اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : روى الإمام مسلم عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ وروى الإمام الطبراني عن عبدالله ابن عمررضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضانَ وأتبعه ستًّا من شوَّالٍ خرج من ذنوبِه كيومِ ولدته أمُّه ) .

اللهم ربنا تقبل منا الصيام والصلاة والقرآن والقيام والدعاء وسائر صالح الأعمال ،وأجعلنا ممن قام ليلة القدر واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين وكل عام ونحن وجميع المسلمين في خيرورخاء وصحة وعافية وسعادة وأمن وأمان .


           :: صورة عجيبة.. هل توجد عناكب عملاقة فوق المريخ ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: اكتشاف على كوكب المريخ يثير حيرة العلماء . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : الوطن نعمته وأمانه - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: حلم (آخر رد :hoor)       :: أكثر شيء يحسدوننا اليهود عليه ثلاثة أشياء . (آخر رد :شبوه نت)       :: خطبة جمعة : أحب الأعمال إلى الله - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: بالصور: اكتشاف تاريخي لجيمس ويب.. العثور على المادة الأولى للحياة . (آخر رد :ابن الورد)       :: ناسا تكشف: أول دليل على احتمال وجود حياة فوق المريخ . (آخر رد :ابن الورد)       :: طاقية الإخفاء أصبحت حقيقة.. ابتكار أول درع للتخفي (آخر رد :ابن الورد)       :: أخطر جمعية سحر أسود بالعالم أعضاؤها أعظم سحرة الكون..في "الفجر الذهبي" (آخر رد :طالب علم)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) للكتب والأبحاث العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 Apr 2010, 04:04 AM   #21
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


لك من الله من شيء يا عباس عم رسول الله لا أملك لك من الله من شيء وفي الصحيح أيضا لا ألفين أحدكم يأتي يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء أو شاة لها يعار أو رقاع تخفق فيقول أغثني أغثني فأقول قد أبلغتك لا أملك لك من الله من شيء # فيعلم من هذا أن قوله ولا يملكون من دونه الشفاعة ولا يملكون منه خطابا على مقتضاه وأن قوله في الآية ^ لا يملكون منه ^ كقوله صلى الله عليه وسلم لا أملك لكم من الله من شيء وهو كقول إبراهيم لابيه ^ وما أملك لك من الله من شيء ^ # وهذه الآية تشبه قوله تعالى ^ رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ^ فإن هذا مثل قوله ^ يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي قولا ^ ففي الموضعين اشترط إذنه فهناك ذكر القول الصواب وهنا ذكر أن يرضى قوله ومن قال الصواب رضي الله قوله فإن الله إنما يرضى بالصواب & الشفاعة لله & #102 وقد ذكروا في تلك الآية قولين # أحدهما أنه الشفاعة أيضا كما قال ابن السائب لا يملكون شفاعة إلا بإذنه والثاني لا يقدر الخلق على أن يكلموا الرب إلا بإذنه قال مقاتل كذلك قال مجاهد لا يملكون منه خطابا قال كلاما هذا من تفسيره الثابت عنه وهو من أعلم أو أعلم التابعين بالتفسير

# قال الثوري إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به وقال عرضت المصحف على ابن عباس أقفه عند كل آية وأسأله عنها وعليه اعتمد الشافعي وأحمد والبخاري في صحيحه # وهذا يتناول الشفاعة أيضا # وفي قوله لا يملكون منه خطابا لم يذكر استثناء فإن أحدا لا يملك من الله خطابا مطلقا إذ المخلوق لا يملك شيئا يشارك فيه الخالق كما قد ذكرناه في قوله ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة أن هذا عام مطلق فإن أحدا ممن يدعى من دونه لا يملك الشفاعة بحال ولكن الله إذا أذن لهم شفعوا من غير أن يكون ذلك مملوكا لهم وكذلك قوله ^ لا يملكون منه خطابا ^ هذا قول السلف وجمهور المفسرين # وقال بعضهم هؤلاء هم الكفار لا يملكون مخاطبة الله في ذلك اليوم قال ابن عطية قوله ^ لا يملكون ^ الضمير للكفار أي لا يملكون من إفضاله وإكماله أن يخاطبوه بمعذرة ولا غيرها وهذا مبتدع وهو خطأ محض # والصحيح قول الجمهور والسلف أن هذا عام كما قال في آية اخرى ^ وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ^ وفي حديث التجلي الذي في الصحيح لما ذكر مرورهم على الصراط قال صلى الله عليه وسلم ولا يتكلم أحد إلا الرسل ودعوى الرسل اللهم سلم سلم فهذا في وقت المرور على الصراط وهو بعد الحساب والميزان فكيف بما قبل ذلك # وقد طلبت الشفاعة من أكابر الرسل وأولي العزم وكل يقول إن

ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني فعلت كذا وكذا نفسي نفسي نغمى فإذا كان هؤلاء لا يتقدمون إلى مخاطبة الله تعالى بالشفاعة فكيف بغيرهم # وأيضا فإن هذه الآية مذكورة بعد ذكر المتقين وأهل الجنة وبعد أن ذكر الكافرين فقال ^ إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا جزاء من ربك عطاء حسابا رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا ^ ثم قال ^ يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ^ فقد أخبر أن الروح والملائكة يقومون صفا لا يتكلمون وهذا هو تحقيق قوله ^ لا يملكون منه خطابا ^ والعرب تقول ما أملك من أمر فلان أو من فلان شيئا أي لا أقدر من أمره على شيء وغاية ما يقدر عليه الإنسان من أمر غيره ولو بالسؤال # فهم في ذلك الموطن لا يملكون من الله شيئا ولا الخطاب فإنه لا يتكلم أحد إلا بإذنه ولا يتكلم إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا قال تعالى ^ إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ^ فقد أخبر الخليل أنه لا يملك لأبيه من الله من شيء فكيف غيره # وقال مجاهد أيضا إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا قال حقا في الدنيا وعملا به رواه والذي قبله عبد بن حميد وروى عن عكرمة وقال صوابا قال الصواب قول لا إله إلا الله

# فعلى قول مجاهد يكون المستثنى من أبى بالكلم الطيب والعمل الصالح # وقوله في سورة طه ^ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ^ فإذا جعلت هذه مثل تلك فتكون الشفاعة هي الشفاعة المطلقة وهي الشفاعة في الحسنات وفي دخول الجنة كما في الصحيحين أن الناس يهتمون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا على ربنا حتى يرحمنا من مقامنا هذا فهذا طلب الشفاعة للفصل بينهم # وفي حديث الشفاعة أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن فهذه شفاعة أهل الجنة ولهذا قيل إن هاتين الشفاعتين مختصتان بمحمد صلى الله عليه وسلم ويشفع غيره في العصاة # فقوله ^ يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ^ يدخل فيها الشفاعة في أهل الموقف عموما وفي أهل الجنة وفي المستحقين للعذاب وهو سبحانه في هذه وتلك لم يذكر العمل إنما قال وقال صوابا وقال ورضي له قولا لكن قد دل الدليل على أن القول الصواب المرضي لا يكون صاحبه محمودا إلا مع العمل الصالح لكن نفس القول مرضي فقد قال الله ^ إليه يصعد الكلم الطيب ^ # وذكر البغوي وأبو الفرج ابن الجوزي وغيرهما في قوله ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ^ قولين أحدهما أن المستثنى هو شافع ومحل من الرفع والثاني هو المشفوع له # قال أبو الفرج في معنى الآية قولان أحدهما أنه أراد ب ^ الذين يدعون

من دونه ^ آلهتهم ثم استثنى عيسى وعزيرا والملائكة فقال ^ إلا من شهد بالحق ^ وهو شهادة أن لا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم قال وهذا مذهب الأكثرين منهم قتادة # والثاني أن المراد ب ^ الذين يدعون ^ عيسى وعزيرا والملائكة الذين عبدهم المشركون لا يملك هؤلاء الشفاعة لأحد ^ إلا من شهد بالحق ^ وهي كلمة الإخلاص ^ وهم يعلمون ^ أن الله خلق عيسى وعزيرا والملائكة وهذا مذهب قوم منهم مجاهد # وقال البغوي ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق ^ هم عيسى وعزير والملائكة فإنهم عبدوا من دون الله ولهم الشفاعة وعلى هذا تكون من محل رفع وقيل من في محل خفض وأراد بالذين يدعون عيسى وعزيرا والملائكة يعني أنهم لا يملكون الشفاعة إلا لمن شهد بالحق قال والأول أصح # قلت قد ذكر جماعة قول مجاهد وقتادة منهم ابن أبي حاتم روى بإسناده المعروف عن مجاهد على شرط الصحيح عن مجاهد قوله ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ^ عيسى وعزيرا والملائكة يقول لا يشفع عيسى وعزير والملائكة ^ إلا من شهد بالحق يعلم ^ الحق هذا لفظه جعل شفع متعديا بنفسه وكذلك لفظ # وعلى هذا فيكون منصوبا لا يكون مخفوضا كما قاله البغوي فإن الحرف الخافض إذا حذف انتصب الاسم ويكون على هذا يقال شفعته وشفعت له كما يقال نصحته ونصحت له وشفع أي صار شفيعا للطالب أي لا يشفعون طالبا ولا يعينون طالبا ^ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ^ أن الله ربهم

# وروى بإسناده عن قتادة ^ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ^ الملائكة وعيسى وعزير أي أنهم قد عبدوا من دون الله ولهم شفاعة عند الله ومنزلة # قلت كلا القولين معناه صحيح لكن التحقيق في تفسير الآية أن الاستثناء منقطع ولا يملك أحد من دون الله الشفاعة مطلقا لا يستثنى من ذلك أحد عند الله فإنه لم يقل ولا يشفع أحد ولا قال لا يشفع لأحد بل قال ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ^ وكل من دعي من دون الله لا يملك الشفاعة ألبتة # والشفاعة بإذن ليست مختصة بمن عبد من دون الله # وسيد الشفعاء صلى الله عليه وسلم لم يعبد كما عبد المسيح وهو مع هذا له شفاعة ليست لغيره فلا يحسن أن تثبت الشفاعة لمن دعي من دون الله دون من لم يدع # فمن جعل الاستثناء متصلا فإن معنى كلامه أن من دعى من دون الله لا يملك الشفاعة إلا أن يشهد بالحق وهو يعلم أو لا يشفع إلا لمن شهد بالحق وهو يعلم ويبقى الذين لم يدعوا من دون الله لم تذكر شفاعتهم لأحد وهذا المعنى لا يليق بالقرآن ولا يناسبه وسبب نزول الآية يبطله أيضا & معنى ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ^ & #103 وأيضا فقوله ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ^ يتناول كل معبود من دونه ويدخل في ذلك الأصنام فإنهم كانوا يقولون هم يشفعون لنا قال تعالى ^ ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:05 AM   #22
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض ^ # فإذا قيل إنه استثنى الملائكة والأنبياء كان في هذا إطماع لمن عندهم أن معبوديهم من دون الله يشفعون لهم وهذا مما يبين فساد القول المذكور عن قتادة # فإنه إذا كان المعنى أن المعبودين لا يشفعون إلا إذا كانوا ملائكة أو أنبياء كان في هذا إثبات شفاعة المعبودين لمن عبدوهم إذا كانوا صالحين والقرآن كله يبطل هذا المعنى ولهذا قال تعالى ^ وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ^ وقال تعالى ^ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ^ فبين أنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الرب فعلم أنه لا بد أن يؤذن لهم فيمن يشفعون فيه وأنهم لا يؤذن لهم إذن مطلق # وأيضا فإن في القرآن إذا نفي الشفاعة من دونه نفاها مطلقا فإن قوله ^ من دونه ^ إما أن يكون متصلا بقوله ^ يملكون ^ أو بقوله ^ يدعون ^ أو بهما فالتقدير لا يملك الذين يدعونهم الشفاعة من دونه أو لا يملك الذين يدعونهم من دونه أن يشفعوا وهذا أظهر لأنه قال ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ^ فأخر الشفاعة وقدم من دونه # ومثل هذا كثير في القرآن يدعون من دون الله ويعبدون من دون

الله كقوله ^ ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ^ وقوله ^ ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك ^ # بخلاف ما إذا قيل لا يملك الذين يدعون الشفاعة من دونه فإن هذا لا نظير له في القرآن واللفظ المستعمل في هذا أن يقال لا يملك الذين يدعون الشفاعة إلا بإذنه أو لمن ارتضى ونحو ذلك لا يقال في هذا المعنى من دونه فإن الشفاعة هي من عنده فكيف تكون من دونه لكن قد تكون بإذنه وقد تكون بغير إذنه # وأيضا فإذا قيل ^ الذين يدعون ^ مطلقا دخل فيه الرب تعالى فإنهم كانوا يدعون الله ويدعون معه غيره ولهذا قال ^ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ^ # والتقدير الثالث لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة من دونه وهذا أجود من الذي قبله ولكن يرد عليه ما يرد على الأول & من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه & #104 ومما يضعفهما أن الشفاعة لم تذكر بعدها صلة لها بل قال ^ لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ^ ففي ملكهم الشفاعة مطلقا وهذا هو الصواب وأن كل من دعي من دون الله لا يملك الشفاعة فإن المالك للشيء هو الذي يتصرف فيه بمشيئته وقدرته والرب تعالى لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه فلا يملك أحد من المخلوقين الشفاعة بحال ولا يقال في هذا ^ إلا بإذنه ^ إنما يقال ذلك في الفعل فيقال ^ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ^

# وأما في الملك فلا يمكن أن يكون غيره مالكا لها فلا يملك مخلوق الشفاعة بحال ولا يتصور أن يكون نبي فمن دونه مالكا لها بل هذا ممتنع كما يمتنع أن يكون خالقا وربا وهذا كما قال ^ قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ومالهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير ^ فنفى الملك مطلقا ثم قال ^ ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ^ فنفى نفع الشفاعة إلا لمن استثناه لم يثبت أن مخلوقا يملك الشفاعة بل هو سبحانه له الملك وله الحمد لا شريك له في الملك قال تعالى ^ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا ^ # ولهذا لما نفى الشفعاء من دونه نفاهم نفيا مطلقا بغير استثناء وإنما يقع الاستثناء إذا لم يقيدهم بأنهم من دونه كما قال تعالى ^ وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع ^ وكما قال تعالى ^ وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع ^ وكما قال تعالى ^ مالكم من دونه من ولي ولا شفيع ^ فلما قال من دونه نفى الشفاعة مطلقا وإذ ذكر بإذنه لم يقل من دونه كقوله ^ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ^ وقوله ^ ما من شفيع إلا من بعد إذنه ^ & القرآن متشابه ومثاني & #105 فمن تدبر القرآن تبين له أنه كما قال تعالى ^ الله نزل أحسن

الحديث كتابا متشابها مثاني ^ يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا ليس بمختلف ولا بمتناقض ^ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ^ # وهو مثاني يثني الله فيه الأقسام ويستوفيها # والحقائق إما متماثلة وهو المتشابه وإما مماثلة وهي الأصناف والأقسام والأنواع وهي المثاني # والتثنية يراد بها جنس التعديد من غير اقتصار على اثنين فقط كما في قوله تعالى ^ ارجع البصر كرتين ^ يراد به مطلق العدد كما تقول قلت له مرة بعد مرة تريد جنس العدد وتقول هو يقول كذا ويقول كذا وإن كان قد قال مرات كقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جعل يقول بين السجدتين رب اغفر لي رب اغفر لي لم يرد أن هذا قاله مرتين فقط كما يظنه بعض الناس الغالطين بل يريد أنه جعل يثني هذا القول ويعدده ويكرره كما كان يثني لفظ التسبيح # وقد قال حذيفة رضي الله عنه في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم إنه ركع نحوا من قيامه يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم وذكر أنه سجد نحوا من قيامه ويقول في سجوده رب اغفر لي رب اغفر لي # وقد صرح في الحديث الصحيح أنه أطال الركوع والسجود بقدر البقرة والنساء وآل عمران فإنه قام بهذه السور كلها وذكر أنه كان يقول سبحان

ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى فعلم أنه أراد بتثنية اللفظ جنس التعداد والتكرار لا الاقتصار على مرتين فإن الاثنين أول العدد الكثير فذكر أول الأعداد يعني أنه عدد هذا اللفظ لم يقتصر على مرة واحدة فالتثنية التعديد والتعديد يكون للأقسام المختلفة # وليس في القرآن تكرار محض بل لا بد من فوائد في كل خطاب # فالتشابه في النظائر المتماثلة والمثاني في الأنواع وتكون التثنية في المتشابه أي هذا المعنى قد ثنى في القرآن لفوائد أخر ف ( الثانى ) لأهل لا إله إلا الله & #106 والمقصود هنا أن قوله ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ^ قد تم الكلام هنا فلا يملك أحد من المعبودين من دون الله الشفاعة ألبتة ثم استثنى ^ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ^ فهذا استثناء منقطع والمنقطع يكون بالمعنى المشترك بين المذكورين فلما نفى ملكهم الشفاعة بقيت الشفاعة بلا مالك لها # كأنه قد قيل فإذا لم يملكوها هل يشفعون في أحد فقال نعم من شهد بالحق وهم يعلمون # وهذا يتناول الشافع والمشفوع له فلا يشفع إلا من شهد بالحق وهم يعلمون فالملائكة والأنبياء والصالحون وإن كانوا لا يملكون الشفاعة لكن إذا أذن الرب لهم شفعوا وهم لا يؤذن لهم في الشفاعة للمؤمنين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله فيشهدون بالحق وهم يعلمون لا يشفعون لمن قال هذه الكلمة تقليدا للآباء والشيوخ كما جاء الحديث الصحيح أن الرجل يسأل في قبره

ما تقول في هذا الرجل فأما المؤمن فيقول هو عبد الله ورسوله جاءنا بالبينات والهدى وأما المرتاب فيقول هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقتله فلهذا قال ^ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ^ # وقد تقدم قول ابن عباس يعني من قال لا إله إلا الله يعني خالصا من قلبه والأحاديث الصحيحة الواردة في الشفاعة كلها تبين أن الشفاعة إنما تكون في أهل لا إله إلا الله # وقد ثبت في صحيح البخاري أن أبا هريرة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال يا أبا هريرة لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قبل نفسه # فبين أن المخلص لها من قبل نفسه هو أسعد بشفاعته صلى الله عليه وسلم من غيره ممن يقولها بلسانه وتكذبها أقواله وأعماله # فهؤلاء هم الذين شهدوا بالحق شهدوا أن لا إله إلا الله كما شهد الله لنفسه بذلك وملائكته وأولوا العلم ^ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ^ # فإذا شهدوا وهم يعلمون كانوا من أهل الشفاعة شافعين ومشفوعا لهم فإن المؤمنين أهل التوحيد يشفع بعضهم في بعض كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الطويل حديث التجلي والشفاعة حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استيفاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين

في النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار وذكر تمام الحديث وسبب نزول الآية على ما ذكروه مؤيد لما ذكره # قال أبو الفرج ابن الجوزي سبب نزولها أن النضر بن الحرث ونفرا معه قالوا إن كان ما يقول محمد حقا فنحن نتولى الملائكة فهم أحق بالشفاعة من محمد فنزلت هذه الآية قاله مقاتل # وعلى هذا فيقصد أن الملائكة وغيرهم لا يملكون الشفاعة فليس توليكم إياهم واستشفاعكم بهم بالذي يوجب أن يشفعوا لكم فإن أحدا ممن يدعي من دون الله لا يملك الشفاعة ولكن ^ من شهد بالحق وهم يعلمون ^ فإن الله يشفع فيه # فالذي تنال به الشفاعة هي الشهادة بالحق وهي شهادة أن لا إله إلا الله لا تنال بتولي غير الله لا الملائكة ولا الأنبياء ولا الصالحين & من تشفع بغير الله & #107 فمن والى أحد من هؤلاء ودعاه وحج إلى قبره أو موضعه ونذر له وحلف به وقرب له القرابين ليشفع له لم يغن ذلك عنه من الله شيئا وكان من أبعد الناس عن شفاعته وشفاعة غيره فإن الشفاعة إنما تكون لأهل توحيد الله وإخلاص القلب والدين له ومن تولى أحدا من دون الله فهو مشرك # فهذا القول والعبادة الذي يقصد به المشركون الشفاعة يحرم عليهم الشفاعة فالذين عبدوا الملائكة والأنبياء والأولياء والصالحين ليشفعوا لهم كانت عبادتهم إياهم وإشراكهم بربهم الذي به طلبوا شفاعتهم به حرموا شفاعتهم وعوقبوا بنقيض قصدهم لأنهم اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا

# وكثير من أهل الضلال يظن أن الشفاعة تنال بهذه الأمور التي فيها شرك أو هي شرك خالص كما ظن ذلك المشركون الأولون وكما يظنه النصارى ومن ضل من المنتسبين إلى الإسلام الذين يدعون غير الله ويحجون إلى قبره أو مكانه وينذرون له ويحلفون به ويظنون أنه بهذا يصير شفيعا لهم قال تعالى ^ قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة ايهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ^ # قال طائفة من السلف كان أقوام يعبدون المسيح والعزير والملائكة فبين الله أنهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويله كما بين أنهم لا يملكون الشفاعة وهذا لا استثناء فيه وإن كان الله يجيب دعاءهم ثم قال ^ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ^ فبين أن هؤلاء المزعومين الذين يدعونهم من دون الله كانوا يرجون رحمة الله ويخافون عذابه ويتقربون إليه بالأعمال الصالحة كسائر عبادة المؤمنين وقد قال تعالى ^ ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ^ & ضلال الناس في الشفاعة & #108 وللناس في الشفاعة أنواع من الضلال قد بسطت في غير هذا الموضع # فكثير منهم يظن أن الشفاعة هي بسبب اتصال روح الشافع بروح المشفوع له كما ذكر ذلك أبو حامد الغزالي وغيره ويقولون من كان أكثر صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كان أحق بالشفاعة


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:06 AM   #23
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


من غيره وكذلك من كان أحسن ظنا بشخص وأكثر تعظيما له كان أحق بشفاعته

# وهذا غلط بل هذا هو قول المشركين الذين قالوا نتولى الملائكة ليشفعوا لنا يظنون أن من أحب أحدا من الملائكة والأنبياء والصالحين وتولاه كان ذلك سببا لشفاعته له وليس الأمر كذلك # بل الشفاعة سببها توحيد الله وإخلاص الدين والعبادة بجميع أنواعها له فكل من كان أعظم إخلاصا كان أحق بالشفاعة كما أنه أحق بسائر أنواع الرحمة فإن الشفاعة من الله مبدؤها وعلى الله تمامها فلا يشفع أحد إلا بإذنه وهو الذي يأذن للشافع وهو الذي يقبل شفاعته في المشفوع له & الشفاعة سبب من أسباب الرحمة & #109 إنما الشفاعة سبب من الأسباب التي بها يرحم الله من يرحم من عباده وأحق الناس برحمته هم أهل التوحيد والإخلاص له فكل من كان أكمل في تحقيق إخلاص لا إله إلا الله علما وعقيدة وعملا وبراءة وموالاة ومعاداة كان أحق بالرحمة # والمذنبون الذين رجحت سيئاتهم على حسناتهم فخفت موازينهم فاستحقوا النار من كان منهم من أهل لا إله إلا الله فإن النار تصيبه بذنوبه ويميته الله في النار إماتة فتحرقه النار إلا موضع السجود ثم يخرجه الله من النار بالشفاعة ويدخله الجنة كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة # فبين أن مدار الأمر كله على تحقيق كلمة الإخلاص وهي لا إله إلا الله لا على الشرك بالتعلق بالموتى وعبادتهم كما ظنه الجاهليون # وهذا مبسوط في غير هذا الموضع # والمقصود هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الحمد الذي هو رأس الشكر وبين التوحيد والاستغفار إذا رفع رأسه من الركوع فيقول ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما

أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ثم يقول اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس كما رواه مسلم في الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد # وروى مسلم أيضا عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الوسخ # وقد روى مسلم في صحيحه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول اللهم لك الحمد وقال وملء الأرض وملء ما بينهما # ولم يذكر في بعض الروايات لأن السموات والأرض قد يراد بهما العلو والسفل مطلقا فيدخل في ذلك الهواء وغيره فإنه عال بالنسبة إلى ما تحته وسافل بالنسبة إلى ما فوقه فقد يجعل من السماء كما يجعل السحاب سماء والسقف سماء وكذا قال في القرآن ^ هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ^ ولم يقل ومابينهما كما يقول ^ إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولي شفيع ^

فتارة يذكر قوله وما بينهما فيما خلقه في ستة ايام وتارة لا يذكره وهو مراد فإن ذكره كان إيضاحا وبيانا وإن لم يذكره دخل في لفظ السموات والأرض ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم تارة يقول ملء السموات وملء الأرض ولا يقول وما بينهما وتارة يقول وما بينهما وفيها كلها وملء ما شئت من شيء بعد وفي رواية أبي سعيد أحق ما قال العبد إلى آخره وفي رواية ابن أبي أوفى الدعاء بالطهارة من الذنوب & الحمد رأس الشكر والاستغفار & #110 ففي هذا الحمد رأس الشكر والاستغفار فإن ربنا غفور شكور فالحمد بإزاء النعمة والاستغفار بإزاء الذنوب # وذلك تصديق قوله تعالى ^ ما أصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك ^ # ففي سيد الاستغفار أبوءلك بنعمتك علي وأبوء بذنبي وفي حديث أبي سعيد الحمد رأس الشكر والتوحيد كما جمع بينهما في أم القرآن فأولها تحميد وأوسطها توحيد وآخرها دعاء وكما في قوله ^ هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ^ # وفي حديث الموطأ افضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير من قالها كتب الله له ألف حسنة وحط عنه ألف سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل قال مثلها أو زاد عليه ومن قال في يوم مائة مرة سبحان الله وبحمده حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر

& فضائل وأدعية & #111 وفضائل هذه الكلمات في أحاديث كثيرة وفيها التوحيد والتحميد # فقوله لا إله إلا الله وحده لا شريك له توحيد وقوله له الملك وله الحمد تحميد وفيها معان أخرى شريفة # وقد جاء الجمع بين التوحيد والتحميد والاستغفار في مواضع مثل حديث كفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فيه التسبيح والتحميد والتوحيد والاستغفار من قالها في مجلس إن كان مجلس لغط كانت كفارة له وإن كان مجلس ذكر كانت كالطابع له وفي حديث أيضا إن هذا يقال عقب الوضوء # ففي الحديث الصحيح في مسلم وغيره من حديث عقبة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء وفي حديث آخر أنه يقول سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك # وقد روى عن طائفة من السلف في الكلمات التي تلقاها آدم من ربه نحو هذه الكلمات # روى ابن جرير عن مجاهد أنه قال اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فارحمني فأنت خير الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم

# فهذه الكلمات من جنس خاتمة الوضوء وخاتمة الوضوء فيها التسبيح والتحميد والتوحيد والاستغفار # فالتسبيح والتحميد والتوحيد لله فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو والاستغفار من ذنوب النفس التي منها تأتي السيئات # وقد قرن الله في كتابه بين التوحيد والاستغفار في غير موضع كقوله ^ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ^ وفي قوله ^ أن لا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ^ وفي قوله ^ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه ^ # وفي حديث رواه ابن أبي عاصم وغيره يقول الشيطان أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار وبلا إله إلا الله فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء فهم يذنبون ولا يستغفرون لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا & مقتضى لا إله إلا الله & #112 ولا إله إلا الله تقتضي الإخلاص والتوكل والإخلاص الشكر فهي أفضل الكلام وهي أعلى شعب الإيمان كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان # فلا إله إلا الله هي قطب رحى الإيمان وإليها يرجع الأمر كله والكتب المنزلة مجموعة في قوله تعالى ^ إياك نعبد وإياك نستعين ^ وهي

معنى لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وهي من معنى لا إله إلا الله والحمد لله في معناها وسبحان الله والله أكبر من معناها لكن فيها تفصيل بعد إجمال & فصل معنى قوله فمن نفسك & #113 وقد ظن بعض المتأخرين أن معنى قوله فمن نفسك أي أفمن نفسك وأنه استفهام على سبيل الإنكار ومعنى كلامه إن الحسنات والسيئات كلها من الله لا من نفسك # وهذا القول يباين معنى الآية فإن الآية بينت أن السيئات من نفس الإنسان أي بذنوبه وهؤلاء يقولون ليست السيئات من نفسه # وممن ذكر ذلك أبو بكر بن فورك فإنه قال معناه أفمن نفسك يدل عليه قول الشاعر % ثم قالوا تحبها قلت بهرا % عدد الرمل والحصى والتراب %
# قلت وإضمار الاستفهام إذا دل عليه الكلام لا يقتضي جواز إضماره في الخبر المخصوص من غير


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:08 AM   #24
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


دلالة فإن هذا يناقض المقصود ويستلزم أن كل من أراد أن ينفي ما أخبر الله به يقدر أن ينفيه بأن يقدر في خبره استفهاما ويجعله استفهام إنكار # وهذا من جهة العربية نظير ما زعمه بعضهم في قول إبراهيم عليه السلام ^ هذا ربي ^ أهذا ربي

# قال ابن الإنباري هذا القول شاذ لأن حرف الاستفهام لا يضمر إذا كان فارقا بين الإخبار والاستخبار # وهؤلاء استشهدوا بقوله ^ أفإن مت فهم الخالدون ^ # وهذا لا حجة فيه لأنه قد تقدم الاستفهام في أول الجملة في الجملة الشرطية ^ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ^ فلم يحتج إلى ذكره ثانية بل ذكره يفسد الكلام ومثله قوله ^ أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ^ وقوله ^ أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ^ وقوله ^ أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ^ وهذا من فصيح الكلام وبليغه واستشهدوا بقوله % لعمرك لا أدري وإن كنت داريا % بسبع رمين الجمر أم بثمان %
# وقوله % كذبتك عينك أم رأيت بواسط % غلس الظلام من الرباب خيالا %
# تقديره أكذبتك عينك # وهذا لا حجة فيه لأنه قوله فيما بعد أم بثمان وأم رأيت يدل على الألف المحذوفة في البيت الأول وأما الثاني فإن كانت أم هي المتصلة فكذلك وإن كانت المنفصلة فالخبر على بابه # وهؤلاء مقصودهم أن النفس لا تأثير لها في وجود السيئات وليست سببا فيها بل قد يقولون إن المعاصي علامة محضة على العقوبة لاقترانها بها لا أنها سبب لها وهذا مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف وللعقل


& الله لا يهلك أحدا ولا يعذبه إلا بذنب & #114 والقرآن يبين في غير موضع أن الله لم يهلك أحدا ولم يعذبه إلا بذنب فقال هناك ^ وما أصابك من سيئة فمن نفسك ^ وقال لهم في شأن أحد ^ أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم ^ وقال تعالى ^ وما أصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ^ وقال تعالى في سورة الشورى أيضا ^ وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور ^ وقال تعالى ^ قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون ^ وقال تعالى ^ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وماكنا ظالمين ^ وقال تعالى ^ وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ^ وقال تعالى ^ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ^ وقال تعالى ^ ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ^ وقال تعالى ^ أو يوبقهن بما كسبوا ويعفو عن كثير ^ وقال تعالى في سورة القلم عن أهل الجنة الذين ضرب بهم المثل لما أهلكها بذلك العذاب ^ ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ^ وقال تعالى ^ مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيه صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون ^ وقال تعالى عن أهل سبأ ^ فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم إلى قوله ذلك جزيناهم

بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ^ وقال تعالى ^ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ^ وقال تعالى ^ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ^ # وفي الحديث الصحيح الإلهي يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه # وفي سيد الاستغفار أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي وقال تعالى ^ وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون ^ # والحمد لله وحده وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم ورضي الله عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعي التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين ^ وقال تعالى ^ الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله تعالى يقول ^ وإن تطيعوه تهتدوا ^ # فبين ان الحسنات والسيئات النعم والمصائب والطاعات والمعاصي على قول من أدخلها في من عند الله ترك التوحيد وعبادة غير الله أمر وجودي قال تعالى وقال تعالى ^ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا عدم لا يضاف الى فاعل ومن كونها بطبعها لا بد لها من مراد بل انما يأذن في ان يشفعوا لمن اذن لهم في الشفاعة فيه تعم هذا وهذا وفاتحة الكتاب هى السبع المثانى لتضمنها هذا وهذا وبسط هذا له موضع آخر & الشفاعة




 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أشياء تعين العبد على الصبر لشيخ الإسلام ابن تيمية فخوره بحجابى المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 10 11 Jan 2013 11:09 AM
شرح الفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية أبو سفيان صوتيات ومرئيات المركز . Audio & Video Center 1 13 Mar 2011 09:27 PM
شرح حديث النزول ... لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله محمد الغماري المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 49 04 Apr 2010 05:03 AM
سؤال وجواب لشيخ الإسلام ابن تيمية ... (أين الله؟ ) محمد الغماري المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 0 04 Apr 2010 04:19 AM
حمل: دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد أبو سفيان المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 3 09 Sep 2008 03:48 AM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 02:44 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي