اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة : ۲٤] . قال وكيع وغيره : هي أيام الصوم ، إذ تركوا فيها الأكل والشرب .

روى الإمام البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة بابا يقال له : الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم .


           :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ13ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ12ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ11ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: درس جامع العروة الوثقى : علاج القرآن للصحة النفسية السليمة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : واقع الناس في شهر رمضان - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ10ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ09ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: معاناة (آخر رد :هاجر هاجر)       :: ثواب تعجيل الفطر . (آخر رد :ابن الورد)       :: ثواب السحور . (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 16 Sep 2018, 03:26 PM
طالب علم
باحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
طالب علم غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل : May 2008
 فترة الأقامة : 5787 يوم
 أخر زيارة : 09 Sep 2023 (01:17 PM)
 المشاركات : 3,093 [ + ]
 التقييم : 11
 معدل التقييم : طالب علم is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
أقوال المفسرين في نزول المعوذتين سورة الفلق وسورة الناس .



أقوال المفسرين في نزول المعوذتين

قَالَ عَبْدُ الخَالِقِ بْنُ الحَسَنِ ابنُ أَبي رُوبَا (ت:356هـ): حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ ثابتٍ الثَّورِيُّ عن أَبيه عن الهُذَيْلِ بنِ حَبيبٍ عنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ البلخيِّ (ت:150هـ): (وذلك أنَّ لَبيدَ بْنَ عاصِمِ بْنِ مالِكٍ، ويُقالُ: ابْنُ أَعْصَمَ اليَهودِيَّ، سَحَرَ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً في وتَرٍ، فجَعَلَهُ في بئْرٍ لَها سَبْعُ موانِي في جُفِّ طَلْعَةٍ كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَنِدُ إِلَيْها فدَبَّ فِيهِ السِّحْرُ، واشْتَدَّ عَلَيْهِ ثَلاثَ لَيالٍ، حَتَّى مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا، وجَزِعَتِ النِّساءُ، فنَزَلَتِ المُعَوِّذَاتُ، فبَيْنَما رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نائِمٌ إِذْ رَأَى كَأَنَّ ملكَيْنِ قَدْ أتَيَاهُ، فقَعَدَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِهِ، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ أحَدُهُما لِصاحِبهِ: ما شَكْواهُ؟ قَالَ: أصابَهُ طُِبٌّ -يَقُولُ: سِحْرٌ- قَالَ: فمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبيدُ بْنُ أَعْصَمَ اليَهودِيُّ، قَالَ: في أيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: تُنْزَفُ البئْرُ، ثُمَّ يُخْرَجُ قِشْرُ الطَّلْعَةِ فيَحْرِقُهُ، ثُمَّ يَحُلُّ العُقَدَ، كُلَّ عُقْدَةٍ بآيَةٍ مِنَ المُعَوِّذَتَيْنِ، فذلك شِفاؤُهُ، فلَمَّا اسْتَيْقَظَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَّهَ عَلِيَّ بْنَ أبي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى البئْرِ، فاسْتَخْرَجَ السِّحْرَ وجاءَ بهِ، فَأَحْرَقَ ذلكَ القِشْرَ، ويُقالُ: إِنَّ جِبْرِيلَ أخْبَرَ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَكانِ السِّحْرِ، وقالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُلَّ عُقْدَةً واقْرَأْ آيَةً. ففَعَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، فجَعَلَ يَذْهَبُ عَنْهُ ما كانَ يَجِدُ حَتَّى بَرَأَ وانْتَشَرَ لِلنِّساءِ). [تفسير مقاتل بن سليمان: 3/537]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وكان النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قَدِ اشتَكَى شَكْوًا شَديدًا، فكانَ يَومًا بينَ النائمِ واليَقظانِ، فأَتاهُ ملَكانِ فقالَ أحَدُهما: ما عِلَّتُه؟ فقالَ الآخَرُ: به طبٌّ في بئْرٍ تحتَ صَخرةٍ فيها. فانتَبَهَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فبَعَثَ عمارَ بنَ ياسِرٍ في نفَرٍ إلى البئْرِ، فاستخرَجَ السِّحْرَ، وكانَ وَتَرًا فيه إحدى عَشْرَةَ عُقدَةً، فجَعَلوا كلَّما حَلُّوا عُقدةً وَجَدَ راحةً حتى حُلَّتِ العُقَدُ، فكأنه أُنْشِطَ مِن عِقالٍ، وأُمِرَ أنْ يَتعوَّذَ بهاتينِ السورَتَيْنِ، وهما إحدى عَشْرَةَ آيةً على عَدَدِ العُقَدِ. وكان الذي سَحَرَه لَبيدُ بنُ أَعصَمَ). [معاني القرآن: 3/301]
قالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيُّ (ت: 283هـ): ({مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} مِنَ الإنْسِ وَالجِنِّ، وذَلِكَ أَنَّ لَبيدَ بْنَ أَعْصَمَ اليَهُودِيَّ سَحَرَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في بئْرِ بَنِي بَيَاضَةَ، وكَانَ يَستندُ إِلَيْهَا فَاستندَ إِلَيْهَا فدَبَّ فِيهِ السِّحْر، فاشْتَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، فأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى المُعَوِّذَتَيْنِ، وأَخْبَرَهُ جِبْرِيلُ – عَلَيْهِ السَّلامُ – بالسِّحْرِ، وأَخْرَجَ إِلَيْهَا رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابهِ فأَخْرَجَاهُ مِنَ البئْرِ، وجَاءَا بهِ إِلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فجَعَلَ يَحُلُّ عُقْدَةً ويَقْرَأُ آيَةً، حَتَّى بَرِئَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعْدَمَا خَتَمَ السُّورَتَيْنِ بلا مُهْلَةٍ، فكَانَ لَبيدٌ بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِي إِلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فمَا رَأَى فِي وَجْهِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَلاَ ذَاكَرَهُ ذَلِكَ). [تفسير التستري: 210]
قَالَ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ ابْنُ خَالويهِ (ت: 370هـ): (وَأَصْلُ ذَلِكَ أنَّ بَنَاتِ لَبيدِ بْنِ أَعْصَمَ سَحَرْنَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلْنَ السِّحْرَ فِي جُفِّ طَلْعَةٍ (أيْ: في قِشْرِهَا) تَحْتَ رَاعُوفَةِ بئْرٍ، وَكَانَ السِّحْرُ وَتَرًا فِيهِ إحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ النَّائِمِ واليَقْظَانِ إذْ أتَاهُ مَلَكَانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ. فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ للَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ: مَا بهِ؟ قَالَ: بهِ طِبٌّ ـ وَالعَرَبُ تُسَمِّي السِّحْرَ طِبًّا ـ قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: بَنَاتُ لَبيدِ بْنِ أَعْصَمَ. قَالَ: وَأَيْنَ طِبُّهُ؟ قَالَ: فِي جُفِّ طَلْعَةٍ تَحْتَ رَاعُوفَةِ بئْرِ بَنِي فُلاَنٍ. فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ فَبَعَثَ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَعَمَّارًا فَاسْتَخْرَجَا السِّحْرَ، فَجَعَلاَ كُلَّمَا حَلاَّ عُقْدَةً وَتَلَوا آيَةً مِنْ {قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ} وَ{قُلْ أَعُوذُ برَبِّ النَّاسِ} وهُمَا إحْدَى عَشْرَةَ آيَةً عَلَى عَدَدِ العُقَدِ، وَجَدَ رَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ خِفَّةً؛ فَلَمَّا حُلَّتِ العُقَدُ وَتُلِيَتِ السُّورَتَانِ قَامَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ أُنْشِطُ مِنْ عِقَالٍ، وَأَمَرَ أَنْ يُتَعَوَّذَ بهِمَا، وَكَانَ يُعَوِّذُ بهِمَا الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ). [إعراب ثلاثين سورة: 235-236]
قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (ورُوِيَ في خبَرٍ آخَرَ أنَّ لَبيدَ بنَ أَعصَمَ اتَّخَذَ لُعبةً للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَخَذَ مِن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها فأَفْحَلَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فجَعَلَ في اللُّعْبَةِ إِحْدَى عَشَرَ عُقدةً، ثم أَلقَاها في بئْرٍ، والقَى فَوْقَها صَخرةً، فاشتَكَى مِن ذلك رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَكْوًا شَديدًا، فصارَتْ أَعضاؤُه مثلَ العُقَدِ، فبَيْنَما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بينَ النائمِ واليَقظانِ إذ أَتاهُ مَلَكَانِ: أحَدُهما جَلَسَ عندَ رَأْسِه، والآخَرُ عندَ قَدَمَيْهِ، فالذي عندَ قَدَمَيْه يقولُ للذي عندَ رَأْسِه: ما شَكْوَاهُ؟ قالَ: السِّحْرُ. قالَ: مَن فَعَلَ به؟ قالَ: لَبيدُ بنُ أَعصَمَ اليَهوديُّ. قالَ: فأينَ صَنَعَ السِّحْرَ؟ قالَ: في بئْرِ كذا. قالَ: ماذا رأوه يَبْعَثُ إلى تلك البئْرِ فنَزَحَ ماءَها فإنه انتَهى إلى الصخرةِ، فإذا رآها فلْيَقْلَعْها؛ فإنَّ تَحتَها كُؤْبَةً، وهي كُؤْبَةٌ قد سقَطَتْ عُنُقُها، وفيه إحدى عشْرةَ عُقْدَةً، فيُحْرَقُ في النارِ، فيَبْرَأُ إنْ شاءَ اللهُ تعالى. فاستَيْقَظَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد فَهِمَ ما قالا، فبعَثَ عمارَ بنَ ياسِرٍ، وعَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عنهما إلى تلك البئْرِ في رَهْطٍ مِن أَصحابه، فوَجَدُوها كما وَصَفَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهم؛ فنَزلتْ هاتانِ السُّورتانِ، وهي إحدى عَشْرَةَ آيةً، فكُلَّما قَرَأَ آيةً حُلَّ منها عُقدةٌ حتى انْحَلَّتْ كُلُّها، ثم أَحْرَقَها بالنارِ، فبَرِئَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ). [بحر العلوم: 3/527]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنُ أَبي زَمَنِينَ (ت: 399هـ): (نَزَلَتْ هِيَ و{قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ} مُعَوِّذَتَيْنِ للنَّبيِّ حِينَ سَحَرَتْهُ اليَهُودُ). [تفسير القرآن العزيز: 5/175] ).
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (نَزَلَتْ هذه السُّورَةُ والتي بَعْدَها لَمَّا سَحَرَ لَبيدُ بْنُ الأَعْصَمِ اليَهُودِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فاشْتَكَى شَكْوَى شَدِيدَةً، فأَعْلَمَهُ اللهُ بمَا سُحِرَ به، وأَيْنَ هُو، فبَعَثَ مَن أَتَى به، وكَانَ وَتَرَ فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فجَعَلُوا كُلَّمَا حَلُّوا عُقْدَةً وَجَدَ رَاحَةً حَتَّى حَلُّوا العُقَدَ كُلَّهَا، وأَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَتَعَوَّذَ بهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ، وهما إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً على عَدَدِ العُقَدِ). [الوجيز: 2/1242]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قَالَ مُقَاتِلٌ وَالكَلْبيُّ: إِنَّ لَبيدَ بْنَ أَعْصَمَ اليَهُودِيَّ سَحَرَ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً فِي حَبْلٍ مُعْقَدٍ، وَدَسَّهُ فِي بئْرٍ يُقَالُ لَهُ: ذَرْوَانُ. فَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ ثَلاثَ لَيَالٍ؛ فَنَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ لِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ جِبْرِيلُ بمَكَانِ السِّحْرِ.
فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَاءَ بهَا، فَقَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حِلَّ عُقْدَةً وَاقْرَأْ آيَةً. فَفَعَلَ، وَجَعَلَ كُلَّمَا يَقْرَأُ آيَةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَذَهَبَ عَنْهُ مَا كَانَ يَجِدُ). [الوسيط: 4/572]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (قال الكلبي ومقاتل: (إن لبيد بن أعصم اليهودي، سحر النبي صلّى الله عليه وسلّم في إحدى عشرة عقدة في وتر، ودسه في بئر يقال لها: ذروان، فمرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واشتد عليه ذلك ثلاث ليال، فنزلت المعوذتان لذلك، وأخبره جبريل بمكان السحر، فأرسل إليها عليًا رضي الله عنه، فجابها، فقال جبريل للنبي صلّى الله عليه وسلّم: حل عقدة واقرأ آية، ففعل، وجعل كلما يقرأ آية انحلت عقدة، وذهب عنه ما كان يجده).
وهذه القصة صحيحة والمعتزلة تنكرها، ويقولون: لا يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم مسحورا؛ لأن الكفار كانوا يعيرونه بذلك، فلو قلنا: إنه سحر، وجوزنا ذلك كنا قد جاوزنا ما عير به.
والجواب: أن هذه القصة قد ثبتت قصتها، وصحتها عند المفسرين، وأهل النقل، والعلم بالرواية، ودلت هذه السورة على ذلك، وهو قوله: {ومن شر النفاثات في العقد} [الفلق: 4] يعني اللاتي ينفثن بالرقى والعزائم، فلولا أن لشرهن تأثيرا وإلا لم يؤمر بالاستعاذة من شرهن.
ولا يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم مسحورا على الوجه الذي عيره به الكفار، فإنهم كانوا يريدون أنه مخدوع مجنون سحر بتخيل عقله، فلذلك خالفهم في الدعاء إلى توحيد الله، فأما أن يكون مسحورا بوصف يجده في بدنه، فذلك ما لا ينكره أحد، ولم يكن الله ليسلط عليه شيطانا أو جنيا أو إنسيا فيما يؤدي إلى الضرورة في الدين، والنبوة، ولا الرسالة، وبيان الدعوة، فأما على الإضرار ببدنه فقد صح أن وجهه شج، وأن رباعيته كسرت يوم أحد، ولم يقدح ذلك في نبوته كذلك السحر، والخيلة، والتوصل بالرقى الإضرار ببدنه لا ينكر). [البسيط: 24/451-454]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق} إلى آخر السورة.
قوله تعالى: {قل أعوذ برب الناس} إلى آخر السورة.
قال المفسرون: كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدنت إليه اليهود ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه فأعطاها اليهود فسحروه فيها وكان الذي تولى ذلك لبيد بن الأعصم اليهودي ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها: ذروان فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن وجعل يذوب ولا يدري ما عراه فبينما هو نائم ذات يوم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ قال: طب قال: وما الطب؟ قال: سحر قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي قال: وبم طبه؟ قال: بمشط ومشاطة قال: وأين هو؟ قال: في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان.
والجف: قشر الطلع والراعوفة: حجر في أسفل البئر يقوم عليه المائح.
فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي)) ثم بعث عليًا والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه صلى الله عليه وسلم وأسنان مشطه وإذا فيه وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر فأنزل الله تعالى سورتي المعوذتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حتى انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما أنشط من عقال وجعل جبريل عليه السلام يقول: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين الله يشفيك فقالوا: يا رسول الله أفلا نؤم الخبيث فنقتله؟ فقال: ((أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شرًا)) فهذا من حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن جعفر أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري أخبرنا أحمد بن علي الموصلي أخبرنا مجاهد بن موسى أخبرنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعل حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعا ثم قال: ((أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه)) قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ((أتاني ملكان)). وذكر القصة بطولها. رواه البخاري عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة.
ولهذا الحديث طريق في الصحيحين). [أسباب النزول:513- 516]
قالَ أَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيُّ (ت: 489هـ): (واعْلَمْ أنَّ المفسِّرينَ قالُوا: إنَّ هذه السورةَ والتي تَلِيهَا نَزَلَتَا حينَ سُحِرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَحَرَهُ لَبيدُ بنُ أَعصَمَ اليهوديُّ.
والنفَّاثاتُ في العقَدِ يقالُ: إنهن بناتُه، وكان لَبيدٌ قد سَحَرَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجعَلَ ذلك في بئْرِ (ذي أَرْوانَ) فاعْتَلَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واشتَدَّتْ عِلَّتُه وكان يُخَيَّلُ إليه أنه يَفعلُ الشيءَ ولا يَفعلُه، ثم إنَّ جِبريلَ ـ عليه السلامُ ـ أَنْزَلَ المُعَوِّذَتَيْنِ، ورُوِيَ أنه قالَ لعائشةَ هنا: (( وَأَنَا نَائِمٌ نَزَلَ عَلَيَّ مَلَكَانِ، فقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فقالَ أَحَدُهما لِصَاحِبهِ: مَا حَالُ الرجُلِ؟ فقالَ: مَطبوبٌ، قَالَ: ومَنْ طَبَّهُ؟ قالَ: لبيدُ بنُ أَعْصَمَ اليهوديُّ. فقالَ: وأينَ ذلك؟ فقالَ: في مُشْطٍ ومُشاطةٍ تَحتَ رَاعونةٍ في بئرِ ذي أَرْوانَ ))
ثم إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعثَ عَلِيًّا، وقيلَ: إنه بَعَثَ عَمَّارًا، وقيلَ: بَعَثَ أبا بكرٍ وعمرَ حتى اسْتَخْرَجُوا ذلك السحْرَ، وأَنْزَلَ اللهُ تعالى هاتينِ السورتينِ، وكان على ذاك الشيءِ إحدى عَشرةَ عُقدةً، فقالَ له جِبريلُ: اقرأْ آيةً فانْحَلَّتْ عُقدةٌ، وكان كُلَّما قَرأَ آيةً انْحَلَّتْ عُقدةٌ، حتى انْحَلَّت العُقَدُ كلُّها، وقامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنما أُنْشِطَ مِن عِقالٍ). [تفسير القرآن: 6/307]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (قالَ مقَاتِلٌ والكلبيُّ: كان في وَتَرٍ عُقِدَ عليه إحدى عشرةَ عُقْدَةً.
وقيلَ: كانت العُقَدُ مَغروزةً بالإبرةِ، فأَنْزَلَ اللهُ هاتين السورتينِ، وهما إحدى عَشْرَةَ آيةً؛ سورةُ الفَلَقِ خَمْسُ آياتٍ، وسورةُ الناسِ ستُّ آياتٍ، كُلَّمَا قَرِئَتْ آيةٌ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، حتى انْحَلَّت العُقَدُ كُلُّها، فقامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنما نُشِطَ من عِقالٍ). [معالم التنزيل: 724]
قالَ مَحْمُودُ بنُ حَمْزَةَ بنِ نَصْرٍ الكِرْمَانِيُّ (ت: 525هـ): (سببُ نُزولِ السُّورَتَيْنِ: أنَّ غُلامًا كانَ يَخْدُمُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فدَسَّتْ إليه اليَهُودُ، ولم يَزالُوا به حتى أخَذَ مُشَاطَةَ رَأْسِه عليه السلامُ وعِدَّةَ أسنانٍ مِن مُشْطٍ، فأعطاها اليهودَ، فسَحَرُوهُ فيها، وكان الذي تَوَلَّى ذلك لَبيدَ بنَ أَعْصَمَ اليَهُودِيَّ، ثم دَسَّها في بئْرٍ يُقالُ له ذَرْوَانُ، فمَرِضَ عليه السلامُ مَرَضًا شَديدًا، وانتَشَرَ شَعْرُ رَأْسِه، وجَعَلَ يَذوبُ ولا يَدْرِي ما عَرَاهُ، فبَيْنَا هو نائمٌ، أتاه مَلَكانِ فقَعَدَ أحَدُهما عندَ رَأْسِه، والآخَرُ عندَ رِجْلِه، فقالَ الذي عندَ رِجْلِه لِلَّذِي عندَ رَأْسِه: ما بالُ الرَّجُلِ؟ قالَ: طُبَّ. قالَ: وما طُبَّ؟ قالَ: سُحِرَ. قالَ: ومَنْ سَحَرَه؟ قالَ: لَبيدُ بنُ أَعصَمَ. قالَ: فيمَ طَبَّهُ؟ قالَ: بمُشْطِه ومُشَاطِه.
قالَ: أينَ هُوَ؟ قالَ: في جُفِّ طَلْعَةٍ تحتَ رَاعُوفَةٍ في بئْرِ ذَرْوَانَ.
فانْتَبَهَ النبيُّ عليه السلامُ وقالَ: ((يا عائشةُ، أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ اللهَ أَخْبَرَنِي بدَائِي)).
ثم بَعَثَ علِيًّا والزُّبَيْرَ وعَمَّارَ بنَ ياسِرٍ، فنَزَحُوا ماءَ البئْرِ، كأنه نُقَاعَةُ الحِنَّا، ثم رَفَعُوا الصَّخْرَةَ وأَخْرَجوا الجُفَّ، فإذا فيه مُشَاطَةُ رَأْسِه وأَسنانُ مُشْطِهِ، وإذا وَتَرٌ فيه وعليه إحدى عَشْرةَ عُقدةً مَغروزةً بالإِبَرِ، فأَنزَلَ اللهُ هاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ إحدى عَشْرَةَ آيةً على عَدِّ العُقَدِ، فجَعَلُوا كُلَّمَا حَلُّوا عُقدَةً وجَدَ عليه السلامُ خِفَّةً حتى حَلُّوا العُقَدَ، فقامَ كأنما نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ.
وجَعَلَ جِبريلُ عليه السلامُ يقولُ: بسمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، ومِن حاسِدٍ وعينٍ، واللهُ يَشْفِيكَ.
الجُفُّ: قِشْرُ الطَّلْعِ، والرَّاعُوفَةُ: حَجَرٌ في أَسْفَلِ البئْرِ يَقومُ عليه المَائِحُ.
والمُشَاطَةُ: ما يَسْقُطُ مِنَ الشَّعْرِ مع المُشْطِ). [غرائب التفسير: 2/1411-1412]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنُ العَرَبيِّ (ت: 543هـ): (سُورَةُ الفَلَقِ وَالنَّاسِ فِيهِمَا ثَلاثُ مَسَائِلَ:
المَسْأَلَةُ الأُولَى: فِي سَبَب نُزُولِهِمَا:
رُوِيَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلَ إلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَلاَ يَفْعَلُهُ، فَمَكَثَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ قَالَ: ((يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ أَتَانِي مَلَكَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، قَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ: مَا شَأْنُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، فَقَالَ: فِي مَاذَا؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، تَحْتَ رَاعُوفَةٍ فِي بئْرِ ذِي أرْوَانَ، فَجَاءَ البئْرَ وَاسْتَخْرَجَهُ)). انْتَهَى الصَّحِيحُ.
زَادَ غَيْرُهُ: ((فَوَجَدَ فِيهَا إحْدَى عَشْرَ عُقْدَةً، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَيْهِ بالمُعَوِّذَتَيْنِ إحْدَى عَشْرَةَ آيَةً، فَجَعَلَ كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، حَتَّى انْحَلَّت العُقَدُ، وَقَامَ كَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ)). أَفَادَنِيهَا شَيْخُنَا الزَّاهِدُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَدْرَانَ الصُّوفِيُّ). [أحكام القرآن: 4/1996]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِب بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (و(النَّفَّاثَاتِ في العُقَدِ): السواحرُ، ويُقالُ: إن الإشارةَ أولاً إلى بناتِ لَبيدِ بنِ الأعصمِ اليهوديِّ؛ كُنَّ ساحِرَاتٍ، وهُنَّ اللواتي سَحَرْنَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعَقَدْنَ له إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى إحدَى عَشْرَةَ آيةً بعَدَدِ العُقَدِ؛ هي المُعَوِّذَتَانِ، فشُفِيَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [المحرر الوجيز: 15/609-610]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ السُّهَيْلِيُّ (ت:581هـ): ([وَقَوْلُهُ: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ} يَعْنِي السَّوَاحِرَ يَعْقِدْنَ فِي الحَرِيرِ وَغَيْرِهِ فِي سِحْرِهِنَّ وَيَنْفُثْنَ فِيهِ، وَيُرْوَى أَنَّ فِيهَا سَحَرْنَ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى المُعَوِّذَتَيْنِ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً، وَالنَّفْثُ بالفَمِ قَرِيبٌ مِنَ النَّفْخِ وَلا يَكُونُ إِلا مَعَ رِيقٍ، وَالتَّفْلُ قَرِيبٌ مِنْهُ. قَالَ: إِنَّهُنَّ كُنَّ مِنَ اليَهُودِ يَعْنِي السَّوَاحِرَ المَذْكُورَاتِ، وَقِيلَ هُنَّ بَنَاتُ لَبيدِ بْنِ الأَعْصَمِ]). [التعريف والإعلام: 190] (م)
قالَ أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الْجَوْزِيِّ (ت: 597هـ):(وفيها قولانِ:
أحدُهما: مَدنِيَّةٌ، رواهُ أبو صالحٍ عن ابنِ عبَّاسٍ، وبهِ قالَ قَتادةُ في آخَرِينَ.
والثاني: مَكِّيَّةٌ، رواهُ كُريبٌ عن ابنِ عبَّاسٍ، وبهِ قالَ الحسَنُ وعَطاءٌ وعِكرمةُ وجابرٌ. والأوَّلُ أَصَحُّ، ويَدُلُّ عليهِ أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سُحِرَ وهوَ معَ عائشةَ، فنَزَلَتْ عليهِ المُعَوِّذَتَانِ). [زاد المسير: 9/270]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بنِ الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ (ت: 604هـ): (الفصلُ الثانِي: ذَكَروا في سبب نُزولِ هذه السورةِ وُجُوهًا:...
وثالثُها: وهو قَولُ جُمْهورِ المُفَسِّرِينَ، أَنَّ لَبيدَ بنَ أَعْصَمَ اليَهُودِيَّ سَحَرَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم في إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً وفي وَتَرٍ دَسَّهُ في بئْرٍ يُقالَ لَها: ذَرْوانُ. فمَرِضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم واشْتَدَّ عليه ذلك ثَلاثَ ليالٍ، فنَزَلَتِ المُعَوِّذَتانِ لذلك، وأَخْبَرَه جِبْريلُ بمَوْضِعِ السِّحْرِ فأَرْسَلَ َعَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ وطَلْحَةَ وجَاءَا به، وقالَ جِبْريلُ للنبيِّ: حُلَّ عُقْدَةً، واقْرَأْ آيةً فَفَعَلَ وكان كُلَّما قَرَأَ آيةً انْحَلَّتْ عُقْدةٌ، فكان يَجِدُ بَعْضَ الخِفَّةِ والرَّاحَةِ). [التفسير الكبير: 32/172] (م)
قَالَ حُسَيْنُ بنُ أَبي العِزِّ الهَمَذَانِيُّ (ت: 643هـ):(العُقَدُ جَمْعُ عُقْدَةٍ وهي التي يَعْقِدُها السَّوَاحِرُ على الخيطِ أو الشَّعَرِ إذا سَحَرْنَ، رُوِيَ أنَّهُنَّ نِسَاءٌ سَحَرْنَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ في إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فأنْزَلَ اللَّهُ تعالى المُعَوِّذَتَيْنِ إْحَدَى عَشْرَةَ آيَةً). [الفريد: 4/752] (م)
قالَ عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ السُّلَمِيُّ (ت:660 هـ): (وَالأكثرونَ على أنَّ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ وَاسْتَخْرَجَ وَتَرًا فيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فَأُمِرَ بحَلِّهَا، فَكَانَ كُلَّمَا حُلَّتْ عُقْدَةٌ وَجَدَ رَاحَةً، حَتَّى حُلَّت العُقَدُ كُلُّهَا، فَكَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَنَزَلَت المُعَوِّذَتَانِ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً بعَدَدِ العُقَدِ، وَأُمِرَ أَنْ يَتَعَوَّذَ بهِمَا. وَمَنَعَ آخَرُونَ مِنْ تأثيرِ السحرِ في الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ جازَ في غيرِهِ؛ لِمَا في استمرارِهِ مِنْ خَبَلِ العقلِ، وَلإِنكارِ اللَّهِ تَعَالَى على مَنْ قَالَ: {إِنْ تَتَّبعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُورًا} [الإِسراء: 47]).[تفسير القرآن: 3/511]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وتخصيصُه لِمَا رُوِيَ أنَّ يَهُودِيًّا سَحَر النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إحدى عشرةَ عُقْدَةً في وَتَرٍ دَسَّهُ في بئْرٍ، فَمَرِضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونَزَلَت المُعَوِّذَتَانِ، وأَخْبَرَه جِبريلُ عليه الصلاةُ والسلامُ بمَوْضِعِ السِّحْرِ، فأرْسَلَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ تعالى عنه فجاءَ به، فَقَرَأَهُما عليه، فكانَ كُلَّمَا قرأَ آيةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، ووَجَدَ بعضَ الخِفَّةِ). [أنوار التنزيل: 2/1180]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُودٍ النَّسَفِيُّ (ت: 710هـ):(رُوِيَ أنه عَلَيهِ السلامُ سُحِرَ؛ فمَرِضَ، فجاءَه مَلَكَانِ وهو نائِمٌ، فَقالَ أَحَدُهما لِصَاحِبه: ما بَالُه؟ فقال: طُبَّ. قال: ومَنْ طَبَّه؟ قال: لَبيدُ بنُ أَعْصَمَ اليهوديُّ. قال: وبمَ طَبَّه؟ قال: بمُشْطٍ ومُشَاطَةٍ في جُفِّ طَلْعَةٍ تَحتَ رَاعُوفَةٍ في بئرِ ذِي أَرْوانَ. فانْتَبَهَ صلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلَّمَ فبعَثَ زُبَيْرًا وعَلِيًّا وعمَّارًا رضِيَ اللهُ عَنْهُم، فنَزَحُوا ماءَ البئرِ، وأخرَجوا الجُفَّ، فإذَا فيه مُشاطَةُ رَأسِه وأَسنانٌ مِن مُشْطِه، وإذَا فيه وَتَرٌ مُعَقَّدٌ فِيه إحدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً مَغْرُوزةً بالإبَرِ، فنَزَلَتْ هاتانِ السُّورتَانِ، فكُلَّمَا قرَأ جِبريلُ آيةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، حتَّى قام صلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلَّمَ عندَ انْحلالِ العُقْدَةِ الأخيرةِ كأنَّمَا نُشِطَ من عِقالٍ، وجعَلَ جِبريلُ يَقولُ: باسمِ اللهِ أرْقِيكَ واللهُ يَشْفِيكَ من كلِّ داءٍ يُؤْذِيكَ.
ولهذَا جُوِّزَ الاسْتِرقاءُ بما كانَ مِن كِتاب اللهِ، وكلامِ رسولِه عليه السَّلامُ، لا بمَا كان بالسُّرْيَانِيَّةِ والعِبْرَانيَّةِ والهِنْدِيَّةِ؛ فإنَّه لا يَحِلُّ اعْتِقادُه والاعتمادُ عَلَيه). [مدارك التنزيل:3/2016]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ):(ورُوِيَ أنَّهُ كانَ تحتَ صَخْرَةٍ في البئْرِ، فرَفَعُوا الصخْرَةَ وأخْرَجُوا جُفَّ الطَّلْعَةِ، فإذا فيهِ مُشَاطَةٌ مِنْ رَأْسِهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأسنانٌ مِنْ مُشْطِهِ.
وقيلَ: كانَ في وَتَرٍ عُقِدَ عليهِ إحدى عَشْرةَ عُقْدَةً. وقيلَ: كانَ مَغْرُوزًا بالإِبَرِ، فأَنْزَلَ اللَّهُ هاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ، وهما إحدى عَشْرةَ آيَةً؛ سورةُ الفَلَقِ خمسُ آياتٍ، وسورةُ الناسِ ستُّ آياتٍ، فكانَ كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، حتَّى انحلَّتِ العُقَدُ كلُّها، فقامَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كأَنَّما نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ. ورُوِيَ أنَّهُ لَبثَ سِتَّةَ أشْهُرٍ، واشتَدَّ عليهِ ذلكَ ثلاثَ ليالٍ، فنَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ). [لباب التأويل: 4/500]
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 728هـ): (وقالَ جمهورُ المُفَسِّرِينَ: إنَّ لَبيدَ بنَ الأعصمِ اليَهُودِيَّ سَحَرَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ في إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً في وَتَرٍ، ودَسَّه في بئْرِ ذِي أَرْوَانَ، فمَرِضَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ واشْتَدَّ ذلك عليهِ ثَلاثَ لَيالٍ؛ فنَزَلَتِ المُعَوِّذَتانِ، وأَخْبَرَهُ جَبْرَائِيلُ بمَوْضِعِ السِّحْرِ، فأرْسَلَ عليًّا بطَلَبه وجاءَ به، وقالَ جَبْرَائِيلُ: اقْرَأِ السُّورَتَيْنِ. فكانَ كلَّما يَقْرَأُ آيةً تَنْحَلُّ عُقْدَةٌ فيَجِدُ بَعْضَ الراحةِ والخِفَّةِ، حتى إذا أَتَمَّهَا فكَأنَّما أُنْشِطَ مِن عِقَالٍ). [غرائب القرآن: 30/224]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبيُّ (ت: 741هـ):(و {النَّفَّاثَاتِ} بناءُ مُبالَغَةٍ، والموصوفُ مَحذوفٌ، تقديرُه النساءُ النَّفَّاثَاتُ، والجماعةُ النَّفَّاثَاتُ أو النفوسُ النفاثاتُ، والأوَّلُ أَصَحُّ؛ لأنه رُوِيَ أنه إشارةٌ إلى بَناتِ لَبيدِ بنِ الأَعْصَمِ اليهوديِّ، وكُنَّ ساحراتٍ سَحَرْنَ هن وأبوهن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تعالى عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وعَقَدْنَ له إحدى عَشَرَ عُقدةً، فأَنْزَلَ اللهُ المعوذتين إحدى عَشْرَةَ آيةً بعَدَدِ العُقَدِ، وشَفَى اللهُ رسولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ). [التسهيل: 225] (م)
قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت: 745هـ): (وَسببُ نُزُولِ المَعَوِّذَتَيْنِ قِصَّةُ سِحْرِ لَبيدِ بنِ الأَعْصَمِ اليَهُودِيِّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهوَ جُفٌّ، وَالجُفُّ قِشْرُ الطَّلْعِ فيهِ مُشَاطَةُ رَأْسِهِ عَلَيْهِ الصلاةُ وَالسلامُ وَأَسْنَانُ مُشْطِهِ وَوَتَرٌ معقودٌ فيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً مَغْرُوزٌ بالإِبَرِ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ المُعَوِّذَتَانِ، فَجَعَلَ كُلَّمَا قَرَأَ آيةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَوَجَدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نفسِهِ خِفَّةً حتَّى انْحَلَّت العقدةُ الآخيرةُ فَقَامَ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ). [البحر المحيط: 8/759-760]
قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت: 745هـ): (وَسَبَبُ نُزُولِ المُعَوِّذَتَيْنِ قِصَّةُ لَبيدٍ وَمَا حُكِيَ عَنْهُ). [النهر الماد: 1319]
قَالَ الحُسَينُ بنُ سُلَيْمَانَ بْنِ رَيَّانَ (ت: 770هـ): (سُؤَالٌ: {مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ} ما وَجْهُ تَخْصِيصِهِنَّ؟
جَوَابٌ: لِمَا رُوِيَ أنَّ يَهُودِيًّا اسمُهُ لَبيدٌ سَحَرَ النَّبيَّ عليه السَّلامُ في وَتَرٍ دَسَّهُ في بئْرٍ فيه إحْدَى عَشْرَةَ عُقدَةً، فأعْلَمَهُ اللَّهُ بذلك وبمَحَلِّهِ بمجِيءِ جِبْرِيلَ بعْدَما اشْتَكَى ومَرِضَ لذَلِكَ أيَّامًا، وقد رُوِيَ ستَّةَ أشْهُرٍ ونزلَتِ المُعَوِّذَتَانِ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً فبعَثَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عنه فاسْتَخْرَجَهَا، فجاءَ بها، فكانَ كُلَّمَا قرَأَ آيَةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، ووجَدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خِفَّةً حتَّى انْحَلَّتِ العُقْدَةُ الأَخِيرَةُ قامَ عليْهِ الصلاةُ والسلامُ كأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ). [الروض الريان: 3/648]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ البَلَنْسِيُّ (ت: 782هـ): (والإِشَارَةُ بـ (النَّفَّاثَاتِ في العُقَدِ) إلى بَنَاتِ لَبيدِ بْنِ الأَعْصَمِ اليَهُودِيِّ، وهُنَّ اللَّوَاتِي سَحَرْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَعَقَدْنَ لَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً، وهِي المُعَوِّذَتَانِ، فَشُفِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ). [صلة الجمع:760] (م)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الفَيْرُوزَآبَادِيُّ (ت: 817هـ): (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ الثِّقَةُ ابْنُ المَأْمُونِ الهَرَوِيُّ قالَ: أَخْبَرَنَا أَبي، قالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللهِ مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، قالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ عَبْدِ المَجِيدِ الهَرَوِيُّ، قالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، عن مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ الكَلْبيِّ، عن أَبي صَالحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (نَزَلَتْ هَاتَانِ السُّورَتَانِ فِي شَأْنِ لَبيدِ بْنِ الأَعْصَمِ اليَهُودِيِّ الَّذِي سَحَرَ النَّبيَّ فَقَرَأَهُمَا النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سِحْرِهِ فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ). [تنوير المقباس: 604]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وَقَالَ سُفْيَانُ: الفَلَقُ وَالنَّاسُ نَزَلَتَا فِيمَا كَانَ لَبيدُ بْنُ الأَعْصَمِ سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وَقِصَّتُهُ مَشْهُورَةٌ فِي التَّفَاسِيرِ). [عمدة القاري: 20/10]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ المَحَلِّيُّ (ت: 864هـ): (نَزَلَتْ هَذِهِ السورةُ والتي بَعْدَهَا لَمَّا سَحَرَ لَبيدٌ اليَهُودِيُّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وَتَرٍ بهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فَأَعْلَمَهُ اللَّهُ بذلكَ وَبمَحَلِّهِ، فَأُحْضِرَ بينَ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمِرَ بالتَّعَوُّذِ بالسُّورَتَيْنِ، فَكَانَ كُلَّمَا قَرَأَ آيةً مِنْهَا انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ وَوَجَدَ خِفَّةً، حَتَّى انْحَلَّتِ العُقَدُ كُلُّهَا، وَقَامَ كَأَنَّمَا نُشِطَ منْ عِقَالٍ) [تفسير الجلالين: 604]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (قَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ} هَذِهِ السُّورَةُ، وسُورَةُ "النَّاسِ" و"الإِخْلاصِ" نَزَلَتْ عَلَى رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَحَرَتْهُ اليَهُودُ). [اللباب: 20/569]
قَالَ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بنُ عُمَرَ البِقَاعِيُّ (ت: 885هـ): (وَسَبَبُ نُزُولِ ذلكَ أنَّ يَهُودِيًّا سَحَرَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرِضَ كما يَأْتِي تَخْرِيجُهُ، فإِنَّ السحرَ يُؤَثِّرُ بإِذنِ اللَّهِ تعالى المَرَضَ وَيَصِلُ إِلى أنْ يَقْتُلَ، فَإِذَا أَقَرَّ السَّاحِرُ أَنَّهُ قَتَلَ بسِحْرِهِ وَهو مِمَّا يَقْتُلُ غَالِبًا قُتِلَ بذلكَ عندَ الشَّافِعِيِّ، وَلا يُنَافِي قولَهُ تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة: 67]. كَمَا مَضَى بيانُهُ في المائدةِ). [نظم الدرر: 8/606]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِيجِيُّ الشَّافِعِيُّ (ت: 905 هـ):(وقد صَحَّ أنَّ يَهُودِيًّا سَحَرَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، ودَسَّهُ في بئْرٍ، فاشْتَكَى ومَرِضَ عليه السلامُ لذلكَ أيَّامًا، وقد رُوِيَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فجاءَهُ جِبْرِيلُ وأَخْبَرَهُ بالسِّحْرِ والساحِرِ، ومَوْضِعِه، ونَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً، فبَعَثَ عليه السلامُ فاسْتَخْرَجَهَا، فجاءَ بها، فكانَ كلَّما قَرَأَ آيةً، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فحينَ انْحَلَّتِ العُقْدَةُ الأخيرةُ قامَ عليه السلامُ، كأنَّما نُشِطَ مِن عِقَالٍ). [جامع البيان: 4/546]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صنعت اليهود بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا فأصابه منه وجع شديد فدخل عليه أصحابه فخرجوا من عنده وهم يرون أنه ألم به فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما ثم قال: بسم الله أرقيك من كل شر يؤذيك ومن كل عين ونفس حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك)). [الدر المنثور: 15/795]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): ( (ك)، أخرج البيهقي في دلائل النبوة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا شديدا فأتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما ترى؟ قال: طب قال: وما طب؟ قال: سحر قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي، قال: أين هو؟ قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في كرية، فأتوا الركية فانزحوا ماءها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الكرية واحرقوها، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمار بن ياسر في نفر فأتوا الركية فإذا ماؤها مثل ماء الحناء فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الكرية وأحرقوها فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة. وأنزلت عليه هاتان السورتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة: {قل أعوذ برب الفلق} {قل أعوذ برب الناس}.
لأصله شاهد في الصحيح بدون نزول السورتين وله شاهد بنزولهما.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك قال: صنعت اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فأصابه من ذلك وجع شديد فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه لما به. فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما فخرج إلى أصحابه صحيحا). [لباب النقول: 314]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبينِيُّ (ت: 977هـ):(واختُلِفَ في سبب نُزولِ سُورةِ {قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ} فَقَالَ ابنُ عبَّاسٍ وعائشةُ رَضِيَ اللَّهُ عنهمْ: كانَ غلامٌ مِنَ اليَهودِ يَخدُمُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدَنَتْ إليهِ اليَهودُ فلمْ يَزالُوا بهِ حتى أَخَذَ مُشَاطَةَ رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِدَّةَ أسنانٍ مِن مُشطِهِ وأعطاها اليَهودَ فسَحَرُوهُ فيها، وَتَولَّى ذلك لبيدُ بنُ الأعْصَمِ رجلٌ منَ اليهودِ فنزَلَتْ هذهِ، و{قُلْ أَعُوذُ برَبِّ النَّاسِ} فيهِ). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 611]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيمِ الأَشْمُونِيُّ (ت: ق11هـ): (وسببُ نُزُولِ السُّورَتَيْنِ أنَّهُ كانَ غلامٌ مِنَ اليهودِ يَخْدُمُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يَزَلْ بهِ اليهودُ حتَّى أَخَذَ مُشَاطَةَ رأسِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَسْنَانَ مُشْطِهِ فأعطاهُ لليهودِ فَسَحَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والَّذِي تَوَلَّى ذلك لَبيدُ بْنُ أَعْصَمَ اليَهُودِيُّ ثمَّ دَسَّهَا في بئرِ بنِي زُرَيْقِ يقالُ لها ذَرْوَانُ فمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانْتَثَرَ شَعْرُ رَأْسِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكَانَ يَرَى أنه يَأْتِي النِّسَاءَ، وما يأتيهنَّ ويُخَيَّلُ إليه أنه يفعلُ الشيءَ وما يفعلُهُ، فبينمَا هو نائمٌ ذاتَ يومٍ أتاهُ مَلَكَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ والآخَرُ عند رِجْلَيْهِ فقالَ أحدُهَمَا لصاحبهِ: ما بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: طُبَّ. قَالَ: وما طُبَّ؟ قَالَ: سُحِرَ ورُوِيَ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فقالَ: مَطْبُوبٌ فَقَالَ: ومَنْ سَحَرَهُ؟ قَالَ: لَبيدُ ابنُ أَعْصَمَ قَالَ: في ماذا؟ قَالَ: في مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ وجُفِّ طَلْعَةٍِ ذَكَرٍ –جُفُّ الطَّلْعَةِ: وِعَاؤُهَا- قَالَ: وأَيْنَ هو؟ قَالَ: في ذَرْوَانَ تحتَ راعُوفَةِ البئْرِ – والرَاعُوفَةُ: صَخْرَةٌ تُتْرَكُ في أَسْفَلِ البئرِ إذا احْتُفِرَتْ، فإذا أَرَادُوا تَنْقِيَةَ البئْرِ جَلَسَ عليها المُنَقِّي ويقالُ لها أُرْعُوفَةُ- فانْتَبَهَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقَالَ: يَا عَائِشةُ، أما شَعُرْتِ، إِنَّ اللَّهَ أخبرنِي بدَائِي. ثمَّ بعثَ عَلِيًّا والزُبَيْرَ وعَمَّارًا وَثَوْبَانَ، فأخرجُوا الجُفَّ وإذا فيه مُشَاطَةُ رَأْسِهِ وأَسْنانُ مُشْطِهِ، وإذا وَتَرٌ مُعَقَّدٌ فيه إحدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً ورُوِيَ أنَّها كانتْ مَغْرُوزَةً بالإِبَرِ. اهـ كَوَاشِيِّ). [منار الهدى:310-311]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج عبد بن حميدٍ في "مسنده"، عن زيد بن أرقم قال: (سحر النبيّ رجلٌ من اليهود، فاشتكى، فأتاه جبريل، فنزل عليه بالمعوّذتين، وقال: إنّ رجلًا من اليهود سحرك، والسّحر في بئر فلانٍ، فأرسل عليًّا، فجاء به، فأمره أن يحلّ العقد، ويقرأ آيةً ويحلّ، حتّى قام النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كأنّما نشط من عقالٍ).
وأخرجه ابن مردويه والبيهقيّ من حديث عائشة مطوّلًا، وكذلك أخرجه من حديث ابن عبّاسٍ). [فتح القدير: 5/702]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وقال الواحديّ: قال المفسّرون: إنّها نزلت بسبب أنّ لبيد بن الأعصم سحر النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وليس في "الصّحاح" أنّها نزلت بهذا السّبب، وبنى صاحب "الإتقان" عليه ترجيح أنّ السّورة مدنيّةٌ وسنتكلّم على قصّة لبيد بن الأعصم عند قوله تعالى: {ومن شرّ النّفّاثات في العقد} [الفلق: 4].
وقد قيل إنّ سبب نزولها والسّورة بعدها: (أنّ قريشًا ندبوا، أي ندبوا من اشتهر بينهم أنّه يصيب النّبي صلّى الله عليه وسلّم بعينه فأنزل اللّه المعوّذتين ليتعوّذ منهم بهما).
ذكره الفخر عن سعيد بن المسيّب ولم يسنده). [التحرير والتنوير: 30/624]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وقالَ الوَاحِدِيُّ: قالَ المُفَسِّرُونَ: (إنها نَزلتْ بسَبَب أنَّ لَبيدَ بنَ الأَعْصَمِ سحَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، وليسَ في الصِّحَاحِ أنها نَزلَتْ بهذا السَّبَب، وبَنَى صاحِبُ الإتقانِ عليه تَرجيحَ أنَّ السُّورَةَ مَدَنِيَّةٌ، وسنتكَلَّمُ على قِصَّةِ لَبيدِ بنِ الأَعْصَمِ عندَ قولِه تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ} ). [التحرير والتنوير: 30/624]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وقالَ في (الإتقانِ): إنَّ سببَ نُزولِها قِصَّةُ سِحْرِ لَبيدِ بنِ الأَعْصَمِ، وأنها نَزلتْ مع (سُورةِ الفَلَقِ) وقد سَبَقَه على ذلك القُرْطُبيُّ والواحِدِيُّ، وقد عَلِمْتَ تَزييفَه في سُورَةِ الفَلَقِ) [التحرير والتنوير: 30/631]
قالَ عَطِيَّة مُحَمَّد سَالِم (ت: 1420هـ): (وأَجْمَعَ المُفَسِّرُونَ: أنَّها نَزَلَتْ في لَبيدِ بنِ الأَعْصَمِ، لَمَّا سَحَرَ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ ثم أتاهُ جِبْريلُ عليهِ السلامُ وأَخْبَرَهُ). [تتمة أضواء البيان: 9/342]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (انظر: مَسَائِل فِي حَادِثَةِ سَحْرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الجُزْءِ المُلْحَقِ بتَفْسِيرِ المعَوِّذَتَينِ) ). [جمهرة التفاسير: 42-50]
http://jamharah.net/showpost.php?p=118632&postcount=7



 توقيع : طالب علم


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 01:24 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي