اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ۝1 ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ ۝2 ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ۝3 مَـٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ۝4 إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ۝5 ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ۝6 صِرَ ٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّينَ ۝7﴾ [الفاتحة: 1-7] * سورة الفاتحة مكية

سُمِّيت سورةَ الفاتحة لافتتاح كتاب الله بها، وتسمَّى أم القرآن لاشتمالها على موضوعاته، من توحيد لله، وعبادة، وغير ذلك، وهي أعظم سورة في القرآن، وهي السَّبعُ المثاني.


           :: خطوات علاج سحر تعطيل الزواج بالتفصيل !! (آخر رد :ابن الورد)       :: القـــــــــرين . (آخر رد :ابن الورد)       :: هل السحر يقطع الرزق بأنواعه ؟ وكيف اعرف ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: تأثير السحر علي الأبناء وازاي نحمي أولادنا من السحر و الحسد ؟! (آخر رد :ابن الورد)       :: إزاي تعرف أنك محسود أو مسحور أو معيون ؟! (آخر رد :ابن الورد)       :: حل النحس و قلة الحظ وعدم التوفيق.... لو حاسس انك منحوس الفيديو ده ليك 👇🏻. (آخر رد :ابن الورد)       :: ازاي تعرف إن معمولك سحر ومين اللي عمله.... آيات كشف السحر لأول مرة !! (آخر رد :ابن الورد)       :: 1:13 / 8:21 علاقة السحر بالزواج ؟ سحر تعطيل الزواج و علاجه ! (آخر رد :ابن الورد)       :: هل الجن يتلبس الإنسان ويتكلم علي لسانه فعلاً في الحقيقة ؟! (آخر رد :ابن الورد)       :: 1:37 / 8:02 حقيقة وجود القرين وخطورته علي الإنسان ؟! وماهو سحر القرين ! (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 22 Sep 2008, 06:10 AM
نبراس الكلمة
باحثة متميزه جزاها الله خيرآ
نبراس الكلمة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2405
 تاريخ التسجيل : Feb 2008
 فترة الأقامة : 5946 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2010 (12:14 AM)
 المشاركات : 2,181 [ + ]
 التقييم : 30
 معدل التقييم : نبراس الكلمة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
Post اليوم الثاني والعشرون- مشروع الإحياء و التعريف بالسنن.



مشروع الإحياء و التعريف بـ 29 سنّة خلال شهر رمضان 1429 هـ.

اليوم الثاني والعشرون.

(الدعوة إلى الله وهديه صلى الله عليه وسلّم فيها)..

يقول الله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدي".
علمنا الله تعالى في القرآن أن طريقة رسله في نشر الدين إنما هي الدعوة إليه، وعلمنا بسننه في شؤون الإنسان الاجتماعية أن هذه الطريقة هي الطريقة المثلى لنشر المذاهب والأديان لا يضل سالكها عن مقصده مهما عرف منارها وأعلامها، وراعى آدابها وأحكامها، وسدّد إلى الأغراض سهامها.
فخاطب العقل بالبرهان، وحرك سواكن الوجدان، وأشرف على النفوس من شرفات التأثير، وبصرّها بحسن العاقبة أو سوء المصير.
و الأديان والمذاهب لا تنتشر إلا بالدعوة، ولا تطوى إلا بتركها، وإن الشرط في انتشارها هو كون الدعوة صحيحة لا كونها هي صحيحة في نفسها.
والآية السابقة التي تبين منهج الدعوة؛ لكن فيما يتعلق بالأسلوب المتخذ في الدعوة، وهي قوله تبارك وتعالى في آخر سورة النحل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }،[النحل:125]، فالله أمره هناك أن يقول: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي" [يوسف:108] وأن يبين للناس ما هي سبيله، وما هي طريقته، وما سبب خصومته مع أولئك البشر.
وهنا يأمره الله أن يدعو إليه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ }، [يوسف:108] نلاحظ أنه عند ذكر المنهج وذكر الأسلوب لا يتغير الهدف وهو الإخلاص، وأن يكون الأمر لله، ولكن لأن الكلام هنا عن الأسلوب فجاء السبيل أو الطريقة التي يسلكها الداعية، الذي نعبر عنه بكلمة الأسلوب، فنقول: أسلوب الدعوة، فأمر الله نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة.

والناس بالنسبة إلى الحق وإلى اتباعه على ثلاثة أصناف :

♣ أسلوب الدعوة إلى الله بالحكمة:
الصنف الأول: صنف مؤمن راغب في الحق، يريده ويحبّه ويضحّي من أجله ويجاهد في سبيله؛ فهؤلاء الذين أمر الله رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يصبر نفسه معهم، فقال سبحانه: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )[الكهف:28] وهؤلاء هم الذين كان منهم الصحابة الكرام، وكان منهم أيضاً من كان في زمن نوح عليه السلام وهم من آمن به، فجاءه قومه، وقالوا: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} [هود:27] وأصروا عليه أن يطردهم، فقال: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا }[هود:29].
فهؤلاء أمر الله وأرشد إلى أن نتخذ معهم في الدعوة (الحكمة) فهذا الإنسان هو في يدك تربيه وتدعوه وهو مستسلم مذعن للحق؛ فالحكمة تكون في تربيته ليأخذ الحق، كما قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- وغيره من السلف في قوله تعالى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ }[آل عمران:79]، قال: [[الرباني :هو الذي يعلم الناس صغار العلم قبل كباره]] فأي شخص تراه مقبلاً على الخير ومحباً له وراغباً فيه؛ فهذا لا بد أن تدعوه بالحكمة، وتكون بالرفق، والقوة معاً، والترغيب والترهيب.
وكلمة الحكمة أعظم وأشمل من أن تحصى؛ ولهذا كما يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:" الحكمة لم توصف بأنها حسنة؛ لأنها لا تكون إلا حسنة، فلو لم تكن حسنة ما سميت حكمة، حتى في كلام العرب إذا قيل هذا الشيء محكم أي: لا عيب فيه، وأحكمت الشيء: أي وضعته في الوضع الصحيح بلا عيب كما قال الله في حق القرآن العظيم: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} [هود:1] وحتى أن العرب تسمي الشيء الذي تجعله في اللجام لتضبط به الدابة بالحَكَمَة".
فالأتباع الراغبون في الخير، المحبون للحق، تكون دعوتنا لهم بالحكمة، أي: بصغار العلم قبل كباره، وبالقدوة التي يرونها، كما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فقد سئلت أم المؤمنين عن خلقه فقالت: (كان خلقه القرآن).
فأتباعه وأحبابه المؤمنون به يرون القرآن متمثلاً في خلقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فيحبونه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزكيهم ويربيهم ويسوسهم بأفضل وأرقى أنواع التعليم والتربية والتزكية والسياسة حتى يستقيموا على أمر الله وعلى دين الله.
فلا تقل هذا راغب وهذا محب للحق؛ فتأمره وتنهاه وتشدد عليه بدون أي اهتمام ومراعاةٍ لأساليب التربية النبوية؛ فهذا قد يسبب له تخبطاً وإرباكاً؛ فهذا الأسلوب ليس من الحكمة،وإن كان راغباً، وإن كان محباً، وإن كان طالباً للحق، فلا بد معه من الحكمة.

♣ أسلوب الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة:
ثم الصنف الثاني: وهو من وقع في الغفلة؛ إما غفلة أصليّة لازمة كغفلة المنافقين، فيكون غافلاً عن ذكر الله لا يريد الله ولا رسوله ولا الدار الآخرة؛ وإما غفلة تعرض للمؤمنين بسبب الشهوات، ونتيجة لحب الدنيا، ونتيجة لإغواء الشيطان.
فعلاج هذا النوع الذي تعتريه الغفلة هو: الموعظة الحسنة، قال سبحانه:{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل:125]، فمثلاً رجل فاتح دكانه والصلاة تقام؛ فتقول له: يا أخي جزاك الله خيراً.. الصلاة! فهو يسمع جزاك الله خيراً ويتذكّر، كما قال تعالى:{ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف:201] فهو إنسان يحب الخير ويحب الحق ويرغب فيه؛ لكنه في غفلة عنه؛ فليس هو جاهلاً لكنه غافل.
ونلاحظ أن الموعظة ُقيّدت بالحسنة، أما الحكمة فلم تقيّد؛ لأنه إذا كان التصرف غير سليم فليس من الحكمة أصلاً.
لكن المواعظ نوعان: موعظة حسنة، وموعظة غير حسنة؛ فقد تقف وتقول: قال الله وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ولكن هذا الكلام في غير موضعه الصحيح، فتكون موعظة ولكنها ليست حسنة، وليست هي المنهج أو الأسلوب الذي أمر الله تبارك وتعالى به.
إذاً: لا بد من الحكمة مع من يستحق الحكمة، ولا بد للغافل من الموعظة، حتى أن الله قال في حق المنافقين: {وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً }[النساء:63] وهذا من الموعظة التي يكون لها وقع وتأثير في النفوس، حتى تنـزجر، لأنها نفوس مريضة أو ضعيفة الإيمان، وكما هو معلوم كان المنافقون منهم من هو صريح في الكفر المحض، ومنهم من كان مريضاً يتردد بين الكفر والإيمان، ومنهم من كان غافلاً أو ضعيف الإيمان؛ فهؤلاء تجدي وتنفع معهم الموعظة الحسنة والأسلوب الحسن، وهنا لا بد أن نقف عند قضية الحكمة والموعظة الحسنة.
فكثيراً ما يساء فهم معنى الحكمة في الدعوة إلى الله؛ ولهذا تخبّط الناس فأخذ بعض الناس بشقّ، وأخذ آخرون بشقّ آخر، فتفرّقوا وفرّقوا أمر الدعوة، وكانوا شيعاً.
فالحكمة لا بد فيها من تحقق المصلحة وانتفاء المفسدة، والمصلحة قد تتحقق بالرفق واللين، فقد كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غايةً في الرفق والرحمة واللين؛ حتى إنه ما ُخيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وكان يأمر أصحابه بذلك كما روى عنه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ،قال صلى الله عليه وسلّم :" ادعوا الناس ، و بشروا و لا تنفروا ، و يسروا لا تعسروا".
[المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 246، خلاصة الدرجة: صحيح].

لكن هنالك في الجانب الآخر مصلحة لا تتحقق إلا بالحزم والقوة والشدة، ومن أجل ذلك جعل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أساليب الدعوة إلى الله الضرب، فقال: " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ".
[الراوي: جد عمرو بن شعيب ،المحدث: ابن الملقن ، المصدر: البدر المنير ، الصفحة أو الرقم :3/328،خلاصة الدرجة: صحيح [ وله طرق].]
وبعض الناس يقول: (يا أخي الدعوة بالحكمة، والحكمة ألَّا تضربه).
فإلى متى اللين؟ لا يمكن أن تُرَّبيه ثلاث سنوات بالدعوة وجانب اللين، ثم لا يصلي!! فهذا يكون ممن يستحق الضرب، ثلاث سنوات وهو لا يسمع الكلام، ثم لا يستحق الضرب بعدها! وخاصة أنها سن التوجيه لدى الطفل؛ فإذا لم يتوجه في ثلاث سنوات، إذاً فنفسه عاتية، ولا بد أن تزجر وأن يستأصل دافع الشر منها.
ولا ينسى الإنسان جانب اللين والرفق والموعظة نهائياً، حتى يكبر الابن، ثم يأتي يضربه مباشرةً؛ فهنا يكون الخطأ، وليس الخطأ أنه استخدم الضرب، فالضرب أسلوب أقره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمر به؛ ولكن الخطأ أنه استخدم جانباً فقط من جوانب الأسلوب الحسن، ومن جوانب الحكمة، فبعض الناس إذا ضُرب يصلي، وبعض الناس إذا أُمر وذُكِّر صلَّى؛ لأن بعض الناس يكفيه جانب من الحق؛ ولكن ليس كل الناس هكذا؛ فبعض الناس لا بد له من الأمرين معاً (الموعظة والتوجيه)، فإذا لم ينـزجر (فالضرب).
فإنسان تقول له: الصلاة! فقد أذن المؤذن، فتعال إلى الصلاة، فيستجيب لك، فهذا ينبغي أن تكون معه رفيقاً رقيقاً.
أما الذي تكون المرة الثانية، والثالثة، والعاشرة، وأنت تدعوه وتنصحه، والرجل لا يبالي لا بأذان ولا بإقامة، ولا بصلاة.. حينئذٍ: إذا اتخذت معه الشدة، فمن الخطأ أن يقال عنك: هذا ليس عنده حكمة.
فكل إنسان يعرف أن الصلاة واجبة، وهذا الرجل يسمع المؤذن يؤذن، والمسجد يمتلئ، وجيرانه يغلقون محلاتهم، فإذا جاء أحدٌ لينصحه قيل له: أين الرفق؟ وأين أسلوب الدعوة الصحيح؟.
لا. هذا خطأ، فالدعوة الصحيحة والحكمة أن هذا لا بد أن يردع، وليس فقط مجرد التعهد، هذا أضعف مما شرعه الله.. فليس هناك (بعد التوحيد) أعظم من الصلاة؛ فإذا استهين بها بهذا الشكل المجاهر؛ فأسلوب الدعوة والحكمة في الدعوة هو أن يردع ردعاً زاجراً يرتدع به كل من سمع ذلك.
فكل إنسان مثل هذا، إذا أراد أن تشرح له وتبين له، فالعشرات من الناس سيكونون هكذا.
فلو أن كل واحد يفتح محله يريدك أن تلقي له محاضرة عن أهمية الصلاة؛ فليس هذا من الحكمة.
وكذلك الزوجة، قال تعالى: {فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ }[النساء:34] فإن هذا من الحكمة وهو مما أنزل الله.
إذاً لابد أن نعرف أن الحكمة هي تحقيق المصلحة والتزكية والتربية بغاية القوة مع غاية الرحمة.
وهذه هي ميزتنا، فالجهاد في سبيل الله في غاية القوة، وقوة الأمة في الجهاد، وأشجع من حارب هو رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه؛ لكنهم كانوا أرحم الناس.
فكان يعلمهم ويقول: "لا تقتلوا المرأة، ولا الرجل الكبير، ولا الصغير، ولا أصحاب الصوامع ولا تحرقوا نخلاً، ولا تمثلوا"، فكانوا في غاية القوة مع غاية الرحمة، إذاً فليست الدعوة مجرد جانب واحد؛ بل لا بد من الجانبين، وإن أنتجت الدعوة نتيجة استخدام جانب واحد؛ فهو لأنه جانب من الحق، وليس لأنه الحق كله، فبعضهم يقول: أنا جرَّبت فوجدت أن أسلوب اللين ممتاز؛ فقد استجاب لي عدد كبير.. فنقول له: هذا لأنك على جانب من الحق.
والثاني يقول: لا أريد إلا القوة، فإذا قلت لأحدهم: هذا حرام وهذا شرك، خاف واتبع الحق.. فنقول له أيضاً: لأن هذا جانب من الحق، فأصبت أنت في هذا الجانب، وذاك في ذاك الجانب، لكن لو جمعتما الجانبين، لكانت النتائج أكبر وأعظم.
ولهذا إذا نظرت إلى من خالفك، وإلى من نفر بسبب أسلوبك، أو نظرت إلى من لم يأت ويتبعك، لأنك لم تنتهج المنهج الذي أمر الله به، والذي كان عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فسترى أن الفارق كبير بين استخدام جانب واحد من الحكمة، وبين استخدام الجانبين.

♣ أسلوب الدعوة إلى الله بالمجادلة:
ثم الفقرة الثالثة من موضوعات الدعوة، ومن طرق الدعوة، وهي قوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، [النحل:125].
فقد تقدم أن الأصناف ثلاثة.
الأول: المقبل المؤمن الراغب المقتنع بالحق.
والثاني: الغافل الذي يذكر بالحق.
والثالث: وهو المعاند المحاجج المعرض،
فالأسلوب الأمثل مع مثل هذا في الدعوة هو قوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125].
فلم يقل بالجدل الحسن ولا بالمجادلة الحسنة؛ بل قال: (بالتي هي أحسن)، فالحكمة جاءت مجرّدة من أي وصف، وأما الموعظة فقد جاءت موصوفة بأنها حسنه، والجدال جاء موصوفاً بالتي هي أحسن.
إذاً: هناك عبر ودقائق في كلام الله؛ فلا بد أن نتدبر كلام الله، وأن نتفطن له؛ فليس منه لفظة ولا كلمة إلا ولها مدلول.
فقوله: {بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125] لأن الجدال: الأصل فيه أنه لا يؤدي إلى ثمرة في الدعوة، لأنه لا يكون إلا بين متخاصمين متنافرين لا يقبل أحدهما من الآخر؛ ولهذا يكون بالتي هي أحسن، (ليس بالحسنة)؛ بل بالتي هي أحسن، أي: اختر أيسر الطرق وأفضل الطرق في البداية، وليس الطريق الحسن، وليس الطريق الصواب فقط، بل ما هو أفضل أنواع الصواب، وأفضل أنواع الحق.
إن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قال: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }، [النحل:125] و<التي هي أحسن>: درجة أعلى من مجرد أن تكون حسنة، وهي إشارة إلى الجدال الأمثل؛ فعندما نكون في حالة جدال، يكون الاحتياط أكثر، والتدقيق في العبارات وفي المواقف وفي كل شيء يكون أكثر وأشد؛ لأنك مع خصم، ومع معارض ومخالف؛ فإن جئت بلفظة أو كلمة أو تصرف قد لا تكون قصدته ولا أردته فإنه يحسبه عليك ويعرض، ويكون في ذلك فتنة وصدُّ عن سبيل الله دون أن تشعر؛ وهذا يقع كثيراً.
فلا بد في منهج الدعوة من أن يكون الجدال بالتي هي أحسن، وهكذا فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ بل هكذا فعل كل الدعاة إلى الله.
والقرآن كله في الحقيقة من أوله إلى آخره، عندما يقص شأن المشركين ودعوتهم ويرد شبهاتهم؛ فهو من المجادلة بالتي هي أحسن.
فتجد أنه يجادلهم ويبين لهم حقارة آلهتهم، وأنها لا تنفع ولا تضر ولا تغني، وأنها لا تقربهم إلى الله، وأنهم إن فعلوا ذلك فإن مصيرهم إلى النار؛ يذكّرهم بما جرى للأمم قبلهم لما كفرت ولما عصت الله وما سلط الله تبارك وتعالى عليها من العذاب، ويذكرهم بنصره لعباده ولأنبيائه ولأوليائه الماضين؛ ليعتبر هؤلاء المخاطبون، فكل ذلك من نوع المجادلة بالتي هي أحسن... وكما قال حبر الأمة عبد الله بن عباس : [[ ما من شبهة يأتي بها مبتدع أو داعية أو ذو شبهة -إلى أن تقوم الساعة- إلا وجوابها في القرآن، علمه من علمه، وجهله من جهله ]] ،

ولهذا فأفضل أنواع المجادلة: هو أن تستخدم الأسلوب القرآني في الدعوة إلى الله.
والجدال في أصله ليس المقصود به أن تجذب الناس إلى الحق وإلى الخير؛ بل هو لإقامة الحجة على المعاند؛ ولهذا صاحب المرحلة الثالثة، لو كان ممن نريد أن نجذبه إلى الحق والخير لكان حالنا معه هو الوعظ، أي: الموعظة الحسنة، لكن هذا المعارض المخالف المصر الجاحد، حالنا معه أن نقيم عليه الحجة، ولا نيأس من أن الله قد يهديه فيستجيب؛ ولهذا يكون بالتي هي أحسن... طمعاً لعل الله أن يهديه؛ ولكن مع ذلك لا يجوز أن يغلب علينا الطمع، فنجعله منهجاً للدعوة.
فإذا قابلت إنساناً وجادلته وحاججته؛ فاعرف أنك قد هدمت ما بينك وبينه من جسور، وغاية ما في الأمر - إن كنت موفّقاً في الدعوة - أنك أقمت عليه الحجة فقط، وإن حصل غير ذلك فاحمد الله؛ لأن هذا من فضل الله، فهو بخلاف الأصل، وإلا فالرجل كان ممن يستحق الموعظة، وأنت أخطأت وجئته بالجدال ولكن الله فتح عليه، فاهتدى ورجع.
أما لو كان فعلاً وحقاً لا ينفع معه الوعظ؛ ففي هذه الحالة لا يكون الجدال إلا إقامةً للحجة؛ ولهذا فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يبعث أصحابه الدعاة إلى ملوك الأرض ليجادلوهم، وهذه قاعدة كثير من الناس يخالفها، فتجدهم يقرءون في الكتب، ويتفقهون في بعض الأمور، وينتهجون مناهج في الدعوة؛ فإذا قلت لأحدهم: لماذا؟ قال لك: حتى نجادل أولئك الناس، وحتى نجادل الملحدين واليهود، النصارى.
وهذا ليس هو المنهج الصحيح في الدعوة إلى الله.
فالمنهج الصحيح في الدعوة: أن نعرض الحق؛ فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى ملوك الأرض بآيات بيّنات، وأرسل رسله مبلغين عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن الله قد بعث رسولاً يدعو إلى الله وحده لا شريك له، فكان يبعث بالرسالة إلى أحد الملوك، فإن قرأها وآمن فالحمد لله، كما كتب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لـهرقل قوله تعالى:{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }،[آل عمران:64] فهذه آية كتبها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي: فإن أردت الإسلام فأسلم، وإن لم ترد الإسلام فاشهد بأنا مسلمون، والأمر بيننا وبينك هو ما شرعه الله من الجهاد أو الجزية، فليست مناظرات أو مجادلات قلتم وقلنا فهذا ليس من منهج الدعوة، وإنما يكون ذلك إذا احتجنا إلى إقامة الحجة،حتى مع المشركين، فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يطْمئن نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن الأمر ليس نقصاً في البينات، ولا خللاً في الدعوة، ولا قصوراً في الحجة؛ وإنما الأمر عناد واستكبار، فقال سبحانه: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ }[الطور:44] أي: فلا يقولوا: هذا عذاب جاء من عند الله، وقال سبحانه: {وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا} [الأنعام:25].
فالمسألة ليست قضية آيات ولا حجج كما بين سبحانه في قوله: وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الأنعام:111].
فلو أرسل الله لهم رسولاً وأيدَّه بجميع المعجزات، لقالوا كما في الآية: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ}، [الحجر:14-15].
إذاً: فالذي ليس عنده استعداد لأن يؤمن؛ لن يؤمن مهما عرضت عليه من الحجة إلا أن يشاء الله؛ لأن مشيئة الله فوق كل شيء؛ لكن منهج الدعوة في هذه الحالة هو إقامة الحجة كما أقامها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مشركي قريش والعرب، وكما أقام نبي الله موسى الحجة على فرعون، فجادله ثم أراه الآيات التي أعطاه الله إياها آية بعد آيه، وهو يؤمن إذا اشتد عليه الوباء من الجراد والضفادع، والطوفان ثم إذا ذهب ذلك رجع وقومه إلى ما كانوا عليه من الكفر.
فإذاً: يجب علينا أن نعرف أن المنهج الذي أمر به الله، والذي انتهجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورسل الله صلوات الله وسلامه عليهم هو ما بيناه في الآيتين، سواءٌ ما تعلق بالأسلوب أو الغاية.
فيجب علينا أن تكون حياتنا كلها دعوة، وأن تكون دعوتنا إلى الله وحده لا شريك له، وأن تكون على بصيرة وعلم وفقه وحكمة وتحقيق للمصلحة، وأن ننـزه الله؛ فنجعل هدف الدعوة هو تنـزيهه عن الند والنظير والشريك والمثيل، وأن نتبرأ من المشركين.. فلا نوادّهم أبداً.
وأما في الأسلوب: فيجب أن ندعو بالحكمة مع ذلك الذي يحب الحق ويرغبه؛ لنربيه ونزكيه عليه؛ ومع الغافل ندعوه إلى الله بالموعظة الحسنة؛ فنذكره بربه فيعود ويؤوب إليه، ومع المعاند بالمجادلة بالتي هي أحسن؛ حتى تقام الحجة عليه؛ فنكون شهداء عليه بما أنزل الله، ويكون الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهيداً على هذه الأمة؛ لأنه قد بلَّغها.
وبهذا نكون بإذن الله -تبارك وتعالى- قد دعونا إلى الله، وقد سلكنا المنهج الأمثل في الدعوة.


نماذج من هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الدَّعـوةِ:


1-كان يدعو إلى الله ليلاً ونهاراً وسِراً وجهاراً ، وأقام بمكة ثلاث سنين من أوَّل نُبُوَّته يدعو إلى الله مُستخفياً ، ولما أُنزل عليه {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر : 94] صَدع بأمر الله ، لا تأخذه في الله لومة لائم، فدعا إلى الله الكبير والصغير والحرَّ والعبدَ ، والذكر والأنثى ، والجنَّ والإنْسَ .

2-ولما اشتدَّ على أصحابِه العذابُ بمكةَ أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة .

3-وخرج إلى الطائف رجاء أن ينصروه ، ودعاهم إلى الله ، فلم ير مؤيّداً ولا ناصراً ، وآذوهُ أشد الأذى ، ونالُوا مِنْهُ ما لم يَنَلْهُ من قَوْمِه ، وأخرجوه إلى مكة ، فدخلها في جوارِ مُطعم بن عَدي .

4-وظل يدعو عشر سنين جهراً ، يوافي المواسم كُل عامٍ ، يتبع الحُجاج في منازلهم ، وفي المواسم بعُكاظ ومجنة وذي المجاز ، حتى إنه ليسأل عن القبائل ومنازلها قبيلةً قبيلة .

5-ثُمَّ لقي عند العقبة ستةَ نفرٍ كلهم من الخزرج ، فدعاهم إلى الإسلام ، فأسلمُوا ثم رجعوا إلى المدينة ، فدعوا الناس إلى الإسلام ففشا فيها حتى لم يبق دارٌ إلا وقد دخلها الإسلام .

6-ولما كان العامُ المقبل جاء منهم اثنا عشر رجُلاً ، فواعدهم بيعة العقبة ، فبايعوه على السمع والطاعة والنفقة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يقولوا في الله لا تأخذهم فيه لومةُ لائمٍ ، وأن ينصروه ويمنعوه مما يمنعون منه أنْفُسَهم وأزواجهُم وأبناءهم ولهم الجنةُ ، ثم انصرفُوا إلى المدينة ، وبعث معهم ابن أُمِّ مكتومٍ ، ومُصعب بن عمير يُعلمان القرآن ، ويدعوان إلى الله ، فأسلم على يديهما بشرٌ كثير ، منهم أُسَيْدُ بنُ حَضَيْرٍ ، وسعدُ بنُ مُعَاذ .

7-ثم أذن صَلى الله عَليه وسَلمْ للمسلمين في الهجرة إلى المدينة ، فبادر الناسُ ، ثم تبعهم هو وصاحبه .

8-وآخى بين المهاجرين والأنصار ، وكان تسعين رجلاً .

نماذج من هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الأمَانِ والصُّلْحِ ومُعَاملَةِ الرُّسُلِ :

1- ثبت عنه صَلى الله عَليه وسَلمْ أنه قال : " ذِمّـَةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بها أدْنَاهُم " [البخاري ومسلم] ، وقال : " مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ ، فَلا يَحُلَّنَّ عُقْدَةً وَلاَ يَشُدَّهَا حَتَّى يَمْضِي أَمَدُهُ ، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِم عَلَى سَوَاء " [أبي داود والترمذي] .

2-وقال : " مَن أَمَّنَ رَجُلاً عَلَى نَفْسِهِ فَقَتَلَهُ ، فَأنَا بَرِيءٌ مِنَ القاتِلِ " ابن ماجه .

3-ولما قدم عليه رسولاً مُسيلمة ، فتكلّما بما قالا ، قال : " لَوْلاَ أَنَّ الرُّسَلَ لا تُقْتَل ، لَضَرَبْتُ أَعناقَكُما " فَجَرت سُنَّتُه أَنْ لاَ يُقتلَ رسولٌ " أبي داود .

4- وكان لا يحبس الرسول عنده إذا اختار دينه ، بل يرُدُّهُ .

5-وكان إذا عاهد أعداؤه واحداً من أصحابه على عهد لا يضُرُّ بالمسلمين بغير رضاه أمضاه .

6-وصالح قريشاً على وضع الحرب عشر سنين على أن من جاءه مُسلماً ردَّهُ ، ومن جاءهم من عنده لا يردُّونه فنسخ اللهُ ذلك في حقِّ النساء ، وأمر بامتحانهن ، فمن علموا أنها مؤمنةٌ لم تُرد .

7- وأمر المسلمين أن يردُّوا على من ارتدت امرأته مهرها إذا عاقبوا ، بأن يجب عليهم مهر المهاجرة ، فيردونه إلى من ارتدَّت امرأته .

8-وكان لا يمنعهُم أن يأخذوا من أتى إليه من الرِّجال ، ولا يُكرهه على العود ، ولا يأمره به ، وإذا قتل منهم أو أخذ مالاً وقد فضل عن يده ، ولمَّـا يلحق بهم لم يُنكر عليه ذلك ، ولم يَضمنه لهم .

9-وصالح أهل خيبر لما ظهر عليهم على أن يُجليهم منها ، ولهم ما حملت ركابهم ، ولرسول الله صَلى الله عَليه وسَلمْ الصفراءُ والبيضاءُ والسلاحُ .

10-وصالحهم على الأرض على الشَّطر من كل ما يخرج منها ولهم الشطرُ ، وعلى أن يُرهم فيها ماشاء ، وكان يبعث كل عامٍ من يُخرصُ عليهم الثمار ، فينظُر كم يجني منها ، فيضمِّنهم نصيب المسلمين ويتصرفون فيها .

نماذج من هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في دعوةِ الملوك وإرسال الرُّسُل والكُتُبِ إليهم :

1-لما رجع من الحديبية كتب إلى ملوك الأرض ، وأرسل إليهم رُسله ، فكتب إلى ملك الرُّوم ، وبعث إليه ، وهمَّ بالإسلامِ وكاد ولم يفعل .

2- وبعث إلى النجاشي ، فأسلم .

3-وبعث أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبلٍ إلى اليمن ، فأسلم عامةُ أهلها طوعاً من غير قتالٍ .

نماذج من هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في مُعَامَلَةِ المُنَافِقِينَ :

1-كان يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله ، ويُجاهدهم بالحُجةِ ، ويُعرض عنهم ، ويُغلظ عليهم ، ويُبلِّغ بالقول البليغ إلى نُفُوسهم .

2-وترك قتلهم ، تأليفاً للقلوب ، وقال : " لا ، يتحدّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ " [البخاري ومسلم].

وختاما ً نذكّر بحديث المصطفى ، قال صلى الله عليه وسلم يوم خيبر : ( لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) . فبات الناس ليلتهم : أيهم يعطى ، فغدوا كلهم يرجونه ، فقال : ( أين علي ) . فقيل : يشتكي عينيه ، فبصق في عينيه ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه ، فقال : أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : ( انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدي الله رجلا بك ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم ).
[الراوي: سهل بن سعد الساعدي ،المحدث: البخاري ، المصدر: الجامع الصحيح ، الصفحة أو الرقم: 3009، خلاصة الدرجة:[صحيح]].



مراجع إضافيّة لهذا الموضوع:
1-مقالة: (الدعوة إلى الله طريقها و آدابها)، لـ/محمّد رشيد رضا "رحمه الله" ، مجلّة المنار.
2-محاضرة:(منهج الأنبياء في الدعوة)، للشيخ د.سفر الحوالي ،موقع/ www.alhawali.com





 توقيع : نبراس الكلمة




رد مع اقتباس
قديم 22 Sep 2008, 05:31 PM   #2
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو خالد
أبو خالد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم :  21
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله فيكي اختي الفاضله

وجزاكي الله خير


 
 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم


رد مع اقتباس
قديم 22 Sep 2008, 08:27 PM   #3
نبراس الكلمة
باحثة متميزه جزاها الله خيرآ


الصورة الرمزية نبراس الكلمة
نبراس الكلمة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2405
 تاريخ التسجيل :  Feb 2008
 أخر زيارة : 22 Aug 2010 (12:14 AM)
 المشاركات : 2,181 [ + ]
 التقييم :  30
لوني المفضل : Cadetblue




بارك الله مروركم أ.أبو خالد.


 
 توقيع : نبراس الكلمة





رد مع اقتباس
قديم 23 Sep 2008, 12:05 AM   #4
ابن الورد
الحسني


الصورة الرمزية ابن الورد
ابن الورد متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : اليوم (11:36 AM)
 المشاركات : 17,445 [ + ]
 التقييم :  24
 الدولهـ
Saudi Arabia
 وسائط MMS
وسائط MMS
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الفاضلة سيادة المستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونقول لك ثبت الله لك الأجر
وجعلنا الله وإياك من عتقاء الشهر وممن أدرك ليلة القدر

وتقبلوا أطيب دعواتنا


 
 توقيع : ابن الورد



رد مع اقتباس
قديم 23 Sep 2008, 03:01 AM   #5
نبراس الكلمة
باحثة متميزه جزاها الله خيرآ


الصورة الرمزية نبراس الكلمة
نبراس الكلمة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2405
 تاريخ التسجيل :  Feb 2008
 أخر زيارة : 22 Aug 2010 (12:14 AM)
 المشاركات : 2,181 [ + ]
 التقييم :  30
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
أختي الفاضلة سيادة المستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


اقتباس:
ونقول لك ثبت الله لك الأجر
وجعلنا الله وإياك من عتقاء الشهر وممن أدرك ليلة القدر
اللهم آميــــــــــــن...


بارك الله مروركم شيخنا ووالدنا (أبو الحسن)... تقبّل الله طاعتكم ومد في عمركم على الخير والصلاح.


 
 توقيع : نبراس الكلمة





رد مع اقتباس
قديم 24 Sep 2008, 10:48 PM   #6
مكاوية
جزاها الله خيراً


الصورة الرمزية مكاوية
مكاوية غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2275
 تاريخ التسجيل :  Jan 2008
 أخر زيارة : 27 Oct 2008 (11:00 AM)
 المشاركات : 1,424 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أثابك الله اختي الغالية على هذا المجهود المبارك


 
 توقيع : مكاوية



رد مع اقتباس
قديم 25 Sep 2008, 04:12 AM   #7
نبراس الكلمة
باحثة متميزه جزاها الله خيرآ


الصورة الرمزية نبراس الكلمة
نبراس الكلمة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2405
 تاريخ التسجيل :  Feb 2008
 أخر زيارة : 22 Aug 2010 (12:14 AM)
 المشاركات : 2,181 [ + ]
 التقييم :  30
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله بك أختي (مكّاويه)..

نسأل الله لنا ولكم القبول..


 
 توقيع : نبراس الكلمة





رد مع اقتباس
قديم 27 Sep 2008, 08:10 AM   #8
مسك 2007
جزاها الله خيراً


الصورة الرمزية مسك 2007
مسك 2007 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2283
 تاريخ التسجيل :  Jan 2008
 أخر زيارة : 14 Mar 2011 (12:57 AM)
 المشاركات : 1,169 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


جزيتِ خيراً أخيتي وبورك فيك ..


 
 توقيع : مسك 2007

الحمدلله رب العالمين ..


رد مع اقتباس
قديم 27 Sep 2008, 08:25 AM   #9
نبراس الكلمة
باحثة متميزه جزاها الله خيرآ


الصورة الرمزية نبراس الكلمة
نبراس الكلمة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2405
 تاريخ التسجيل :  Feb 2008
 أخر زيارة : 22 Aug 2010 (12:14 AM)
 المشاركات : 2,181 [ + ]
 التقييم :  30
لوني المفضل : Cadetblue




بارك الله بك أختي (مسك 2007)..

نسأل الله لنا ولكم القبول..


 
 توقيع : نبراس الكلمة





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اليوم الثامن والعشرون- مشروع الإحياء و التعريف بالسنن. نبراس الكلمة منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum 4 02 Oct 2008 03:40 AM
اليوم السابع والعشرون- مشروع الإحياء و التعريف بالسنن. نبراس الكلمة منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum 4 28 Sep 2008 07:18 AM
اليوم الخامس والعشرون- مشروع الإحياء و التعريف بالسنن. نبراس الكلمة منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum 7 28 Sep 2008 07:17 AM
اليوم الثالث والعشرون- مشروع الإحياء و التعريف بالسنن. نبراس الكلمة منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum 7 27 Sep 2008 09:01 AM
اليوم الواحد والعشرون- مشروع الإحياء و التعريف بالسنن. نبراس الكلمة منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum 8 27 Sep 2008 08:12 AM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 12:03 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي