55 AM)
 المشاركات : 23 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: قصة النذر من الجن



الله يسلمك
وجزاكم الله بالمثل وزياده يا رب


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 01:15 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي