الدعاء أعذب نهر

الدعاء أعذب نهر


الدعاء من أنفع الأدوية وسلاح المؤمن وتحصين له من الشيطان..ووقاية للإنسان..

قال تعالي:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، وقال صلي الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" ثم تلا قوله تعالي: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}رواه ابن حبان في صحيحه.

قال الشوكاني رحمه الله: "الدعاء هو أعلي أنواع العبادة وأرفعها وأشرفها".

وقال صلي الله عليه وسلم: "من سره أن يستجيب له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء" رواه الترمذي، وقال صلي الله عليه وسلم: "لا تعجزوا عن الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد" رواه ابن حبان.

وللدعاء مع البلاء ثلاث مقامات:

أولا: أن يكون أقوي من البلاء فيدفعه.

ثانيا: أن يكون أضعف من البلاء, فيقوي عليه البلاء. فيصاب به العبد, ولكن يخففه وإن كان ضعيفا.

ثالثا: أن يتقاوما ويمنع كل منهما صاحبه.

وللحاكم عن عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لايغني حذر من قدر, والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل, وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلي يوم القيامة".(يعتلجان: يتصارعان).

وخير ما يرزق اللاجئ إلى الله بالدعاء أمرين:

الإلحاح في الدعاء: روي ابن ماجه في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه, قال صلي الله عليه وسلم: "لا تعجزوا (لا تفتروا ولا تضعفوا في الدعاء) فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد"

عدم استعجال الدعاء: من حديث أبي هريرة رضي الله عنه, قال صلي الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل, يقول: دعوت فلم يستجب لي" صحيح البخاري.

وفي مسند الأمام أحمد, من حديث أنس, قال صلي الله عليه وسلم: "لايزال العبد بخير مالم يستعجل.قالوا: يا رسول الله كيف يستعجل؟ قال: يقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي".



آداب الدعاء

وهي كثير, وآكدها تجنب الحرام مأكلا ومشربا:

· تقديم عمل صالح, ويدل علي ذلك حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة.

· الوضوء: يقول صلي الله عليه وسلم: "من كانت له حاجه إلي الله عز وجل أو أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء....."

· الثناء علي الله تعالي "ثم ليثن علي الله تعالي بما هو أهله" نفس الحديث, أخرجه الحاكم في المستدرك.

· التأدب والخشوع والمسكنة: فأما ما يدل علي التأدب: ما رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه وفيه: "أنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي"، وأما ما يدل علي الخشوع: ما رواه ابن أبي شيبة من قول مسلم بن يسار: "لو كنت بين يديه لسرك أن تخشع له"، وأما ما يدل علي المسكنة: ما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم في أحاديث الاستسقاء.

· أن يسأل بأسماء الله تعالي الحسني, ويدل علي ذلك قول الله تعالي: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 80]

· لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم: لقوله صلي الله عليه وسلم: "يستجاب للعبد مالم يدعو بإثم أو قطيعة رحم" أخرجه مسلم

أوقات الإجابة

· جوف الليل: لحديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: "قيل يارسول الله: أي الدعاء يسمع؟ قال: جوف الليل ودبر الصلاة" أخرجه الترمذي وحسنه.

· نصف الليل الثاني وثلثه الأول وثلثه الأخير: أخرج مسلم عن جابر قال: "سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمور الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك في كل ليلة"

· وفي الصحيحين: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ينزل ربنا كل ليلة إلي السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعو فأستجب له, ومن يسألني فأعطيه, من يستغفرني فأغفر له".

· ليلة الجمعة ويوم الجمعة وساعة الجمعة, عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إن في ليلة الجمعة ساعة الدعاء فيها مستجاب" رواه الترمذي والحاكم وحسنه الترمذي وصححه والحاكم.

· بين الآذان والإقامة: قيل ماذا نقول يا رسول الله؟ قال: "سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة" أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه وغيرهما.

· عند تلاوة القرآن: لقوله صلي الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن فليسأل الله فإنه سيجئ أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس" أخرجه الترمذي وحسنه.وأخرج بن شيبة عن مجاهد "إذا ختم القرآن نزلت به الرحمة"

· يوم عرفة: لقوله صلي الله عليه وسلم: "خير الدعاء يوم عرفة" رواه الترمذي وحسنه.

· شهر رمضان: لقوله صلي الله عليه وسلم: "ثلاثة لاترد دعوتهم: الصائم حين يفطر, والأمام العادل, ودعوة المظلوم" أخرجه الترمذي وصححه.

· في السجود: لقوله صلي الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد إلي ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" أخرجه مسلم وغيره.

· عند صياح الديكة: لقوله صلي الله عليه وسلم: "إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا" في الصحيحين وغيرهما.

الذين يستجيب الله دعاءهم

جاء في تحفة الذاكرين عن الذين يستجيب الله دعاءهم ما مختصره:

· المضطر: قال الله تعالي: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62]

· المظلوم:

· الوالد علي ولده:

·المسافر: لقوله صلي الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات لاشك في إجابتها: دعوة المظلوم, ودعوة المسافر, ودعوة الوالد علي ولده" أخرجه الترمذي وحسنه، وفي الصحيحين يقول صلي الله عليه وسلم: "اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب".

·الرجل المسلم الصالح: لقوله صلي الله عليه وسلم: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ألا أعطاه الله بها أحدي ثلاث أما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يرفع عنه من السوء مثلها" أخرجه أحمد والبزاز وأبو بعلي بأسانيد جيدة وأخرجه أيضا الحاكم وقال لفظ المسلم يتناول لفظ الصالح تناولا أوليا.

·المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب: لقوله صلي الله عليه وسلم: "ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال له الملك ولك المثل" أخرجه مسلم وغيره.

·الولد البار بوالديه: ويدل علي ذلك حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة, فدعوا الله بصالح أعمالهم, وكان أحدهم بارا بوالديه فتوسل إلي الله تعالي بذلك فأجاب دعاءه, وهذا الحديث في الصحيحين مطولا.

·التائب: لقول الله تعالي: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]

بما يستجاب الدعاء؟

جاء في تحفة الذاكرين ما مختصره:

· قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من تعار من الليل (أي استيقظ من النوم مع كلام) فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله, ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له, فإن توضأ وصلي قبلت صلاته" رواه البخاري في صحيحه.

·أخرج الطبراني من حديث معاوية في الكبير قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "من دعا بهذه الكلمات الخمس لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه: لا إله إلا الله, ولا حول ولا قوة إلا بالله".

·سمع النبي صلي الله عليه وسلم رجلا يقول: ياذا الجلال والإكرام فقال: "قد استجيب لك فسل" أخرجه الترمذي, وفي الحديث دليل علي أن استفتاح الدعاء بقول: "ياذا الجلال والإكرام" سببا في الإجابة بفضل الله تعالي.

·قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن لله ملكا يقول: ياأرحم الراحمين, فمن قالها ثلاث مرات قال الملك: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسل" أخرجه الحاكم في المستدرك.

من أقوال السلف الصالح في الدعاء

عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان يقول: "جدوا في الدعاء, فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له".

سأل رجل بعض الصالحين أن يشفع له في حاجة إلي بعض المخلوقين فقال له: "أنا لا أترك بابا مفتوحا وأذهب إلي باب مغلق".

وكان يحي بن معاذ الرازي رضي الله عنه يقول: "كيف أدعوك وأنا أعصي وكيف لا أدعوك وأنت كريم".

دعوة الأمام الجزري: "اللهم لاتعذب لسانا يخبر عنك, ولا عينا تنظر لعلوم تدل عليك, ولا قدما تمشي إلي خدمتك, ولا يدا تكتب حديث رسولك, فبعزتك لا تدخلني النار, فقد علم أهلها إني كنت أذب عن دينك"

بعض المراجع:

·الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم رحمه الله.

·مختصر ابن كثير.

. تحفة الذاكرين للشوكاني.

http://www.islammessage.com/articles...id=15&aid=3666

بارك الله فيكي اختي الفاضله

وجزاكي الله خير

جزاك الله خيرا وبارك الله بك

فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد

ومن تجربة مرويّة عن أحد قارئي القرآن المشهورين ... أن الأطفال ممن تجاب دعوتهم.

بارك الله بك أختي (مكّاويه) ..على هذا النقل النافع..

بارك الله مروركم الطيب

شكرا على هذه الاضافة اختي الغالية سيادة المستشارة

جزيت خيراً أخيتي وبورك فيك ..

أسأل الله الكريم المنان أن يجعلني وإياكم ممن تجاب دعواتهم وتقال عثراتهم ..

بارك الله فيك وجعلك خيرااااااااااااااااا للاسلام والمسلمين

بارك الله مروركم الطيب