القرآن ورمضان

القرآن الكريم نعمة السماء إلى الأرض، وحلقة الوصل بين العباد وخالقهم، نزل به الروح الأمين، على قلب رسوله الكريم بالحق ليكون للعالمين نذيراً، وهادياً ونصيراً، قال تعالى: { يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا } (النساء: 174) .

ورمضان شهر القرآن الكريم ، وادق وصف لشهر رمضان المبارك ما وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ..البقرة الآية 185. وقال تعالى إنا انزلناه في ليلة القدر سورة القدرالآية 1 ، فرمضان شرفه الله سبحانه وتعالى بسبب نزول القرآن الكريم فيه . والقرآن الكريم تنزل نزولين النزول الأول إلى بيت العزة من السماء الأولى وقد نزل دفعة واحدة وكان ذلك في شهر رمضان المبارك والتنزل الثاني مفرقا ومنجما على مدار ثلاث وعشرين عاما حسب الوقائع والحوادث وبدأ تنزله في شهر رمضان مبارك بقوله تعالى ( اقرأ باسم ربك الأعلى.. سورة العلقالاية 1.
والمسلمون سلفهم وخلفهم يتعاهدون كتاب الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر العظيم ليضيفوا الى فضيلة فرضية الصوم والذي لا يعلمها الا ا لله (الصوم لي وأنا اجزي به ) الحديث .
عبادة قراءة القرآن الكريم .فيها الأجر العظيم
وفي الحديث الشريف مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجه ريحها طيب وطعمها طيب .ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب ) الحديث . فعبر عن الإيمان بالطعم وعبر عن قراءة القرآن الكريم بالريح . وفي الحديث ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر اضعافها .. ) الحديث وهو اشارة الى بيان الأجر والثواب عند الله .
ولتقريب مفهوم الأجور التي يتحصل عليها المسلم من قراءة القرآن الكريم يقول في الحديث الشريف . أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال : ‏أيحب أحدكم إذا أتى أهله أن يجد ثلاث ‏ ‏خلفات ‏ ‏سمان قالوا نعم يا رسول الله قال فثلاث آيات يقرؤهن أحدكم خير له منهن ‏ والخلفة هو اجود من كان عند العرب من الانعام الأبكار.
قراءة القرآن الكريم فيها ا لبركة على القارئ وأهل بيته :
فقد ورد ان ابا هريرة رضي الله عنه قال :وان البيت ليتسع على اهل بيته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويكثر خيره ان يقرأ فيه القرآن . وان البيت ليضيق على اهل بيته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين ويقل خيره ان لا يقرأ فيه القرآن الكريم . وهذا فهم صريح من ابوهريرة على تعدي اثر القرآن الكريم على البيت وأهل البيت .
قراءة القرآن الكريم تتنزل السكينة والرحمة
وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده } [رواه مسلم(2699)]
وعن عن البراء بن عازب قال كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال تلك السكينة تنزلت بالقرآن
قراءة القرآن الكريم تجعلك من المقنطرين لا من الغافلين يوم القيامة و
ففي الحديث الشريف :عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( مَن قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيلَةٍ لَم يُكتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ ) رواه الحاكم في المستدرك (1/742) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2/81) .
يؤيد الأول رواية أبي داود (1398) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ ) صححه الألباني في صحيح أبي داود (1264) .

جزاك الله خير شيخنا الفاضل

بارك الله فيك ونفع بك وزادك علم

اللهم اجعلنا واياكم من اهل القران