اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : روى الإمام مسلم عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ وروى الإمام الطبراني عن عبدالله ابن عمررضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضانَ وأتبعه ستًّا من شوَّالٍ خرج من ذنوبِه كيومِ ولدته أمُّه ) .

اللهم ربنا تقبل منا الصيام والصلاة والقرآن والقيام والدعاء وسائر صالح الأعمال ،وأجعلنا ممن قام ليلة القدر واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين وكل عام ونحن وجميع المسلمين في خيرورخاء وصحة وعافية وسعادة وأمن وأمان .


           :: الغرب ينتقل إلى مرحلة الحَيونة رسميًا!! | المختصر المفيد | حسن الحسيني (آخر رد :شبوه نت)       :: القيم في القرآن الكريم - القيم في الفرد المسلم والمسلمة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : آداب الصلاة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: جن متشكل يخرج من بطن متلبس بشكل ثعبان #عالم_الجن . (آخر رد :ابن الورد)       :: ظهور امرأة في البر شاهد العجب #عالم_الجن . (آخر رد :ابن الورد)       :: 1:04 / 25:50 طفل الجن ينقلنا إلى قريه من الجن شاهد . (آخر رد :ابن الورد)       :: مايقرأ على المعتوه والملدوغ . (آخر رد :ابن الورد)       :: الحصول على كتاب وحشر الجن في بئر . (آخر رد :ابن الورد)       :: رجل فاضل من الجن يخرج شاهد . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : أحب الأعمال إلى الله - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 17 Sep 2012, 05:57 PM
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
أبو موهبة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 فترة الأقامة : 4989 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : أبو موهبة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
من تفسير البغوي - آية السحر - (2)



( تابع إلى ما قبله )
وَالتَّأْوِيلُ الثَّانِي : وَهُوَ الْأَصَحُّ : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى امْتَحَنَ النَّاسَ بِالْمَلَكَيْنِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فَمَنْ شَقِيَ يَتَعَلَّمُ السِّحْرَ مِنْهُمَا وَيَأْخُذُهُ عَنْهُمَا وَيَعْمَلُ بِهِ فَيَكْفُرُ بِهِ ، وَمِنْ سَعِدَ يَتْرُكُهُ فَيَبْقَى عَلَى الْإِيمَانِ ، وَيَزْدَادُ الْمُعَلِّمَانِ بِالتَّعْلِيمِ عَذَابًا ، فَفِيهِ ابْتِلَاءٌ لِلْمُعَلِّمِ [ وَالْمُتَعَلِّمِ ] وَلِلَّهِ أَنْ يَمْتَحِنَ عِبَادَهُ بِمَا شَاءَ ، فَلَهُ الْأَمْرُ وَالْحُكْمُ .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ( هَارُوتَ وَمَارُوتَ ) اسْمَانِ سُرْيَانِيَّانِ وَهُمَا فِي مَحَلِّ الْخَفْضِ عَلَى تَفْسِيرِ الْمَلَكَيْنِ إِلَّا أَنَّهُمَا نُصِبَا لِعُجْمَتِهِمَا وَمَعْرِفَتِهِمَا ، وَكَانَتْ قِصَّتُهُمَا عَلَى مَا ذَكَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْمُفَسِّرُونَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ رَأَوْا مَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ الْخَبِيثَةِ فِي زَمَنِ إِدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَعَيَّرُوهُمْ وَقَالُوا : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً وَاخْتَرْتَهُمْ فَهُمْ يَعْصُونَكَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : لَوْ أَنْزَلْتُكُمْ إِلَى الْأَرْضِ وَرَكَّبْتُ فِيكُمْ مَا رَكَّبْتُ فِيهِمْ لَرَكِبْتُمْ مِثْلَ مَا رَكِبُوا فَقَالُوا : سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَعْصِيَكَ قَالَ لَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى : فَاخْتَارُوا مَلَكَيْنِ مِنْ خِيَارِكُمْ أُهْبِطُهُمَا إِلَى الْأَرْضِ ، فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَكَانَا مِنْ أَصْلَحِ الْمَلَائِكَةِ وَأَعْبَدِهِمْ ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمُ : اخْتَارُوا ثَلَاثَةً فَاخْتَارُوا عَزَا وَهُوَ هَارُوتُ وَعَزَايَا وَهُوَ مَارُوتُ - غُيِّرَ اسْمُهُمَا لَمَّا قَارَفَا الذَّنْبَ - وَعَزَائِيلَ ، فَرَكَّبَ اللَّهُ فِيهِمُ الشَّهْوَةَ وَأَهْبَطَهُمْ إِلَى الْأَرْضِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْكُمُوا بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ [ ص: 130 ] وَنَهَاهُمْ عَنِ الشِّرْكِ وَالْقَتْلِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَالزِّنَا وَشُرْبِ الْخَمْرِ ، فَأَمَّا عَزَائِيلُ فَإِنَّهُ لِمَا وَقَعَتِ الشَّهْوَةُ فِي قَلْبِهِ اسْتَقْبَلَ رَبَّهُ وَسَأَلَهُ أَنْ يَرْفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَأَقَالَهُ فَسَجَدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ ، وَلَمْ يَزَلْ بَعْدُ مُطَأْطِئًا رَأْسَهُ حَيَاءً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى .
وَأَمَّا الْآخَرَانِ : فَإِنَّهُمَا ثَبَتَا عَلَى ذَلِكَ وَكَانَا يَقْضِيَانِ بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَهُمَا ، فَإِذَا أَمْسَيَا ذَكَرَا اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ وَصَعِدَا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ قَتَادَةُ : فَمَا مَرَّ عَلَيْهِمَا شَهْرٌ حَتَّى افْتَتَنَا . قَالُوا جَمِيعًا إِنَّهُ اخْتَصَمَتْ إِلَيْهِمَا ذَاتَ يَوْمٍ الزُّهْرَةُ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَكَانَتْ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ وَكَانَتْ مَلِكَةً فِي بَلَدِهَا فَلَمَّا رَأَيَاهَا أَخَذَتْ بِقُلُوبَهُمَا فَرَاوَدَاهَا عَنْ نَفْسِهَا فَأَبَتْ وَانْصَرَفَتْ ثُمَّ عَادَتْ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي فَفَعَلَا مِثْلَ ذَلِكَ فَأَبَتْ وَقَالَتْ : لَا إِلَّا أَنْ تَعْبُدَا مَا أَعْبُدُ وَتُصَلِّيَا لِهَذَا الصَّنَمِ وَتَقْتُلَا النَّفْسَ وَتَشْرَبَا الْخَمْرَ فَقَالَا لَا سَبِيلَ إِلَى هَذِهِ الْأَشْيَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ نَهَانَا عَنْهَا ، فَانْصَرَفَتْ ثُمَّ عَادَتْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَمَعَهَا قَدَحٌ مِنْ خَمْرٍ ، وَفِي أَنْفُسِهِمَا مِنَ الْمَيْلِ إِلَيْهَا مَا فِيهَا فَرَاوَدَاهَا عَنْ نَفْسِهَا فَعَرَضَتْ عَلَيْهِمَا مَا قَالَتْ بِالْأَمْسِ فَقَالَا : الصَّلَاةُ لِغَيْرِ اللَّهِ عَظِيمٌ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ عَظِيمٌ ، وَأَهْوَنُ الثَّلَاثَةِ شُرْبُ الْخَمْرِ ، فَشَرِبَا الْخَمْرَ فَانْتَشَيَا وَوَقَعَا بِالْمَرْأَةِ ، فَزَنَيَا فَلَمَّا فَرَغَا رَآهُمَا إِنْسَانٌ فَقَتْلَاهُ ، قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ وَسَجَدَا لِلصَّنَمِ فَمَسَخَ اللَّهُ الزُّهْرَةَ كَوْكَبًا - وَقَالَ بَعْضُهُمْ : جَاءَتْهُمَا امْرَأَةٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ تُخَاصِمُ زَوْجَهَا فَقَالَ أَحَدُهَمَا لِلْآخَرِ : هَلْ سَقَطَ فِي نَفْسِكَ مِثْلُ الَّذِي سَقَطَ فِي نَفْسِي ( مِنْ حُبِّ هَذِهِ ) ؟ قَالَ : نَعَمْ فَقَالَ : وَهَلْ لَكَ أَنْ تَقْضِيَ لَهَا عَلَى زَوْجِهَا بِمَا تَقُولُ ؟ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ : أَمَا تَعْلَمُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ وَالْعَذَابِ ؟ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ : أَمَا تَعْلَمُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا ، فَقَالَتْ : لَا إِلَّا أَنْ تَقْتُلَاهُ فَقَالَ أَحَدُهُمَا : أَمَا تَعْلَمُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ وَالْعَذَابِ ؟ فَقَالَ صَاحِبُهُ : أَمَا تَعْلَمُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ فَقَتَلَاهُ ثُمَّ سَأَلَاهَا نَفْسَهَا ، فَقَالَتْ : لَا إِنَّ لِي صَنَمًا أَعْبُدُهُ ، إِنْ أَنْتُمَا صَلَّيْتُمَا مَعِي لَهُ : فَعَلْتُ ، فَقَالَ : أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ مِثْلَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَقَالَ صَاحِبُهُ مِثْلَهُ ، فَصَلَّيَا مَعَهَا لَهُ فَمُسِخَتْ شِهَابًا .
قَالَ علي ابْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَالْكَلْبِيُّ وَالسُّدِّيُّ : إِنَّهَا قَالَتْ لَهُمَا حِينَ سَأَلَاهَا نَفْسَهَا : لَنْ تُدْرِكَانِي حَتَّى تُخْبِرَانِي بِالَّذِي تَصْعَدَانِ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَا بِاسْمِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ ، قَالَتْ : فَمَا أَنْتُمْ تُدْرِكَانِي حَتَّى تُعَلِّمَانِيهِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : عَلِّمْهَا فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ، قَالَ الْآخَرُ : فَأَيْنَ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى ؟ فَعَلَّمَاهَا ذَلِكَ فَتَكَلَّمَتْ ، فَصَعَدَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَمَسَخَهَا اللَّهُ كَوْكَبًا ، فَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهَا الزُّهْرَةُ بِعَيْنِهَا وَأَنْكَرَ الْآخَرُونَ هَذَا وَقَالُوا : إِنَّ الزُّهْرَةَ مِنَ الْكَوَاكِبِ السَّبْعَةِ السَّيَّارَةِ الَّتِي أَقْسَمَ اللَّهُ بِهَا فَقَالَ " فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ " ( 15 - التَّكْوِيرِ ) وَالَّتِي فَتَنَتْ هَارُوتَ وَمَارُوتَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُسَمَّى الزُّهْرَةَ لِجَمَالِهَا فَلَمَّا بَغَتْ مَسْخَهَا اللَّهُ تَعَالَى شِهَابًا ، قَالُوا : فَلَمَّا أَمْسَى هَارُوتُ وَمَارُوتُ بَعْدَمَا قَارَفَا الذَّنْبَ [ ص: 131 ] هَمَّا بِالصُّعُودِ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمْ تُطَاوِعْهُمَا أَجْنِحَتُهُمَا ، فَعَلِمَا مَا حَلَّ بِهِمَا (مِنَ الْغَضَبِ ) فَقَصَدَا إِدْرِيسَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَأَخْبَرَاهُ بِأَمْرِهِمَا وَسَأَلَاهُ أَنْ يَشْفَعَ لَهُمَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَا لَهُ : إِنَّا رَأَيْنَاكَ يَصْعَدُ لَكَ مِنَ الْعِبَادَاتِ مِثْلَ مَا يَصْعَدُ لِجَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَاسْتَشْفِعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَفَعَلَ ذَلِكَ إِدْرِيسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَخَيَّرَهُمَا اللَّهُ بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ ، فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا إِذْ عَلِمَا أَنَّهُ يَنْقَطِعُ فَهُمَا بِبَابِلَ يُعَذَّبَانِ .
وَاخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّةِ عَذَابِهِمَا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : هُمَا مُعَلَّقَانِ بِشُعُورِهِمَا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ : رُءُوسُهُمَا مُصَوَّبَةٌ تَحْتَ أَجْنِحَتِهِمَا ، وَقَالَ قَتَادَةُ ( كُبِّلَا ) مِنْ أَقْدَامِهِمَا إِلَى أُصُولِ أَفْخَاذِهِمَا ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ : جُعِلَا فِي جُبٍّ مُلِئَتْ نَارًا ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ : مَنْكُوسَانِ يُضْرَبَانِ بِسِيَاطٍ مِنَ الْحَدِيدِ .
وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلًا قَصَدَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ لِتَعَلُّمِ السِّحْرِ فَوَجَدَهُمَا مُعَلَّقَيْنِ بِأَرْجُلِهِمَا ، مُزْرَقَّةً أَعْيُنُهُمَا ، مُسْوَدَّةً جُلُودُهُمَا ، لَيْسَ بَيْنَ أَلْسِنَتِهِمَا وَبَيْنَ الْمَاءِ إِلَّا أَرْبَعُ أَصَابِعَ وَهُمَا يُعَذَّبَانِ بِالْعَطَشِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ هَالَهُ مَكَانُهُمَا فَقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَلَمَّا سُمِعَا كَلَامَهُ قَالَا لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ ، قَالَا مِنْ أَيِّ أُمَّةٍ أَنْتَ ؟ قَالَ : مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَا أَوَقَدْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَا : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَأَظْهَرَ الِاسْتِبْشَارَ فَقَالَ الرَّجُلُ : وَمِمَّ اسْتِبْشَارُكُمَا ؟ قَالَا إِنَّهُ نَبِيُّ السَّاعَةِ وَقَدْ دَنَا انْقِضَاءُ عَذَابِنَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ ) أَيْ أَحَدًا ، وَ " مِنْ " صِلَةٌ ( حَتَّى ) يَنْصَحَاهُ أَوَّلًا وَ ( يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ ) ابْتِلَاءٌ وَمِحْنَةٌ ( فَلَا تَكْفُرْ ) أَيْ لَا تَتَعَلَّمِ السِّحْرَ فَتَعْمَلَ بِهِ فَتَكْفُرَ ، وَأَصْلُ الْفِتْنَةِ : الِاخْتِبَارُ وَالِامْتِحَانُ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : فَتَنْتُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ إِذَا أَذَبْتُهُمَا بِالنَّارِ ، لِيَتَمَيَّزَ الْجَيِّدُ مِنَ الرَّدِيءِ وَإِنَّمَا وَحَّدَ الْفِتْنَةَ وَهُمَا اثْنَانِ ؛ لِأَنَّ الْفِتْنَةَ مَصْدَرٌ ، وَالْمَصَادِرُ لَا تُثَنَّى وَلَا تُجْمَعُ ، وَقِيلَ : إِنَّهُمَا يَقُولَانِ " إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرُ " سَبْعَ مَرَّاتٍ .
قَالَ عَطَاءٌ وَالسُّدِّيُّ : فَإِنْ أَبَى إِلَّا التَّعَلُّمَ قَالَا لَهُ : ائْتِ هَذَا الرَّمَادَ ( وَأَقْبِلْ عَلَيْهِ ) فَيَخْرُجُ مِنْهُ نُورٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ فَذَلِكَ نُورُ الْمَعْرِفَةِ ، وَيَنْزِلُ شَيْءٌ أَسْوَدُ شِبْهُ الدُّخَانِ حَتَّى يَدْخُلَ مَسَامِعَهُ وَذَلِكَ غَضَبُ اللَّهِ تَعَالَى ، قَالَ مُجَاهِدٌ : إِنْ هَارُوتَ وَمَارُوتَ لَا يَصِلُ إِلَيْهِمَا أَحَدٌ وَيَخْتَلِفُ فِيمَا بَيْنَهُمَا شَيْطَانٌ فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ اخْتِلَافَةً وَاحِدَةً ، ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) أَنْ ( يُؤْخَذَ ) كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ [ ص: 132 ] صَاحِبِهِ ، وَيُبَغَّضُ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( وَمَا هُمْ ) قِيلَ أَيِ السَّحَرَةُ وَقِيلَ : الشَّيَاطِينُ ( بِضَارِّينَ بِهِ ) أَيْ بِالسِّحْرِ ( مِنْ أَحَدٍ ) أَيْ أَحَدًا ، ( إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) أَيْ : بِعِلْمِهِ وَتَكْوِينِهِ ، فَالسَّاحِرُ يَسْحَرُ وَاللَّهُ يُكَوِّنُ .
قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : مَعْنَاهُ إِلَّا بِقَضَائِهِ وَقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ ، ( وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ ) يَعْنِي : أَنَّ السِّحْرَ يَضُرُّهُمْ ( وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا ) يَعْنِي الْيَهُودَ ( لَمَنِ اشْتَرَاهُ ) أَيِ اخْتَارَ السِّحْرَ ( مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ) أَيْ فِي الْجَنَّةِ مِنْ نَصِيبٍ ( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ ) بَاعُوا بِهِ ( أَنْفُسَهُمْ ) حَظَّ أَنْفُسِهِمْ ، حَيْثُ اختارواالسحر وَالْكُفْرَ عَلَى الدِّينِ وَالْحَقِّ ( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) فَإِنْ قِيلَ : أَلَيْسَ قَدْ قَالَ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى " لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " بَعْدَمَا أَخْبَرَ أَنَّهُمْ عَلِمُوا قِيلَ : أَرَادَ بِقَوْلِهِ " وَلَقَدْ عَلِمُوا " يَعْنِي الشَّيَاطِينَ . وَقَوْلُهُ " لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " يَعْنِي الْيَهُودَ وَقِيلَ : كِلَاهُمَا فِي الْيَهُودِ يَعْنِي : لَكِنَّهُمْ لَمَّا لَمْ يَعْلَمُوا بِمَا عَلِمُوا فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا
( وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا ) بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقُرْآنِ ( وَاتَّقَوْا ) الْيَهُودِيَّةَ وَالسِّحْرَ ( لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ ) لَكَانَ ثَوَابُ اللَّهِ إِيَّاهُمْ خَيْرًا لَهُمْ ( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) .





 توقيع : أبو موهبة


رد مع اقتباس
قديم 18 Sep 2012, 11:37 AM   #2
فراشة الربيع
وسام الشرف - قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا


الصورة الرمزية فراشة الربيع
فراشة الربيع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 12360
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 28 Jul 2017 (08:48 PM)
 المشاركات : 3,189 [ + ]
 التقييم :  19
 الدولهـ
Egypt
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~

اللهم لا تصعب علينا أمرآ ، ولا تؤخر لنا دعوة ، وارضنا بجميل قدرك علينا..
لوني المفضل : Cadetblue
رد: من تفسير البغوي - آية السحر - (2)




جزاك الله كل خير شيخنا الفاضل

في ميزان حسناتك ياااارب


 
 توقيع : فراشة الربيع



مواضيع : فراشة الربيع



رد مع اقتباس
قديم 19 Sep 2012, 02:00 AM   #3
رضوان
موقوف
اللهم لك الحمد ولك الشكر


الصورة الرمزية رضوان
رضوان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 4218
 تاريخ التسجيل :  May 2011
 أخر زيارة : 14 Feb 2015 (01:13 AM)
 المشاركات : 2,541 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
لوني المفضل : Blue
رد: من تفسير البغوي - آية السحر - (2)



شيخي الفاضل ابوموهبه

جزاك الله خير ورحم الله والديك


 
مواضيع : رضوان



رد مع اقتباس
قديم 20 Nov 2012, 04:30 PM   #4
العون
جزاه الله خيراً


الصورة الرمزية العون
العون غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 12333
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 25 Jan 2013 (05:42 PM)
 المشاركات : 522 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: من تفسير البغوي - آية السحر - (2)



شكرا لكم على هذا الجهد جزاك الله خيراً 9


 
 توقيع : العون



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 05:42 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي