اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة : ۲٤] . قال وكيع وغيره : هي أيام الصوم ، إذ تركوا فيها الأكل والشرب .

روى الإمام البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة بابا يقال له : الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم .


           :: انهدم المعبد (آخر رد :طالبة علم شرعي)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ18ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ17ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ15ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ16ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ14ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ13ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ12ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ11ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: درس جامع العروة الوثقى : علاج القرآن للصحة النفسية السليمة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 17 Apr 2018, 11:02 AM
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا
أبو خالد غير متصل
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل : Jun 2005
 فترة الأقامة : 6875 يوم
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم : 21
 معدل التقييم : أبو خالد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
التحصينات الواقية 1



فالأول: احفظ الله بتحقيق الإخلاص في توحيده سبحانه.
والثاني: احفظ الله في تعظيمه بالإكثار من ذكره.
والثالث: احفظ الله في التزام تقوى الله تعالى، وبتسخير جوارحك في الاجتهاد بالعمل بمراضيه سبحانه، واجتناب نواهيه.
الرابع: احفظ الله بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ بالتزام أفعال مخصوصة أرشدت إليها السنة النبوية الكريمة.

أما الأول من التحصينات، فهو في تحقيق الإخلاص في توحيده سبحانه:
ويكون ذلك باليقين الجازم بعظمة الله عزّ وجلّ وقَدْره حقَّ قدره، وإفراده سبحانه بالعبادة، والاعتقاد بأنْ لا استحقاق في شيء منها لأحد غيره، وذلك بتوحيد الله في ربوبيته وإلهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العُلى، وهذا - لو تحقق في قلب عبد - لأغناه عن الاسترقاء، فضلاً عن تحصينه من الشرور والآفات. ذلك أن هذا التوحيد هو مبنى التوكل على الله، وهو درع حصين وسلاح مكين لا يمكن لمخلوق أن يتسلل إليه، أو يقارب حِماه، إذ إن صاحبه لا يستعيذ إلا بالله، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يستعين إلا بالله، ولا يطلب نفعاً إلا من الله، ولا يستدفع ضراً إلا بالله، ولا يتقرب إلا لله، فلو عزمت - أخي القارئ - في جلسة تفكّر على استحضار حقيقة هذا الإخلاص في قلبك، ثم عزمت بحول الله وقوته على متابعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، لاستقر - بإذن الله - معنى الإخلاص في قلبك، إذ لا خلاص بغير الإخلاص، وبقدر استحضارك ذلك وعزمك على المتابعة، وترك الابتداع يزداد إيمانك، فيكون القلب إذ ذاك قلعة مَصُوناً، تضعف أمامها حملات الإغارة الشيطانية، فيكون كيده كأضعف ما يكون، بل قد يفر منك فراراً، ويحذِّر الخلق من الاقتراب منك كي لا تفسد عليه مداخله عليهم!!
إن النظر في آيات الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يرشد إلى حقيقة أن الإخلاص هو حقيقة الإيمان، ومبنى رفعته، وهو صفة المصطفَيْن الأخيار من عباد الله الصالحين، فتأمّل معي - أخي الحصيف - هذه النصوص المباركة:
- ... قال تعالى: [الزُّمَر: 2-3] {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ *أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ *} .
- ... وقال سبحانه: [الزُّمَر: 14] {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي *} .
- وقال جل ذكره: [غَافر: 14] {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ *} .
- ... وقال تبارك اسمه: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ *إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ *} .
- ... وقال عزّ وجلّ: [الحِجر: 39-42] {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ *قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ *إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ *} .
فانظر - رعاك الله - إلى عجز إبليس وجنده، وضعفهم عن مجرد إغواء من اتصف بالإخلاص، فكيف بضرّهم أو الاستحواذ عليهم؟! بل إن الشياطين تجتنب الطريق التي يمر بها العبد المخلص، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكاً فَجَّاَ إِلاَّ سَلَكَ فَجّاً غَيْرَ فَجِّكَ (1) وكما بشّر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرَ بقوله: إَنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ (2) .
والإخلاص - كما ذكرنا آنفًا - هو مبنى التوكل وحقيقته، فلا يضر المتوكلَ شيء، ولا حاجة له لرقية مِنْ ضُرٍّ أصابه، بل إنه - بما استجمع من إخلاص في توحيد الله - يأتيه الشفاء بلا دواء ولا اكتواء ولا استرقاء، وهذا حال بعض عباد الله الصالحين المتوكلين، لكن ذلك لا ينافي وجوبَ التداوي وجواز الاسترقاء، فليس جميع الأمة قد تبوَّؤوا تلك المنزلة السامقة والدرجة الرفيعة في الإخلاص، فعلى قدر ما يبلغ بك الحال في إخلاص التوحيد، تبلغ بذلك تحصين قلبك، والدرءَ عن نفسك، فاجتهد - رحمك الله - في تحقيق ذلك. هذا، ولم يستكمل من هذه الأمة إخلاصهم لله إلا ثلة مباركة، وقد بُشّروا بشفاء من غير

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جزء من حديث متفق عليه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أخرجه الشيخان مطولاً؛ البخاري: كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، برقم (3294) ، وفي مواضع عدة من صحيحه. ومسلم؛ كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عمر رضي الله عنه برقم (2396) .
(2) أخرجه الترمذي - وصحّحه -؛ كتاب: المناقب، باب [قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان ليخاف منك يا عمر» ] ، برقم (3690) ، عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه.



دواء ومعافاة من غير اكتواء، وبإذهاب ضر مسهم من غير استرقاء، كما في قول نبي الله صلى الله عليه وسلم: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفاً بِغَيْرِ حِسَابٍ» قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «هُمُ الَّذِينَ لاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرقُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (1) .
اللهم إنا لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم اجعلنا من عبادك المخلَصين، المتوكلين عليك حق التوكل، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، سِلْماً لأوليائك، حرباً على أعدائك، واحفظنا بحفظك من كيد الشياطين، وممن اتبعهم من الغاوين، آمين.
وأما الثاني من التحصينات - بإذن الله - فيكون في تعظيم الله بالإكثار من ذكره سبحانه:
- ... ومن أعظم أنواع الذكر المحصّنة لقلب المؤمن، والتي ينبغي له الاشتغال بها: تلاوة القرآن الكريم، مع الاجتهاد في تدبُّره وحفظه، فإن ذلك سمت أهل الله وخاصّته، وهو من أعظم ما يجتهد الشيطان في الصدّ عنه، لذا فقد أمرنا الله جلّ ذكره بالاستعاذة عند شروعنا بالتلاوة، قال الله تعالى: [النّحل: 98-100] {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ *} .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) جزء من حديث أخرجه البخاري بطوله؛ كتاب: الرِّقاق، باب: يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، برقم (6541) ، عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما. ومسلم - واللفظ له - في كتاب: الإيمان، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، برقم (218) ، عن عمران بن حُصين رضي الله عنه.


وقال عزّ ثناؤه مخاطباً نبيَّه صلى الله عليه وسلم: [الإسرَاء: 45-46] {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا *وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا *} .
ومما لا يخفى مزيد فضلِ بعض سور القرآن الكريم، كما بعض آياته، التي صحّ بمزيد فضلها النصُّ، أما السور، فمنها:
1- ... فضل سورة الفاتحة، ويتلوها المؤمن سبع عشرة مرة في صلواته من اليوم والليلة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} : هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيْتُهُ» (1) .
ومن فضلها العظيم أنها رقية مشروعة، قد أقرّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نفراً من الصحابة رضي الله عنهم، رقَوْا بها - مجتهدين في كونها رقية - سيدَ حيٍّ من أحياء العرب، كان قد لُدِغ، فشفي، فقال صلى الله عليه وسلم للراقي - وهو أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ (2) .
2- ... تلاوة سورة البقرة بتمامها في البيت، فتكون حصناً حصيناً لأهله؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري؛ كتاب: التفسير، باب: ما جاء في فاتحة الكتاب، برقم (4474) ، عن أبي سعيد بن المعلّى رضي الله عنه.
(2) مستفاد - اختصاراً - من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الإجارة، باب: ما يُعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب، برقم (2276) ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار، برقم (2201) ، عنه أيضًا.




مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» (1) .
وقال عليه الصلاة والسلام في فضلها أيضاً: «اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» (2) . فهي حصن حصين يبطل أعمال السَّحَرة الأشرار، وكيد أتباعهم الفجّار.
3- ... ومن السور الداعية لِتَنَزُّل السَّكينة على قلب المؤمن، سورة الكهف، وقد قال عليه الصلاة والسلام لمن تنزلت عليه سحابة غَشِيَتْه عند قراءته لها،: «اقْرَأْ، فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ» (3) .
4- ... ومن فُضليات السور أيضاً سورة (الكافرون) ، فإنها براءة من الشرك، ولا تدع للشيطان على الإنسان سلطاناً البتة، وقد أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نوفلَ بن معاوية رضي الله عنه، أن يتلوها إذا أوى إلى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: استحباب صلاة النافلة في بيته، وجوازها في المسجد، برقم (780) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. كما أخرجه أحمد في مسنده بلفظ «يفر» بدل «ينفر» ، في مواضع عدة منها، في مسند المكثرين، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. برقم (7808) ، وبرقم (9030) . والترمذي بنحوه، أبواب فضائل القرآن، باب: ما جاء في سورة البقرة وآية الكرسي، برقم (2877) ، عن أبي هريرة أيضاً رضي الله عنه.
(2) هذا جزء من حديث أخرجه مسلم بطوله؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، برقم (804) ، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه. و «البَطَلة» ، هم السحرة، كما ذكره معاوية بن سلام، (أحد رواة الحديث) .
(3) متفق عليه من حديث البراء بن عازبٍ رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام، برقم (3614) ، ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: نزول السكينة لقراءة القرآن، برقم (795) .




فراشه، بقوله صلى الله عليه وسلم «قُلْ {قل يا أيها الكافرون} ، ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ» (1) .
5- ... ومن السور الكريمات المحصِّنات: سورة الإخلاص والمعوِّذتان، إذا قرئت ثلاثاً، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن خُبيب رضي الله عنه: «قُلْ {قل هو الله أحد} وَالْمُعوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» (2) .
كما أن سورة الإخلاص تعدل ثُلُثَ القرآن، لقوله صلى الله عليه وسلم «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، أَلاَ إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» (3) ، حيث قرأ صلى الله عليه وسلم على الناس حين احتشدوا سورة الإخلاص.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود بلفظه؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول عند النوم، برقم (5055) ، عن نوفل الأشجعي رضي الله عنه. والترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: ما جاء في من يقرأ من القرآن عند المنام، برقم (3403) ، عن فروة بن نوفل، وكذلك عن نوفل رضي الله عنهما. حسّنه الألباني. انظر: صحيح الترمذي (2709) .
(2) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5082) ، عن عبد الله ابن خُبيب رضي الله عنه. والترمذي - وصحّحه -؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند النوم، برقم (3575) ، عنه أيضاً.
(3) كما في البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: فضل: {قل هو الله أحد} ، برقم (5013) بلفظ: «والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن» . وفي كتاب الأَيْمان والنذور، باب: كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (6643) ، وأيضاً في كتاب التوحيد، باب: ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى: برقم (7375) ، وجمعيها عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه. ... وأخرجه مسلم بنحوه، في مواضع من كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل قراءة {قل هو الله أحد} ، برقم (811) ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وبرقم (812) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.




وكذلك، فإن المعوذتين رقية شرعية للمريض، كما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ إِذَا اشْتَكى - أي: مَرِض - نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا اشْتَكى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَتِ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَتَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ [رَجَاءَ بَرَكَتِهَا] (1) .
وأما الآيات الكريمات، التي تقي تلاوتها - بإذن الله - من صنوف الشرور.
فأولها: آية الكرسي، وذلك لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله لأبيِّ ابن كعبٍ رضي الله عنه، «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيَّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيَّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» ، قُلْتُ: {اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ..} قال: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وقال: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» (2) .
وتلاوة هذه الآية هي أعظم سبب لحفظ الله تعالى لعبده، ولحجز الشياطين كافة عمن يقرأها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكّلني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري في مواضع عدة منها - بهذا اللفظ - في كتاب المغازي، باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته صلى الله عليه وسلم، برقم (4439) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: رقية المريض بالمعوّذات والنفث، برقم (2192) ، عنها أيضاً. وما بين معقوفين عند مسلم رحمه الله.
(2) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي، برقم (810) ، عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه. ... وأخرجه أحمد في المسند، (5/58) ، عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، هو أبيٌّ رضي الله عنه.



رسول صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذتُه فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: - ذلك الشيطان اللص -: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تُصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ (1) .
ومن ذلك أيضاً، الآيتان من خواتيم سورة البقرة، وهي قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} [البَقَرَة: 285-286] .
فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهما تكفيان من قرأهما من غائلات الليل، قال صلى الله عليه وسلم: «الآْيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» (2) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، مطولاً، في كتاب: الوكالة، باب: إذا وكّل رجلاً فترك الوكيل شيئاً فأجازه فهو جائز ... ، برقم (2311) ، وباختصار - وهو اللفظ المختار -؛ في كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، برقم (3275) ، عنه أيضاً.
(2) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: فضل سورة البقرة، برقم (5009) ، عن أبي مسعود البدري الأنصاري رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل الفاتحة وخواتيم البقرة....، برقم (807) ، عنه أيضاً. واللفظ لمسلم رحمه الله.



- ... ومن صنوف الشرور العظمى التي يتحصن المسلم منها فتنة (المسيح الدجّال) ، ويكون ذلك التحصن بحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، وعشرٍ من آخرها. وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ [مِنْ آخِرِ] سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ» (1) .
لقد تفضّل الله تعالى على المؤمن بهدايته للإيمان، وإن تلاوة ما ذُكر آنفًا من السور والآيات لم يكن لينفع قارئه، النفع التام، إلا إذا صدر عن قلبٍ مخلَّصٍ من شوائب الشرك، ولوثات الرياء، فاحرص على حفظ النعمة العظمى، والمنة الكبرى: نعمة الإيمان، فهي الحصن الحصين، وهي التي تُحِيل النطق بالأذكار - ومن أعظمها تلاوة آيات الله تعالى - من مجرد قولٍ لكلمات يلهج بها اللسان، إلى أنوار من الهدى تحمي القلب فيطمئن بها، وتُبصِّره بالحق فيعقله فيتدبّر عندها هوان الدنيا، وحسن ثواب الآخرة، وتزكو نفسه، فتتلبسها السكينة، ويجلّلها الفلاح، وإن نعمة الإيمان هي التي تكشف للروح معنى النفخة العلوية والخِلْقة السويّة التي أسجد الله تعالى ملائكته الكرام بسببها لآدم عليه السلام، كما تكشف للروح شدة عداوة إبليس لبني آدم عليه السلام، وتكبُّرَه الذي حجب عنه كل خير، وأحاله رجيماً مذؤوماً مدحوراً، ملعوناً، مُتوعَّداً بأشد العذاب، إذا عقل القلب ذلك اتخذت الروحُ عندها الشيطانَ عدواً، وحذِرَتْ مكايده، وحصَّنَتِ النفس من مداخله، ولا يقتصر أمرها على ذلك، بل إن هذه النعمة العظمى تلقي السرور والحبور في مناحي القلب، فيأمر القلبُ الجسدَ بحسن الامتثال للوهّاب، وبشدة الكراهية لمخالفة أمره، فتمتثل الجوارح عندها بالعبادة فيحقق العبد غاية وجوده، والحكمة من خلقه، فيعبد ربّه حق العبادة، ويتوكل عليه حق التوكل. وهاك - مكرماً - من آيات الله تعالى، ما يبين لك عظم هذه النعمة، ولتعلم أن المؤمن في أمان الله، فلا تسلط لشيطانٍ عليه، فهو في كنف الله وحفظه.
قال الله تعالى: [الحُجرَات: 17] {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *} .
وقال سبحانه: [الشّورى: 52] {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقَيمٍ *} .
وقال عزّ وجلّ: [الرّعد: 28] {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ *} .
وقال عزّ شأنه: [الحَجّ: 46] {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ *} .
وقال جلّ ذكره: [ص: 71-74] {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ *فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ *فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ *إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ *} .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي، برقم (809) ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه. ... قال مسلم رحمه الله: قال شعبة: من آخر الكهف، وقال همّام، من أول الكهف. اهـ.


وقال جلّ ثناؤه: [الحُجرَات: 7-8] {.. وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ *فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ *}
وقال تقدست أسماؤه وجلّت صفاته: [الذّاريَات: 56-58] {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ *مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ *إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ *} .
وقال تعالى جَدُّه: [الحِجر: 42] {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ *} .
أخي القارئ الكريم، إذا عرفت قدر تلاوة آيات الله تعالى في مقام الأذكار المُحَصِّنة، وارْتَضْتَ في رَوْضِها، ورتَّلْتَها ترتيلاً آناء الليل وأطراف النهار، فهاك باقةً عطرة من أذكار نبوية شريفة، فاح شذاها من محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، ومزيد رحمته ورأفته بهم، وإشفاقه عليهم من أن تَجَاذَبَهُمْ أهواؤهم، وتأمَّر عليهم نفوسُهم بالسوء، ويُضِلَّهم قرناؤهم من شياطين الإنس والجن. قال تعالى: [التّوبَة: 128] {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ *} . وقد دلنا عليه الصلاة والسلام على أن الخلق جميعَهم عجَزَة لا يملكون ضراً ولا نفعاً إلا بإذن الله، فهو سبحانه يُجري - إن شاء - ذلك على أيديهم، وأن القلم قد جرى في علم الله عزّ وجلّ بما هو لنا أو علينا، فالتعويل كله على إرادة الله وقدرته سبحانه، قال عليه الصلاة والسلام: «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُْمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَْقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» (1) . فإن استقر هذا المعنى في فؤادك حصل لك انتفاع تام بالأذكار النبوية، وتحصنت بها بإذن الله، فلا يضرك شيء بعدها يقيناً، بل ولا يجرؤ مخلوق على ضُرِّك، فإن أهل الحصن لا ينعمون بالاطمئنان والأمان إلا إذا وقف عند أبواب أسوارهم جند أشاوس يخشى العدو من مجرد التفكير بغزوهم، هذا مَثَلُ قلب المؤمن وقد أيقن بعزة الله سبحانه، ولهج لسانه بما أرشده إليه نبيه صلى الله عليه وسلم.
وهذه التحصينات بالأذكار النبوية على نوعين اثنين:
1- ... تحصينات بذكر الله تعالى، عند الإصباح والإمساء.
2- ... تحصينات في أحوالٍ يتقلَّب فيها المؤمن.
أولاً: أما التحصينات بأذكار الإصباح والإمساء، فقد حفلت بإيراد ما صح منها كتبُ السنّة المطهّرة (2) ، وليس الغرض استقصاءها، لكن أختار منها، مبيناً فضلها تفصيلاً بحسب ما يقتضيه المقام:
1- ... تلاوة آية الكرسي: [البَقَرَة: جزء من الآية 255] {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ... } ، فهي أعظم آية في كتاب الله تعالى (3) ، وهي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1) جزء من حديث سبق ذكره بتمامه، وتخريجه ص (111) ، بالهامش ذي الرقم (1) .
(2) قد جمعت - بحول الله وقوته - ما تيسر من الأذكار عامة، ومن أذكار الإصباح والإمساء خاصة، بهيئة مفصلة، في مؤلّف سميته: «منتقى الأذكار» فانظره إن أحببت مزيد فائدة.
(3) كما في مسلم وغيره؛ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه، وقد تقدّم تخريجه ص119، بالهامش ذي الرقم (2) .


الكلمات النافعة التي لا يزال على قارئها من الله حافظ، ولا يقربه شيطان (1) ، وإن فيها وفي قوله تعالى: [آل عِمرَان: 1-2] {الم *اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ *} ، اسم الله الأعظم (2) ، وآية الكرسي مكتوبة تحت العرش (3) ، وفضلها يكاد لا يحصى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1) كما في البخاري، وقد مرَّ تخريجه ص120 بالهامش ذي الرقم (1) . ... قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (4/487، 488) : هكذا أورد البخاري هذا الحديث هنا - أي: في كتاب الوكالة - ولم يصرّح فيه بالتحديث، وزعم ابن العربي أنه منقطع، وأعاده - أي البخاري - في صفة إبليس وفي فضائل القرآن، لكن باختصار -[وقد وصله النَّسائي - أي: في عمل اليوم والليلة وليس في السنن الصغرى، كما ذكره العينيُّ في عمدة القاري (10/145) -، والمِزِّي في تحفة الأشراف (10/349) ]- وأبو نُعيم من طرق إلى عثمان المذكور - أي: ابن الهيثم (أبو عمرو) -، وذكرتُه - أي الإمام ابن حجر رحمه الله- في «تغليق التعليق» (3/296) ، من طريق عبد العزيز بن منيب، وعبد العزيز بن سلام، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وهلال بن بشر الصوّاف، ومحمد بن غالب الذي يقال له: تمتام، وأقربهم لأن يكون البخاري أخذه عنه - إن كان سمعه من ابن الهيثم، هو هلال بن بشر، فإنه من شيوخه، أخرج عنه في «جزء القراءة خلف الإمام» . اهـ. كلام الحافظ رحمه الله. وقد أشار رحمه اللهإلى هذه الرواية كذلك في «هدي الساري» ص42. فليراجع.

فائدة: إن سبب ورود الحديث، حادثة تكررت لاثنين من الصحابة، رضي الله عنهما، أبي هريرة، وأبي أيوب الأنصاري، مفاد الأولى تعدي شيطانٍ على مال الصدقة، وقد كان أبو هريرة حارساً عليها، فلما أن أَسَرَه، علّمه أن يقرأ آية الكرسي، ودله على فضلها، والثانية: وهي عند الترمذي برقم (2880) ، وأحمد برقم (23990) مفادها أن غُوْلاً (جنس من الجن والشياطين) ، كان يسرق تمراً لأبي أيوب كان يضعه في سَهْوة له (طاق في الحائط يوضع فيه الشيء) ، فلما أَسَرَه أبو أيوب، علَّمه أن يقرأ آية الكرسي، كي لا يقربه شيطان بعد ذلك.
(2) كما في حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنهما، عند الترمذي - مصحَّحًا - برقم (3478) ، وأبي داود، برقم (1496) .

(3) كما في جزء من حديث، في مسند أحمد (5/26) ، من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه، وفيه: «وَاسْتُخْرِجَتْ {لا إله إلا هو الحي القيوم} مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَوُصِلَتْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ ... » الحديث.


2- ... تلاوة سورة الإخلاص، والمعوذتين.
أما الإخلاص، فهي تعدل ثلُث القرآن (1) ، ومن فَقِهَ معناها وأحبّ أن يقرأ بها أحبَّه الله عزّ وجلّ (2) ، وهي سبب موجب - برحمة الله - لدخول الجنة (3) ، ومن دعا بها فقد دعا الله عزّ وجلّ باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب (4) ، وهي حصن مع المعوذتين، تكفي من كل شيء (5) ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي سُنَّة الفجر {قل يا أيها الكافرون} , و {قل هو الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) كما في الحديث الذي سبق تخريجه ص 118 بالهامش ذي الرقم (3) .
(2) كما في البخاري ومسلم، أما البخاري ففي مواضع منها: في كتاب فضائل القرآن، باب: فضل {قل هو الله أحد} برقم (5013) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وفي كتاب: التوحيد، باب: ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، برقم (7375) ، عن عائشة رضي الله عنها. وأما مسلم؛ ففي كتاب: صلاة المسافرين وقصرِها، باب: فضل قراءة {قل هو الله أحد} برقم (813) ، عنها أيضاً.
(3) كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في سنن النسائي، وجامع الترمذي. أما النسائي؛ ففي كتاب الافتتاح، باب: الفضل في قراءة ُ س ش ص ضء ـ! ! ِ برقم (995) ، وأما الترمذي؛ ففي كتاب: فضائل القرآن، باب: ما جاء في سورة الإخلاص وسورة إذا زُلزلت، برقم (2897) .
(4) كما في سنن أبي داود؛ كتاب: الصلاة، باب ما يقول بعد التشهّد، برقم (985) ، عن محجن بن الأدرع رضي الله عنه. وكذا في سنن الترمذي - وحسّنه -؛ كتاب الدعوات، باب: ما جاء في جامع الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (3475) . ... وهو عند أحمد في مسنده، في مسند الأنصار، من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه، - مطوّلاً - برقم (23340) ، ومختصراً برقمي (23353) ، (23429) .
(5) كما أخرج أبو داود؛ في كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5082) ، عن خبيب رضي الله عنه. والترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند النوم، برقم (3575) ، عنه أيضاً. وقال: حديث حسن صحيح.


أحد} (1) .
وأما سورتا الفلق والناس، فهما السورتان المعوِّذتان (2) ، ما تعوّذ متعوِّذٌ بمثلهما، ويستحب أن يقرأ بهما في صلاة الصبح (3) ، وكذلك في أدبار الصلوات (4) ، وحين الإصباح والإمساء مع الإخلاص ثلاث مرارٍ - كما مرّ آنفاً -، كما يقرأ المؤمن بذلك جميعه وينفث بهما في كفيه إذا أوى إلى فراشه، ويتعوذ بهما عند شكايته المرض، ويرقي بهما نفسه عند نزول المرض، كل ذلك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) كما في مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: استحباب ركعتي سنة الفجر ... ، برقم (726) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) تسمية السورتين بالمعوِّذتين، ورد فيه أحاديث عدة، منها، قوله صلى الله عليه وسلم: «قل: ُ س ش ص ضء ـ! ! ِ والْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ (ثَلاَثَ مَرَّاتٍ) تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» ، وقد مرّ تخريجه ص118 بالهامش ذي الرقم (2) . وقد سمى الصحابة السورتين بالمعوّذتين اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم منهم: عائشة، في وصفها لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالإخلاص وبالمعوّذتين في الركعة الثالثة من الوتر. كما أخرجه أحمد في المسند (6/227) . وأبو سعيد الخدري بقوله: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنَ الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِْنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا» ، كما في الترمذي، برقم (2058) ، والنسائي، برقم (5496) ، وابن ماجَهْ، برقم (3511) .
(3) ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر رضي الله عنه: «يَا عُقْبَةُ، تَعَوَّذْ بِهِمَا، فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا» . وقال عقبةُ: وسمعته يؤمُّنا بهما في الصلاة. أخرج ذلك أبو داود في كتاب: الوتر، باب: في المعوِّذتين، برقم (1463) ، عن عقبة رضي الله عنه. والمقصود بالصلاة في الرواية: صلاة الصبح، كما صرّح به عقبة رضي الله عنه، عند أبي داود أيضاً برقم (1462) .
(4) وذلك لأمره صلى الله عليه وسلم عُقْبَةَ رضي الله عنه بتلاوتها. كما أخرج أبو داود؛ في كتاب: الصلاة، باب: في الاستغفار، برقم (1523) . والترمذي، كتاب: فضائل القرآن، باب: ما جاء في المعوِّذتين، برقم (2903) وقال: هذا حديث حسن غريب، والنسائي؛ كتاب السهو، باب: الأمر بقراءة المعوّذات بعد التسليم، برقم (1337) .



اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم (1) .
3- ... قول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) ، عشر مرارٍ أو مائة مرّة. فمن قالها (عشراً) كان كمن أعتق رقبةً من ولد إسماعيل عليه السلام. ومن قالها (مائةً) كتبت له مائة حسنة، ومحي عنه مائة سيئة، ثم كانت له حِرْزاً من الشيطان في يومه ذاك حتى يمسي (2) .
4- ... قول: «سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته» (ثلاث مرات) ، وهذه لو وزنت بما يقوله المؤمن من أذكار منذ انقضاء صلاة الفجر إلى وقت الضحى، لوزنتهن (3) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أما القراءة بهما وبسورة الإخلاص - عند النوم - فلفعله صلى الله عليه وسلم، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعاً، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ» . أخرج ذلك البخاري في مواضع عديدة من صحيحه؛ منها في كتاب: الطب، باب: النفث في الرقية، برقم (5748) . كما أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: رقية المريض بالمعوّذات والنَّفْث، برقم (2192) . وجميع ذلك عن عائشة رضي الله عنها.
(2) كما أخرج البخاري في كتاب: الدعوات، باب: فضل التهليل، برقم (6403) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وبرقم (6404) ، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم (2693) ، عنه أيضاً.
(3) كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، بقوله لأم المؤمنين جويرية رضي الله عنها، حين مكثت من بعد صلاة الصبح جالسة في مسجدها تذكر الله تعالى إلى أن أضحت: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمَ لَوَزَنَتْهُنَّ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» . أخرجه مسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: التسبيح أول النهار وعند النوم، برقم (2726) ، عن جويريةَ رضي الله عنها.



5- - ... ثم يَشْرع بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى [إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى] آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى [إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى] آلِ إِبْرَاهِيمَ (فِي الْعَالَمِينَ) ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (1) . يكررها عشراً، أو يكثر منها ما شاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً (2) ، كما أنه يستحب للمؤمن أن يكثر جداً في يوم الجمعة وليلتها من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم بقوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيه الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ (3) .
6- ... قول أفضل الاستغفار وسيِّده، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) أخرجه البخاري؛ كتاب: أحاديث الأنبياء، بابٌ بعد باب: (يزفُّون) ، برقم (3370) ، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه. وكذلك في مواضع عدة من صحيحه. وأخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهُّد، برقم (405) ، عن كعب أيضاً رضي الله عنه. ... - وما بين معقوفين [إبراهيم وعلى] في الموضعين هي في البخاري. أما زيادة (في العالمين) في التبريك فجاءت عند مسلم رحمه الله.
(2) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: استحباب القول مثل قول المؤذِّن ... ، برقم (384) ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(3) جزء من حديث أخرجه أبو داود؛ باب: فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، برقم (1047) ، عن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه. كما أخرجه أحمد في مسنده، (3/440) ، من حديث أوسٍ أيضًا.



وَأَبُوءُ [لَكَ] بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ» (1) . وقد أَعْلَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بفضل هذا الاستغفار بقوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» (2) . وأنّى يكون لشيطان سلطان على من هو معدود في أهل الجنة قال تعالى: [الحِجر: 42] {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ *} ، وقال سبحانه: [النّحل: 100] {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ *} .
7- ... ملازمة الاستغفار والتوبة في اليوم والليلة. مما يحبط محاولات الشيطان المتكررة لإلحاق أكبر عدد ممكن بمعيته من بني آدم إلى مستقره الأخير وإلى مصيره البئيس، فالعبد - إذا غفر الله له وتاب عليه - أيأس شيطانَه من اللحاق به، فيعاود الكرّة مرة بعد مرة عسى أن ينال مبتغاه وغاية مناه، فيلزم العبدُ عندها الاستغفارَ والتوبة لتبدأ المحاولات من جديد، ولعل ذلك هو سر إشفاق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته المكرمة بأمرهم بتكرار الاستغفار والتوبة سبعين أو مائة مرة، مع أن العبد قد لا تبلغ ذنوبه هذا الكم، إلا أن وساوس شياطين الإنس والجن قد تبلغ ذلك، وقد تزيد، عياذاً بالله من شر وساوسهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: أفضل الاستغفار، برقم (6302) ، عن شداد ابن أوس رضي الله عنه، وبرقم (6323) ، عنه أيضاً، بتأخير لفظ: «أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ» . وبزيادة لفظ [لَكَ] .
(2) تتمة الرواية - سيد الاستغفار -، بالتخريج السابق.




قال النبي صلى الله عليه وسلم: وَاللهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّة (1) ، وقال عليه الصلاة والسلام: إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مَائِةَ مَرَّة (2) . فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم - وشأنه دوام ذِكر الله تعالى - يفتر عن الذكر أحياناً، فيَعُدّ ذلك صلى الله عليه وسلم ذنباً فيشرع بالاستغفار والتوبة، فما بال أحدهم وقد استقر الغَيْنُ على قلبه ساعات، بل ربما أياماً، ولعل البعض قد علا رانُ الذنوب قلبَه، ثم يسأل مستغرباً كيف تسلط شيطان على قلبه؟! وكيف تلبس به وجرى في دمه؟! وكيف صرعه مس شيطاني، أو أضرّ به سحر سُفْلي، أو عانه عائن، أو أضر به شر حسد حاسد؟! حتى إذا استعصى علاج ذلك على الخلق عرف آنذاك أن ما أصابه كان بما كسبت يداه واشتغلت به يمناه، وبما أعرض قلبه عن ذكر مولاه، فيمّم وجهه مسارعاً إلى راقٍ يرقيه، أو صالح يدعو له، وكان الأجدر به أن يعلم ابتداءً أن لا ملجأ ولا منجىً من الله إلا إليه، وأن الأمر كله لله، فلو تعلق بالرقية أو بصلاح عبد وحسب، لم ينفعه ذاك، حتى يعود إلى مولاه ويطلب رضاه، عندها ينفع التحصينُ ويوفق الله الراقي والمسترقي، ويشفي الله عبده من كل ما يؤذيه، ويقوم كأنما نشط من عقال، وليس به ضُرٌّ مسَّه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة، برقم (6307) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذّكر والدعاء، باب: استحباب الاستغفار والاستكثار منه، برقم (2702) ، عن الأغرِّ المُزَني رضي الله عنه. ومعنى: «لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي» ، قال أهل اللغة: الغَيْنُ والغيمُ بمعنىً، - أي بمعنى واحد - والمراد هنا: ما يتغشى القلبَ من غفلات عن ذكر الله تعالى. انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجّاج، للإمام النووي رحمه الله. (17/26) .




8- ... ومن الأذكار المحصنة لقلب المؤمن في الإصباح والإمساء، أيضًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ (أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى) الْمُلْكُ لِلّهِ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ، لاَ إِلَهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، ويزيد إن شاء إذا أمسى: رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا (1) ، أَصْبَحْنَا (أَمْسَيْنَا) عَلَى فِطْرَةِ الإِْسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِْخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، (2) أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ومن فضل قول ذلك أن العبد إذا نزل منزلاً فقالها لم يضره شيء إنس ولا جان وحيوان، حتى يترك منزله ذلك (3) . كذلك قول: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعِ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَْرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (يقولها ثلاثًا) ومن فضلها: أن قائلها لا تصيبه فَجْأَةُ بلاءٍ (4) ، وقول: رَضِيتُ بِاللهِ رَبّاً، وَبِالإِْسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: التعوّذ من شر ما عُمل ومن شر ما لم يُعمل، برقم (2723) ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(2) أخرجه أحمد في مسنده، (3/407) ، من حديث عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه. كما أخرجه ابن السُّنِّي في «عمل اليوم والليلة» ، برقم (34) .
(3) كما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: في التعوّذ من سوء القضاء ودَرَك الشقاء وغيره، برقم (2709) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) كما عند أبي داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5088) ، عن عثمان رضي الله عنه. وأخرجه الترمذي أيضاً، كتاب: الدعوات، باب: ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، برقم (3388) ، عنه أيضاً. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.



صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً يقولها ثلاثاً كذلك. فمن قال ذلك كان حقاً على الله تعالى أن يُرضيه يوم القيامة (1) .

فضل الاستعاذة بالله تعالى:
أخي القارئ الكريم - نفعك الله بما علمتَ وزادك علماً -: إن تحصين المؤمن نفسَه مدارُه جميعاً على وقاية قلبه مما قد يؤثر فيه فيفتح فيه ثلمة يلج الشيطان وأتباعه منها فيستحوذ على روحه، أو يضره في جسده، وقد علمت - بفضل الله - ما يحصن قلبك بتلاوة آيات الله تعالى، وملازمة ما أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذكار مباركات تقولها إذا أصبحت أو أمسيت، لكن ومع ذلك فقد يتحيّن الشيطان - عياذاً بالله - فرصة يغفل فيها العبد عن ذكر ربه، فيُقبل موسوساً، لذا، فقد أرادت الشريعة المطهرة ألاّ تدع لعدوك إليك سبيلاً يسلكه، ولا تسلُّطاً يتسلط به عليك، فإن غفلت أو أُنسيت، أو شغلك شاغل عن ذكر ربك، فما أيسر من أن تتلفظ عندها بكلمات تلتجئ بقولهن إلى حمى مولاك، وتستجير بعزته، وتستمسك بقدرته، وتُظهِر بها مدى ضعفك وافتقارك، فيُضعِف الله كيد عدوك، ليخنس عن قلبك. مَثَل ذلك لو أنك قصدت قصراً مَشِيداً أبوابه شتى، وكلما أوشكتَ على ولوج بابٍ منها وهو مفتوح ألفَيْت سَبُعاً مزمجراً عنده يوشك أن يثب عليك، لكنه لا يفعل، وغاية ما يفعله هو استفزازك بصوته وتخويفك بفتح فيه، وشررٍ خارجٍ من عينيه يكاد يسطو بك، بغية منعك من دخول القصر، فلو أنك كابدتَّه فرددته عنك مرة بعد مرة لطال الأمر عليك، ولو أنك ولجتَ باباً لم تستطع ولوج آخر، وأنت تحب أن تدخل ذلك القصر مراراً من ليل أو نهار من أبوابه كلها، فما أيسر عند ذلك أن تطلب من ربّ القصر - وأنت تعلم وداً لك عنده - أن يأذن لك بالدخول إليه فتُربط السِّباعُ عندئذٍ أو تُحبس بعيداً عن الأبواب المشرّعة فتدخلها كأيسر ما يكون.
فإذا ما أردت - أخي القارئ - أن تتخلص من كيد شياطين الإنس والجن، لتلج في حرز العبادة والتقوى، فما عليك إلا أن تستعين بخالقهم وتستجير بجنابه سبحانه وتلتجئ إلى حماه، وتلوذ بكنفه، فهو القادر سبحانه على إعاذتك من نزغات الشيطان، وطائفه، وهمزه، ونفخه، ونفثه، ومحاولات صدّه لك عن ذكر ربك، ووساوسه المتكررة بالخواطر يلقيها في رُوعك، ثم يوهمك بأنها حقائق، فلو أنك استجبت له، صدّك فعلاً، وأمرك بالفاحشة، واستحوذ على قلبك، أعيذك بالله عزّ وجلّ من ذلك.
لذلك كله - الخطر الداهم المؤكد المتكرر على قلب المؤمن - فقد أرشدت الشريعة المطهرة إلى وجوب الاستعاذة بالله تعالى رحمة بهذا الإنسان وطلباً لسلامته، وتحصيناً متواصلاً له، وهاك نصوصاً من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم دالّة على ذلك، فاستمسك بالامتثال لما أمرَتْ به، فإن أَمْرَ عدوك جِدّ، وما من اتخاذه عدواً بُدّ.
- ... قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *} [الأعرَاف: 200] .
- ... وقال تبارك اسمه: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *} [النّحل: 98] .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ماذا يقول إذا أصبح، برقم (5072) . وعند أحمد في مسنده - بزيادة (ثلاثاً) -، (4/337) ، من حديث خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.



- ... وقال سبحانه: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ *} [المؤمنون: 97-98] .
- ... وقال عزّ وجلّ: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} [فُصّلَت: 36] .
أما السنُّة فمنها قول النبي صلى الله عليه وسلم - لرجل مغضَبٍ قد احمرّ وجهُه -: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فقال الصحابة للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون (1) .
ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِْنسُ يَمُوتُونَ (2) .
وقوله صلى الله عليه وسلم - في استفتاح صلاة التطوع -: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيراً - ثَلاَثَ مِرَارٍ - وَالْحَمْدُ لِلّهِ كَثِيراً - ثَلاَثَ مِرَارٍ - وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً - ثَلاَثَ مِرَارٍ - اللهُمَّ إِني أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ، قلت - القائل: جبير بن مُطعِم رضي الله عنه -: همزُه ونفثُه ونفخُه؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، برقم (3282) ، وفي موضعين آخرين، برقم (6048) وبرقم (6115) ، جميعها عن سليمان بن صُرَد رضي الله عنه. ومسلم بنحوه؛ كتاب: البر والصِّلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب، برقم (2615) ، عنه أيضاً.
(2) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: ُ چ 9: ِ، برقم (7383) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ومسلمٌ؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: التعوّذ من شرّ ما عُمل ومن شرّ ما لم يُعمل، برقم (2717) ، عنه أيضًا. واللفظ لمسلم.



قال صلى الله عليه وسلم: أَمَّا هَمْزُهُ: فَالْمَوْتَةُ (1) الَّتِي تَأْخُذُ ابْنَ آدَمَ، وَأَمَّا نَفْخُهُ: الْكِبْرُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ (2) .
هذا، وكما تشرع الاستعاذة بالله تعالى تحصناً في أي وقت من ليل أو نهار، كذلك فإن الشريعة المطهرة قد خصت مواضع بتأكد الاستعاذة، منها: عند الغضب، وعند افتتاح الصلاة، كما مرَّ بأدلته، كذلك فإنها تتأكد عند إرادة الشروع بتلاوة آيات من القرآن الكريم. قال تعالى: [النّحل: 98] {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *} . وفي ذلك حِكم بالغة أوجزها بما يلي:
- ... أن القرآن الكريم وهو شفاء للصدر وهداية للقلب، يشفي الله به الصدر مما علق به من الوساوس، فيصير القلب قابلاً للهداية فيتأثر بما يتلوه صاحبه من آيات الله، وتؤثر التلاوة عندها بمن يسمعها،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الموتة: أي الخَنْق، الذي يأخذ صاحبَ المس، والعياذ بالله تعالى.
(2) أخرجه أصحاب السنن:
- ... أبو داود؛ كتاب: الصلاة، باب: من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، برقم (775) ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وفي الكتاب عينه، باب: ما يُستفتح به الصلاة من الدعاء، برقم (764) ، عن جبير بن مُطعِم رضي الله عنه.
- ... الترمذي؛ كتاب: الصلاة، باب: ما يقول عند افتتاح الصلاة برقم (242) ، عن أبي سعيد رضي الله عنه. قال أبو عيسى: وحديث أبي سعيد رضي الله عنه أشهر حديث في هذا الباب. اهـ.
- ... والنَّسائي؛ في الصلاة، كتاب: الافتتاح، باب: نوع آخر من الذكر بين افتتاح الصلاة وبين القراءة، عنه أيضاً.
- ... وابن ماجهْ؛ كتاب: أبواب إقامة الصلوات والسنن فيها، باب: الاستعاذة في الصلاة، برقمي (807) و (808) ، الأول عن جبير، والثاني عن ابن مسعود رضي الله عنهما.
- ... وقد أخرجه أحمد في مسنده؛ (4/80) ، من حديث جبير بن مُطعِم رضي الله عنه، وفي مسند أحمد أيضًا (5/253) ، من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه لكنْ في آخره: «شِرْكِهِ» بدل «وَنَفْثِهِ» .




ويمكن إذ ذاك تمكُّن الهداية في النفس وبقاؤها مانعة للنفس عن الشهوات، وحاجزة للفكر عن الشبهات، لذا، فإن الشيطان الرجيم سرعان ما يغيظه ذلك، فيهرع لشغل القارئ والسامع عن ذلك الانتفاع حسداً من عند نفسه، وحجزاً للمؤمن عن الهداية، فإذا استعاذ المؤمن صرف الله كيد الشيطان وأذن بالهداية وشفاء الصدر للمؤمن ولم ينتفع بالتلاوة غيره، ولله الحمد والمنة. قال تعالى: [الإسرَاء: 45] {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا *} . وقال سبحانه وتعالى: [فُصّلَت: 44] { ... قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً ... *} .
- ... ومن الأحوال أيضاً التي تتأكد فيها مشروعية التعوّذ أيضاً حدوث نزغ من الشيطان، أو طائف منه، (وهو إحداث الإفساد بفعل الغضب) ، قال تعالى: [الإسرَاء: 53] {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِيناً *} . وقال سبحانه: [الأعرَاف: 200-201] {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ *} .
فائدة:
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: قال الله تعالى: [الأعرَاف: 199-200] {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ *وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *} وقال تعالى: [المؤمنون: 96-97] {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ *وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *} وقال تعالى: [فُصّلَت: 34-36] {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ *وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} .
قال رحمه الله: [فهذه ثلاث آيات (1) ليس لهن رابعة في معناها، وهو أن الله يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيِّ والإحسان إليه ليردَّه عنه طبعُه الطيبُ الأصلِ، بالموادّة والمُصافاة، ويأمر سبحانه بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالةَ، إذ لا يقبل مصانعة ولا إحساناً، ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدة العداوة بينه وبين ابيه آدم من قبلُ....] اهـ. من كلام الإمام رحمه الله (2) .
- ... كما يشرع التعوّذ بالله، عند إرادة دخول الخلاء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، قال: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (3) .
- ... وعند سماع نباح الكلاب، أو نهيق الحُمُر - في الليل خاصةً -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) يعبّر السلف رحمهم الله عن الموضع من القرآن بالآية، وإن كان قد حوى أكثر من آية فيما اصطلح عليه من مطالع الآيات ومقاطعها، ومن ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما: أخوف آية في القرآن: [الزّلزَلة: 7-8] {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ *} ، فقد أطلق تسمية آية على هذا النص، وفيه آيتان كما لا يخفى.
(2) انظر: تفسير القرآن العظيم، للإمام ابن كثير رحمه الله. ص 730 ط: بيت الأفكار الدولية.
(3) متفق عليه، من حديث أنس رضي الله عنه؛ البخاريُّ، في موضعين، الأول: في كتاب الوضوء، باب: ما يقول عند الخلاء، برقم (142) ، والثاني: في كتاب الدعوات، باب: الدعاء عند الخلاء، برقم (6322) . ومسلم؛ كتاب الحيض، باب: ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، برقم (375) .




وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: « ... وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ [فَإِنَّهُ رَأَى] شَيْطَاناً ... » (1) الحديث. ولقوله عليه الصلاة والسلام: «إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلاَبِ وَنَهِيقَ الْحُمُرِ بِاللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ، فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لاَ تَرَوْنَ» (2) .
- ... هذا، ومما يحسن ختم صنوف التعوذ به، الاستعاذة بالله تعالى من أن يتسلط الشيطان على نفس المؤمن عند النزع الأخير، فيُخْتَمُ له بخاتمة السوء، عياذاً بالله، لذا فقد شُرِع التعوذ بالله تعالى من ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « ... وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِيَ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ ... » (3) .
هذا، ومما يحسن إيراده في هذا المقام ما ذكره عبد الله بن أحمد ابن حنبل - رحمهما الله - قال: لما حضرَتْ أبي الوفاةُ جلست عنده، وبيدي الخرقة لأَِشُدَّ بها لَحْييه، فجعل يغرق ثم يفيق، ثم يفتح عينيه ثم يقول بيده هكذا - مشيراً بالنفي -: (لا، بَعْد) (لا، بَعْد) (لا، بَعْد) ، ثلاث مرات، ففعل هذا مرةً وثانية، فلما كان في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) جزء من حديث متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ومطلع الحديث: «إِذَا سَمِعْتُم صِيَاحَ الدِّيَكَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا» . ... أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الخلق باب: خير مال المسلم غنم ... ، برقم (3303) . ومسلم؛ كتاب: الذّكر والدعاء، باب: استحباب الدعاء عند صياح الديك، برقم (2729) . وما بين معقوفين من لفظِ مرويِّ البخاري رحمه الله.
(2) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: نهيق الحمير ونباح الكلاب، برقم (5103) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. والترمذيُّ؛ كتاب: الدعوات، باب: ما يقول إذا سمع نهيق الحمار، برقم (3459) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
(3) هذا جزء من حديث، أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب: في الاستعاذة، برقم (1552) عن أبي اليَسَر رضي الله عنه.




الثالثة قلت له: يا أبت، أي شيءٍ هذا قد لهجتَ به في هذا الوقت؟ تغرق حتى نقولَ قد قضيتَ، ثم تعود فتقول: (لا، بعد) ، فقال: يابنيّ ما تدري؟ فقلت: لا، فقال: إبليس لعنه الله قائم حذائي عاضّ على أنامله، يقول لي: يا أحمد فُتَّنِي - أي: تركتني؟! - وأنا أقول له: لا، بعد حتى أموت. وقال صالح بن أحمد: جعل أبي يحرك لسانه إلى أن توفي (1) .
هذا، ومما يشرع في التحصين بذكر الله تعالى تحصينُ الولد والأهل والمال والبيت، ومن ذلك، ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ به الحسن والحسين رضي الله عنهما، ويقول: إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ - عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ -: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ (2) . ومن تحصين الأهل والولد معاً ما يدعو به المؤمن عند إتيان أهله (زوجه) ، كما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتى أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَداً، [وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ] (3) . ومما يحصَّن به المولود أيضاً التأذين في أُذنه حين الولادة، كما: أَذَّنَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) انظر: أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، لعبد الغني الدقر، ص298.
(2) أخرجه البخاري؛ كتاب: أحاديث الأنبياء عليهم السلام، بابٌ بعد بابِ [الصَّافات: 94] {يَزِفُّونَ *} : النَّسَلان في المشي، برقم (3371) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. ... و «هامّة» ، بالتشديد - كما في الرواية -: هي واحدة الهوام، وهي ذات السموم، وقيل: دواب الأرض التي تهمّ بأذى الناس، وهذا مما لا يصح نفيه إلا إن أُريد به أنها لا تضر بذواتها، وإنما تضر إذا أراد الله إيقاع الضرر بمن أصابته، انظر: فتح الباري: (10/241) .
(3) متفق عليه، من حديث عبد الله بن العباس رضي الله عنهما؛ أخرجه البخاري؛ كتاب: الوضوء، باب: التسمية على كل حال وعند الوِقاع، برقم (141) ، وفي مواضع عدة من صحيحه. ومسلم؛ كتاب: النكاح، باب: ما يستحب أن يقوله عند الجِماع، برقم (1434) ، وما بين معقوفين زيادة عند البخاري رحمه الله.




النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُذُنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاَةِ (1) . ولعل الحكمة في ذلك: أن تسبق كلمةُ التوحيد إلى قلب المولود، قبل أن ينخسه الشيطان أو ينزغه، أو يطعنه - يمسه - في جنبيه بأصبعه، فإذا سمع النداء للصلاة استقرت كلمة التقوى في قلبه، وعلَتْ روحَه، فلا يجتاله الشيطان عن الفطرة التي فُطر عليها، ولا يتسلط عليه بعد ذلك ولا يضره، كما في الحديث الشريف المذكور آنفًا.
ومن تحصين المال، قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إذا رأى المؤمن مالاً له فأعجب به. قال تعالى: [الكهف: 39] {وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ} .
ثانياً: وأما الأذكار التي يشرع قولها بغية تحصين المؤمن نفسه في أحوال متغايرة يتقلب فيها في حياته الدنيا، فهي أوسع من أن تذكر في مقامنا هذا؛ لذا فسوف أقتصر على مهماتها، وإن شئت توسعاً فدونك كتب الأذكار، ففيها شفاء العليل وإرواء الغليل (2) . ومن ذلك:
الأذكار المتعلقة بالنوم، ومنها:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
1- ... تلاوة آية الكرسي [أعظم آية في كتاب الله، وسيدة آي القرآن] .
(1) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: في المولود يؤذّن في أذنه، برقم (5105) ، عن أبي رافع رضي الله عنه. والترمذي؛ كتاب: الأضاحي، باب: الأذان في أذن المولود، برقم (1514) ، عنه أيضاً، وقال الترمذي: هذا حسن صحيح. اهـ. وقال شمس الحق العظيم آبادي: ( «بالصلاة» ، أي: بأذان الصلاة، وهو متعلق بـ «أذَّن» ، والمعنى: أذّن بمثل أذان الصلاة، وهذا يدل على سُنّية الأذان في أذن المولود) . اهـ. انظر: عون المعبود (14/7) .
(2) العمدة في ذلك مُصنَّف «الأذكار» ، للإمام النووي رحمه الله، وقد جمعت طائفة منها في مؤلّفي المسمى بـ «منتقى الأذكار» ، فانظره - إن أحببت -.



لما جاء في رواية استحفاظ النبي صلى الله عليه وسلم أبي هريرة لزكاة رمضان، وقد أنبأه آتٍ أتاه يحثو من مال الصدقة مرات عدة - وهو يَعِدُ بألا يعود، ثم هو يعود - بقوله: إذا أويتَ إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه: صَدَقَكَ، وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ (1) .
2- ... تلاوة خواتيم سورة البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ..} إلى آخر السورة الكريمة [البقرة 285-286] . وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الآْيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؛ مَنْ قَرَأَ بِهِمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ (2) .
3- ... تلاوة سورة (الكافرون) ، لقوله عليه الصلاة والسلام: اقْرَأْ: [الكافِرون: 1] {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ (3) .
4- ... النفْث في اليدين - الكفَّين -، مع قراءة سورة الإخلاص والمعوّذتين، وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك، فَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدِهِ وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ (4) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1) سبق تخريجه ص 120 بالهامش ذي الرقم (1) .
(2) سبق تخريجه ص 120، بالهامش ذي الرقم (2) .
(3) سبق تخريجه ص 118، بالهامش ذي الرقم (1) .
(4) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: التعوذ والقراءة عند المنام. برقم (5017) ، عن عائشة رضي الله عنها، وبرقم (6319) ، عنها أيضاً، والمختار الثانية. ... النفث: نفخ لطيف مع قليل من الريق. وسورة الإخلاص مع المعوّذتين، تسمى جميعًا المعوِّذات، كما وردت بذلك الرواية عند أبي داود رحمه الله، برقم (1523) ، عن عقبةَ بنِ عامرٍ رضي الله عنه: «أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ» .




5- ... التكبير أربعاً وثلاثين، والحمد ثلاثاً وثلاثين، والتسبيح ثلاثاً وثلاثين، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة رضي الله عنهما: إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، فَكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ (1) .
6- ... ومن ذلك، إِسْباغُ الوضوءِ، وَالاضْطِجاع على الشِّق الأيمن، مع قول: اللهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ (2) .
* ... ومن الأحوال، لو رأى المؤمن حُلْماً يكرهه، فَهِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ. فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرِّهَا، ثُمَّ [لِيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثاً] ، وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا أَحَداً، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ (3) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) أخرجه البخاري في مواضع عدة، منها: كتاب: فرض الخُمُس، باب: ما ذكر عن دِرع النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (3113) ، عن علي رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: التسبيح أول النهار وعند النوم، برقم (2727) ، عنه أيضاً.
(2) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: ما يقول إذا نام، برقمي (6311) و (6313) ، عن البراء بن عازب رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: ما يقول عند النوم، برقم (2710) ، عنه أيضاً. واللفظ المختار - لنصِّ الدعاء - هو للبخاري.
(3) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: التعبير، باب: الرؤيا من الله تعالى، برقم (6985) ، عن أبي سعيد رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الرؤيا، برقم (2261) ، عن أبي سلمة رضي الله عنه، وما بين معقوفين زيادة عند مسلم.



b ... ومن ذلك، لو وجد وسوسةَ خُِنْزَب - وهو شيطان اختص بالوسوسة في الصلاة -، فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يتفُلُ عن يساره ثلاثاً، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم مرشداً عثمان بن أبي العاص، حين شكا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تلبيس شيطانٍ عليه صلاتَه: ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خُِنْزَب، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفُلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثاً، قال عثمان: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني (1) .
b ... ومن الأحوال، فيما لو تعسّر مركوبه، كالسيارة مثلاً، فإنه ينبغي للمؤمن ألا يعمد إلى لعن المركوب، فإن الأمر عندها قد يزداد صعوبة، وقد يستحوذ الشيطان على الراكب، فقد قال صلى الله عليه وسلم في دابة تعسرت، فلعنتها امرأة في سفرٍ: ضَعُوا عَنْهَا، فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ (2) . والمشروع في مثل هذه الحال أن يقول: اللهُمَّ لاَ سَهْلَ إِلاَّ مَا جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلاً (3) .
b ... ومن أحوال المؤمن في السفر، أن ينزل منزلاً ليبيت فيه، فإن نزله فليقل: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَق (4) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: التعوّذ من شيطان الوسوسة في الصلاة، برقم (2203) ، عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه.
(2) أخرجه أبو داود؛ كتاب الجهاد، باب: النهي عن لعن البهيمة، برقم (2561) ، عن عمران بن حُصين رضي الله عنه.
(3) أخرجه ابن حبان في «صحيحه» ، برقم (970) ، عن أنس رضي الله عنه. وابن السنيّ في «عمل اليوم والليلة» ، برقم (353) . والحَزْن: هو ما غَلُظ من الأرض.
(4) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: في التعوّذ من سوء القضاء ... ، برقم (2708) ، عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها.




فلو دخل بلدة أو قرية، قال: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَْرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ، أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ، وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَخَيْرَ مَا فِيها، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ أَهْلِهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا (1) .
b ... ومن أحوال المؤمن الغضب، فلو اجتهد - إذْ غَضِب - أن يعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لجارية بن قدامة رضي الله عنه، بقوله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرارٍ: لاَ تَغْضَبْ (2) ، فإنْ تملّكه غضب شديد، فعليه إذ ذاك بالمبادرة إلى قول: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم (3) .
هذا، وإنَّ غَضَبَ المؤمن ينبغي أن يكون لله تعالى، فلا يغضب لأمر من أمور الدنيا، ولا ينتقم لنفسه، بل له في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، إِلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ، فَيَنْتَقِم للهِ بِهَا (4)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) رواه النَّسائي في «الكبرى» ، برقم (8827) .
(2) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: الحذر من الغضب، برقم (6116) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) متفق عليه من حديث سليمان بن صُرَدٍ رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: الحذر من الغضب، برقم (6115) ، ومسلم؛ كتاب: البِرِّ والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب ... ، برقم (2610) .
(4) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب المناقب، باب: صفة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (3560) ، عن عائشة رضي الله عنها، ومسلم؛ كتاب: الفضائل، باب: مُباعدتِه صلى الله عليه وسلم للآثام....، برقم (2327) ، عنها أيضاً، واللفظ للبخاري.




* ... ومن ذلك وقوعه في كربٍ وهمٍّ في معاش أو مرضٍ أو تسلُّطِ عدوٍّ-، فيُشرَع له أن يقول: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (1) .
* ... ومن الأحوال إن أصاب المؤمنَ شيء يكرهه، فاستقر في ذهنه أنه قد ترتب ذلك على أمر كان قد فعله، فتمنى أن لم يكن قد فعله، كي لا يصيبه ما يكره. فعند ذلك يحصّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهيه عن قول «لو» ويرشده قائلاً:....وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ (2) .
* ... ولو اشتكى المؤمن مرضاً فليَرْقِ نفسه، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ» (3) ، قيل للزُّهري رحمه الله: كيف ينفث؟ قال: (كَانَ يَنْفُثُ عَلَى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) أخرجه البخاري في عدة مواضع، منها كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند الكرب، برقم (6345) ، عن ابن عباس رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: دعاء الكرب، برقم (2730) ، عنه أيضاً. واللفظ المختار للبخاري.
(2) أخرجه مسلم؛ كتاب: القدَر، باب: في الأمر بالقوة وترك العجز، برقم (2664) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: فضل المعوّذات، برقم (5016) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: رقية المريض بالمعوّذات والنَّفْث، برقم (2192) ، عنها أيضاً.




يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا عَلَى وَجْهِهِ) (1) الأنور صلى الله عليه وسلم (2) .
* ... وإن آلمه موضع من جسده، فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى الَّذِي يَأْلَمُ مِنْ جَسَدِهِ، وَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ - ثَلاَثاً -، وَلْيَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ (3) .
* ... فلو خاف المؤمن أن يُفتَن في دينه - نسأل الله العفو والعافية - جرّاء ضرٍّ شديد أصابه، فلم يُطِق تحمُّلَه، فليتبع إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم له بقوله: لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْراً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْراً لِي (4) .
* ... فلو مرض فغلب على ظنه أنه مرض الموت - أسأل الله لي ولك حسن الخاتمة - فليتلُ كما تلا النبي صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته صلى الله عليه وسلم قولَه تعالى: [النِّسَاء: 69] { ... مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) قول الإمام الزُّهري رحمه اللهذكره النووي في «الأذكار» ، كتاب: أذكار المرض والموت.
(2) هذه صفة من صفات حُسْن وجه النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الآثار، ومن ذلك قول كعب بن مالك رضي الله عنه: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ» . انظر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مفصلة في كتاب: المناقب من صحيح البخاري، وكتاب الفضائل من صحيح مسلم، وفي غيرهما من كتب السنة الشريفة. كذلك ما أُفرِد في بيان صفته صلى الله عليه وسلم، نحو: صفة النبي صلى الله عليه وسلم للإمام النووي رحمه الله.
(3) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء، برقم (2202) ، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه.
(4) أخرجه البخاري؛ كتاب: المرضى، باب: نهي تمني المريض للموت، برقم (5671) ، عن أنس رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب الذِّكر والدعاء، باب: كراهة تمني الموت، برقم (2680) ، عنه أيضاً. واللفظ للبخاري.



وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا *} (1) ، وليقل: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَْعْلَى (2) . وليكن آخر كلامه، لا إله إلا الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ (3) .
هذا، وقد اقتصرت بالأحوال التي يتقلب بها المؤمن في حياته على ما رأيتَ، أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياك للتحصن بذكره في جميع أحوالنا، وأن يُذهِب عنا رجز الشيطان ويُضعف كيده، ويُخزي جنده ويُعدم سلطانه، وأن يمتن الله عزّ وجلّ علينا فيوفقنا لأن نكون من عباده المخلَصين. آمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) أخرجه البخاري؛ كتاب: المغازي، باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، برقم (4435) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: فضائل الصحابة، باب: في فضل عائشة رضي الله عنها، برقم (2444) ، عنها أيضاً.
(2) البخاري؛ في الموضع السابق، برقم (4440) عن عائشة أيضاً رضي الله عنها.
(3) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الجنائز، باب: في التلقين، برقم (3116) ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وللحديث - في صحيح ابن حبان - شاهدٌ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، برقم (719) .


الكتاب: التحصين من كيد الشياطين
المؤلف: د خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي




 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم

رد مع اقتباس
قديم 18 Apr 2018, 01:52 AM   #2
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 11,240 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: التحصينات الواقية 1



جزاك الله خير ..


 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس
قديم 18 Apr 2018, 08:49 AM   #3
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو خالد
أبو خالد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم :  21
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل : Cadetblue
رد: التحصينات الواقية 1



شاكر مرورِك جزاكِ الله خير


 
 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم


رد مع اقتباس
قديم 20 Apr 2018, 02:06 PM   #4
سلطانه
وسام الشرف
SULTANA


الصورة الرمزية سلطانه
سلطانه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 19311
 تاريخ التسجيل :  Jan 2018
 أخر زيارة : 06 Nov 2023 (09:05 PM)
 المشاركات : 1,395 [ + ]
 التقييم :  20
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Black
رد: التحصينات الواقية 1



جزاك الله خير


 

رد مع اقتباس
قديم 22 Apr 2018, 07:53 AM   #5
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو خالد
أبو خالد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم :  21
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل : Cadetblue
رد: التحصينات الواقية 1



شاكر مرورِك جزاكِ الله خير


 
 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 06:02 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي