اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : روى الإمام مسلم عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ وروى الإمام الطبراني عن عبدالله ابن عمررضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضانَ وأتبعه ستًّا من شوَّالٍ خرج من ذنوبِه كيومِ ولدته أمُّه ) .

اللهم ربنا تقبل منا الصيام والصلاة والقرآن والقيام والدعاء وسائر صالح الأعمال ،وأجعلنا ممن قام ليلة القدر واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين وكل عام ونحن وجميع المسلمين في خيرورخاء وصحة وعافية وسعادة وأمن وأمان .


           :: شاهد اكبر مقبرة لعمل السحر في العراق والعثور على اسماء اشخاص (آخر رد :ابن الورد)       :: ظهور امرأة في البر شاهد الإعجاب #عالم_الجن (آخر رد :ابن الورد)       :: اللقاء الثالث والأخير للشيخ مزمل فقيري مع الساحر التائب . (آخر رد :ابن الورد)       :: لقاء الشيخ مزمل فقيري مع الساحر التائب وجهاً لوجه (بيان عملي) . (آخر رد :ابن الورد)       :: اللقاء الثاني للشيخ مزمل فقيري مع الساحر التائب وجهاً لوجه (بيان بالعمل) . (آخر رد :ابن الورد)       :: إعترافات ساحر تائب . (آخر رد :ابن الورد)       :: برنامج المجهر - قوى خفية (الجزء الثالث) ولع الغيبيات . (آخر رد :ابن الورد)       :: برنامج المجهر - قوى خفية (الجزء الثاني) العين والحسد والمس . (آخر رد :ابن الورد)       :: 0:00 / 53:37 برنامج المجهر - حلقة الدجل والشعوذة (الجزء الثاني) . (آخر رد :ابن الورد)       :: برنامج المجهر - قوى خفية (الجزء الأول) عالم السحرة . (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 30 Apr 2013, 07:55 AM
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
طالب علم غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل : May 2008
 فترة الأقامة : 5819 يوم
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم : 11
 معدل التقييم : طالب علم is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
الإسقاط النجمي وحكمه وعلاقته بالروح .



السؤال
معنى الإسقاط النجمي: هو خروج الروح من الجسد الأثير وتجولها فى الأماكن، فهل هذا حلال شرعا أم حرام؟. وأرجو الرد بسرعة، لأن الشباب كلهم جذب هذا الموضوع عقولهم، وأرجو الأدلة من القرآن والسنة على التحليل أو التحريم.


الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإسقاط النجمي ـ كما يصفه المشتغلون به هو: عملية ترتكز على فرضية وجود جسد ثان للإنسان من إشعاع، والإسقاط النجمي يتمثل بخروج هذا الجسد الإشعاعي وانفصاله عن الجسد المادي، ويحدث ذلك في ظروف معينة دقيقة أهمها أن يبلغ الإنسان حالة ما بين الوعي والغفوة.

وهذا الأمر الذي يذكرونه ضرب من التخرص والتقول بلا برهان، وقد قال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء : 36}.

قال السعدي: أي: ولا تتبع ما ليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك. هـ.

وذكر ابن كثير أقوال المفسرين في هذه الآية ثم قال: مضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم، بل بالظن الذي هو التوهم والخيال، كما قال تعالى: اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ { الحجرات: 12 }.

وفي الحديث: إياكم والظن، فإن الظن أكذبُ الحديث.

وفي سنن أبي داود: بئس مطيةُ الرجل زعموا.

وفي الحديث الآخر: إن أفرى الفِرَى أن يُرِي عينيه ما لم تريا.

وفي الصحيح: من تحلم حلما كُلف يوم القيامة أن يعقد بين شَعيرتين، وليس بعاقد.هـ.

ويحسن بنا هنا أن ننقل للسائل جواب الدكتورة فوز بنت عبد اللطيف كردي ـ أستاذة العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بكلية التربية للبنات بجدة ـ على السؤال التالي: هل الجسم الأثيري له أصل في الشرع أم أنه مجرد توقعات أو سحر وخزعبلات؟.

فكان الجواب: بالنسبة للجسم الأثيري فهو أولا : قول مبني على نظرية قديمة تفترض وجود مادة الأثير، وهي مادة مطلقة قوية غير مرئية تملأ الفراغ في الكون سماها أرسطو العنصر الخامس وعدّها عنصرًا ساميًا شريفًا ثابتًا غير قابل للتغيير والفساد، وقد أثبت العلم الحديث عدم وجود الأثير، ولكن الفلسفات القديمة المتعلقة بالأثير بقيت كما في الفلسفات المتعلقة بالعناصر الخمسة أو الأربعة .

ثانياً : قول تروج له حديثاً التطبيقات الاستشفائية والتدريبية المستمدة من الفلسفة الشرقية، ومع أن التراث المعرفي المستمد من الوحي المعصوم بيّنٌ أوضح البيان وغني كل الغنى بأصول ما يعرّف الإنسان بنفسه وقواه الظاهرة و الخفيَّة إلا أن عقدة المفتونين بالعقل والمهووسين بالغرب والشرق من المسلمين جعلتهم يلتمسون ذلك فيما شاع هناك باسم ـ الأبحاث الروحية ـ فنظروا إليها على أنها حقائق علمية أوخلاصة حضارة شرقية عريقة، وأعطوا لأباطيلها وتخرصات أهلها مالم يعطوا لمحكمات الكتاب وقواطع السنة، ومن ذلك القول بتعدُّد أجساد الإنسان، وقد يسمونها ـ الأبعاد ـ أو ـ الطاقات ـ للقطع بأنها اكتشافات علميّة، وهذا القول حقيقته بعث لفلسفة الأجساد السبعة المعروفة في الأديان الشرقيَّة ومفادها: أنّ النفس الإنسانيّة تتكوَّن من عدَّة أجساد اختلفوا في عدِّها ما بين الخمسة إلى التسعة بحسب وجهات نظر فلسفيّة تتعلّق بمعتقدهم في ألوهية الكواكب أو المؤثرات الخارجية والمتَّفق عليه من هذه الأجساد: الجسم البدنيّ أو الأرضيّ، والجسم العاطفيّ، والجسم العقليّ، والجسم الحيويّ والجسم الأثيريّ، فالجسم البدنيّ: هو الظاهر الذي نتعامل معه وتنعكس عليه حالات الأجساد الأخرى.

والجسم الأثيري: هو أهم هذه الأجساد وأساس حياتها وهو منبع صحة الإنسان وروحانيته وسعادته، وقد سرى هذا المعتقد في أوساط المسلمين بعد أن عُرض على أنه كشف علمي عبر التطبيقات الشرقية المروجة على شكل دورات تدريبية أو تمارين استشفائية مفتوحة لعامة الناس بعد أن كان هذا المعتقد غامضًا محصورًا في حجر تحضير الأرواح عند خبراء حركة الروحية الحديثة.

فالاعتقاد بالجسم الأثيريّ كالاعتقاد بالعقل الباطن وقوى النفس، إنما شاع ذكره عند من غفل عن حقائق الغيب ورام الوصول إليها من غير طريق الرسل، فأصل هذه المعتقدات مأخوذ من التراث المنقول في الديانات الوثنيّة الشرقيّة والمعتقدات السرِّية الباطنيّة، وكلّ تطبيقاتها الرياضيّة والعلاجيّة الحديثة تدعو إلى تطوير قوى هذا الجسد لتنمية الجنس البشريّ حيث يصبح بإمكان الإنسان في المستقبل فعل ماكان يُعدّ خارقة في العصور الماضية، كأن يصبح صاحب لمسة علاجيّة أو قدرة على التنبُّؤ أو التأثير عن بعد وغير ذلك، دون أن يكون متنبِّئًا أو كاهنًا، ومن ثم لا يحتاج لأيِّ مصدر خارج عن نفسه ويستغني عن فكرة الدين أو معتقد الألوهية ـ عياذا بالله. هـ.

وسئل الدكتور وهبة الزحيلي كما في موقعه: عن علوم ما وراء الطبيعة والخوارق حلال أو حرام، وذكر السائل من جمل ذلك: الخروج الأثيري عن الجسد فكان الجواب: هذه وسائل وهمية، وإن ترتب عليها ـ أحياناً ـ بعض النتائج الصحيحة‏،‏ ويحرم الاعتماد عليها وممارستها ـ سواء بالخيال أو الفعل‏ ـ‏ فإن مصدر العلم الغيبي هو الله وحده‏،‏ ومن اعتمد على هذه الشعوذات كفر بالله وبالوحي ‏ كما ثبت في صحاح الأحاديث النبوية الواردة في العَّراف والكاهن ونحوهما.هـ.

والله أعلم .
الإسقاط النجمي ضرب من التقول بلا برهان - إسلام ويب - مركز الفتوى




 توقيع : طالب علم



آخر تعديل ابن الورد يوم 01 May 2013 في 11:40 AM.
رد مع اقتباس
قديم 30 Apr 2013, 10:07 AM   #2
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الإسقاط النجمي وحكمه وعلاقتها بالروح .



الروح والجسد

الشيخ صالح بن عواد المغامسي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . أراد مالعباد فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ولو شاء أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه . وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد .

موضوع حلقة اليوم من برنامجنا مجمع البحرين (( الروح والجسد )) .

على أننا نقصر في الحديث عنهما عن روح وجسد بني آدم عليه السلام ولا نعرض لغيرهما من الكائنات الحية .

فنقول وبالله التوفيق :
إن الله تبارك وتعالى هو خالق الروح وهو خالق الجسد بل هو جل وعلا خالق كل شيء كما قال سبحانه ذلك في كتابه العظيم : (( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ )) الزمر 62. ومما خلقه الله جل وعلا أرواحنا وأجسادنا . والروح والجسد الكلام فيهما والحديث عنهما حديث ذو شجون .

بداية نقول :
إن كلمة الروح في القرآن تطلق على أشياء كثيرة لكنها إذا أطلقت وعرفت إنما يراد بها ما يمتزج مع الجسد ويشكل منه النفس الإنسانية . فإن الروح وهو بداخل الجسد كما سيأتي تفصيله لا يقال لها روح وإنما يقال لها جسد .
قال الله جل وعلا : (( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} )) الشعراء . هذا إجماع أن المقصود به جبريل عليه السلام . وقال جل وعلا : (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) الشورى 52 . وإنما المقصود به ما فيه حياة الناس وهو الإسلام والقرآن على احد التفسيرين .
أما الروح التي هي مرتبطة بالجسد وهي التي نحن معنيون بالحديث عنها الآن هي الروح التي لا يدري أحد كنه ذلك عنها شيئا إلا الله تبارك وتعالى . قال الله جل وعلا : (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )) الإسراء 85 . يقول العلماء من المفسرين عند تفسير هذه الآية إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة مر على ملأ من يهود ومعه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فقال بعضهم لبعض أي اليهود : سلوه سلوه ترددوا , ثم قالوا يا أبا القاسم : " مالروح ؟ " فاتكأ صلى الله عليه وسلم على عسيب نخل , قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فعلمت أنه يوحى إليه , ثم تلا عليهم قول الله جل وعلا في سورة الإسراء : (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )) . فجاء الجواب القرآني أن علم الروح وكنهها أمر اختص الله جلا وعلا به ورده تبارك وتعالى إلى علم ذاته العلية ولم يجبهم النبي صلى الله عليه وسلم تفصيلا . وإلى اليوم رغم التقدم العلمي كما هو معلوم لكل أحد إلا كنه هذه الروح لا يعلم عنه شيئا .
نقول : أما الجسد فإنه ذلك التكوين البدني الذي يحمله بنو آدم كلهم على اختلافهم في هيئة ذلك الجسد من الطول والقصر وما إلى ذلك .

ولفظ الجسد في القرآن إذا أطلق الله جل وعلا الكلام عن البدن مقروناً بالروح فإن لغة القرآن تسميه " جسم " وإن كان معزولاً عن الروح لا روح فيه فإن لغة القرآن تسميه " جسد " .
وبيان هذا أن الله جل وعلا مثلا ذكر طالوت فلما تكلم الله جل وعلا عنه في سورة البقرة قال : (( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ )) ولم يقل بسطة في العلم والجسد وإنما قال في الجسم لأنه يتكلم عن جسد مقرونٍ بالروح فعبر عنه في لغة القرآن بالجسم .
وقال الله جل وعلا عن المنافقين : (( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ )) المنافقون 4 . فعبر الله جل وعلا عن أجسام هؤلاء المنافقين بالجسم ولم يقل بالأجساد لأنها آنذاك ممزوجة بالروح .
في حين أنه جل وعلا لما ذكر الإله المسموع المفترى الذي صنعه السامري لقوم موسى عليه السلام قال الله جل وعلا : (( فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ )) طه 88 . فعبر عنه بكلمة جسد لأنه لا روح فيه .
وقال الله جل وعلا عن النبيين في نفي أن يكونوا بلا أرواح قال : (( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ )) الأنبياء 8 .
والمقصود من هذا كله أن لغة القرآن تفرق ما بين الجسد والجسم باعتبار اتصالها بالروح أو عدم اتصالها بالروح .
كذلك الروح إذا اتصلت بالجسد لا يقال لها روح . الروح إذا اتصلت بالجسد فلغة القرآن تسميها " نفس " . فإذا انفصلت الروح عن الجسد تسمى روح .

وقد أسند الله جل و علا لهذه النفس القول : (( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ )) الزمر 56 . أسند الله جل وعلا إليها العلم : (( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) السجدة 17 .

والإنسان يتكون من جسد وروح . إذا مزجت وروحه بجسده تسمى نفس . وهذه النفس هي التي أقسم الله جل وعلا بها في سورة الشمس فقال : (( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا {8} )) وتعبدنا الله بتزكيتها .

أيهما أسبق خلقاً الروح أم الجسد ؟
بالنسبة لأبينا آدم عليه السلام جسده خلق قبل روحه . أما بالنسبة لنا فإن أرواحنا خلقت قبل أجسادنا .
وبيان ذلك أن الله جل وعلا خلق أبانا آدم عليه السلام من قبضة قبضت من الأرض خلق جسداً ثم بعد أن خلق جسداً عليه السلام نفخ الله جل وعلا فيه من روحه . بعد أن نفخ الله فيه من روحه امتزجت تلك الروح التي خلقها الله جل وعلا في جسد آدم فأصبح آدم كائناً حياً ينطق خلق منه بعد ذلك زوجته وأدخل الجنة كما هو معلوم . الذي يعنينا أن خلق آدم كجسد مقدمٌ على خلقه كروح . أما بالنسبة لنا معشر بني آدم عليه السلام فإن أرواحنا خلقت قبل أجسادنا . وذلك أن أجسادنا إنما خلقت ونحن أجنة في بطون أمهاتنا . أما أرواحنا فقد خلقت من قبل والله جل وعلا مسح على ظهر آدم فأخرج من ظهر آدم كل نسمة من ذرية من خلقه إلى يوم القيامة . كما في الحديث فرأى في أحدهم وبيصاً من نور بين عينيه فكان هذا داوود عليه السلام . الذي يعنينا الله جل وعلا يدل ظاهر القرآن على أنه أخذ العهد والميثاق من بني آدم وهم في عالم الأرواح , ويدل عليه قول الله جل وعلا : (( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ )) الأعراف 172.

وبعض أهل العلم يقول : " إن هذا العهد والميثاق الذي أخذه الله جل وعلا من بني آدم في عالم الأرواح الأول ألقم في الحجر أي الحجر الأسود " . ولذلك شُرع وهذا من الآثار المنقولة أن الإنسان يقول عند طوافه بالبيت : ( اللهم إيمانا بك وتصديقاً بكتابك واتباعاً لسنة رسولك ووفاء بعهدك ) . فالعلماء بعضهم يقول إن هذا راجع إلى ذلك العهد الذي قطعه بنوا آدم عليه السلام على أنفسهم يوم خلقهم الله جل وعلا في عالم الروح . ثم يتممون الحديث فيقولون : " إن هذا الحجر كما يدل صالح السنة له يوم القيامة لسان ينطق به فيشهد بمن استلمه بصدق " وهذا ثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم .
والجمع ما بين الحديث الصحيح والآثار المنقولة وآيات الكتاب جمعنا لهذه المادة العلمية بعضها إلى بعض يجعلنا نقرب إلى أن نقول إن هذا ممكن أن يكون حقاً كله ولا نجزم به لعدم وجود دليل صريح صحيح في ذات الموضوع لكن هذه من النقول التي تقبلها النفس لوجود كثير من الأدلة التي تعضدها من هنا وهناك من كتاب أو سنة أو أثر عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

يأتي ثمة إشكال هنا :
يقول النصارى دائماً إن من حججهم على أن عيسى عليه السلام ابن الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا , يقولون إن الله لما تكلم عن عيسى عليه السلام قال : (( ورُوحٍ مِّنْهُ )) و (( مِّنْهُ )) الهاء فيها عائدة إلى رب الجلالة . من أحسن الأجوبة هنا أن يقال : أن الله لما خلقنا في عالم الأرواح الأول وأخرجنا من ظهر أبينا عليه السلام ورآنا أبونا آدم بين يديه فينا الصحيح والمعافى والمبتلى , فقال : ( أي رب لو سويت بين عبادك ) قال الله جل وعلا : ( أحب أن أشكر ) . المقصود أن الأجوبة على هذا السؤال الذي طرحه النصارى أن يقال : أن الله رد هذه الأرواح في ظهر آدم ليكون منه بعد ذلك الذرية إلا روح عيسى عليه السلام استبقاها الله جل وعلا عنده ثم إن الله أعطى هذه الروح إي روح عيسى عليه السلام أعطاها جبريل عليه السلام لينفخ فيها في درع أو في جيب درع مريم عليه السلام ليكون بعد ذلك حملها وولادتها لعيسى بن مريم . فيصبح يقطع بهذا القول الطريق على النصارى في قولهم أن المسيح ابن الله , وإن كان هذا الطريق مقطوع بذاته لأن الله عز وجل قال عنهم في سورة آل عمران : (( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )) . وافتراء النصارى أو غيرهم من الأمم على الله الولد من أعظم الفرية وهذه نزه الله جل وعلا ذاته العلية عنه قال تبارك وتعالى في سورة مريم : (( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً{88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً{89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً{90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً{91} وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً{92} إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً{93} )) . فالخلق جميعاً عبيدٌ لله تبارك وتعالى , والله جل وعلا مستغنٍ عن كل أحد منزه عن الصاحبة والولد مقدس لم يلد ولم يولد تبارك وتعالى .

نعود للحديث عن الجسد والروح وإنما استطردنا فيه بالحديث على أن هذا من الأجوبة التي نراها مستحسنة والعلم عند الله في القطع على النصارى بعض حججهم في زعمهم أن المسيح ابن لله .

فنقول : أن اتصال الأجساد بالأرواح فإن الله جل وعلا كتب للجسد أن ينشأ أولاً قبل الروح ونحن أجنة في بطون أمهاتنا . والنبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( أن الإنسان يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفة وأربعين يوماً علقة وأربعين يوماً مضغة ثم يأتيه الملك فينفخ فيه الروح ) التي هي مخلوقة من قبل فإذا اتصلت الروح بالجسد دبت الحياة في ذلك الجنين فيتحرك وتشعر به الم وهي حامل فإذا اتصلت الروح بالجسد أصبح نفساً ولا يقال لها روح .
فهذه النفس الإنسانية وإن كانت جنين في بطن أم فإنها نفس معصومة لا يجوز قتلها لأي سبب كان .
فنقول : هذه النفس المعصومة يختلط فيها الروح بالجسد وتصبح نفساً يحصل نوع من الامتزاج حتى يخرج الإنسان من بطن أمه قال الله جل وعلا في سورة المؤمنون : (( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )) .
ثم يمكث الإنسان ما شاء الله له أن يمكث في هذه الحياة , هذا يطول عمره وهذا يقصر , أي كان الأمر طال العمر أو قصر فإن هناك امتزاج بين الروح والجسد الذي اصطلحنا على تسميته بالنفس .

ومن الأدلة على أن تسميته بنفس قلنا قول الله جل وعلا : (( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا )) . وأمر الله جل وعلا لعباده أن يزكوا أنفسهم . أما الأدلة على أنها إذا صعدت تسمى روح فإن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أحد أصحابه وقد توفي وهو عثمان بن مظعون رضي الله عنه فأغمض بصره أي النبي صلى الله عليه وسلم أغمض بصر عثمان رضي الله عنه ثم قال لمن حوله من أهل الدار : ( إن الروح إذا صعدت يتبعه البصر ) . فسماها صلى الله عليه وسلم روحاً ولم يسمها نفساً لانفصالها من الجسد . ولهذا هذه الروح لا يختارها الإنسان وإنما تمتزج ببدنه . والله جل وعلا خلق الأرواح كما قلنا يأتي الملك فينفخ الروح في الجسد , ولهذا في قصيدة فلسفية لابن سينا وهو الطبيب المعروف يقول :
هبطت إليك من المحل الأرفع * ورقاء ذات تعزز وتمنع
هبطت على كره إليك لربما * كرهت فراقك وهي ذات توجع
يتحدث عن امتزاج الجسد بالروح وعن كرهها لفراقه الجسد لأنها آيسته عند الممات , وهذه قصيدة عليها صبغة فلسفية بحتة وقد عارضها شوقي ببيت مشهور وهو :
ضمي قناعك يا سواد أو ارفعي * هذي المحاسن ما خلقن لبرقع
لكننا إذا أردنا أن نتكلم شرعياً عن اتصال الروح بالجسد فنقول :
الاتصال الأول في عالم الأجنة ثم الاتصال الثاني في عالم الحياة الدنيا يستمر حتى يكون الانفكاك , فإذا انفكت الروح عن الجسد وخرجت تخرج من الحلقوم وهذا نص الله جل وعلا عليه بقوله : (( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ{83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ{84} وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ{85} فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ{86} تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{87} )) الواقعة .
(( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ )) أي الروح (( وَأَنتُمْ )) أي من حول الميت (( حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ )) تنظرون إلى الميت (( وَنَحْنُ )) هذا قرب الله في ملائكته (( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ )) أي لا تبصرون الملائكة حال قربها من الميت . ثم يتحدى الله سائر البشر (( فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ )) تقولون لا جزاء لا بعث لا نشور (( فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ{86} تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{87} )) أعيدوا الروح إن كنتم صادقين .
هذا الانفكاك بين الجسد والروح وخروج الروح من الجسد هو الذي اصطلحنا على تسميته بالموت وهو الذي قال الله جل وعلا عنه : (( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) .
والإنسان إذا فارقت نفسه جسده وخرجت روحه منه سمي ذلك موت , يتعلق به أحكام لا تخفى منها غسله ومواراته كفرض كفاية وانفكاك حبل الزوجية بينه وبين زوجته وتقسيم ميراثه وما إلى ذلك من الحكام التي تتعلق بالإنسان بعد موته . ولا يقال هذه الأحكام لا تمشي ولا تمضي حال كون الروح متصلة بالجسد ولو اتصالاً لا حركة فيه , لكن ما دامت متصلة بالجسد ولو اتصالاً ضعيفاً عن مرض أو وهن أو غيرهما لا نصطلح على تسميته بالميت وإنما الموت هو خروج الروح من الجسد .

هذا الانفكاك الأول بين الجسد والروح ثم تعود الروح مرة أخرى إلى الجسد وظاهر السنة أنها تعود أول ما تعود إلى الجسد محمول على أعناق الرجال ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الجنازة إذا حملت على أعناق الرجال تنادي إن كانت صالحة قدموني قدموني وإن كانت غير ذلك تقول يا ويلها أين يذهبون بي ) وهذا لا يكون إلا باتصال الجسد بالروح .

كما أنه يتم الانفصال بصورة أكبر فيما يبدو والعلم عند الله عندما يأتي الملكان ليسألا المقبور : ( من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ ) فهذه الثلاثة التي هي أصول الدين عندما يسألها الميت يجيب عليها وقد اتصلت روحه بجسده , وهذا يدل عليه حديث البراء بن عازب رضي الله عنه ( أن الروح ترتفع فإن كانت صالحة تفتح لها أبواب السماء وإن كانت غير ذلك تغلق ) وعليه يحمل قول الله جل وعلا : (( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ )) الأعراف . نعوذ بالله من ذلك كله .
والمقصود أن الروح تعود إلى الجسد وأن الله جل وعلا يقول لملائكته فإني قد وعدتهم (( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى )) طه . فتعود الروح إلى الجسد حتى تكون قادرة على إجابة الملكين سواء وفقت للإجابة أم لم توفق عياذاً بالله .

نعود فنقول : ثم يقع على الروح والجسد على مذهب أهل السنة النعيم و العذاب .
هذا النعيم والعذاب نحن لا نعلم كنهه ولا يمكن لي ولا لغيري أن يصله لأننا لا نعلم عنه إلا بمقدار ما صح نقله عن الله أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم . وقد دل القرآن الكريم والسنة على وقوعه . والنبي عليه الصلاة والسلام لما كان في المدينة كان ذات يوم على بغلته فمر على حائط ـ أرض , بستان ـ عند الأنصار فالبغلة تحركت به عليه الصلاة والسلام حتى كادت أن تسقطه فقال صلى الله عليه وسلم لم حوله : ( أثمة قبور هاهنا ) قالوا : يا رسول الله أنها قبور خمس أو ست ـ وفي رواية أنها أربعة ـ لقوم ماتوا في زمن الإشراك فقال عليه الصلاة والسلام : ( لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع ) .

وقوله عليه الصلاة والسلام : ( لولا أن تدافنوا ) فيه تربية عظيمة للأمة :
أن الإنسان لا يحسن به أن يطلع على عورات أخيه . لأنك لو اطلعت على أي إنسان نقبت كثيراً عنه قلبت عثراته بحثت عن أخطائه بكثرة سيصغر في عينيك , فإذا قدر أنك بُلغت بموته تكون في نفسك غضاضة في أنك تشارك في موته لأنه يغلب عليك سيطرة تلك الفكرة السيئة عن أخيك ولذلك الأفضل في أحوال الناس أن تبقى مستورة وحتى من علمنا عنه شيئاً من خطأ أو زلل أو وقوع فاحشة وما إلى ذلك لا يمنعنا ذلك من أن نشارك في دفنه والصلاة عليه ومواراته طلباً للأجر ورحمة بأخينا ما دام لم يخرجه ذنبه من الملة . ومحمد بن المنكدر رحمه الله أحد التابعين تبع جنازة رجل كان مدمن خمر فكأنه عوتب فقال رحمه الله قولة عالم فذ قال : " إني لأستحيي من الله أن أجد في نفسي أن رحمته جل وعلا ضاقت عن أحد " والله جل وعلا يقول عن رحمته : (( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ )) الأعراف . ثم نحن نطلب الأجر من الله نطلب القيراط والقيراطين في تتبعنا للجنائز والصلاة عليها بصرف النظر عن أحوال أصحابها وإنما نخشى على العاصي النار ونرجو للمؤمن الجنة ومرد الجميع إلى الله جل وعلا (( أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )) الزمر 46 .

نقول : هذه نوع من الاتصال بين الروح والجسد في عذاب القبر .
لكن هل يستمر هل ينقطع إذا استمر ما حاله هذه كله علمه عند الله جل وعلا . لكن نقول جملة إن أصحاب القبور تتساوى قبورهم في ظاهرها لكن أرواحهم وأجسادهم الله أعلم بها , أما الأجساد فنحن نقطع أنها تبلى . من أين نقطع بقوله عليه الصلاة والسلام : ( كل جسد ابن آدم يبلى ـ وانظر إلى تعليل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل جسد ) لأن الروح قد خرجت ـ إلا عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة ) . ومشهور عند الناس أن أجساد الشهداء لا تبلى وهذا لا يدل عليه حديث , هذا الحديث العام مخصص فقط لأجساد الأنبياء قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) لما قيل عليه الصلاة والسلام :كيف نصلي عليك وقد أرمت ؟ ـ وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم استقر في أذهانهم وفي علمهم وهم ربيبوا مدرسة النبوة أن الأجساد جميعاً تبلى ـ فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) .
نعم نقول أن يبقى الجسد فترة من الدهر طويلة أو قصيرة دون أن يبلى إكراماً من الله لذلك المقدور وهذا ربما اطلع بعضنا على وقوعه لكن لا نجزم أن هذا يبقى إلى أبد الدهر . وقد قال أبو العلاء المعري على ما في أبا العلاء من زندقة في شعره على الأقل يقول :
غير مجدي في ملتي واعتقادي * نوح باك ولا ترنم شاد
سر إن استطعت في الهواء رويداً * لا اختيالاً على رفات العباد
رُب لحد قد صار لحداً مراراً * ضاحك من تزاحم الأضداد
وهو يقول أن أكثر ثراء الأرض كلها أصلها أجساد وقبور تدفن وتبتلى ويوضع هذا وهذا ينتهي .
لكن ثمة اتصال بين الروح والجسد يكون يوم القيامة . هذا الاتصال بعد أن ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام يقوم الناس لرب العالمين , فإذا قام الناس لرب العالمين الذي يحصل قبل ذلك القيام أن الأرواح تفارق عليين إن كانت أرواحاً مؤمنة وتفارق سجين إن كانت أرواحاً كافرة وتصل إلى الأجساد في قبورها فتتصل الروح بالجسد وتدب الحياة تعود النفس كما كانت تسمى نفساً الآن يدعى بالناس يحشرون حفاة عراة غرلا قال الله جل وعلا عن أهل طاعته : (( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) وقال جل وعلا : (( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى )) الزمر . وقال وهو الأهم : (( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ )) آل عمران .
الاتصال هنا بين الروح والجسد هو الاتصال الكامل التام جداً لأن أهل الجنة جعلنا الله وإياكم من أهلها إذا دخلوها واطمأنوا فيها وأهل النار إذا دخلوها ووجدوا ما فيها من العناء يناد مناد : ( يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما خلود فيما تجدون لا موت فيها أبدا ) .

الذي يعنينا أن هذا هو الاتصال الأبدي بين الجسد والروح قال الله جل وعلا عن أهل الجنة في سورة هود : (( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ )) . وقال قبلها عن أهل النار : (( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ )) .

السؤال الأهم قبل نهاية الحلقة هو أن نسعى في تزكية أنفسنا بالإيمان والعمل الصالح والخوف من الله ومراقبته جل وعلا سراً وجهارا وليلاً ونهارا عل الله جل وعلا أن ينقلها ـ أي أنفسنا ـ إلى عالم الطهر والنقاء .

نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم حسن الوفادة عليه وأن يكتب لنا حسن المنقلب وحسن المآب أنه ولي ذلك والقادر عليه .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الروح والجسد


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 30 Apr 2013, 10:16 AM   #3
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الإسقاط النجمي وحكمه وعلاقتها بالروح .



الإنسان صانع الحضارة برقيه ترقى وتزدهر، وبتأخره تتأخر وتتدهور، والتحضر عمل شاق، يتطلب جهدًا خارقًا، تصميمًا قويًا، كما يتطلب توفر إمكانات، وله شروط ينبغي أن تكون مواتية، لذا لم يعرف العالم حضارة قامت بقرار سياسي، أو سقطت بقرار سياسي، بل لا بد من تجمع أسباب، وتوفر عزم وتصميم، وقد كرم الله تعالى أمتنا فجعلها شاهدة على الأمم، وجعل رسولنا عليه الصلاة والسلام شاهدًا على أمته، يقول الحق: (وفي هذا ليكون الرسولُ شهيدًا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فَنِعْمَ المولى وَنِعمً النصير) ( الحج: 78).

يقول سيد قطب يرحمه الله 33: "فالرسول عليه الصلاة والسلام يشهد على هذه الأمة، ويحدد منهجها واتجاهها، ويقرر صوابها وخطأها، وهي تشهد على الناس بمثل هذا، فهي القوامة على البشرية بعد نبيها، وهي الوصية على الناس، بموازين شريعتها وتربيتها، وفكرتها عن الكون والحياة، ولن تكون كذلك إلا وهي أمينة على منهجها العريق، المتصل الوشائج، المختار من الله تعالى.

ولقد ظلت هذه الأمة وصية على البشر، طالما استمسكت بذلك المنهج الإلهي، وطبقته في حياتها الواقعية، حتى إذا انحرفت عنه، وتخلت عن تكاليفه، ردها الله عن مكان القيادة إلى مكان التابع، في ذيل القافلة، ولا تزال كذلك حتى تعود إلى هذا الأمر الذي اجتباها له الله عز وجل.

وهذا الأمر يقتضي الاحتشاد له والاستعداد، ثم يأمرها القرآن بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والاعتصام بالله… بهذه العدة تملك الأمة المسلمة أن تنهض بتكاليف الوصية على البشرية، التي اجتباها لها الله، وتملك الانتفاع بالموارد والطاقات، التي تعارف الناس على أنها مصادر القوة في الأرض. والقرآن الكريم لا يغفل من شأنها، بل يدعو إلى إعدادها، ولكن مع حشد القوى والطاقات والزاد الذي لا ينفذ، والذي لا يملكه إلا المؤمنون بالله، فيوجهوه به الحياة إلى الخير والصلاح والاستعلاء.. إن قيمة المنهج الإلهي للبشرية أنه يمضي بها قدمًا إلى الكمال المقرر لها في هذه الأرض، ولا تكتفي بأن تقودها اللذائذ والمتاع وحدهما، كما تقاد الأنعام.

إن القيم الإنسانية العليا لتعتمد على كفاية الحياة المادية، لكنها لا تقف عند هذه المدارج الأولى، وكذلك يريدها الإسلام في كنف الوصاية الرشيدة المستقيمة على منهج الله تعالى".

مستلزمات الشهادة:

إن هذه الشهادة شيء كبير، وشرف عظيم، لذا فهي تتطلب شروطًا لا تتحقق بالكسل أو التخلف.

فالشهادة والريادة، في عالم اليوم، تتطلب عقيدة سليمة، وثقافة حية، والتزامًا صارمًا بمنهج الله تعالى، لذا جاء الأمر في الآية بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والاعتصام بالله. وقد ظلت أمتنا قرونًا كثيرة، تقوم بهذه الريادة والشهادة ثم بدأ "العد التنازلي"، فتركت القيادة لتصبح في ذيل القافلة.

إن الشهادة والريادة ليسا مما تورث، وقيادة العالم اليوم هي للغرب الصناعي، وعلى من يتطلع لدور حضاري أن يكون لديه شيء يقدمه، فإن كان حافيًا خليًا فمكانه في المؤخرة، وليس في القيادة، أو الريادة، وإذا كان بعض "الحالمين" يغالط نفسه بادعاء أن الله تعالى اختاره وفضله على كل البشر، وأنه يرث ذلك عن أجداده، فتلك أسطورة عفا عليها الزمن، وتنكرها سائر الأمم.

ونحن - بحمد الله - لا نعيش على أوهام أو أساطير، ونحن نقرأ صباح مساء قول الحق: (وأن ليسَ للإنسان إلا ما سعى، وأنَّ سعيهُ سوفَ يُرى، ثُمَّ يجزاه الجزاءَ الأوفى)

(النجم: 39 - 41).

إن الغرب يمسك بقيادة العالم فكريًا وسياسيًا وصناعيًا وإعلاميًا، ولن نستطيع مزاحمته في أكثر هذه الميادين، لكننا نملك عقيدة وفكرًا، لا يملكها الغرب، ونملك آخر الأديان السماوية ولدينا كتاب رباني هو آخر الكتب السماوية، وقد تعهد الله بحفظه، ولدينا سنة تردفه، وتبين ما في هذا الكتاب، فإذا التزمنا شريعة الله، وأحسنا عرضها، وصدقنا في التطبيق، فبإمكاننا أن نقدم للعالم شيئًا يحتاجه، لكننا لا نغالط أنفسنا، ولا نعيش على وهم كاذب، بأن تكون لنا صناعة، في القريب العاجل ، أفضل من صناعة الغرب، ولا زراعة أفضل مما لدى الغرب ولا إعلام…إلخ.

بضاعتنا الوحيدة بضاعة ربانية، تكفل السعادة للإنسان في دنياه وآخرته، جربناها قرونًا، ونعمل جاهدين للعودة إليها بصدق وإخلاص موضوعية، وأملنا أن يمدنا الله بقوته، ويسدد خطانا، وسندنا في ذلك قوله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المحسنين) (العنكبوت: 69).

إن شهادتنا على العالم شهادة علم ومعرفة وهداية، وحين سقطنا في الجهل ذهبت أهلية تلك الشهادة، بل صرنا مشهودًا علينا، وإن صارت شهادة "زور" ، وعوملنا - وما نزال - أسوأ معاملة. كل حسن لدينا فهو مأخوذ من (الغير)، وكل قبيح يشنع به علينا.

القنابل تنفجر، والسيارات المفخخة تنفجر في إيرلندا أسبوعيًا، ومنذ نصف قرن تقريبًا، لكن لا أحد يقول هذا إرهاب كاثوليكي أو بروتستانتي.. فإذا استعمل السلاح فرد مسلم غير منضبط، صرخ الإعلام: إرهابي مسلم، وإذا قام طبيب يستعمل سلاحًا حكوميًا، ورش الناس وهم يصلون في الخليل، وهم في حالة سجود يقال لنا هذا رجل "مختل"‍‍!

لقد صار الإرهاب حكرًا على المسلم، في الإعلام الغربي، وحيثما أطلقت رصاصة، يسند الفعل لمسلم، قبل أن يعرف الفاعل، إنها شهادة مزورة تتعالى منها رائحة العنصرية النتنة!

إن الشهادة على الناس في حقيقتها، إظهار للحق، وتبيينه وتبليغه للناس(34). وطبيعي أن تقوم على معرفة الحق، الذي يراد بيانه وتبليغه، ومعرفة الحق "العلم"، وإذن فينبغي أن تكون الشهادة قائمة في أصلها وأساسها على "العلم"، فشهادة العلم هي الشهادة المطلوبة.. وبهذه المناسبة أجد من المفيد أن أستطرد، بهدف إيضاح قضية، قد يكون فيها نوع من الغموض، فالعلم متى كان وصفًا موضوعيًا، وجوابًا عن "كيف"، فلا اعتراض، ولكن الاعتراض على فلسفة العلم فقط، وهذا يشاركهم فيه بعض علماء الغرب مثل "يهوم ومل".

يقول د. الموصلي(35): "من الواضح أن الأصوليين لا يرفضون العلوم بحد ذاتها، بل فلسفتها، فالعلوم عندهم وسيلة وأداة، وهذا مشابه لما دعا إليه "ستيورت مل" في قوله: إن العلم هو وصف وظائفي لحقائق ناتجة عن الملاحة والتجربة.

فآراء الأصوليين كآراء (مل وهيوم) وهي ضد هذا التنظير الفكري، لأنها تشك في قدرة الإنسان على التوصل للحقيقية، سواء أكان ذلك عن طريق الفلسفة أم العلوم، أم فلسفة العلوم".

إن فلسفة العلوم قد تحولت إلى دين، لكنه ليس دينًا جديدًا فقط، بل فوق الأديان كلها.

وصار البعض يعتقد أن العلم قد اكتشف أسرار الكون، وهو قادر على حل كل المشاكل، وكل قضية لا يحلها العلم، فهي مشكلة "ميتافيزيقية" زائفة، وهنا مكمن الخطر، ومن هنا يأتي الاعتراض على "كهنة العلم".

شهادة المعرفة:

إن الشهادة تتطلب معرفة، ولا تقبل شهادة من غير معرفة، وإذا شك الشاهد في شهادته سقطت، فكيف إذا لم يكن له علم ولا معرفة؟!

ولكن السؤال: هناك اليوم علوم ومعارف أكثر من أن تعد وتحصى، فما المقصود بالمعرفة هنا؟

"تعنى شهادة العلم في سياق جعل الأمة الإسلامية شاهدة على الناس، أن تكون هذه الأمة قائمة في عقيدتها وفي عملها على السعي الدائم للعلم بالحقائق، وتأسيس الحياة عليها، بعيدًا عن كل منزع خرافي أو وهمي أو أسطوري، في تصور "الوجود والحياة"، وذلك ما يفسر تلك الدعوة الدؤوب إلى العلم، التي جاءت مبثوثة في تعاليم الدين، بشكل لا يوجد له نظير في أي دين آخر، حتى جاءت قيمة العلم في المذهبية الإسلامية، تتبوأ الدرجة الأولى في سلم القيم، وتنبني عليها كل القيم الأخرى" (36).

واستذكر ما سبق نقله عن حجة الإسلام الغزالي، بأن ثمة تلازمًا قويًا بين علوم الدين وعلوم الدنيا، فمن تعلم علمًا واحدًا فلا يكفي. من تعلم علوم الحياة فقط فلا نصيب له في الآخرة، ومن تعلم علوم الدين وجهل علوم الحياة فإن فهمه للدين سيكون ناقصًا.. وإذن فلا بد من العلمين معًا.

كما لا بد أن يكون العلم شاملاً كي تصل الأمة الإسلامية إلى موقع تشع فيه على البشرية الخير، وهنا لا بد من معرفة جيدة بالتحضر، والكيفية المناسبة له، وهذا يتطلب معرفة جيدة بالدين، والكون والبشر، وبدون هذه المعرفة الشاملة ستتعذر الشهادة، ففاقد الشيء لا يعطيه، ولن يجني من الشوك العنب.

2- المعرفة بالدين:

منطلق المسلم دينه، فمعرفته جيدة سليمة، تسهل الانطلاق.. والإسلام دين سهل، يخلو من التعقيد، ولذا كان الصحابي يدركه بيسر وسهولة، كما يدرك أهدافه وأبعاده.

لقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه لليمن لجمع الزكاة، فطلب إلى أهل اليمن أن يعطوه قماشًا بدلاً من الزكاة العينية، وعلل ذلك بقوله (37): "إنه أهون عليكم، وخير للمهاجرين بالمدينة".. وحين فتحت العراق على عهد الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه، رفض توزيع الأرض على المجاهدين، وبقي ستة أشهر يناقش كبار الصحابة، وكانت حجته أنه يريدها موردًا لبيت المال أولاً، وكي لا يتحول المجاهدون إلى مزارعين، ويتركوا الجهاد.

وروي أن على بن أبي طالب رضي الله عنه سئل عن قوله صلى الله عليه وسلم: "غيّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود" فقال: إنما قال عليه الصلاة والسلام ذلك والدين قُلّ - أي المسلمون قلة - فأما الآن وقد اتسع نطاقه وضرب بجرانه، فأمرؤ وما اختار (38).. والشواهد كثيرة.

إن الإسلام نصوص من كتاب الله وسنة رسوله، والأخذ منها مباشرة سهل ميسور، متى علم الإنسان العربية، مفردات ودلالات وعلم أسباب النزول وكليات الشريعة.

إذن ليس المقصود بالعلم بالدين، العلم المتخصص، فذلك من نصيب نخبة من علماء الشريعة، ولكن المقصود قدر مشترك من المعرفة الصحيحة، تشتمل على أصول العقيدة، ومتطلبات العبادة الصحيحة، والأخلاق الإسلامية، بعيدًا عن التأويلات الباطنية، والتي ترفضها اللغة.

وأيضًا فليس المطلوب علمًا نظريًا، لا يكون له في السلوك نصيب، فيكون التنظير بواد والعمل والفعل بواد آخر، واستذكر هنا أن اليابان حين عزمت على النهوض، توجهت إلى الصناعة وعلومها، ولم تتوجه للدراسات النظرية، وما زال هذا التوجه حتى اليوم، وكافة البعثات التي أرسلتها إلى الغرب، لم تجعل من أهدافها دراسة الفلسفة أو علم الاجتماع أو القانون، على حين كان العربي المبتعث يغلب على دراسته العلوم النظرية والآداب والقانون، ولم يعدَّل التوجه إلا خيرًا.

وحين انشغل المسلمون بالفلسفة وعلم الكلام، واشتغل الفقهاء بالفقه الافتراضي، صار العلم يعالج قضايا لا وجود لها في المجتمع على حساب قضايا موجودة، لا تجد من يعالجها.. والذين هاجموا علم الكلام، من علماء الأمة، كانوا يرون فيه (ترفًا فكريًاً) يخترع المتكلم مشكلة، أو يطرح إشكالاً، ثم يحاول حله، وقد يفلح أو لا يفلح.. من هنا رأينا عالمًا مثل الشاطبي، كان همه الأول التعرف والتعريف بمقاصد الشريعة، يقول (39): "كل مسألة لا ينبني عليها عمل، فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي، وأعني بالعمل عمل القلب وعمل الجوارح، من حيث هو مطلوب شرعًا".

والعلم حين يشيع في الأمة، يتنافس في الحصول عليه الكل، وبهذا نفسر انتشار المدارس والكتب في العالم الإسلامي، حتى قال "ديورنت" في كتابه الرائع "قصة الحضارة": إن مكتبة الصاحب ابن عباد الشخصية، كانت تحوي من الكتب أكثر مما تحويه كافة المكتبات العامة في أوروبا كلها.

كذلك فإن الإسلام انتشر في شرق إفريقيا وجنوب شرق آسيا عن طريق التجار، الذين لفتوا الانتباه بجودة سلوكهم، فكانوا دعاة للإسلام بالفعل لا بالقول، واليوم يسجل الطلبة المبتعثون، والدارسون في الغرب، نجاحًا في الدعوة رغم قلة العلم، ولكن حسن السلوك هو "الجاذب" الأكبر.

من السهل أن يكون الإنسان "منظرً"، ولكن الأنفع أن تكون حياته وسلوكه صورة لما يؤمن به، ويدعو له.

إن الإسلام يواجه اليوم أكبر حملة إعلامية ظالمة ضده، ومع ذلك فهو يسجل الانتصار بعد الانتصار، وإذا كان البعض يكسب بعض الفقراء لتقديمه المال والطعام، فالإسلام يكسب من رجال الفكر والعلم.. والغريب أن أكبر حملة ضده في الغرب تتركز حول المرأة، ثم نجد الإسلام ينتصر وينتصر في صفوف النساء.. إنه دين يشق الطريق بقوته وليس بفضل الأموال التي تنفق، ولا الكنائس الفخمة التي تشاد، ثم لا تجد من يزورها.. وقد صدق من قال: النصرانية دعوة بلا دين، والإسلام دين بلا دعوة.

إن العالم الإسلامي يشهد صحوة لم يعرفها منذ زمن بعيد، ومعرفة المسلم بدينه تزداد يوميًا، والالتزام به يكبر يوميًا، رضي الأعداء أم سخطوا، اتهموا المسلمين بالإرهاب أم لم يتهموا، فقد وعد الله تعالى بنصر دينه حيث قال: (سَنُريهم أياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يَكفِ بربكَ أنه على كل شيء شهيد) (فصلت: 53).

3- المعرفة بالكون:

سبق في بداية هذا الكتاب، أن تحدثت عن الكون، وموقف المسلم منه، وأريد هنا التركيز على الجانب المعرفي للكون، فهو كتاب مفتوح، وأثر عظيم من آثار الله تعالى المنظورة والمحسوسة.. أما الوحي فهو الكتاب المقروء والمعجز، ولذا فلدينا كتابان: منظور مشاهد، ومتلو مبارك.

والدارس لكتاب الله يكسب العلم بالدين، والمتأمل في الكون يتحصل على علم عظيم، فدقة صنع الكون وعظمته، تدل على عظمة خالقه، وهو من آيات "الآفاق"، ودراسته ومعرفة السنن التي تضبط حركته توصل إلى الإيمان العميق بالله، وعظيم قدرته.

إن الكون توصل إلى الإيمان وسخره للإنسان، قال تعالى: (ألم ترواْ أن الله سخَّر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنة) (لقمان: 20).

وهذا التسخير كي يكون على الوجه الأكمل، فلا بد من معرفة جيدة بالكون وسننه، والقوانين التي تضبطه، لينتقل الإنسان من العلم بأوجه التطبيق والترابط، إلى النواميس التي تحكم الكون، كي يستثمره الاستثمار الأفضل والأنفع، وكي تتقى المضار والأخطار والكوارث الطبيعية، وكذلك تنمية الثروات الكونية على الأرض والبحار والجو، وإيقاف الاستنزاف لتلك الثروات.

إن الغرب يقف من الكون موقفًا معاديًا، وعبارة قهر الطبيعة تتردد كثيرًا، وكذلك فإن الاحترام للصناعة وأهلها، وكل ما هو غير صناعي فلا يستحق الاحترام، وقد تقدم هذا في بحث الكون، وما قاله عالم الاجتماع أريك فروم.

ولعل من الثمار المرة لهذه النظرة تلوث البيئة، وحصول ثقب الأوزون، وارتفاع حرارة الأرض والمحيطات، وربما سنكتشف أن رش المبيدات هو المسبب للكثير من أمراض السرطان، وربما كان للتفجيرات النووية وأمثالها، التأثير الكبير على ثوران البراكين، أو كثرة الزلازل.

إن الإنسان في الغرب يلوث البيئة، ويستهلك خيراتها، بأضعاف ما يفعله الإنسان في الهند مثلاً.

وقد وجدت الشيخ سعيد النورسي يرحمه الله، يتحدث عن الطبيعة، فيصفها بأوصاف جميلة، حتى كأنه شاعر صوفي (40): "الطبيعة صنعة إلهية وليست بصانع، كتاب رباني وليست بكاتب، نقش ولا يمكن أن يكون نقاشًا، دفتر وليست (دفتردار) قانون وليست قدرة".

يعود مرة أخرى للطبيعة، فيقول(41): "إن الطبيعة ليست طابعًا بل مطبعة، وليست نقاشًا بل نقشًا، وليست فاعلة بل قابلة، وليس مصدرًا بل قانونًا، إن الطبيعة شريعة إلهية"، الطبيعة شريعة إلهية، تدل على خالقها، هذا صنع الله فأروني ماذا صنع الذين كفروا؟

معرفة البشر:

5- لكي يكون الإنسان أهلاً للشهادة على غيره، يجب أن يعرف ذلك (الغير)، معرفة دقيقة جيدة، وإلا فليس أهلاً للشهادة.. والملاحظ أن علوم الحياة تتقدم بخطى ثابتة، بل تقفز قفزات كبيرة، ربما لم يشهد العالم لها مثيلاً من قبل.

لكن علم الاجتماع وعلم النفس والتربية ما زالت تحبو، وخط سيرها متعرج، وجل أمورها ظني تخميني، وما تثبته مدرسة تنقضه أخرى وتهدمه.

ومن عجب أن الإنسان يسير المركبات ، لمعرفة الكواكب القريبة والبعيدة، وهو لم يكشف نفسه.

نعم إن رجال التربية والاجتماع والنفس، ما زالوا يبذلون جهودًا لفهم الإنسان، ومحاولة معرفة كل ما لديه، ولكن يمكن القول: بأنهم ما زالوا في بداية الطريق.

إن الطريق ذلك المخلوق المكرم، المعتز بنفسه، يملك شخصية فذة، هي نسيج عجيب معقد، فيه موروثات نفسية وبدنية، وثقافة عامة يكسبها من بيئته ومحيطه، وعلم ومعرفة يتلقاها ويكتسبها، ظروف اجتماعية تحيط به، وتؤثر على سلوكه ونفسيته، إضافة إلى عوامل أخرى تعمل متشابكة متداخلة لتكون شخصية متميزة.

إن علوم الإنسان ما زال جلها "فرضيات"، لم تمحص ولم تصل حد النظريات، ولا الحقائق العلمية المقطوع بها، لا فرق في ذلك بين علم التربية وعلم النفس والاجتماع والفلسفة.

والإنسان يتساءل: لماذا يفلح الإنسان في كافة ميادين العلم والمعرفة والتقنية، ثم يفشل في فهم ذاته؟

وفي الإجابة يمكن القول: بأن كل علم ومعرفة له "مرجعية"، أي إطار توجيهي، أو لنقل قواعد أساسية تمنحه بعض الخطوط العريضة، أو الكليات التي مهمتها أن تعصم من يأخذ بها من الوقوع في التيه أو التخبط.

وقد كان كل ذلك متوفرًا في "الوحي" وما جاء به الأنبياء، وآخرهم نبينا عليه السلام، فلما ابتعد الغرب عن الله وهديه، تخبط الإنسان وما زال يتخبط.

إن الإنسان جسم وعقل وروح وعواطف وأشواق، فإذا جرت العناية بالجسم فقط حصلنا على مصارع أو ملاكم أو عداء مثلاً، وإذا جرى اهتمامنا بالعقل فقط حصلنا على فلاسفة وعلماء، وقد تكون نهاية العالم على أيديهم، فيما يخترعون ويصنعون.

فإذا اهتممنا بالروح فقط فيمكن أن نحصل على جيش من الرهبان، وإذا اهتممنا بالعواطف والأشواق فقط فقد نحصل على شعراء أو فنانين.

فإذا اهتممنا بكل مكونات الإنسان، وبشكل متوازن، حصلنا على إنسان سليم متوازن، ومن ثم حصلنا على حضارة متوازنة تخلو من الانحراف.

إن الذي يصعب جحوده، هو ما قام به الغرب من جهود جادة لدراسة الإنسان وفهمه، ولكن العلة - في نظري - كانت متمثلة في فقدان المرجعية.. فالكل يبحث كما يشاء ليصل إلى ما يشاء، ثم ليناقض الكل الكل، ويهدم عالم الاجتماع وما يقوله عالم النفس وبالعكس.. أما المسلمون ولديهم المرجعية والمقدمات الأساسية لفهم الإنسان، فقد أهملوا ذلك، كما أهملوا الاشتغال بعمارة الأرض، وإقامة الحضارة، مع أن ذلك هو واجبهم، بعد عبادة الله تعالى.

وحتى لا نتهم بنكران الجميل، فإن الذين اشتغلوا بعلوم الإنسان وعلوم الحضارة كانوا في معظمهم ممن يقتنع بالمنهج الغربي، ويتولونه، ويثقون به تمام الثقة، وهم بذلك من الغرب وإليه، وإن كانوا منا دينًا ولغة ووطنية.

وبالمثل، فإن اليهودي والنصراني والمجوسي، الذي كان يكتب ويبحث - أيام كانت حضارتنا سائدة - كانوا أجزاء منها، لأنهم كانوا يخدمونها، وهي تخدمهم بما تقدم لهم من وسائل.. وكذلك - يمكنني الادعاء - بأن العربي والمسلم، الذي يشتغل باحثًا ومؤلفًا ومخترعًا في الغرب، هو جزء من حضارة الغرب وليس جزءًا منا.

إنه يستعمل المنهج الغربي، والعلم والتقنية الغربية، وحتى اللغة، ويعمل - وهذا المهم - لحل المشكلات التي تواجه المجتمع الغربي، وإن درس مشكلة من مشاكلنا فيدرسها منهجًا واستثمارًا للغرب، لا أقول هذا بهدف اللوم، ولكن تقريرًا للواقع، كما يظهر لي على الأقل.

وختامًا، أدعو للتمسك بالمرجعية في فهم الإنسان، والتعامل معه، وأريد أن تكون دراستنا مؤطرة بذلك كي نفهم الإنسان المسلم أولاً، ونستطيع النهوض به ثانيًا، فإذا تركنا هذه المرجعية فأي مرجعية نعتمد (42).

إن فهم الناس عمومًا يتطلب معرفة بتاريخهم وجغرافيتهم وتركيبتهم السكانية، والمشاكل التي يعانون منها، وبدون ذلك فإن التعامل لن يكون ناجحًا.

في إفريقيا، حيث الفقر يضرب القارة السوداء ضربًا مخيفًا، تجعل الإفريقي يقدم أولاده إلى كوبا لتأخذهم وتعلمهم الماركسية وحرب العصابات، كما كان يقدم أولاده للدراسة في جامعة الكادحين في روسيا، دون معرفة بالنتائج ولا ما يدرس ولده.

في اليابان البلد الصناعي الفني، إذا قدمت كتابًا لشخص يحرص على دفع ثمنه، ولا يفهم سببًا لكون الكتاب بلا ثمن، ويرفض ذلك.

وإذا جَرّبْتَ مخاطبة الياباني باسم المشرق والعادات الشرقية، يقبل عليك، ولو طلبت منه أن يشهد أن لا إله إلا الله، ولا مانع لديه، ولكن الإنسان الغربي يرفض ذلك بنوع من التعالي، ويقول: إنه نصراني.
رابعًا المسلم والشهادة على الناس - المكتبة الإسلامية - إسلام ويب


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 30 Apr 2013, 10:33 AM   #4
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الإسقاط النجمي وحكمه وعلاقتها بالروح .



يقول الله تعالى ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) (الإسراء)
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا وَكِيع حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَلْقَمَة عَنْ عَبْد اللَّه هُوَ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : كُنْت أَمْشِي مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرْث فِي الْمَدِينَة وَهُوَ مُتَوَكِّئ عَلَى عَسِيب فَمَرَّ مِنْ الْيَهُود فَقَالَ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ سَلُوهُ عَنْ الرُّوح : وَقَالَ بَعْضهمْ لَا تَسْأَلُوهُ . قَالَ فَسَأَلُوهُ عَنْ الرُّوح فَقَالُوا يَا مُحَمَّد مَا الرُّوح ؟ فَمَا زَالَ مُتَوَكِّئًا عَلَى الْعَسِيب قَالَ فَظَنَنْت أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ فَقَالَ" وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح قُلْ الرُّوح مِنْ أَمْر رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا " قَالَ : فَقَالَ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ قَدْ قُلْنَا لَكُمْ لَا تَسْأَلُوهُ . وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم مِنْ حَدِيث الْأَعْمَش بِهِ وَلَفْظ الْبُخَارِيّ عِنْد تَفْسِيره هَذِهِ الْآيَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرْث وَهُوَ مُتَوَكِّئ عَلَى عَسِيب إِذْ مَرَّ الْيَهُود فَقَالَ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ سَلُوهُ عى الرُّوح فَقَالَ مَا رَابَكُمْ إِلَيْهِ وَقَالَ بَعْضهمْ لَا يَسْتَقْبِلَنَّكُم بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ . فَقَالُوا سَلُوهُ فَسَأَلُوهُ عَنْ الرُّوح فَأَمْسَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا فَعَلِمْت أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ فَقُمْت مَقَامِي فَلَمَّا نَزَلَ الْوَحْي قَالَ " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح قُلْ الرُّوح مِنْ أَمْر رَبِّي " الْآيَة وَهَذَا السِّيَاق يَقْتَضِي فِيمَا يَظْهَر بَادِي الرَّأْي أَنَّ هَذِهِ الْآيَة مَدَنِيَّة وَأَنَّهَا نَزَلَتْ حِين سَأَلَهُ الْيَهُود عَنْ ذَلِكَ بِالْمَدِينَةِ مَعَ أَنَّ السُّورَة كُلّهَا مَكِّيَّة . وَقَدْ يُجَاب عَنْ هَذَا بِأَنَّهُ قَدْ تَكُون نَزَلَتْ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ مَرَّة ثَانِيَة كَمَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ بِمَكَّة قَبْل ذَلِكَ أَوْ أَنَّهُ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْي بِأَنَّهُ يُجِيبهُمْ عَمَّا سَأَلُوهُ بِالْآيَةِ الْمُتَقَدِّم إِنْزَالهَا عَلَيْهِ وَهِيَ هَذِهِ الْآيَة " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح " وَمِمَّا يَدُلّ عَلَى نُزُول هَذِهِ الْآيَة بِمَكَّة مَا قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا قُتَيْبَة حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا عَنْ دَاوُد عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَتْ قُرَيْش لِيَهُودَ أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَل عَنْهُ هَذَا الرَّجُل فَقَالُوا سَلُوهُ عَنْ الرُّوح فَسَأَلُوهُ فَنَزَلَتْ " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح قُلْ الرُّوح مِنْ أَمْر رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا " قَالُوا أُوتِينَا عِلْمًا كَثِيرًا أُوتِينَا التَّوْرَاة وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاة فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا قَالَ وَأَنْزَلَ اللَّه " قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْر مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْر " الْآيَة . وَقَدْ رَوَى اِبْن جَرِير عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى عَنْ عَبْد الْأَعْلَى عَنْ دَاوُد عَنْ عِكْرِمَة قَالَ سَأَلَ أَهْل الْكِتَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرُّوح فَأَنْزَلَ اللَّه " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح " الْآيَة فَقَالُوا تَزْعُم أَنَّا لَمْ نُؤْتَ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا وَقَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاة وَهِيَ الْحِكْمَة " وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا" قَالَ فَنَزَلَتْ " وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْض مِنْ شَجَرَة أَقْلَام وَالْبَحْر يَمُدّهُ مِنْ بَعْده سَبْعَة أَبْحُر " الْآيَة قَالَ مَا أُوتِيتُمْ مِنْ عِلْم فَنَجَّاكُمْ اللَّه بِهِ مِنْ النَّار فَهُوَ كَثِير طَيِّب وَهُوَ فِي عِلْم اللَّه قَلِيل . وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ بَعْض أَصْحَابه عَنْ عَطَاء بْن يَسَار قَالَ : نَزَلَتْ بِمَكَّة " وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا " فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة أَتَاهُ أَحْبَار يَهُود وَقَالُوا يَا مُحَمَّد أَلَمْ يَبْلُغنَا عَنْك أَنَّك تَقُول " وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا " أَفَعَنَيْتنَا أَمْ عَنَيْت قَوْمك فَقَالَ " كَلَّا قَدْ عَنَيْت " فَقَالُوا إِنَّك تَتْلُو أَنَّا أُوتِينَا التَّوْرَاة وَفِيهَا تِبْيَان كُلّ شَيْء فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " هِيَ فِي عِلْم اللَّه قَلِيل وَقَدْ آتَاكُمْ اللَّه مَا إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ اِنْتَفَعْتُمْ " وَأَنْزَلَ اللَّه " وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْض مِنْ شَجَرَة أَقْلَام وَالْبَحْر يَمُدّهُ مِنْ بَعْده سَبْعَة أَبْحُر مَا نَفِدَتْ كَلِمَات اللَّه إِنَّ اللَّه عَزِيز حَكِيم " . وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي الْمُرَاد بِالرُّوحِ هَاهُنَا عَلَى أَقْوَال أَحَدهَا أَنَّ الْمُرَاد أَرْوَاح بَنِي آدَم . وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح " الْآيَة وَذَلِكَ أَنَّ الْيَهُود قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبِرْنَا عَنْ الرُّوح وَكَيْف تُعَذَّب الرُّوح الَّتِي فِي الْجَسَد وَإِنَّمَا الرُّوح مِنْ اللَّه وَلَمْ يَكُنْ نَزَلَ عَلَيْهِ فِيهِ شَيْء فَلَمْ يُجْرِ إِلَيْهِمْ شَيْئًا فَأَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ لَهُ " قُلْ الرُّوح مِنْ أَمْر رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا " فَأَخْبَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالُوا مَنْ جَاءَك وَبِهَذَا قَالَ جَاءَنِي بِهِ جِبْرِيل مِنْ عِنْد اللَّه فَقَالُوا لَهُ وَاَللَّه مَا قَالَهُ لَك إِلَّا عَدُوّنَا فَأَنْزَلَ اللَّه " قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيل فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبك بِإِذْنِ اللَّه مُصَدِّقًا لِمَا بَيْن يَدَيْهِ " وَقِيلَ الْمُرَاد بِالرُّوحِ هَاهُنَا جِبْرِيل قَالَهُ قَتَادَة قَالَ وَكَانَ اِبْن عَبَّاس يَكْتُمهُ وَقِيلَ الْمُرَاد بِهِ هَاهُنَا مَلَك عَظِيم بِقَدْرِ الْمَخْلُوقَات كُلّهَا قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح " يَقُول الرُّوح مَلَك . وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عرس الْمِصْرِيّ حَدَّثَنَا وَهْب بْن رَوْق بْن هُبَيْرَة حَدَّثَنَا بِشْر بْن بَكْر حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيّ حَدَّثَنَا عَطَاء عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس قَالَ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا لَوْ قِيلَ لَهُ اِلْتَقِمْ السَّمَاوَات السَّبْع وَالْأَرَضِينَ بِلَقْمَةٍ وَاحِدَة لَفَعَلَ تَسْبِيحه سُبْحَانك حَيْثُ كُنْت " وَهَذَا حَدِيث غَرِيب بَلْ مُنْكَر . وَقَالَ أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير رَحِمَهُ اللَّه : حَدَّثَنِي عَلِيّ حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَان يَزِيد بْن سَمُرَة صَاحِب قَيْسَارِيَّة عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْله " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح " قَالَ : هُوَ مَلَك مِنْ الْمَلَائِكَة لَهُ سَبْعُونَ أَلْف وَجْه لِكُلِّ وَجْه مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْف لِسَان لِكُلِّ لِسَان مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْف لُغَة يُسَبِّح اللَّه تَعَالَى بِتِلْكَ اللُّغَات كُلّهَا يَخْلُق اللَّه مِنْ كُلّ تَسْبِيحَة مَلَكًا يَطِير مَعَ الْمَلَائِكَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة . وَهَذَا أَثَر غَرِيب عَجِيب وَاَللَّه أَعْلَم. وَقَالَ السُّهَيْلِيّ رُوِيَ عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ قَالَ : هُوَ مَلَك لَهُ مِائَة أَلْف رَأْس لِكُلِّ رَأْس مِائَة أَلْف وَجْه فِي كُلّ وَجْه مِائَة أَلْف فَم فِي كُلّ فَم مِائَة أَلْف لِسَان يُسَبِّح اللَّه تَعَالَى بِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَة . قَالَ السُّهَيْلِيّ : وَقِيلَ الْمُرَاد بِذَلِكَ طَائِفَة مِنْ الْمَلَائِكَة عَلَى صُوَر بَنِي آدَم وَقِيلَ طَائِفَة يَرَوْنَ الْمَلَائِكَة وَلَا تَرَاهُمْ فَهُمْ لِلْمَلَائِكَةِ كَالْمَلَائِكَةِ لِبَنِي آدَم وَقَوْله " قُلْ الرُّوح مِنْ أَمْر رَبِّي " أَيْ مِنْ شَأْنه وَمِمَّا اِسْتَأْثَرَ بِعِلْمِهِ دُونكُمْ وَلِهَذَا قَالَ " وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا " أَيْ وَمَا أَطْلَعَكُمْ مِنْ عِلْمه إِلَّا عَلَى الْقَلِيل فَإِنَّهُ لَا يُحِيط أَحَد بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمه إِلَّا بِمَا شَاءَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَالْمَعْنَى أَنَّ عِلْمكُمْ فِي عِلْم اللَّه قَلِيل وَهَذَا الَّذِي تَسْأَلُونَ عَنْهُ مِنْ أَمْر الرُّوح مِمَّا اِسْتَأْثَرَ بِهِ تَعَالَى وَلَمْ يُطْلِعكُمْ عَلَيْهِ كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُطْلِعكُمْ إِلَّا عَلَى الْقَلِيل مِنْ عِلْمه تَعَالَى وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّه فِي قِصَّة مُوسَى وَالْخَضِر أَنَّ الْخَضِر نَظَرَ إِلَى عُصْفُور وَقَعَ عَلَى حَافَّة السَّفِينَة فَنَقَرَ فِي الْبَحْر نَقْرَة أَيْ شَرِبَ مِنْهُ بِمِنْقَارِهِ فَقَالَ : يَا مُوسَى مَا عِلْمِي وَعِلْمك وَعِلْم الْخَلَائِق فِي عِلْم اللَّه إِلَّا كَمَا أَخَذَ هَذَا الْعُصْفُور مِنْ هَذَا الْبَحْر أَوْ كَمَا قَالَ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا " وَقَالَ السُّهَيْلِيّ قَالَ بَعْض النَّاس لَمْ يُجِبْهُمْ عَمَّا سَأَلُوا لِأَنَّهُمْ سَأَلُوا عَلَى وَجْه التَّعَنُّت وَقِيلَ أَجَابَهُمْ وَعَوَّلَ السُّهَيْلِيّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " قُلْ الرُّوح مِنْ أَمْر رَبِّي " أَيْ مِنْ شَرْعه أَيْ فَادْخُلُوا فِيهِ وَقَدْ عَلِمْتُمْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا سَبِيل إِلَى مَعْرِفَة هَذَا مِنْ طَبْع وَلَا فَلْسَفَة وَإِنَّمَا يُنَال مِنْ جِهَة الشَّرْع وَفِي هَذَا الْمَسْلَك الَّذِي طَرَقَهُ وَسَلَكَهُ نَظَر وَاَللَّه أَعْلَم . ثُمَّ ذَكَرَ السُّهَيْلِيّ الْخِلَاف بَيْن الْعُلَمَاء فِي أَنَّ الرُّوح هِيَ النَّفْس أَوْ غَيْرهَا وَقَرَّرَ أَنَّهَا ذَات لَطِيفَة كَالْهَوَاءِ سَارِيَة فِي الْجَسَد كَسَرَيَانِ الْمَاء فِي عُرُوق الشَّجَر وَقَرَّرَ أَنَّ الرُّوح الَّتِي يَنْفُخهَا الْمَلَك فِي الْجَنِين هِيَ النَّفْس بِشَرْطِ اِتِّصَالهَا بِالْبَدَنِ وَاكْتِسَابهَا بِسَبَبِهِ صِفَات مَدْح أَوْ ذَمّ فَهِيَ إِمَّا نَفْس مُطَمْئِنَة أَوْ أَمَّارَة بِالسُّوءِ قَالَ كَمَا أَنَّ الْمَاء هُوَ حَيَاة الشَّجَر ثُمَّ يَكْسِب بِسَبَبِ اِخْتِلَاطه مَعَهَا اِسْمًا خَاصًّا فَإِذَا اِتَّصَلَ بِالْعِنَبَةِ وَعُصِرَ مِنْهَا صَارَ مَاء مُصْطَارًا أَوْ خَمْرًا وَلَا يُقَال لَهُ مَاء حِينَئِذٍ إِلَّا عَلَى سَبِيل الْمَجَاز وَكَذَا لَا يُقَال لِلنَّفْسِ رُوح إِلَّا عَلَى هَذَا النَّحْو وَكَذَا لَا يُقَال لِلرُّوحِ نَفْس إِلَّا بِاعْتِبَارِ مَا تَئُول إِلَيْهِ فَحَاصِل مَا نَقُول إِنَّ الرُّوح هِيَ أَصْل النَّفْس وَمَادَّتهَا وَالنَّفْس مُرَكَّبَة مِنْهَا وَمِنْ اِتِّصَالهَا بِالْبَدَنِ فَهِيَ هِيَ مِنْ وَجْه لَا مِنْ كُلّ وَجْه وَهَذَا مَعْنَى حَسَن وَاَللَّه أَعْلَم . قُلْت : وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاس فِي مَاهِيَّة الرُّوح وَأَحْكَامهَا وَصَنَّفُوا فِي ذَلِكَ كُتُبًا وَمِنْ أَحْسَن مَنْ تَكَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ الْحَافِظ اِبْن مَنْدَهْ فِي كِتَاب سَمِعْنَاهُ فِي الرُّوح .
تفسير ابن كثير - سورة الإسراء


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 30 Apr 2013, 11:42 AM   #5
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو موهبة
أبو موهبة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم :  13
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الإسقاط النجمي وحكمه وعلاقتها بالروح .



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بارك الله لك وزاد علما ..



 
 توقيع : أبو موهبة



رد مع اقتباس
قديم 01 May 2013, 12:47 AM   #6
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 11,240 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: الإسقاط النجمي وحكمه وعلاقتها بالروح .




جزاكـ الله خير


 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس
قديم 01 May 2013, 11:15 AM   #7
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو خالد
أبو خالد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم :  21
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الإسقاط النجمي وحكمه وعلاقتها بالروح .



بارك الله فيك اخي الفاضل

وجزاك الله خير


 
 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 05:27 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي