اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة : ۲٤] . قال وكيع وغيره : هي أيام الصوم ، إذ تركوا فيها الأكل والشرب .

روى الإمام البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة بابا يقال له : الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم .


           :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ13ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ12ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ11ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: درس جامع العروة الوثقى : علاج القرآن للصحة النفسية السليمة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : واقع الناس في شهر رمضان - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ10ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ09ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: معاناة (آخر رد :هاجر هاجر)       :: ثواب تعجيل الفطر . (آخر رد :ابن الورد)       :: ثواب السحور . (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 Dec 2009, 02:31 AM   #31
الباحث1
باحث فضي


الصورة الرمزية الباحث1
الباحث1 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8039
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : 23 Dec 2012 (10:57 PM)
 المشاركات : 124 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وشرح الآية (56). من سورة الرحمن مقارنة من كتب التفاسير الجزء 6

فتح القدير ج5 ص141
الرحمن : ( 56 ) فيهن قاصرات الطرف . . . . .
( فيهن قاصرات الطرف ) أي في الجنتين المذكورتين قال الزجاج وإنما قال فيهن لأنه عنى الجنتين وما أعد لصاحبهما فيها من النعم وقيل فيهن أي في الفرش التي بطائنها من استبرق ومعنى ( قاصرات الطرف ) أنهن يقصرن أبصارهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم وقد تقدم تفسير هذا في سورة الصافات ( لم يطمثهن أنس قبلهم ولا جان ) قال الفراء الطمث الافتضاض وهو النكاح بالتدمية يقال طمث الجارية إذ افترعها قال الواحدى قال المفسرون لم يطأهن ولم يغشهن ولم يجامعهن قبلهم أحد قال مقاتل لأنهن خلقن في الجنة والضمير في قبلهم يعود إلى الأزواج المدلول عليه بقاصرات الطرف وقيل يعود إلى متكئين والجملة في محل رفع صفة لقاصرات لأن إضافتها لفظية وقيل الطمث المس أي لم يمسسهن قاله أبو عمرو وقال المبرد أي لم يذللهن والطمث التذليل ومن استعمال الطمث فيما ذكره الفراء قول الفرزدق دفعن إلى لم يطمنن قبلي
وهن أصح من بيض النعمام
قرأ الجمهور يطمثهن بكسر الميم وقرأ الكسائي بضمها وقرأ الجحدري وطلحة بن مصرف بفتحها وفي هذه الآية بل في كثير من آيات هذه السورة دليل أن الجن يدخلون الجنة إذا آمنوا بالله سبحانه وعملوا بفرائضه وانتهوا عن مناهيه
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، اسم المؤلف: محمد بن علي بن محمد الشوكاني ، دار النشر : دار الفكر – بيروت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير السمعاني ج5 ص335
الرحمن : ( 56 ) فيهن قاصرات الطرف . . . . .
قوله تعالى : ( ^ فيهن قاصرات الطرف ) فإن قيل : كيف قال : ( ^ فيهم ) وإنما ذكر الجنتين ؟
والجواب : قال بعضهم : إن الاثنين يذكران بلفظ الجمع ، فيجوز أن يرد الكلام إليهما بلفظ الجمع . والأصح أن قوله : ( ^ فيهن ) ينصرف إلى الفرش ، ومعناه : عليهن ، مثل قوله : ( ^ ولأصلبنكم في جذوع النخل ) أي : على جذوع .
وقوله : ( ^ قاصرات الطرف ) أي : قصرن أطرافهن على أزواجهن لا يرون غيرهم ، وهذا أحسن خصلة من خصال النساء . قال ابن مسعود : لسن بمتبرجات ، ولا ضماخات ، ولا دفرات . وقال بعضهم : لسن بمتشرغات ، ولا بمتطلعات ، ولا صياحات ، ولا صخابات . وقال الحسن : لسن بالطوافات في الأسواق .
وقوله : ( ^ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) أي : لم يمسسهن إنسي ولا جني . قال الفراء : الطمث : هو الوطء بالتدمية ، وهو الافتضاض .
تفسير القرآن ، اسم المؤلف: أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني ، دار النشر : دار الوطن - الرياض - السعودية - 1418هـ- 1997م ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : ياسر بن إبراهيم و غنيم بن عباس بن غنيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا



 

رد مع اقتباس
قديم 02 Dec 2009, 02:32 AM   #32
الباحث1
باحث فضي


الصورة الرمزية الباحث1
الباحث1 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8039
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : 23 Dec 2012 (10:57 PM)
 المشاركات : 124 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وشرح الآية (56). من سورة الرحمن مقارنة من كتب التفاسير الجزء 7 .

زاد المسير ج8 ص122
الرحمن : ( 56 ) فيهن قاصرات الطرف . . . . .
قوله تعالى فيهن قاصرات الطرف قد شرحناه في الصافات 48
وفي قوله فيهن قولان
أحدهما أنها تعود إلى الجنتين وغيرهما مما أعد لصاحب هذه القصة قاله الزجاج والثاني أنها تعود إلى الفرش ذكره علي بن أحمد النيسابوري قوله تعالى لم يطمثهن قرأ الكسائي بضم الميم والباقون بكسرها وهما لغتنان يطمث ويطمث مثل يعكف ويعكف وفي معناه قولان
أحدهما لم يقتضضهن والطمث النكاح بالتدمية ومنه قيل للحائض طامث قاله الفراء
والثاني لم يمسسهن يقال ما طمث هذا البعير حبل قط أي ما مسه قاله أبو عبيدة قال مقاتل وذلك لأنهن خلقن من الجنة فعلى قوله هذا صفة الحور وقال الشعبي هن من نساء الدنيا لم يمسسهن مذ أنشئن خلق وفي الآية دليل على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي
زاد المسير في علم التفسير ، اسم المؤلف: عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ، دار النشر : المكتب الإسلامي - بيروت - 1404 ، الطبعة : الثالثة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير القرطبي ج17 ص180
الرحمن : ( 56 ) فيهن قاصرات الطرف . . . . .
( الرحمن 56 : 57 )
فيه ثلاث مسائل : الأولى قوله تعالى : ( فيهن قاصرات الطرف ) قيل : في الجنتين المذكورتين قال الزجاج : وإنما قال : ( فيهن ) ولم يقل فيهما لأنه عنى الجنتين وما أعد لصاحبهما من النعيم وقيل : ( فيهن ) يعود على الفرش التي بطائنها من استبرق أي في هذه الفرش ( قاصرات الطرف ) أي نساء قاصرات الطرف قصرن أعينهن على أزواجهن فلا يرين غيرهم وقد مضى في والصافات ووحد الطرف مع الإضافة إلى الجمع لأنه في معنى المصدر من طرفت عينه تطرف طرفا ثم سميت العين بذلك فأدى عن الواحد والجمع كقولهم : قوم عدل وصور
الثانية قوله تعالى : ) لم يطمثهن ( أي لم يصبهن بالجماع قبل أزواجهن هؤلاء أحد الفراء : والطمث الافتضاض وهو النكاح بالتدمية طمثها يطمثها ويطمثها طمثا إذا افتضها ومنه قيل : امرأة طامث أي حائض وغير الفراء يخالفه في هذا ويقول : طمثها بمعنى وطئها على أي الوجوه كان إلا أن قول الفراء أعرف وأشهر وقرأ الكسائي ) لم يطمثهن ( بضم الميم يقال : طمثت المرأة تطمث بالضم حاضت وطمثت بالكسر لغة فهي طامث وقال الفرزدق : وقعن إلى لم يطمثن قبلي وهن أصح من بيض النعام وقيل : ) لم يطمثهن ( لم يمسسهن قال أبو عمرو : والطمث ألمس وذلك في كل شيء يمس ويقال للمرتع : ما طمث ذلك المرتع قبلنا أحد وما طمث هذه الناقة حبل أي ما مسها عقال وقال المبرد : أي لم يذللهن إنس قبلهم ولا جان والطمث التذليل وقرأ الحسن ) جأن ( بالهمزة الثالثة في هذه الآية دليل على أن الجن تغشي كالإنس وتدخل الجنة ويكون لهم فيها جنيات قال ضمرة : للمؤمنين منهم أزواج من الحور العين فالإنسيات للإنس والجنيات للجن وقيل : أي لم يطمث ما وهب الله للمؤمنين من الجن في الجنة من الحور العين من الجنيات جن ولم يطمث ما وهب الله للمؤمنين من الإنس في الجنة من الحور العين من الإنسيات إنس وذلك لأن الجن لا تطأ بنات آدم في الدنيا ذكره القشيري قلت : قد مضى في النمل القول في هذا وفي الإسراء أيضا وإنه جائز أن تطأ بنات آدم وقد قال مجاهد إذا جامع الرجل ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع معه فذلك قوله تعالى : ) لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ( وذلك بأن الله تبارك وتعالى وصف الحور العين بأنه لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان يعلمك أن نساء الآدميات قد يطمثهن الجان وإن الحور العين قد برئن من هذا العيب ونزهن والطمث الجماع ذكره بكماله الترمذي الحكيم وذكره المهدوي أيضا والثعلبي وغيرهما والله أعلم
الجامع لأحكام القرآن ، اسم المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، دار النشر : دار الشعب – القاهرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


 

رد مع اقتباس
قديم 02 Dec 2009, 02:34 AM   #33
الباحث1
باحث فضي


الصورة الرمزية الباحث1
الباحث1 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8039
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : 23 Dec 2012 (10:57 PM)
 المشاركات : 124 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وشرح الآية (56). من سورة الرحمن مقارنة من كتب التفاسير الجزء 8 .

تفسير الطبري ج27 ص150
الرحمن : ) 56 - 57 ( فيهن قاصرات الطرف . . . . .
يقول تعالى ذكره في هذه الفرش التي بطائنها من إستبرق قاصرات الطرف وهن النساء اللاتي قد قصر طرفهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم من الرجال
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال ثني أبي عن أبي يحيى عن مجاهد في قوله فيهن قاصرات الطرف قال قصر طرفهن عن الرجال فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة فيهن قاصرات الطرف / /
3 / / الآية يقول قصر طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم
حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال قال بن زيد في قوله قاصرات الطرف قال لا ينظرن إلا إلى أزواجهن تقول وعزة ربي وجلاله وجماله إن أرى في الجنة شيئا أحسن منك فالحمد لله الذي جعلك زوجي وجعلني زوجك
وقوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان يقول لم يمسهن إنس قبل هؤلاء الذين وصف جل ثناؤه صفتهم وهم الذين قال فيهم ولمن خاف مقام ربه جنتان ولا جان يقال منه ما طمث هذا البعير حبل قط أي ما مسه حبل
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول الطمث هو النكاح بالتدمية ويقول الطمث هو الدم ويقول طمثها إذا دماها بالنكاح
وإنما عنى في هذا الموضع أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك حدثني علي قال ثنا أبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن بن عباس قوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان يقول لم يدمهن إنس ولا جان
حدثنا بن حميد قال ثنا مهران عن سفيان عن إسماعيل عن رجل عن علي لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان قال منذ خلقهن
حدثنا الحسين بن يزيد الطحان قال ثنا أبو معاوية الضرير عن مغيرة بن مسلم عن عكرمة قال لا تقل للمرأة طامث فإن الطمث هو الجماع إن الله يقول لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان
حدثنا يونس قال أخبرنا بن وهب قال قال بن زيد في قوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان قال لم يمسهن شيء إنس ولا غيره
حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عيسى وحدثني الحارث قال ثنا الحسن قال ثنا ورقاء جميعا عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان قال لم يمسهن
حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي قال ثنا مروان بن معاوية عن عاصم قال قلت لأبي العالية امرأة طامث قال ما طامث فقال رجل حائض فقال أبو العالية حائض أليس يقول الله عز وجل لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان
فإن قال قائل وهل يجامع النساء الجن فيقال لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فإن مجاهدا روي عنه ما
حدثني به محمد بن عمارة الأسدي قال ثنا سهل بن عامر قال ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال إذا جامع ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع معه فذلك قوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان
وكان بعض أهل العلم ينتزع بهذه الآية في أن الجن يدخلون الجنة
ذكر من قال ذلك حدثني أبو حميد أحمد بن المغيرة الحمصي قال ثني أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي قال ثني أرطاة بن المنذر قال سألت ضمرة بن حبيب هل للجن من ثواب قال نعم ثم نزع بهذه الآية لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فالإنسيات للإنس والجنيات للجن
وقوله فبأي آلاء ربكما تكذبان يقول تعالى ذكره فبأي آلاء ربكما معشر الجن والإنس من هذه النعم التي أنعمها على أهل طاعته تكذبان
القول في تأويل قوله تعالى ^ كأنهن الياقوت والمرجان فبأي آلاء ربكما تكذبان هل جزآء الإحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان ^
جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، اسم المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري أبو جعفر ، دار النشر : دار الفكر - بيروت – 1405
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
التفسير الكبير ج29 ص112
الرحمن : ( 56 ) فيهن قاصرات الطرف . . . . .
وفيه مباحث :
الأول : في الترتيب وأنه في غاية الحسن لأنه في أول الأمر بين المسكن وهو الجنة ، ثم بين ما يتنزه به فإن من يدخل بستاناً يتفرج أولاً فقال : ) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ فِيهِمَا عَيْنَانِ ( ( الرحمن : 48 ، 50 ) ثم ذكر ما يتناول من المأكول فقال : ) فِيهِمَا مِن كُلّ فَاكِهَةٍ ( ( الرحمن : 52 ) ثم ذكر موضع الراحة بعد التناول وهو الفراش ، ثم ذكر ما يكون في الفراش معه .
الثاني : ) فِيهِنَّ ( الضمير عائد إلى ماذا ؟ نقول : فيه ثلاثة أوجه أحدها : إلى الآلاء والنعم أي قاصرات الطرف ثانيها : إلى الفراش أي في الفرش قاصرات وهما ضعيفان ، أما الأول فلأن اختصاص القاصرات بكونهن في الآلاء مع أن الجنتين في الآلاء والعينين فيهما والفواكه كذلك لا يبقى له فائدة ، وأما الثاني فلأن الفرش جعلها ظرفهم حيث قال : ) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ ( ( الرحمن : 54 ) وأعاد الضمير إليها بقوله : ) بَطَائِنُهَا ( ( الرحمن : 54 ) ولم يقل : بطائنهن ، فقوله ) فِيهِنَّ ( يكون تفسيراً للضمير فيحتاج إلى بيان فائدة لأنه تعالى قال بعد هذا مرة أخرى : ) فِيهِنَّ خَيْراتٌ ( ( الرحمن : 70 ) ولم يكن هناك ذكر الفرش فالأصح إذن هو الوجه الثالث : وهو أن الضمير عائد إلى الجنتين ، وجمع الضمير ههنا وثنى في قوله : ) فِيهِمَا عَيْنَانِ ( ( الرحمن : 50 ) و : ) فِيهِمَا مِن كُلّ فَاكِهَةٍ ( ( الرحمن : 52 ) وذلك لأنا بينا أن الجنة لها اعتبارات ثلاثة أحدها : اتصال أشجارها وعدم وقوع الفيافي والمهامة فيها والأراضي الغامرة ، ومن هذا الوجه كأنها جنة واحدة لا يفصلها فاصل وثانيها : اشتمالها على النوعين الحاصرين للخيرات ، فإن فيها ما في الدنيا ، وما ليس في الدنيا وفيها ما يعرف ، ومالا يعرف ، وفيها ما يقدر على وصفه ، وفيها مالا يقدر ، وفيها لذات جسمانية ولذات غير جسمانية فلاشتمالها على النوعين كأنها جنتان وثالثها : لسعتها وكثرة أشحارها وأماكنها وأنهارها ومساكنها كأنها جنات ، فهي من وجه جنة واحدة ومن وجه جنتان ومن وجه جنات . إذا ثبت هذا فنقول : اجتماع النسوان للمعاشرة مع الأزواج والمباشرة في الفراش في موضع واحد في الدنيا لا يمكن ، وذلك لضيق المكان ، أو عدم الإمكان أو دليل ذلة النسوان ، فإن الرجل الواحد لا يجمع بين النساء في بيت إلا إذا كن جواري غير ملتفت إليهن ، فأما إذا كانت كل واحدة كبيرة النفس كثيرة المال فلا يجمع بينهن ، واعلم أن الشهوة في الدنيا كما تزداد بالحسن الذي في الأزواج تزداد بسبب العظمة وأحوال الناس في
أكثر الأمر تدل عليه ، إذا ثبت هذا فنقول : الحظايا في الجنة يجتمع فيهن حسن الصورة والجمال والعز والشرف والكمال ، فتكون الواحدة لها كذا وكذا من الجواري والغلمان فتزداد اللذة بسبب كمالها ، فإذن ينبغي أن يكون لكل واحدة ما يليق بها من المكان الواسع فتصير الجنة التي هي واحدة من حيث الاتصال كثيرة من حيث تفرق المساكن فيها فقال : ) فِيهِنَّ ( وأما الدنيا فليس فيها تفرق المساكن دليلاً للعظمة واللذة فقال ) فِيهِمَا ( ( الرحمن : 50 ) وهذا من اللطائف الثالث : قاصرات الطرف صفة لموصوف حذف ، وأقيمت الصفة مكانه ، والموصوف النساء أو الأزواج كأنه قال فيهن نساء قاصرات الطرف وفيه لطيفة : فإنه تعالى لم يذكر النساء إلا بأوصافهن ولم يذكر اسم الجنس فيهن ، فقال تارة : ) وَحُورٌ عِينٌ ( ( الواقعة : 22 ) / وتارة : ) عُرُباً أَتْرَاباً ( ( الرحمن : 56 ) وتارة : ) قَاصِراتُ الطَّرْفِ ( ( الرحمن : 56 ) ولم يذكر نساء كذا وكذا لوجهين أحدهما : الإشارة إلى تنحدرهن وتسترهن ، فلم يذكرهن باسم الجنس لأن اسم الجنس يكشف من الحقيقة مالا يكشفه الوصف فإنك إذا قلت المتحرك المريد الآكل الشارب لا تكون بينته بالأوصاف الكثيرة أكثر مما بينته بقولك : حيوان وإنسان وثانيهما : إعظاماً لهن ليزداد حسنهن في أعين الموعودين بالجنة فإن بنات الملوك لا يذكرن إلا بالأوصاف .
المسألة الرابعة : ) قَاصِراتُ الطَّرْفِ ( من القصر وهو المنع أي المانعات أعينهن من النظر إلى الغير ، أو من القصور ، وهو كون أعينهن قاصرة لا طماح فيها للغير ، أقول والظاهر أنه من القصر إذ القصر مدح والقصور ليس كذلك ، ويحتمل أن يقال : هو من القصر بمعنى أنهن قصرن أبصارهن ، فأبصارهن مقصورة وهن قاصرات فيكون من إضافة الفاعل إلى المفعول والدليل عليه هو أن القصر مدح والقصور ليس كذلك ، وعلى هذا ففيه لطيفة وهي أنه تعالى قال من بعد هذه : ) حُورٌ مَّقْصُوراتٌ ( ( الرحمن : 72 ) فهن مقصورات وهن قاصرات ، وفيه وجهان أحدهما : أن يقال : هن قاصرات أبصارهن كما يكون شغل العفائف ، وهن قاصرات أنفسهن في الخيام كما هو عادة المخدرات لأنفسهن في الخيام ولأبصارهن عن الطماح وثانيهما : أن يكون ذلك بياناً لعظمتهن وعفافهن وذلك لأن المرأة التي لا يكون لها رادع من نفسها ولا يكون لها أولياء يكون فيها نوع هوان ، وإذا كان لها أولياء أعزة امتنعت عن الخروج والبروز ، وذلك يدل على عظمتهن ، وإذا كن في أنفسهن عند الخروج لا ينظرن يمنة ويسرة فهن في أنفسهن عفائف ، فجمع بين الإشارة إلى عظمتهن بقوله تعالى : ) مَّقْصُوراتٌ ( منعهن أولياؤهن وههنا وليهن الله تعالى ، وبين الإشارة إلى عفتهن بقوله تعالى : ) قَاصِراتُ الطَّرْفِ ( ثم تمام اللطف أنه تعالى قدم ذكر ما يدل على العفة على ما يدل على العظمة وذكر في أعلى الجنتين قاصرات وفي أدناهما مقصورات ، والذي يدل على أن المقصورات يدل على العظمة أنهن يوصفن بالمخدرات لا بالمتخدرات ، إشارة إلى أنهن خدرهن خادر لهن غيرهن كالذي يضرب الخيام ويدلي الستر ، بخلاف من تتخذه لنفسها وتغلق بابها بيدها ، وسنذكر بيانه في تفسير الآية بعد .
المسألة الخامسة : ) قَاصِراتُ الطَّرْفِ ( فيها دلالة عفتهن ، وعلى حسن المؤمنين في أعينهن ، فيجبن أزواجهن حباً بشغلهن عن النظر إلى غيرهم ، ويدل أيضاً على الحياء لأن الطرف حركة الجفن ، والحورية لا تحرك جفنها ولا ترفع رأسها .
المسألة السادسة : ) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ ( فيه وجوه أحدها : لم يفرعهن ثانيها : لم يجامعهن ثالثها : لم يمسسهن ، وهو أقرب إلى حالهن وأليق بوصف كمالهن ، لكن لفظ الطمث غير ظاهر فيه ولو كان المراد منه
المس لذكر اللفظ الذي يستحسن ، وكيف وقد قال تعالى : ) وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ ( ( البقرة : 237 ) وقال : ) فَاعْتَزِلُواْ ( ( البقرة : 222 ) ولم يصرح بلفظ موضوع للوطء ، فإن قيل : فما ذكرتم من / الإشكال باق وهو أنه تعالى كنى عن الوطء في الدنيا باللمس كما في قوله تعالى : ) أَوْ لَامَسْتُمُ النّسَاء ( ( النساء : 43 ) على الصحيح في تفسير الآية وسنذكره ، وإن كان على خلاف قول إمامنا الشافعي رضي الله عنه وبالمس في قوله : ) مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ ( ( البقرة : 237 ) ولم يذكر المس في الآخرة بطريق الكناية ، نقول : إنما ذكر الجماع الدنيا بالكناية لما أنه في الدنيا قضاء للشهوة وأنه يضعف البدن ويمنع من العبادة ، وهو في بعض الأوقات قبحه كقبح شرب الخمر ، وفي بعض الأوقات هو كالأكل الكثير وفي الآخرة مجرد عن وجوه القبح ، وكيف لا والخمر في الجنة معدودة من اللذات وأكلها وشربها دائم إلى غير ذلك ، فالله تعالى ذكره في الدنيا بلفظ مجازي مستور في غاية الخفاء بالكناية إشارة إلى قبحه وفي الآخرة ذكره بأقرب الألفاظ إلى التصريح أو بلفظ صريح / لأن الطمث أدل من الجماع والوقاع لأنهما من الجمع والوقوع إشارة إلى خلوه عن وجوه القبح .
المسألة السابعة : ما الفائدة في كلمة ) قَبْلَهُمْ ( ؟ قلنا لو قال : لم يطمثهن إنس ولا جان يكون نفياً لطمث المؤمن إياهن وليس كذلك .
المسألة الثامنة : ما الفائدة في ذكر الجان مع أن الجان لا يجامع ؟ نقول : ليس كذلك بل الجن لهم أولاد وذريات وإنما الخلاف في أنهم هل يواقعون الإنس أم لا ؟ والمشهور أنهم يواقعون وإلا لما كان في الجنة أحساب ولا أنساب ، فكأن مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن من حيث الإشارة إلى نفيها .
التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ، اسم المؤلف: فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي ، دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت - 1421هـ - 2000م ، الطبعة : الأولى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


 

رد مع اقتباس
قديم 20 Nov 2012, 04:19 PM   #34
العون
جزاه الله خيراً


الصورة الرمزية العون
العون غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 12333
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 25 Jan 2013 (05:42 PM)
 المشاركات : 522 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: تفسير ايات الجن من سورة الرحمن لعدة مفسرين-The interpretation of sorat al jinn



رائع ما قرأته هنآ بارك الله فيك 10


 
 توقيع : العون



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير سورة الجن لجميع المفسرين- The interpretation of sorat al jinn ابن الورد دراسات وبحوث وتحليل المنتدى ـ الإدارة العلمية والبحوث Studies and Research and Analysis Forum 208 20 Nov 2012 04:15 PM
تفسير ايات الجن من سورة الذاريات -The interpretation of Sorat al jinn الباحث1 دراسات وبحوث وتحليل المنتدى ـ الإدارة العلمية والبحوث Studies and Research and Analysis Forum 12 20 Nov 2012 03:59 PM
تفسير ايات الجن من سورة سبأ مقارنه من كتب التفاسيرThe interpretation of Sorat al jinn الباحث1 عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn 17 26 May 2010 04:09 PM
تفسير ايات الجن من سورة القصص لعدة مفسرين-The interpretation of Sorat al jinn الباحث1 عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn 6 26 May 2010 01:24 PM
تفسير ايات الجن من سورة فصلت لعدة مفسرين-The interpretation of Sorat al jinn الباحث1 عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn 17 09 Feb 2010 01:23 AM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 09:12 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي