اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : روى الإمام مسلم عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ وروى الإمام الطبراني عن عبدالله ابن عمررضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضانَ وأتبعه ستًّا من شوَّالٍ خرج من ذنوبِه كيومِ ولدته أمُّه ) .

اللهم ربنا تقبل منا الصيام والصلاة والقرآن والقيام والدعاء وسائر صالح الأعمال ،وأجعلنا ممن قام ليلة القدر واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين وكل عام ونحن وجميع المسلمين في خيرورخاء وصحة وعافية وسعادة وأمن وأمان .


           :: دخلت أخطر مدينة يسكنها الجن في العالم | أحمد الله أني خرجت منها حي ! (آخر رد :ابن الورد)       :: كم عدد الجن في السعودية ؟! (آخر رد :ابن الورد)       :: عالم الجن المخيف... معلومات لم تسمع بها من قبل . (آخر رد :ابن الورد)       :: درس جامع العروة الوثقى : القيم في الأسرة المسلمة (2) - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: الغرب ينتقل إلى مرحلة الحَيونة رسميًا!! | المختصر المفيد | حسن الحسيني (آخر رد :شبوه نت)       :: القيم في القرآن الكريم - القيم في الفرد المسلم والمسلمة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : آداب الصلاة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: جن متشكل يخرج من بطن متلبس بشكل ثعبان #عالم_الجن . (آخر رد :ابن الورد)       :: ظهور امرأة في البر شاهد العجب #عالم_الجن . (آخر رد :ابن الورد)       :: 1:04 / 25:50 طفل الجن ينقلنا إلى قريه من الجن شاهد . (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04 Mar 2018, 02:44 PM
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا
أبو خالد غير متصل
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل : Jun 2005
 فترة الأقامة : 6912 يوم
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم : 21
 معدل التقييم : أبو خالد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
آكام المرجان في أحكام الجان 11





الْبَاب السَّادِس وَالْخَمْسُونَ فِي أَن الِاسْتِحَاضَة ركضة من ركضات الشَّيْطَان

روى أَبُو دَاوُد وَأحمد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ من حَدِيث حمْنَة بنت جحش قَالَت كنت استحاض حَيْضَة شَدِيدَة كَثِيرَة فَجئْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أستفتيه فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي أستحيض حَيْضَة كَثِيرَة شَدِيدَة فَمَا ترى فِيهَا قد منعتني الصَّلَاة وَالصِّيَام فَقَالَ انعت لَك الكرسف فَإِنَّهُ يذهب الدَّم قَالَت هُوَ أَكثر من ذَلِك قَالَ فاتخذي ثوبا قَالَت هُوَ أَكثر من ذَلِك قَالَ فتلجمي قَالَت إِنَّمَا أثج ثجأ فَقَالَ لَهَا سآمرك بأمرين أَيهمَا فعلت فقد أَجْزَأَ عَنْك من الآخر فَإِن قويت عَلَيْهِمَا فَأَنت أعلم فَقَالَ لَهَا إِنَّمَا هَذِه ركضة من ركضات الشَّيَاطِين فتحيضين سِتَّة أَيَّام أَو سَبْعَة فِي علم الله الحَدِيث بِطُولِهِ وَهَذَا لَا يُنَافِي مَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث عَائِشَة فِي قصَّة فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش من قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا ذَلِك عرق وَفِي رِوَايَة دم عرق انفجر وَذَلِكَ لِأَن الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم كَمَا أخبر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا ركض ذَلِك الْعرق وَهُوَ جَار سَالَ مِنْهُ الدَّم وللشيطان فِي هَذَا الْعرق الْخَاص تصرف وَله بِهِ اخْتِصَاص زَائِد على عروق الْبدن جَمِيعهَا وَلِهَذَا تتصرف السَّحَرَة فِيهِ باستنجاد الشَّيْطَان فِي نزيف الْمَرْأَة وسيلان الدَّم من فرجهَا حَتَّى يكَاد يهلكها ويسمون ذَلِك بَاب النزيف وَإِنَّمَا يستعينون فِيهِ بركض الشَّيْطَان هُنَالك وإسالة الدَّم فَكَلَامه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصدق بعضه بَعْضًا وَهُوَ الشِّفَاء والعصمة تَعْلِيق وَبَيَان قلت وَكَذَلِكَ القَوْل فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الطَّاعُون إِنَّه وخز أعدائكم من الْجِنّ مَعَ قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير يخرج من مراق الْبَطن وَذَلِكَ أَن الجني إِذا وخز الْعرق من مراق الْبَطن خرج من وخزه الغدة فَيكون وخز الجني سَببا للغدة الخارجية


الْبَاب السَّابِع وَالْخَمْسُونَ فِي نظرة الْجِنّ وإصابتها بني آدم بِالْعينِ

الْعين عينان عين إنسية وَعين جنية وَقد صَحَّ عَن أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى فِي بَيتهَا جَارِيَة فِي وَجههَا سفعة فَقَالَ استرقوا لَهَا فَإِن بهَا النظرة قَالَ الْحُسَيْن بن مَسْعُود الْفراء وَقَوله سفعة أَي نظرة يَعْنِي من الْجِنّ يَقُول بهَا عين أصابتها من نظر الْجِنّ أنفذ من أسنة الرماح وَقَالَ الصولي يُقَال أزلقه إِذا عانه وعانه ولفعه بِعَيْنِه حَدثنَا الْفضل بن الْحباب حَدثنَا أَبُو عُثْمَان الْمَازِني سَمِعت أَبَا عُبَيْدَة يَقُول يُقَال رجل معِين للَّذي أَصَابَته عين وَرجل معيون للَّذي بِهِ منظر وَلَا مخبر لَهُ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَسدي سَمِعت الرياشي يَقُول يُقَال رجل معِين ومعيون للَّذي أَصَابَته الْعين ولبعضهم ... وَقد عالجوه بالتمائم والرقى ... وَصبُّوا عَلَيْهِ المَاء من ألم النكس
وَقَالُوا أَصَابَته من الْجِنّ أعين ... وَلَو علمُوا داووه من أعين الْإِنْس ...
وَقَالَ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا ابْن نمير حَدثنَا ثَوْر بن يزِيد عَن مَكْحُول عَن أبي هُرَيْرَة يرفعهُ الْعين ويحضرها الشَّيْطَان وَالله اعْلَم


الْبَاب الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ

فِي قتال عمار بن يَاسر الْجِنّ
قَالَ أَبُو بكر بن عبيد حَدثنَا اسحاق بن اسماعيل حَدثنَا وهب ابْن جرير حَدثنَا ابي عَن الْحسن عَن عمار بن يَاسر قَالَ قَاتَلت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْجِنّ وَالْإِنْس قيل وَكَيف قَاتَلت الْجِنّ وَالْإِنْس قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فنزلنا منزلا فَأخذت قربتي ودلوي لأستقي فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما إِنَّه سيأتيك على المَاء آتٍ يمنعك مِنْهُ فَلَمَّا كنت على رَأس الْبِئْر إِذا رجل أسود كَأَنَّهُ مرس فَقَالَ وَالله لَا تستقي مِنْهَا الْيَوْم ذنوبا وَاحِدًا فأخذني وأخذته فصرعته ثمَّ أخذت حجرا فَكسرت بِهِ وَجهه وَأَنْفه ثمَّ مَلَأت قربتي فَأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ هَل أَتَاك على المَاء من أحد فَقلت نعم فقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة فَقَالَ أَتَدْرِي من هُوَ قلت لَا قَالَ ذَاك الشَّيْطَان وَقَالَ أَبُو نعيم حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أبي الْحُسَيْن عَن حميد بن هِلَال عَن الْأَحْنَف بن قيس قَالَ قَالَ عَليّ بن أبي طَالب وَالله لقد قَاتل عمار بن يَاسر الْجِنّ وَالْإِنْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقُلْنَا هَذَا الْإِنْس قد قَاتل فَكيف الْجِنّ فَقَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فَقَالَ لعمَّار انْطلق فاستق لنا من المَاء فَانْطَلق فَعرض لَهُ الشَّيْطَان فِي صُورَة عبد أسود فحال بَينه وَبَين المَاء فَأَخذه فصرعه عمار فَقَالَ لَهُ دَعْنِي وأخلي بَيْنك وَبَين المَاء فَفعل ثمَّ أَتَى فَأَخذه عمار الثَّانِيَة فصرعه فَقَالَ دَعْنِي وأخلي بَيْنك وَبَين المَاء فَتَركه فَأتى فصرعه فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك فَتَركه فوفى لَهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الشَّيْطَان قد حَال بَين عمار وَبَين المَاء فِي صُورَة عبد أسود وَإِن الله أظفر عمارا بِهِ قَالَ عَليّ فلقينا عمارا فَقلت ظَفرت يداك يَا أَبَا الْيَقظَان فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كَذَا وَكَذَا أما وَالله لَو شَعرت أَنه شَيْطَان لقتلته وَلَكِن هَمَمْت أَن أعض بِأَنْفِهِ لَوْلَا نَتن رِيحه وَالله أعلم

الْبَاب التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ فِي تصفيد مَرَدَة الْجِنّ فِي شهر رَمَضَان

روى التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِذا كَانَ أول لَيْلَة من رَمَضَان صفدت الشَّيَاطِين ومردة الْجِنّ وغلقت أَبْوَاب النَّار فَلم يفتح مِنْهَا بَاب وَفتحت أَبْوَاب الْجنَّة فَلم يغلق مِنْهَا بَاب وينادي مُنَاد يَا باغي الْخَيْر أقبل وَيَا باغي الشَّرّ أقصر وَللَّه عُتَقَاء من النَّار وَذَلِكَ عِنْد كل لَيْلَة وروى مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة يرفعهُ إِذا جَاءَ رَمَضَان فتحت أَبْوَاب الْجنَّة وغلقت أَبْوَاب النَّار وصفدت الشَّيَاطِين وَفِي رِوَايَة إِذا جَاءَ رَمَضَان فتحت أَبْوَاب الرَّحْمَة وغلقت أَبْوَاب جَهَنَّم وسلسلت الشَّيَاطِين قَالَ عبد الله بن أَحْمد سَأَلت أبي عَن حَدِيث إِذا جَاءَ رَمَضَان صفدت الشَّيَاطِين قَالَ نعم قلت الرجل يوسوس فِي رَمَضَان ويصرع قَالَ هَكَذَا جَاءَ الحَدِيث فِي قَوْله صفدت أَي شدت وأوثقت يُقَال صفده يصفده صفدا والصفد الوثاق والصفد مَا يوثق بِهِ الْأَسير من قد وَقيد وغل والأصفاد الْقُيُود وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم


الْبَاب الموفي سِتِّينَ فِي أَن الظباء مَاشِيَة الْجِنّ

قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنِي هِشَام بن مُحَمَّد عَن أَيُّوب بن خوط عَن حميد بن هِلَال أَو غَيره قَالَ كُنَّا نتحدث أَن الظباء مَاشِيَة الْجِنّ فَأقبل غُلَام وَمَعَهُ قَوس ونبل فاستتر بارطأة وَبَين يَدَيْهِ قطيع من ظَبْي وَهُوَ يُرِيد أَن يَرْمِي بعضه فَهَتَفَ بِهِ هَاتِف لَا يرى ... إِن غُلَام عسر الْيَدَيْنِ ... يسْعَى بلبد أَو بلهزمين
متخذ الأرطاة جنتين ... ليقْتل التيس مَعَ العنزين ...
فَسمِعت الظباء فتفرقت حَدثنِي مُحَمَّد بن صدران الْأَزْدِيّ حَدثنَا نوح ابْن قيس حَدثنَا قيس حَدثنَا نعْمَان بن سهل الْحَرَّانِي قَالَ بعث عمر ابْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ رجلا إِلَى الْبَادِيَة فَرَأى ظَبْيَة مصرورة فطاردها حَتَّى إِذا أَخذهَا فَإِذا رجل من الْجِنّ يَقُول ... يَا صَاحب الكنانة الْمَكْسُورَة ... خل سَبِيل الظبية المصرورة
فَإِنَّهَا لضبية مضرورة ... غَابَ أبوهم غيبَة مَذْكُورَة
فِي كورة لَا بوركت من كورة
حَدثنِي أبي عَن هِشَام عَن مُحَمَّد أَن مَالك بن نصر الدالاني من هَمدَان قَالَ سَمِعت شَيخا لنا يذكر قَالَ خرج مَالك بن حَرِيم الدلاني فِي نفر من قومه فِي الْجَاهِلِيَّة يُرِيدُونَ عكاظ فاصطادوا ظَبْيًا وأصابهم عَطش شَدِيد فَانْتَهوا إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ أجيرة فقصدوا ظَبْيًا وَجعلُوا يشربون من دَمه من الْعَطش فَلَمَّا ذهب دَمه ذبحوه وَخَرجُوا فِي طلب الْحَطب وَكَمن مَالك فِي خبائه فأثار بَعضهم شجاعا فَأقبل منسابا حَتَّى دخل رجل مَالك فلاذ بِهِ وَأَقْبل الرجل فِي أَثَره فَقَالَ يَا مَالك اسْتَيْقَظَ فَإِن الشجاع عنْدك فَاسْتَيْقَظَ مَالك فَنظر إِلَيْهِ وَهُوَ يلوذ فَقَالَ مَالك للرجل عزمت عَلَيْك إِلَّا تركته فَكف عَنهُ وانساب الشجاع إِلَى مأمنه وَأَنْشَأَ مَالك يَقُول ... وأوصاني الْحَرِيم بعز جاري ... وأمنعه وَلَيْسَ بِهِ امْتنَاع
وأدفع ضيمة وأذب عَنهُ ... وأمنعه إِذا منع الْمَتَاع
فذلكم أبي عَنهُ ينحو ... لسيء مَا استجار بِهِ الشجاع
وَلَا تتحملوا دم مستجير ... تضمنه أجيرة فالتلاع
فَإِن لما ترَوْنَ على أمرا ... لَهُ من دون أعينكُم قناع ...
فارتحلوا وَاشْتَدَّ بهم الْعَطش فَإِذا هَاتِف يَهْتِف بهم ... أَيهَا الْقَوْم لَا مَاء أمامكم ... حَتَّى تسوموا المطايا يَوْمهَا التعبا
ثمَّ اعدلوا شامة فالماء عَن كثب ... عين رواء وَمَاء يذهب اللغبا
حَتَّى إِذا مَا أصبْتُم مِنْهُ ريكم ... فاسقوا المطايا مِنْهُ فاملئوا القربا ...
. لَا تزهدن فِي اصطناع الْخَيْر مَعَ أحد ... إِن الَّذِي يحرم الْمَعْرُوف محروم
من يفعل الْخَيْر لَا يعْدم مغبته ... مَا عَاشَ وَالْكفْر بعد الغب مَذْمُوم
أَنا الشجاع الَّذِي أنجبت من رهق ... شكرت ذَلِك أَن الشُّكْر مقسوم ...
فطلبوا الْعين فَلم يجدوها وَالله اعْلَم حَدثنَا أَبُو بكر التَّيْمِيّ رجل من ولد أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ سَمِعت رجلا من بني عقيل قَالَ صدت يَوْمًا تَيْسًا من الظباء فَجئْت بِهِ إِلَى منزلي فأوثقته هُنَاكَ فَلَمَّا كَانَ من اللَّيْل سَمِعت هاتفا يَقُول أَنا فلَان هَل رَأَيْت جمل الْيَتَامَى أَخْبرنِي صبي أَن الْإِنْسِي أَخذه قَالَ أما وَرب الْبَيْت لَئِن كَانَ أحدث فِيهِ شَيْئا لأخذن مثله فَلَمَّا سَمِعت ذَلِك جِئْت إِلَى التيس فأطلقته فَسَمعته يَدعُوهُ فَأقبل نَحْو الصَّوْت وَله حنين وإرزام كلحنين الْجمل وإرزامه قَالَ أَبُو بكر التَّيْمِيّ وَأصَاب رجل قنفذا فكفأ عَلَيْهِ برمة فَبينا هُوَ على المَاء إِذْ نظر إِلَى رجلَيْنِ عريانين أَحدهمَا يَقُول واكبداه إِن كَانَ عفارا ذبح فَقَالَ الآخر ثكلت بعل عَمَّتي إِن لم أنح فَلَمَّا سَمِعت ذَلِك جِئْت إِلَى البرمة وَله جلبة تحتهَا فَكشفت عَنهُ فَمر يخْطر حَدثنِي أَبُو الْحسن الْبَاهِلِيّ حَدثنِي حسان بن غَزوَان الْأَسدي حَدثنِي رقاد بن زِيَاد قَالَ حملت ظَبْيًا جنح اللَّيْل فَبَاتَ عِنْدِي فَسمِعت هاتفا يَهْتِف من اللَّيْل يَقُول ... أيا طَلْحَة الْوَادي أَلا إِن شاتنا ... أُصِيبَت بلَيْل وَهِي مِنْك قريب
أحسي لنا من بَات يخْتل فرقنا ... لَهُ بهليع الواديين دَبِيب ...
قَالَ فبشكتها أَي أطلقتها قَالَ وَسَأَلته عَن هليع الْوَادي قَالَ أَسْفَله وَالْفرق من الظباء مثل القطيع من الْغنم وَالله أعلم

الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتُّونَ فِي عبَادَة الْإِنْس الْجِنّ

قَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا شُعْبَة عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن أبي معمر قَالَ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود كَانَ نفر من الْإِنْس يعْبدُونَ نَفرا من الْجِنّ فَأسلم النَّفر من الْجِنّ واستمسك هَؤُلَاءِ بعبادتهم فَأنْزل الله تَعَالَى {أُولَئِكَ الَّذين يدعونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبهم الْوَسِيلَة أَيهمْ أقرب}
وَرَوَاهُ شُعَيْب عَن الاعمش وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ عَن سُفْيَان عَن الْأَعْمَش وَمن طَرِيق آخر عَن عبد الله بن عتبَة ابْن مَسْعُود قَالَ نزلت فِي نفر من الْعَرَب كَانُوا يعْبدُونَ نَفرا من الْجِنّ فَأسلم الجنيون وَالْإِنْس كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَنزلت {أُولَئِكَ الَّذين يدعونَ} الْآيَة وَالله تَعَالَى أعلم


الْبَاب الثَّانِي وَالسِّتُّونَ فِي جَوَاز المذاكرة بِحَدِيث الْجِنّ

قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الْقرشِي حَدثنَا الْحسن بن عَليّ حَدثنِي إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن زُرَيْق حَدثنِي عَمْرو بن الْحَارِث حَدثنَا عبد الله بن سَالم عَن الزبيدِيّ قَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مُسلم أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ يَوْمًا لمن حضر من جُلَسَائِهِ اذْكروا شَيْئا من حَدِيث الْجِنّ فَقَالَ رجل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ خرجت أَنا وصاحبان لي نُرِيد الشَّام فأصبنا ظَبْيَة عضباء وأدركنا رَاكب من خلفنا وَكُنَّا أَرْبَعَة فَقَالَ خل سَبِيلهَا فَقلت لَا لعمرك لَا أخلي سَبِيلهَا فَقَالَ لربما رَأَيْتنَا فِي هَذِه الطَّرِيق وَنحن أَكثر من عشرَة فيخطف بَعْضنَا بَعْضًا فأذهلني مَا كَانَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ حَتَّى نزلنَا ديرا يُقَال لَهُ دير العنيف فارتحلنا وَهِي مَعنا فَإِذا هَاتِف يَهْتِف وَهُوَ يَقُول ... يَا أَيهَا الركب السراع الْأَرْبَعَة ... خلوا سَبِيل النافر المروعة
مهلا عَن العضبا فَفِي الأَرْض سَعَة ... وَلَا أقل قَول كذوب إمعة ...
قَالَ فخليت سَبِيلهَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَعرض لَازِمَة رِكَابنَا فأميل بِنَا إِلَى حَيّ عَظِيم فَأتى علينا طَعَام وشراب ثمَّ مضينا حَتَّى أَتَيْنَا الشَّام وقضينا حوائجنا ثمَّ رَجعْنَا حَتَّى إِذا كُنَّا فِي الْمَكَان الَّذِي ميل بِنَا إِلَيْهِ إِذا أَرض قفر لَيْسَ بهَا سفر فأيقنت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنهم حَيّ من الْجِنّ فَأَقْبَلت سائرا إِلَى الدَّيْر فَإِذا هَاتِف يَهْتِف ... إياك لَا تعجل وخذها من ثِقَة ... إِنِّي أَسِير الْحَد يَوْم الحجفقة
قد لَاحَ نجم واستوى بمشرقه ... ذُو ذَنْب كالشعلة المحرقة
يخرج من ظلماء عسر موبقه ... إِنِّي امْرُؤ أنباؤه مصدقة ...
فَأَقْبَلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِذا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد ظهر ودعا إِلَى الْإِسْلَام فَأسْلمت قَالَ رجل وَأَنا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ خرجت وَصَاحب لي نُرِيد حَاجَة لنا فَإِذا شخص رَاكب حَتَّى إِذا كَانَ منا مزجر الْكَلْب هتف بِأَعْلَى صَوته أَحْمد يَا أَحْمد الله أَعلَى وأمجد مُحَمَّد أَتَانَا بإله يوحد يَدْعُو إِلَى الْخَيْر وَإِلَيْهِ فاعمد فراعنا ذَلِك فَأَجَابَهُ صَوت عَن يسَاره يَقُول ... أنْجز مَا أوعد من شقّ الْقَمَر ... حَان لَهُ وَالله إِذْ دين ظهر ... فَإِذا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو إِلَى الْإِسْلَام فَأسْلمت قَالَ عمر وَأَنا كنت عِنْد دريح لنا إِذْ هتف هَاتِف من جَوْفه يَا لدريح يَا لدريح صائح يَصِيح بِأَمْر فليح ورشد نجيح يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله فَأَقْبَلت فَإِذا النَّبِي صلى قد ظهر ودعا إِلَى الله فَأسْلمت قَالَ خريم ابْن فاتك وَأَنا أضللت إبِلا لي فَخرجت فِي طلبَهَا حَتَّى إِذا كنت ببارق الْعرَاق فأنخت رَاحِلَتي ثمَّ علقتها ثمَّ أنشأت أَقُول أعوذ بِسَيِّد هَذَا الْوَادي أعوذ بعظيم هَذَا الْوَادي ثمَّ وضعت رَأْسِي على جمل فَإِذا بهاتف من اللَّيْل يَهْتِف وَيَقُول ... الا فعذ بِاللَّه ذِي الْجلَال ... ثمَّ اقْرَأ آيَات من الْأَنْفَال
ووحد الله وَلَا تبال ... مَا هول الْجِنّ من الْأَهْوَال ...
فانتبهت فَزعًا فَقلت ... يَا أَيهَا الْهَاتِف مَا تَقول ... ارشد عنْدك أم تضليل ...
فَأَجَابَنِي ... هَذَا رَسُول الله ذُو الْخيرَات ... أرْسلهُ يَدْعُو إِلَى النجَاة
وَينْزع النَّاس عَن الهنات ... يَأْمر بِالصَّوْمِ وبالصلاة ...
وَفِي الْخَبَر زِيَادَة من غير هَذَا الطَّرِيق الْهَاتِف ظهر لَهُ وَضمن عود إبِله إِلَى أَهله وَأمره بالمضي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه مضى فَدخل الْمَدِينَة وَجَاء الْمَسْجِد وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب فَأخْبرهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحَال الْهَاتِف وانه مِمَّن آمن بن من الْجِنّ وَهَذِه الْقِصَّة تدخل فِي مَوَاضِع من الْكتاب مِنْهَا أَن الظباء مَاشِيَة الْجِنّ وَمِنْهَا إِخْبَار الْجِنّ بِظُهُور النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمِنْهَا دُعَاء الْإِنْس إِلَى الْإِسْلَام وَمِنْهَا دلَالَة الْجِنّ على مَا يدْفع كيدهم وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق


الْبَاب الثَّالِث وَالسِّتُّونَ فِي إِخْبَار الْجِنّ بمبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحراسة السَّمَاء مِنْهُم بالنجوم

ذكر الزبير بن أبي بكر وَغَيره أَن إِبْلِيس كَانَ يخترق السَّمَوَات قبل عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَلَمَّا ولد وَبعث عَلَيْهِ السَّلَام حجب عَن ثَلَاث سموات فَلَمَّا ولد مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حجب عَنْهَا كلهَا وقذفت الشَّيَاطِين بالنجوم
وَقَالَت قُرَيْش حِين كثر الْقَذْف بالنجوم قَامَت السَّاعَة فَقَالَ عتبَة ابْن ربيعَة انْظُرُوا إِلَى العيوق فَإِن كَانَ قد رمي بِهِ فقد آن قيام السَّاعَة وَإِلَّا فَلَا وَذكر ابْن اسحاق مَا رميت بِهِ الشَّيَاطِين حِين ظهر الْقَذْف بالنجوم لِئَلَّا يلتبس بِالْوَحْي وليكون ذَلِك أظهر للحجة وأقطع للشُّبْهَة قَالَ السُّهيْلي وَالَّذِي قَالَه صَحِيح وَلَكِن الْقَذْف بالنجوم كَانَ قَدِيما وَذَلِكَ مَوْجُود فِي أشعار القدماء من الْجَاهِلِيَّة مِنْهُم عَوْف بن الخرع وَأَوْس بن حجر وَبشر بن أبي خازم وَكلهمْ جاهلي وَقد وصفوا الرَّمْي بالنجوم وأبياتهم فِي ذَلِك مَذْكُورَة فِي مُشكل ابْن قُتَيْبَة فِي تَفْسِير سُورَة الْجِنّ وَذكر عبد الرازق فِي تَفْسِيره عَن معمر عَن ابْن شهَاب انه سُئِلَ عَن هَذَا الرَّمْي بالنجوم أَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَ نعم وَلكنه لما جَاءَ الْإِسْلَام غلظ وشدد وَفِي قَوْله سُبْحَانَهُ {وَأَنا لمسنا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا ملئت حرسا شَدِيدا وشهبا} وَلم يقل حرست دَلِيل على أَنه قد كَانَ مِنْهُ شَيْء فَلَمَّا بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ملئت حرسا شَدِيدا وشهبا وَذَلِكَ لينحسم أَمر الشَّيَاطِين وتخليطهم ولتكون الْآيَة أبين وَالْحجّة أقطع وَإِن وجد الْيَوْم كَاهِن فَلَا يدْفع ذَلِك بِمَا أخبر الله من طرد الشَّيْطَان عَن استراق السّمع فَإِن ذَلِك التَّغْلِيظ وَالتَّشْدِيد كَانَ زمن النُّبُوَّة ثمَّ بقيت مِنْهُ أَعنِي من استراق السّمع بقايا يسيرَة بِدَلِيل وجودهم على الندور وَفِي بعض الْأَزْمِنَة فِي بعض الْبِلَاد وَقد سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْكُهَّان فَقَالَ لَيْسُوا بِشَيْء فَقيل إِنَّهُم يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَلِمَةِ فَتكون كَمَا قَالُوا فَقَالَ تِلْكَ الْكَلِمَة من الْحق يحفظها الجني فيقرها فِي أذن وليه قر الزجاجة فيخلط فِيهَا أَكثر من مائَة كذبة ويروى قر الدَّجَاجَة بِالدَّال وعَلى هَذِه الرِّوَايَة تكلم قَاسم بن ثَابت فِي الدَّلَائِل قَالَ السُّهيْلي والزجاجة بالزاي اولى لما ثَبت فِي الصَّحِيح فيقرها فِي أذن وليه كَمَا تقر القارورة وَمعنى يقرها يصبهَا ويفرغها قَالَ الراجز ... لَا تفرغن فِي أُذُنِي بعْدهَا ... مَا يسْتَقرّ فأريك فقدها ...
وَقَالَ ابْن دُرَيْد يُقَال قر عَلَيْهِ دلوا من مَاء إِذا صبها عَلَيْهِ وَفِي تَفْسِير ابْن سَلام عَن ابْن عَبَّاس قَالَ إِذا رمى الشهَاب الجني لم يخطئه وَيحرق مَا أصَاب وَلَا يقْتله وَعَن الْحسن قَالَ يقْتله فِي أسْرع من طرفَة الْعين وَفِي تَفْسِير ابْن سَلام أَيْضا عَن أبي قَتَادَة أَنه كَانَ مَعَ قوم فَرمى بِنَجْم فَقَالَ لَا تَتبعُوهُ أبصاركم وَفِيه أَيْضا عَن حَفْص أَنه سَأَلَ الْحسن أيتبع بَصَره الْكَوْكَب فَقَالَ قَالَ الله تَعَالَى {وجعلناها رجوما للشياطين} وَقَالَ تَعَالَى {أولم ينْظرُوا فِي ملكوت السَّمَاوَات وَالْأَرْض} قَالَ كَيفَ نعلم إِذا لم نَنْظُر إِلَيْهِ لأتبعنه بصرى وَذكر ابْن اسحاق حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه كُنَّا إِذا رَأَيْنَاهُ نقُول يَمُوت عَظِيم أَو يُولد عَظِيم والْحَدِيث فِي صَحِيح مُسلم وَلَفظه أَن عبد الله بن عَبَّاس قَالَ أَخْبرنِي رجل من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْأَنْصَار أَنهم بَينا هم جُلُوس عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ رمى بِنَجْم فَاسْتَنَارَ فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا كُنْتُم تَقولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا رمى بِمثل هَذَا قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم كُنَّا نقُول ولد اللَّيْلَة رجل عَظِيم أَو مَاتَ رجل عَظِيم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهَا لَا يرْمى بهَا لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِن رَبنَا تبَارك اسْمه إِذا قضى أمرا سبح حَملَة الْعَرْش ثمَّ سبح أهل السَّمَوَات الَّذين يَلُونَهُمْ حَتَّى يبلغ التَّسْبِيح أهل هَذِه السَّمَاء الدُّنْيَا ثمَّ يَقُول الَّذين يلون حَملَة الْعَرْش لحملة الْعَرْش مَاذَا قَالَ ربكُم فَيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قَالَ فيستخبر بعض أهل السَّمَاء بَعْضًا حَتَّى يبلغ الْخَبَر هَذِه السَّمَاء الدُّنْيَا فيخطف الْجِنّ السّمع فيقذفون إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ويرمون فَمَا جَاءُوا بِهِ على وَجهه فَهُوَ حق وَلَكنهُمْ يقذفون فِيهِ وَيزِيدُونَ وَفِي هَذَا دَلِيل على مَا قدمْنَاهُ من أَن الْقَذْف بالنجوم قد كَانَ قَدِيما وَلكنه إِذْ بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غلظ وشدد كَمَا قَالَ الزُّهْرِيّ ملئت السَّمَاء حرسا شَدِيدا وشهبا وَقَوله فِي آخر الحَدِيث من رِوَايَة ابْن اسحاق وَقد انْقَطَعت الكهانة الْيَوْم فَلَا كهَانَة يدل قَوْله الْيَوْم على تَخْصِيص ذَلِك الزَّمَان كَمَا قدمْنَاهُ وَالَّذِي انْقَطع الْيَوْم وَإِلَى يَوْم الْقِيَامَة أَن تدْرك الشَّيَاطِين مَا كَانَت تُدْرِكهُ فِي الْجَاهِلِيَّة الجهلاء عِنْد تمكنها من سَماع أَخْبَار السَّمَاء وَمَا يُوجد الْيَوْم من كَلَام الْجِنّ على أَلْسِنَة المجانين إِنَّمَا هُوَ خبر مِنْهُم عَمَّا يرونه فِي الأَرْض مِمَّا لَا نرَاهُ نَحن كسرقة سَارِق وخبية فِي مَكَان خَفِي أَو نَحْو ذَلِك وَأَن أخبروا بِمَا سَيكون كَانَ تخرصا وتظننا فيصيبون قَلِيلا ويخطئون كثيرا وَذَلِكَ الْقَلِيل الَّذِي يصيبون فِيهِ هُوَ مَا تَتَكَلَّم بِهِ الْمَلَائِكَة فِي الْعَنَان كَمَا فِي حَدِيث البُخَارِيّ فيطردون بالنجوم فيضيفون إِلَى الْكَلِمَة الْوَاحِدَة أَكثر من مائَة كذبة كَمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم
وَذكر ان أول الْعَرَب فزع للرمي بالنجوم حِين رمى بهَا للقذف ثَقِيف وَأَنَّهُمْ جَاءُوا إِلَى رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ عَمْرو بن امية أحد بني علاج وَكَانَ أدهى الْعَرَب وأكثرها رَأيا فَقَالُوا لَهُ يَا عَمْرو ألم تَرَ مَا حدث فِي السَّمَاء من الْقَذْف بِهَذِهِ النُّجُوم قَالَ بلَى فانظروا فَإِن كَانَت معالم النُّجُوم الَّتِي يهتدى بهَا فِي الْبر وَالْبَحْر وتعرف بهَا الأنواء من الصَّيف والشتاء لما تصلح النَّاس فِي مَعَايشهمْ هِيَ الَّتِي يرْمى بهَا فَهُوَ وَالله طي الدُّنْيَا وهلاك هَذَا الْخلق الَّذِي فِيهَا وان كَانَت نجوما غَيرهَا وَهِي ثَابِتَة فَهَذَا الْأَمر أَرَادَ الله تَعَالَى بِهَذَا الْخلق وروى ابْن عبد الْبر من طَرِيق أبي دَاوُد بِسَنَدِهِ إِلَى الشّعبِيّ قَالَ لما بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجمت الشَّيَاطِين بنجوم لم تكن ترْجم بهَا قبل فَأتوا عبد ياليل بن عَمْرو الثَّقَفِيّ فَقَالُوا إِن النَّاس قد فزعوا وأعتقوا رقبتهم وسيبوا أنعامهم لما رَأَوْا فِي النُّجُوم فَقَالَ لَهُم وَكَانَ رجلا أعمى لَا تعجلوا وانظروا فَإِن كَانَت النُّجُوم الَّتِي تعرف فَهِيَ عِنْد فنَاء النَّاس وَإِن كَانَت لَا تعرف فَهِيَ من حدث فنظروا فَإِذا هِيَ نُجُوم لَا تعرف فَقَالُوا هَذَا من حدث فَلم يَلْبَثُوا حَتَّى سمعُوا بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

فصل

روى أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ فِي كتاب الصَّحَابَة عَن رجل من بني لَهب يُقَال لَهُ لَهب أَو أَبُو لَهب قَالَ حضرت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت عِنْده الكهانة فَقلت بِأبي أَنْت وَأمي نَحن أول من عرف حراسة السَّمَاء وزجر الشَّيَاطِين ومنعهم من استراق السّمع عِنْد قذف النُّجُوم وَذَلِكَ أننا أجتمعنا إِلَى كَاهِن لنا يُقَال لَهُ خطر بن مَالك وَكَانَ شَيخا كَبِيرا قد أَتَت عَلَيْهِ مِائَتَان وَثَمَانُونَ سنة وَكَانَ من أعلم كهاننا فَقُلْنَا يَا خطر هَل عنْدك علم من هَذِه النحوم الَّتِي يرْمى بهَا فَإنَّا قد فزعنا لَهَا وخشينا سوء عَاقبَتهَا فَقَالَ ... عودوا إِلَى السحر ... أخْبركُم الْخَبَر
ألخير أم ضَرَر ... أَو لأمن أَو حذر ...
قَالَ فانصرفنا عَنهُ يَوْمنَا فَلَمَّا كَانَ من غَد وَجه السحر أتيناه فَإِذا هُوَ قَائِم على قَدَمَيْهِ شاخص فِي السَّمَاء بِعَيْنيهِ فناديناه يَا خطر يَا خطر فَأَوْمأ إِلَيْنَا أَمْسكُوا فأمسكنا فانقض نجم عَلَيْهِ من السَّمَاء وصرخ الكاهن رَافعا صَوته ... أَصَابَهُ أصابة ... خامره عِقَابه
عاجله عَذَابه ... احرقه شهابه
يَا ويله مَا حَاله ... بلبله بلباله
عاوده خباله ... تفصمت حباله
. قد منع السّمع عناة الجان ... بثاقب بكف ذِي سُلْطَان
من أجل مَبْعُوث عَظِيم الشَّأْن ... يبْعَث بالتنزيل وَالْقُرْآن
وبالهدى وفاضل الْقُرْآن ... يبطل بِهِ عبَادَة الْأَوْثَان ...
فَقُلْنَا لَهُ وَيحك يَا خطر إِنَّك لتذكر أمرا عَظِيما فَمَاذَا ترى لقَوْمك فَقَالَ ... أرى لقومي مَا أرى لنَفْسي ... إِن يتبعوا خير نَبِي الْإِنْس
برهانه مثل شُعَاع الشَّمْس ... يبْعَث فِي مَكَّة دَار الْخمس
بمحكم التَّنْزِيل غير اللّبْس
فَقُلْنَا لَهُ يَا خطر وَمِمَّنْ هُوَ فَقَالَ والحياة والعيش إِنَّه لمن قُرَيْش مَا فِي حكمه طيش وَلَا فِي خلقه هيش يكون فِي جَيش وَأي جَيش من آل قحطان وَآل إيش فَقُلْنَا لَهُ بَين لنا من أَي قُرَيْش هُوَ فَقَالَ وَالْبَيْت ذِي الدعائم والركن والأحائم إِنَّه لمن نجل هَاشم من معشر أكارم يبْعَث بالملاحم وَقتل كل ظَالِم ثمَّ قَالَ هَذَا هُوَ الْبَيَان أَخْبرنِي بِهِ رَئِيس الجان ثمَّ قَالَ الله أكبر جَاءَ الْحق وَظهر وَانْقطع عَن الْجِنّ الْخَبَر ثمَّ سكت وأغمي عَلَيْهِ فَمَا أَفَاق إِلَّا بعد ثَلَاثَة فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقد نطق عَن مثل نبوة وَإنَّهُ ليَبْعَث يَوْم الْقِيَامَة أمة وَحده قَوْله اصابه إِصَابَة الثَّانِي بِكَسْر الْهمزَة وَهِي بدل من وَاو مَكْسُورَة وَالْمعْنَى أَصَابَهُ وصابه جمع وصب وَقَوله من آل قحطان هم الْأَنْصَار لأَنهم من قحطان وَآل إيش قَالَ السُّهيْلي يحْتَمل أَن يكون قَبيلَة من الْجِنّ الْمُؤمنِينَ ينسبون إِلَى إيش قلت ذكر ابْن دُرَيْد أَن بني الشَّيْطَان وَبني إيش قبيلتان من الْجِنّ ثمَّ قَالَ السُّهيْلي وَأَحْسبهُ أَرَادَ بآل إيش بني إقيش وهم حلفاء الْأَنْصَار من الْجِنّ فَحذف من الِاسْم حرفا وَقد تفعل الْعَرَب مثل هَذَا وَقد وَقع ذكر بني أقيش فِي السِّيرَة فِي حَدِيث الْبيعَة قلت وَقد وَقع ذكر بَين الشَّيْطَان وَبني أقيش فِي قصَّة وأنهما حَيَّان من الْجِنّ وَقد ذكرتها فِي أَمر الْجِنّ الَّذين سمعُوا الْقُرْآن من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَوله والأحائم يجوز أَن يكون أَرَادَ الأحاوم بِالْوَاو فهمز الْوَاو لانكسارها والأحاوم جمع أحوام وأحوام جمع حوم وَهُوَ المَاء فِي الْبِئْر فَكَأَنَّهُ أَرَادَ مَاء زَمْزَم والحوم أَيْضا إبل كَثِيرَة ترد المَاء فَكَأَنَّهُ أَرَادَ مَاء زَمْزَم وَيجوز أَن يُرِيد بهَا الطير الَّتِي تحوم على المَاء فَيكون بِمَعْنى الحوائم وقلب اللَّفْظ فَصَارَ بعد فواعل افاعل وَالله أعلم وروى ابْن اسحاق حَدِيث عمر ابْن الْخطاب وقصته مَعَ سَواد بن قَارب وروى غير ابْن اسحاق هَذَا الْخَبَر عَن عمر وَأَن عمر مازح سوادا فَقَالَ مَا فعلت كهانتك يَا سَواد فَغَضب سَواد فَقَالَ قد كنت أَنا وَأَنت على شَرّ من هَذَا من عبَادَة الْأَصْنَام وَأكل الميتات أفتعيرني بِأَمْر قد تبت مِنْهُ فَقَالَ عمر حِينَئِذٍ الْهم غفرانك والْحَدِيث فِي صَحِيح البُخَارِيّ أخصر وَفِي الْأَلْفَاظ اخْتِلَاف وَقد روى فِي الحَدِيث زِيَادَة حَسَنَة وَهِي أَن سوادا حدث عمر أَن رئيه جَاءَهُ ثَلَاث لَيَال مُتَوَالِيَات هُوَ فِيهَا كلهَا بَين النَّائِم وَالْيَقظَان فَقَالَ لَهُ قُم يَا سَواد اسْمَع مَقَالَتي واعقل إِن كنت تعقل قد بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من لؤَي من غَالب يَدْعُو إِلَى الله وعبادته وأنشده فِي كل لَيْلَة من الثَّلَاث لَيَال ثَلَاثَة أَبْيَات مَعْنَاهَا وَاحِد وقافيتها مُخْتَلفَة
فِي الأولى ... عجبت للجن وتطلابها ... وشدها العيس بأقتابها
تهوى إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى ... مَا صَادِق الْجِنّ ككذابها
فأرحل إِلَى الصفوة من هَاشم ... لَيْسَ قداماها كأذنابها ...
وَفِي الثَّانِيَة ... عجبت للجن وإبلاسها ... وشدها العيس بأحلاسها
تهوى إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى ... مَا طَاهِر الْجِنّ كأنجاسها
فارحل على الصفوة من هَاشم لَيْسَ ذنابا الطير من رَأسهَا ...
وَفِي الثَّالِثَة ... عجبت للجن وتنفارها ... وشدها العيس بأكوارها
تهوى إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى ... مَا مُؤمن الْجِنّ ككفارها
فارحل إِلَى الأتقين من هَاشم ... لَيْسَ ذَوُو الشَّرّ كأخيارها ...
وَذكر تَمام الْخَبَر فَقَالَ لَهُ عمر هَل يَأْتِيك رئيك الْآن فَقَالَ مُنْذُ الْقُرْآن لم يأتني وَنعم الْعِوَض كتاب الله عز وَجل من الْجِنّ وَفِي آخِره شعرسَواد إِذْ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأنشده مَا كَانَ من الْجِنّ رئيه إِلَيْهِ ثَلَاث لَيَال مُتَوَالِيَات وَذكر قَوْله ... أَتَانِي نجيي بعد هدء ورقدة ... وَلم يَك فِيمَا قد بلوت بكاذب
ثَلَاث لَيَال قَوْله كل لَيْلَة ... أَتَاك نَبِي من لؤَي بن غَالب
فَرفعت أذيال الْإِزَار وشمرت ... بِي العرمس الوجنا هجول السباسب
فَأشْهد أَن الله لَا شَيْء غَيره ... وَأَنَّك مَأْمُون على كل غَائِب
وَأَنَّك أدنى الْمُرْسلين وَسِيلَة ... من الله بِابْن الأكرمين الأطايب
فمرنا بِمَا يَأْتِيك من وَحي رَبنَا ... وَإِن كَانَ مِمَّا جِئْت شيب الذوائب
وَكن لي شَفِيعًا يَوْم لاذو شَفَاعَة ... بمغن فتيلا عَن سَواد بن قَارب ...
فَضَحِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَقَالَ لي أفلحت يَا سَواد وَقَالَ أَبُو بكر بن مُحَمَّد الْقرشِي حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص مُحَمَّد ابْن الْهَيْثَم حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان حَدثنَا ابو عُثْمَان بن سعيد بن كثير ابْن دِينَار حَدثنَا عبد الله بن عبد الْعَزِيز الزُّهْرِيّ حَدثنِي أخي مُحَمَّد ابْن عبد الْعَزِيز عَن ابْن شهَاب عَن عبد الرَّحْمَن بن أنس السّلمِيّ عَن عَبَّاس ابْن مرداس قَالَ كَانَ إِسْلَام عَبَّاس بن مرداس أَنه كَانَ فِي لقاح نصف النَّهَار إِذْ طلعت نعَامَة بَيْضَاء عَلَيْهَا رَاكب عَلَيْهِ ثِيَاب مثل اللَّبن قَالَ فَقَالَ لي يَا عَبَّاس ألم تَرَ أَن السَّمَاء بثت احراسها وَأَن الْجِنّ جرعت أنفاسها وَأَن الْخَيل وضعت أحلاسها وان الَّذِي نزل بِالْبرِّ وَالتَّقوى يَوْم الأثنين لَيْلَة الثُّلَاثَاء صَاحب النَّاقة القصوى قَالَت فَخرجت مَرْعُوبًا قد راعني مَا رَأَيْت وَسمعت حَتَّى جِئْت وثنا لنا يدعى الضمار كُنَّا نعبده ونكلم من جَوْفه فَدخلت عَلَيْهِ فكنست مَا حوله وَقمت ثمَّ تمسحت بِهِ وقبلته فَإِذا صائح يَصِيح من جَوْفه يَا عَبَّاس ... قل للقبائل من سليم كلهَا ... هلك الضمار وفاز أهل الْمَسْجِد
هلك الضمار وَكَانَ يعبد مرّة ... قبل الصَّلَاة إِلَى النَّبِي مُحَمَّد
ذَاك الَّذِي جا بِالنُّبُوَّةِ وَالْهدى ... بعد ابْن مَرْيَم من قُرَيْش مهتدى ...
قَالَ فَخرجت مَرْعُوبًا حَتَّى جِئْت قومِي فقصصت عَلَيْهِم الْقِصَّة وَأَخْبَرتهمْ الْخَبَر قَالَ فَخرجت فِي ثَلَاثمِائَة من قومِي من بني حَارِثَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ فَتَبَسَّمَ ثمَّ قَالَ يَا عَبَّاس كَيفَ كَانَ إسلامك فقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة فسر بذلك وَأسْلمت أَنا وقومي وَقَالَ أَبُو بكر الْقرشِي حَدثنَا حَاتِم بن اللَّيْث الْجَوْهَرِي حَدثنِي سليم بن عبد الْعَزِيز الزُّهْرِيّ حَدثنِي أبي عبد الْعَزِيز بن عمرَان عَن عَمه مُحَمَّد بن عد الْعَزِيز عَن ابيه عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ لما ولد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَتَفت الْجِنّ على أبي قبيس وعَلى الْجَبَل الَّذِي بالحجون ... فأقسم لَا أُنْثَى من النَّاس أنجبت ... وَلَا ولدت أُنْثَى من النَّاس واحده
كَمَا ولدت زهرية ذَات مفخر ... مجنبة لوم الْقَبَائِل ماجده
فقد ولدت خير الْقَبَائِل أحمدا ... فَأكْرم بمولود وَأكْرم بوالده ...
وَقَالَ الَّذِي على أبي قبيس ... يَا سَاكِني الْبَطْحَاء لَا تغلطوا ... وميزوا الْأَمر بعقل مضى
إِن بني زهرَة من سركم ... فِي غابر الدَّهْر وَعند الْبَدِيِّ
وَاحِدَة مِنْكُم فهاتوا لنا ... فِيمَن مضى فِي النَّاس أَو من بَقِي
وَاحِدَة من غَيْركُمْ وَمثلهَا ... جَنِينهَا مثل النَّبِي التقى ...
وروى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَن عبد الله بن عمر قَالَ مَا سَمِعت عمر يَقُول لشَيْء قطّ إِنِّي لأظنه كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يظنّ بَينا عمر جَالس إِذْ مر بِهِ رجل جميل فَقَالَ لقد أَخطَأ ظَنِّي أَو أَن هَذَا على دينه فِي الْجَاهِلِيَّة أَو لقد كَانَ كاهنهم على بِالرجلِ فدعى لَهُ فَقَالَ لَهُ عمر لقد أَخطَأ ظَنِّي أَو أَنَّك على دينك فِي الْجَاهِلِيَّة أَو لقد كنت كاهنهم فَقَالَ مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ اسْتقْبل بِهِ رجل مُسلم قَالَ فَإِنِّي أعزم عَلَيْك إِلَّا مَا أَخْبَرتنِي قَالَ كنت كاهنهم فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَ فَمَا أعجب مَا جاءتك بِهِ جنيتك قَالَ بَينا انا فِي سوق يَوْمًا جَاءَتْنِي أعرف فِيهَا الْفَزع فَقَالَت ... ألم تَرَ إِلَى الْجِنّ وإبلاسها ... ويأسها بعد إبلاسها
ولحوقها بالقلاص وأحلامها ...
قَالَ عمر صدق بَينا أَنا قَائِم عِنْد آلِهَتهم إِذْ جَاءَ رجل بعجل فذبحه فَصَرَخَ بِهِ صارخ لم اسْمَع قطّ صَارِخًا أَشد صَوتا مِنْهُ يَقُول يَا جليح أَمر ابحث في الكتاب:
اضغط للبحث عن الكلمة داخل الكتاب تحميل الكتاب الأولى السابقة التالية الأخيرة
نجيح رجل يَصِيح يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله فَوَثَبَ الْقَوْم فَقلت لَا أَبْرَح حَتَّى أعلم مَا وَرَاء هَذَا ثمَّ نَادَى يَا جليح أَمر نجيح رجل يَصِيح يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله قلت لَا أَبْرَح حَتَّى أعلم مَا وَرَاء هَذَا ثمَّ نَادَى يَا جليح أَمر نجيح رجل يَصِيح يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله فَمَا نشبت أَن قيل هَذَا نَبِي قَالَ الْبَيْهَقِيّ ظَاهر هَذِه الرِّوَايَة يُوهم أَن عمر نَفسه سمع الصَّارِخ يصْرخ من الْعجل الَّذِي ذبح وَكَذَلِكَ هُوَ صَرِيح فِي رِوَايَة عَن عمر فِي إِسْلَامه وَسَائِر الرِّوَايَات تدل على أَن هَذَا الكاهن أخبر بذلك عَن رُؤْيَته وسماعه وَالله أعلم
وَقد روى الإِمَام أَحْمد عَن مُجَاهِد قَالَ حَدثنَا شيخ أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَنحن فِي غَزْوَة رودس يُقَال لَهُ ابْن عِيسَى قَالَ كنت اسوق لآل لنا بقرة فَسمِعت من جوفها يال ذريح يَا قَول فصيح رجل يَصِيح أَن لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ فقدمنا مَكَّة فَوَجَدنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد خرج بِمَكَّة قَالَ عبد الله بن احْمَد حَدِيث غَرِيب بِإِسْنَاد جيد وروى الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ قصَّة مَازِن الطَّائِي وَأَنه كَانَ بِأَرْض عمان بقرية تدعى شمائل وَكَانَ يسدن الْأَصْنَام لأَهله وَكَانَ لَهُ صنم يُقَال لَهُ ناجر فَقَالَ مَازِن فعترت ذَات يَوْم عتيرة وَهِي الذَّبِيحَة فَسمِعت صَوتا من الصَّنَم يَقُول يَا مَازِن يَا مَازِن أقبل إِلَيّ أقبل إِلَيّ تسمع مَا لَا تجْهَل هَذَا نَبِي مُرْسل جَاءَ بِحَق منزل فَآمن بِهِ كي تعدل عَن حر نَار تشعل وقودها بالجندل قَالَ مَازِن فَقلت وَالله إِن هَذَا لعجب ثمَّ عترت بعد أَيَّام عتيرة أُخْرَى فَسمِعت صَوتا أَشد من الأول وَهُوَ يَقُول يَا مَازِن اسْمَع تسر ظهر خير وبطن شَرّ بعث نَبِي مُضر بدين الله الْأَكْبَر فدع نحيتا من حجر تسلم من حر سقر قَالَ مَازِن فَقلت وَالله إِن هَذَا لعجب وَأَنه لخير يُرَاد بِي وَقد مر علينا رجل من أهل الْحجاز فَقُلْنَا مَا الْخَبَر وَرَاءَك قَالَ خرج رجل من تهَامَة يَقُول لمن أَتَاهُ أجِيبُوا دَاعِي الله يُقَال لَهُ احْمَد قَالَ فَقلت هَذَا وَالله نبأ مَا سَمِعت فسرت إِلَى الصَّنَم فَكَسرته جذاذا وشددت رَاحِلَتي ورحلت حَتَّى أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فشرح الله صَدْرِي إِلَى الْإِسْلَام فَأسْلمت وأنشأت أَقُول ... كسرت ناجر أجذاذا وَكَانَ لنا ... رَبًّا نطيف بِهِ ضلا بتضلال
بالهاشمي هدَانَا من ضلالتنا ... وَلم يكن دينه مني على بَال ...
. يَا رَاكِبًا بَلغنِي عمرا وَإِخْوَته ... إِنِّي لمن قَالَ رَبِّي ناجر قالى ...
يَعْنِي بِعَمْرو وَإِخْوَته بن خطامة قَالَ مَازِن فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي امْرُؤ مولع بالطرب وَشرب الْخمر وبالهلوك من النِّسَاء فألحت علينا السنون فاذهبن الْأَمْوَال وأهزلهن الذَّرَارِي وَالرِّجَال وَلَيْسَ لي ولد فَادع الله أَن يذهب عني مَا أجد ويأتيني بِالْحَيَاةِ ويهب لي ولدا فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْهم أَبَد لَهُ بالطرب قِرَاءَة الْقُرْآن وبالحرام الْحَلَال وبالخمر ريا لَا إِثْم فِيهِ وبالعهر عفة الْفرج وأته بالحيا وهب لَهُ ولدا قَالَ مَازِن فَأذْهب الله عني كل مَا كنت أجد وأخصب عمان وَتَزَوَّجت أَربع حرائر ووهب لي حَيَّان بن مَازِن وأنشأت أَقُول ... إِلَيْك رَسُول الله حنت مطيتي ... تجوب الفيافي من عمان إِلَى العرج
لتشفع لي يَا خير من وطئ الْحَصَى ... فَيغْفر لي رَبِّي فأرجع بالفلج
إِلَى معشر خَالَفت فِي الله دينهم ... فَلَا رَأْيهمْ رَأْيِي وَلَا سرجهم سرجي
وَكنت امْرأ بالعزف وَالْخمر مُولَعا ... حَياتِي حَتَّى آذن الْجِسْم بالنهج
فبدلني بِالْخمرِ خوفًا وخشية ... وبالعهر أحصانا وحصن لي فَرجي
فَأَصْبَحت همي فِي جِهَاد ونيتي ... فَللَّه مَا صومي وَللَّه مَا حجي ...
قَالَ مَازِن فَلَمَّا رجعت إِلَى قومِي أنبوني وشتموني وَأمرُوا شَاعِرهمْ فهجاني فَقلت إِن هجوتهم فَإِنَّمَا أهجو نَفسِي فتركتهم وأنشأت أَقُول ... شتمكم عندنَا مر مذاقته ... وشتمنا عنْدكُمْ يَا قَومنَا حسن
لَا ينشب الدَّهْر إِن بثت معائبكم ... وكلكم أبدا فِي عينا فطن
شَاعِرنَا مفحم عَنْكُم وشاعركم ... فِي حربنا مبلغ فِي شَتمنَا لسن
مَا فِي الصُّدُور عَلَيْكُم من منغصة ... وَفِي صدوركم الْبغضَاء والأحن ...
وروى أَن مازنا لما تنحى عَن قومه أَتَى موضعا فابتنى مَسْجِدا يتعبد فِيهِ فَهُوَ لَا يَأْتِيهِ مظلوم يتعبد فِيهِ ثَلَاثًا ثمَّ يَدْعُو محقا على من ظلمه يَعْنِي إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ فيكاد يعافى من البرص وَالْمَسْجِد يدعى مبرصا إِلَى الْيَوْم قَالَ مَازِن ثمَّ إِن الْقَوْم ندموا وَكنت الْقيم بأمورهم فَقَالُوا مَا عسينا ان نصْنَع بِهِ فَجَاءَنِي طَائِفَة عَظِيمَة فَقَالُوا يَا ابْن عَم عبنا عَلَيْك أمرا فنهيناك عَنهُ فَإِذا تبت فَنحْن تاركوك ارْجع مَعنا فَرَجَعت مَعَهم فأسلموا بعد كلهم وَقد روى فِي معني حَدِيث مَازِن أَخْبَار كَثِيرَة مِنْهَا حَدِيث عَمْرو بن جبلة فِيمَا سمع من جَوف الصَّنَم يَا عِصَام يَا عِصَام جَاءَ الْإِسْلَام وَذَهَبت الْأَصْنَام وَمِنْهَا حَدِيث طَارق من بني هِنْد بن حرَام يَا طَارق ابْن يَا طَارق بعث النَّبِي الصَّادِق وَمِنْهَا حَدِيث وقشة فِيمَا أخبر بِهِ رئيه فَنظر إِلَى ذُبَاب بن الْحَارِث فَقَالَ يَا ذُبَاب يَا ذُبَاب اسْمَع الْعجب العجاب بعث مُحَمَّد بِالْكتاب يَدْعُو بِمَكَّة لَا يُجَاب وَغير ذَلِك مِمَّا يطول استقصاؤه وَقَالَ عبد الرَّزَّاق أخبرنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي عَليّ بن الْحُسَيْن قَالَ إِن أول خبر قدم الْمَدِينَة أَن امْرَأَة من أهل يثرب تدعى فطيمة كَانَ لَهَا تَابع من الْجِنّ فَجَاءَهَا يَوْمًا فَوَقع على جدارها فَقَالَت مَالك لَا تدخل فَقَالَ إِنَّه بعث نَبِي حرم الزِّنَا فَحدثت تِلْكَ الْمَرْأَة عَن تابعها من الْجِنّ فَكَانَ أول خبر حدث بِالْمَدِينَةِ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ عَن جَابر قَالَ أول خبر قدم الْمَدِينَة عَن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن امْرَأَة من أهل الْمَدِينَة كَانَ لَهَا تَابع فجَاء فى صُورَة طَائِر حَتَّى وَقع على حَائِط دارها فَقَالَت لَهُ الْمَرْأَة انْزِلْ نخبرك وتخبرنا قَالَ لَا إِنَّه بعث بِمَكَّة نبى منع منا الْقَرار وَحرم علينا الزِّنَا وَالله الْمُوفق



الكتاب: آكام المرجان في أحكام الجان
المؤلف: محمد بن عبد الله الشبلي الدمشقيّ الحنفي، أبو عبد الله، بدر الدين ابن تقي الدين (المتوفى: 769هـ)
المحقق: إبراهيم محمد الجمل
الناشر: مكتبة القرآن - مصر - القاهرة





 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم

رد مع اقتباس
قديم 05 Mar 2018, 06:20 PM   #2
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 11,240 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: آكام المرجان في أحكام الجان 11



جزاك الله خير ..


 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس
قديم 05 Mar 2018, 11:10 PM   #3
سلطانه
وسام الشرف
SULTANA


الصورة الرمزية سلطانه
سلطانه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 19311
 تاريخ التسجيل :  Jan 2018
 أخر زيارة : 06 Nov 2023 (09:05 PM)
 المشاركات : 1,395 [ + ]
 التقييم :  20
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Black
رد: آكام المرجان في أحكام الجان 11



جزاك الله خير.
وجعله في ميزان حسناتك.


 

رد مع اقتباس
قديم 19 Mar 2018, 08:51 AM   #4
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو خالد
أبو خالد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم :  21
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل : Cadetblue
رد: آكام المرجان في أحكام الجان 11



جزاكم الله خير
شاكر مروركم


 
 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 11:55 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي