اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : عَنْ أَبِي رُقَيَّةَ تَمِيمِ بْنِ أَوْسٍ الدّارِيِّ (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ لِلَّهِ، وَلِكِتابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعامَّتِهِمْ». رَواهُ مُسْلِمٌ.

يُروى أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه كتَبَ إلى ابنِه مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفيَّةِ: (لا يكُنْ أخوك على قَطيعَتِك أقوى مِنك على صِلتِه، وعلى الإساءةِ أقوى مِنك على الإحسانِ) .


           :: وادي الجن شمال المدينة والبئر . (آخر رد :ابن الورد)       :: زعماعندو قدرة خارقة "بوهالي" خارج يداوي الناس من أمراض فالشارع العام فيها حارالأطباء (آخر رد :ابن الورد)       :: الشريف بهلول كيداوي وكيدير عمليات مستعصية وكيتحدى أطباء جميع دول العالم (آخر رد :ابن الورد)       :: 5:04 / 9:22 خطير ..عبد السلام دخانة يشرب ويستحم بالاسيد / الماء القاطع . (آخر رد :ابن الورد)       :: هَدْيِه النبي صلى الله فِي الْعِلَاجِ بِشُرْبِ الْعَسَلِ، وَالْحِجَامَةِ، وَالْكَيِّ. (آخر رد :ابن الورد)       :: استكشاف قرية الجن الفروثي وتجربة جهاز كاشف الجن والأشباح بالموجات الكهرومغناطيسية . (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح بتصريح صادم: الجن يتعامل معنا والمنظومة التي تدير العالم تستجلب الشياطين ! (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح يتحدث عن أسرار عبدة الشيطان :" التاروت هو أمر شيطاني "! (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح يتحدى المنجمين : 2024 فيها لقاء مع الفضائيين وظهور وباء الزومبي ! (آخر رد :ابن الورد)       :: ماهي حقيقة مثلث برمودا ؟ ولماذا تختفي الطائرات والسفن به ؟ (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn من الكتاب والسنة والأثر وماورد عن الثقات العدول من العلماء والصالحين وماتواتر عن الناس ومااشتهر عن الجن أنفسهم .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 26 Oct 2009, 09:00 PM
طالب ليبي
باحث ذهبي
طالب ليبي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 5544
 تاريخ التسجيل : May 2009
 فترة الأقامة : 5491 يوم
 أخر زيارة : 27 Feb 2018 (10:36 AM)
 المشاركات : 226 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : طالب ليبي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
اثبات وجود الجن..(منقول ) The Prove of Jinns Existance



بسم الله الرحمن الرحيم

إثبات وجود الجن





لا يخفى أن وجود الجن ليس من المسـتحيل عقلا ,, وقد أجمع العلماء من عصر الصحابة والتابعين على ذلك خلافا لكثير من الفلاسفة والقدرية وكافة الزنادقة حيث أنكروا وجودهم ... وفي كلام بعضهم وكثير من القدرية يثبتون وجود الجن قديما ,, وينفون وجودهم الآن ... ولعل مرادهم بالقديم زمان الأنبياء ,,, وفي كلام القاضي عبد الجبار من المعتزلة " المعتزلة : قوم ينكرون القدر , ويقولون أن كل إنسان خالق لفعله , أما الزنادقة فجمع زنديق , وهم كل شاك أو ضال , أو ملحد , وأصل الزندقة القول بأزلية العالم وأطلق على الزردشتية والمانوية وغيرهم من التنوية ثم توسع فيه فأطلق على كل شاك زنديق ,, أما عبد الجبار : فهو عبد الجبار بن أحمد بن عبدالجبار الهمذاني وكنيته أبوالحسين , قاض أصولي , من أكبر رءوس المعتزلة , لقب بقاضي القضاة , وصنف كتبا كثيرة , منها : تنزيه القرآن عن المطاعن , وشرح الأصول الخمسة , وهي أصول المعتزلة , والمغني في أبواب التوحيد والعدل , مات سنة 415 ه " قال عبد الجبار : الدليل على إثبات وجود الجن السـمع دون العقل ,, لأنه لا طريق له لإثبات أجسـام غائبة ... وفيه نظر لأن هذا يؤدي الى أنظار الملائكة : الا أن يقال : الملائكة ليســت أجسـاما ... وفي كلام بعضهم : ومعلوم بالاضطراري والضروري أنهم ( أي الجن ) أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة ليســوا بصفات وأعراض قائمة بالأنســان أو غيره كما زعمه بعض الملاحدة " انتهى "



وفي كون ذلك معلوما بالضرورة نظر ,, لأنه لو كان كذلك لما خالف في ذلك أحد من أهل العقول , الا أن يقال : عقول اصلها بارئها ... وفي كلام أبي العباس بن تيمية لم يخالف أحد من طوائف المســلمين في وجود الجن " انتهى "

وهو يفيد ( أنه من أنكر وجودهم ليس من المسلمين , ويؤيده قول جمهور طوائف الكفار على وجودهم , وقد تواترت به أخبار الأنبياء تواترا ظاهرا يعرفه العامة والخاصة ,,, لأنه يفيد أنه معلوم من الدين بالضرورة ,, في كلام بعضهم لم ينكر وجود الجن الا شرذمة قليلة من جهلاء الفلاسفة والأطباء






لم ســــميت جــنا ؟!





وسميت جنا , لاجتنابها , أي : استتارها عن الأعين ,, وكذلك سمي الولد في بطن أمه جنينا ,, ويقال لهم : الشياطين ,, وقيل : إن الشياطين اســم للعصاة منهم ,, والمردة منهم اشــد عصيانا ,, والعفاريت أشــد عصيانا من المردة ,, ففي آكام المرجان للشبلي " أن الشــياطين هم العصاة من الجن والمردة هم أعتاهم " ,, ومن ثم قال بعضهم : منازل ورتب في الشــيطنة ( اذا خبث الجني قيل له : شــيطان ,, فأن زاد على ذلك في الخبث قيل له : مارد ,, فأن زاد على ذلك قيل له : عفريت , وفي كلام بعضهم : أن من يســاكن الإنس من الجن يقال له : عمار ,, ومن يتعرض منهم للصبيان يقال لهم : أرواح ) ويقال : وقد جاء في الحديث (( ان المولود اذا أذن " يعني وقت ولادته " بالأذان في أذنه اليمنى , وبالإقامة في أذنه اليســرى لم تحضره أم الصبيان )) أي التابعة من الجن ,, " ضعيف كما قال الألباني , والصحيح ما رواه أبو رافع عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحســـين بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة "

وأما الحن " بالحاء المهملة " فنوع من الجن ,, قيل هم كلابهم وســـفلتهم






متى خلقوا ؟





خلق الجن قبل آدم بألفي ســـنة ,, وكان خلقهم " يوم الخميس "

وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ( لما خلق الله " شــوميا " ( في آكام المرجان للشبلي " سوميا " وفي لقط المرجان " سمومان " ) الذي هو " أبو الجن " خلقه الله من مارج من نار ,, والمارج لهب النار ,, ويقال له : لســـان النار ,, وهو ما يعلو منها اذا التهبت ,, فتارة يكون أصفر وتارة يكون أخضر ,, وهذه النار جزء من ســبعين جزءا من نار جهنم ,, وقيل : هي نار الشمس , وهذا المارج المذكور نار الســموم ,, وعن ابن عباس من نار الســموم من أحســن النار ,, ولعل المراد بالأحسـن الأعظم ولما خلقه الله قال له : تمن ,, فكان من جملة ما تمناه أن يروا ولا يروا فمكث هو وأولاده في الأرض يعبدون الله ,, فلما طال عليهم الأمد عصـوا ,, وكان فيهم ملك يقال له ( يوســف ) ويقال : أنه كان نبيا ,, ويقال : ان الله أرسله اليهم فقتلوه ! فأرســل الله عليهم جندا من الملائكة ( ملائكة سماء الدنيا ) يقال لهم : الجن : منهم إبليس ,, كان مقدما فيهم ورئيســا عليهم ,, وعلى هذا يمكن حمل قول من قال : إبليس أبو الجن كما أن آدم أبو الأنس ,,, وقيل لهم الجن لأنهم كانوا خزنة الجنة ( أخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال : كان إبليــس من أشــرف الملائكة , من أكبرهم قبيلة , وكان خازن الجنان , والخازن : الحارس ) خلقهم الله تعالى مما خلق منه " شوميا " أبو الجن , وهو نار الســموم ,, وما عداهم من الملائكة خلقهم الله سبحانه من " نور " فنفوا أولئك العصاة من الأرض وألحقوا بجزائر ( مفردها جزيرة , وهي كل مكان انقطع عن معظم الأرض ) البحر ,, وسكن أولئك الملائكة تلك الأرض وأحبوا المكث فيها فمكثوا فيها قبل خلق آدم أربعين ســنة ,, ولما أراد الله تعالى خلق آدم ,, قال لأولئك الملائكة ,, أو ,, لهم مع بقية ملائكة الســموات دونهم : (( أني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسـد فيها ويســـفك الدماء )) أي : كالجن الذين نفوا من الأرض ,,, وجاء في بعض الروايات أنهم لما قالوا ذلك خافوا أن يكونوا عصوا الله تعالى بما ردوه عليه ,, فلاذوا بالعرش يطوفون به ويســتغفرونه من ذلك ,, فلما أســجدهم لآدم قالوا : هو أكرم على الله منا غير أنا أعلم منه فلما أنبأهم بما لا يعرفونه علموا أن آدم أعلم منهم






حقيقة أبليس أهو من الملائكة أم من الجن ؟!





اختلف العلماء في كون إبليــس من الملائكة أم من الجن ,, فذهب فريق منهم ابن عباس إلى أن إبليس من الملائكة ,, واستدلوا بقوله تعالى : ((( وإذ قلنا للملائكة اســجدوا لآدم فســـجدوا الا إبليــس ))) فالاستثناء لا يكون من غير الجنس , وهذا هو المشــهور في لغة العرب بدليل أنه لا يكون من المســتحسن أن نقول : فتـح الخبازون الا فلانا ,, ونريد فلانا الحداد , ولا يليق أن نقول : رأيت الناس إلا حمارا ,, فأن قيل أن الله خص إبليس باســمه فقال ((( الا إبليس كان من الجــن ))) فالجواب : أن الجن نوع من الملائكة كما يقال : الخزنة والزبانية , وهم كلهم جنس واحد يشتمل على أنواع , كما أن الآدميين يصنفون إلى زنج وعرب وعجم ,, ولأن إبليــس أمر بالســجود لآدم لأنه من الملائكة , وإلا لما كان مأمورا , ويقصدون بالجن أيضا أنهم خزنة الجنــة , ويرى ابن عباس : أن إبليــس كان من حي من أحياء الملائكة يقال لهم " الجــن " خلقوا من نار الســموم من بين الملائكة وكان اســمه الحارث , وكان خازنا من خزان الجنــة , وخلقت الملائكة من نــور غيــر هذا الحي ,,, وذهب فريق آخر منهم الحســن البصري الى أن إبليــس كان من الجــن , واســتدلوا بقوله تعالى في ســورة الكهف ((( الا إبليس كان من الجن )))

فالله ســبحانه قد أخبر أنه من الجن , فغير جائز أن ينســب إلى غير ما نســبه الله إليه , كما اســتدلوا بقوله تعالى

( ويوم نحشــرهم جميعا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون * قالوا ســبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجــن ) ,, وهذه الآية صريحة في الفرق بين الجن والملك , كما أن إبليــس له ذرية لقوله تعالى :

( أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني ) والملائكة لا ذرية لهم , كما أن الملائكة معصومون , وإبليــس لم يكن كذلك فوجب أن لا يكون منهم , كما أن الجــن خلقوا من نار والملائكة خلقوا من نور , وأيضا لأن الملائكة رســل ,, لقوله تعالى ((( جاعـل الملائكــة رســـلا ))) ورسل الله معصومون , ويؤكد الأمام الحســـن البصري هذا الرأي حيث يقول : ما كان إبليــس من الملائكة طرفة عين قط , وأنه لأصــل الجن , كما أن آدم أصــل الأنــس وكان رضي الله عنه يقول : قاتل الله أقواما يزعمـون أن إبليـس كان من ملائكــة الله , والله تعالى يقول : كان من الجــن والله تعالى أعلم بالصواب



قيل : إن إبليس كان من الجن الذين نفوا من الأرض كان صغيرا فتشبه بالملائكة ,, فكان معها ,, فلما أمروا أن يســجدوا لآدم ســجدوا إلا إبليس .. فعلى الرواية الأولى يكون إبليس من الجن الذين هم الملائكة ,, وعلى هذه الرواية الثانية يكون من الجن الذين نفوا من الأرض ,, فكونه من الملائكة على هذه الرواية الأولى واضح وأما على الرواية الثانية فعلى التجوز ,, لأنه كان مع الملائكة يتعبد عبادتهم ,,, أما دخول إبليس في جملة الملائكة المأمورين بالســجود فقيل : أنه كان من الجن الذين مســكنهم الأرض ,, لكن كان قد أذن في مســاكنة الملائكة ,, لحســن عبادته وشــدة اجتهاده ,, فلما طال اختلاطه بالملائكة وصار كواحدا منهم ,, فلذلك تناوله الأمر



وقوله تعالى (( كان من الجن )) ظاهر في ذلك وحينئذ لا تنافي بين قوله تعالى (( إلا إبليس كان من الجن )) وبين قوله تعالى (( وإذ قلنا للملائكة اســجدوا لآدم فســجدوا الا إبليس )) الدال على أنه منهم ,,, وأيضا لو لم يكن منهم وعلم انصراف الأمر إلى قوله (( أنا خير منه )) وإلا لقال أنا لسـت من الملائكة ,, فلم يتوجه عليه اللوم وفي حياة الحيوان : الصحيح أنه من الملائكة ,,, وعن ابن عباس كان اســم " إبليس " حين كان مع الملائكة " عزازيل " وكان من ذوي الأجنحة الأربعة فلما لعن سمي " إبليس " لأنه أبلس أي : أبعد من رحمة الله وقيل : كان اسمه قبل ذلك " الحارث " وقيل " يافل " وكنيته " أبومرة "












بيان حقيقتهم ,, وما خلقوا منه






هل يستطيع الإنس أن يروا الجن ؟





اختلف العلماء في رؤية الأنس للجن ,, فذهب فريق إلى أن الأنس لا يستطيعون أن يروا الجن واستدلوا بقوله تعالى ((( أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ))) ففي هذه الآية كما يقول الزمخشــري : دليل على أن الجن لا يرون ولا يظهرون للأنس , وأن إظهارهم أنفســهم ليس في اســتطاعتهم , وأن زعم من يدعي رؤيتهم زور ومخرفة ,,, ويقول أبو القاســم بن عســاكر : وممن ترد شــهادته , ولا تســلم له عدالته من يزعم أنه يرى الجن عيانا , ويدعي أن له منهم أخوانا ,,, ويقول الأمام الشــافعي : من زعم أنه يرى الجن , أبطلنا شــهادته , وعزر لمخالفته قوله تعالى :

((( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ))) ,,, ويرى الفريق الآخر أنه يمكننا أن نرى الجن , لكن على غير الصورة التي خلقوا عليها , وإنما بعد أن يتطوروا ويأخذوا أشــكالا أخرى , وأن كلام الشـافعي محمول على من ادعى رؤيتهم على صورهم الحقيقية ,,, ويقول الأمام الخطابي تعليقا على حديث أبي هريرة في صحيح البخاري : (( أن عفريتا تفلت علي البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه , فأردت أن أربطه إلى ســارية من ســواري المســجد حتى تصـبحوا وتنظروا إليه كلكم , فذكرت قول أخي ســليمان : " رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي "


في الحديث عــدة فـــوائد



الأولى : فيــه دلــيل على أن رؤية البشــر الجن غير مســتحيلة , والجن أجســام لطيفة , والجســم وان لطف فدركه غير ممتنع أصلا , وأما قوله تعالى ((( أنه يراكم هو وقبيله من حيث ترونهم ))) فأن ذلك حكم الأعم الأغلب من أحوال بني آدم , وامتحنهم الله تعالى بذلك وابتلاهم , ليفزعوا إليه ويســتعيذوا به من شـــرهم , ويطلبوا الأمان من غائلتهم , ولا ينكر أن يكون حكم الخاص والنادر من المصطفين من عباده , بخلاف ذلك ...



الثانيــة : الدلالة على أن الجــن ليسوا باقين على عنصـرهم النـاري ,,, فتلك النارية انغمست في سائر العناصر



الثالثــة : الدلالـة على أن أصحــاب ســليمان عليه الســلام كانوا يرون الجــن , وهو من دلائل نبوتـه , ولولا مشــاهدتهم إياهـم لم تكن تقوم الحجــة لـه لمكانتــه عليـــهم



الرابــعة : قال ابن بطال : رؤيته صلى الله عليه وسلم للعفريت هو مما خص به , كما خص برؤية الملائكة , وقد أخبر أن جبريل عليـه الســلام له ستمائة جناح , ورأى النبي صلى الله عليه وسلم الشـــيطان في تلك الليلة , وأقدره الله عليه لتجســـمه , لأن الأجســام ممكن القدرة عليها , ولكن ألقى في روعه ما وهب ســليمان عليه الســلام , فلم ينفذ ما قوى عليه من حبســه , ورغبته عما أراد ســليمان الانفراد به , وحرصا على إجابة الله تعالى دعوته , وأما غير النبي صلى الله عليه وسلم من الناس فلا يمكن منه , ولا يرى أحد الشـــيطان على صورته غيره صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى ((( أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ))) لكنه يراه سائر الناس إذا تشكل في غير شكله



في حياة الحيوان لا يخفى أن الجن أقسام وأنها قادرة على التشكل بأشكال مختلفة لها عقول وإفهام وقدرة على الأعمال الشـاقة .

وقال بعضهم : إن الجن أقسـام مؤلفة من العناصر الأربعة مشـخصة ثم شبههم صلى الله عليه وسلم بالزط ( أي : جيل من الهند ومفرده زطي ) وتلك الأجســاد منهم الرقيق والكثيف خلافا للمعتزلة حيث قالوا : لهم أجسام رقيقة بســيطة بدليل أننا لا نراهم ,, ورقة الجسـم أحد الموانع من رؤيتهم ,, وقيل عدم رؤياهم لأنه لا ألوان لهم .... ورد بأن هذا لم يقم عليه دليل من كتاب ولا سـنة ,, أما عدم رؤيتنا لهم فلضعف أبصارنا ,, وعدم أقدار الله تعالى لنا على ذلك إجابة لما تمناه أبوهم ,, فقد تقدم أن أبا الجن الذي هو " شوميا " لما خلقه الله تعالى قال له : تمن , فكان من جملة ما تمناه " أن يروا ولا يروا " فأجابه الله سبحانه إلى ذلك .... وفي " حياة الحيوان " والمشهور أن جميع الجن من ذرية إبليس ومن ثم قال القاضي : والأكثر أنه أبو الجن , كما أن آدم أبو الإنس , وقيل : الجن جنس وإبليس واحد منهم ,, ويوافق هذا الثاني ما هنا , ومما أشكل على المعتزلة : أنهم لولا أنهم أجسام كثيفة لما قدروا على الأعمال الشاقة لسـيدنا " ســـليمان " صلوات الله وســلامه عليه ,, ولما تأتي تصفيدهم بالأصفاد , ولما حســن قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( عرض لي شــيطان في صلاتي فخنقته حتى وجدت برد لســانه )) وفي رواية : (( برد ريقه على يدي ولولا دعوة أخي سليمان لقتلته )) وفي رواية

(( أردت أن أربطه بسارية من سـوارى المسجد حتى تصبحوا تنظروا إليه كلكم أجمعون فذكرت دعوة أخي سليمان

" رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " )) ,, أجاب عن ذلك بعض المعتزلة : بأنه يجوز أن تكشف أجســام الجن في زمن الأنبياء دون غيرهم من الأرضية ,, أي : فدعوى المعتزلة بأنهم أجســـام رقيقة أنما هو بعد زمن الأنبياء ,, ثم لا يخفى أن نفس رؤية الجن إنما هو رؤيتهم الأصلية التي خلقهم الله تعالى عليها ,, وهو مجمل قول أمامنا الشــافعي رضي الله تعالى عنه : من زعم أنه رأى الجن أبطلنا شهادته ,, الا أن كان نبيا ,, لأن ذلك مجمل قوله تعالى : (( أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ))



وأصل الجن الذي هو " شوميا " تقدم أنه مخلوق من نارالسموم ,, أي : من نارها وهو لســانها الذي يخرج منها حين تلهب ,, كما في الآية الأخرى : (( وخلق الجان من مارج من نار )) ,, واستشكل بأن في النار من اليبس ما يمنع وجود الحياة , لأن وجودها يحتاج إلى رطوبة ينشأ عنها النفس ,, ومن ثم قيل : أن أهل النار لا يتنفســون وأجيب بأن الله تعالى قادر على أن يخلق أجزاء من الرطوبة تتخلل أجزاء النار ,, لأن النار تجاور الماء ,, ألا ترى أن الماء المســخن إنما يســخن من أجزاء النار التي تتخلل أجزاءه ,, وإذا عرض للهواء يعود إلى ما كان عليه من البرد لذهاب تلك الأجزاء النارية عنه ,, فعلم أن المخلوق من النار أصلهم ,, وأما هم فمركبون من العناصر الأربع ,, كما أن أصل الأنس وهو آدم مخلوق من التراب ,, وأولاده مركبون من تلك العناصر ,, وبهذا يســقط ما قيل : لو كانت الجن مخلوقة من نار لكان اذا مس الواحد منهم شيئا أحرقه .






أصـــنافــهــم



هم أصناف ( صنف على صورة الهوام كالحيات والعقارب ,, وصنف على صورة كلاب ,, وصنف ذو أجنحة يطير بها ,, وربما عبر عن هذا الصنف بأنه ريح طيار ) ... وفي رواية : ( خلق الله الجن ثلاثة أصناف : صنف حيات وعقارب , وخشاش الأرض ,, وصنف كالريح في الهواء ,, وصنف عليهم الحســـاب والعقاب ) ... وفي رواية ( الجن ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء ,, وصنف حيات ,, وصنف يجلسـون ويظعنون ) ... وعن ابن عباس

( أن الحيات مســـخ الجن ,, كما مســخت القردة والخنازير من بني إسـرائيل )






قدرتهم على التصور والتشــكل





لهم قدرة على التصور والتشكل بأية شـكل أرادوه من الأنس أو البهائم أو الطير أو الهوام ,, عن جابر رضي الله تعالى عنه بينما أنا مع رسـول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاءت حية فأدنت فاها من أذنه كأنها تكلمه ,, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعم ) وانصرفت ,, فسـألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : ( أنه رجل من الجن )



وأخرج ابن عدي , والبيهقي عن وائلة بن الأســقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى يطوف إبليــس في الأســــواق ويقــول : حدثني فلان بن فلان بكذا وكذا )) ,,, وأخرج الطبراني عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (يوشـــك أن تظهر فيكــم شــياطين كان ســليمان بن داود أوثقها في البحر يصلون معكم في مساجدكم ويقرءون معكم القرآن ويجادلوكم في الدين , وأنهم شياطين في صورة إنسان ))



وأخرج الشـــيرازي في الألقاب عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أن ســـليمان بن داود أوثق شــــياطين في البــحر , فأذا كانت ســـنة خمــس وثلاثــين ومائة خرجـــوا في صــورة الناس , فجالســـوهم في المجالــس والمســــاجد ونازعوهم القرآن والحــديــث )) ,,, واخرج العقيلي , وابن عدي , عن سعيد الخدري , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كانت خمس وثلاثين ومائة خرجت شــياطين كان قد حبســـهم سليمان بن داود في جزائـر البحر فيذهب منهم تســعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم بالقرآن , وعشر بالشام ))






صور آدميــــة





وقد جاء إبليس لقريش وهم بدار الندوة يتشـاورون فيما يفعلونه بالنبي صلى الله عليه وسلم من قتل أو حبس أو إخراج ,, وذلك على صورة شــيخ نجدي ,,, وجاءهم عند ذهابهم إلى بدر على صورة ســـراقة بن مالك ,, وقال لهم : " لا غالب لكم اليوم من الناس وأني جار لكم " ,,, وتصور الجني لعمار بن ياسر في صورة عبد أســـود ,, فقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره أرسل عمار بن ياسر ليستقي له ,, قال : فأخذت ذنوبي ودلوي لأستقي ,, فإذا عند الماء عبد أســود حال بيني وبين الماء ,, وقال : والله لا تستقي اليوم منها ذنوبا واحدا فصرعته وضربت وجهه وأنفه بحجر ,, واستقيت ,, ورجعت فلقيني بعض الصحابة وقال : ظفرت يداك يا " أبا اليقظان " فقد قال لنا رسول الله : قد حال بين عمار وبين الماء شــيطان في صورة عبد أسود ,, وأن الله أظفر عمارا به ,, فقلت : أما والله لو شــعرت أنه شــيطان لقتلته ,, ولكن هممت أن أعض بأنفه لولا نتن ريحه ..... وقال صلى الله عليه وسلم للصحابة : (( أن بالمدينة نفرا من الجن قد أســلموا وإذا رأيتم من هذه الهوام شــيئا فأنذروه ثلاثا ,, فأن بدا لكم " أي : ظهر لكم " بعد ذلك فاقتلوه )) ... وعن مجاهد أنه قال : كان الشــيطان يترائى لي إذا قمت إلى الصلاة في صورة ابن عباس ,, فجعلت عندي ســـكينا فترائى لي فحملت عليه فطعنته فوقع فلم أره بعد ذلك اليوم ..



وذكر أن عبدالله بن الزبير " رأى رجلا طوله شــبران على رحله ,, فقال : ما أنت ؟ فقال : رجل من الجن ,, فضربه على رأســه بعود الســـوط ففر هاربا " ... وما وقع لخالد بن الوليد لما بعثه صلى الله عليه وسلم لهدم " العزى " وهو صنم لقريش ,, فخرجت له منه امرأة سـوداء ناثرة الرأس " أي شعر رأسها منتثر " عريانة تحثو التراب على رأسها فضربها خالد فقطعها نصفين ... وما وقع لســعد بن زيد النهشلي لما بعثه صلى الله عليه وسلم لهدم

" مناه " وهو صنم للأوس والخزرج فخرج له منها امرأة عريانة سـوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل وتضرب صدرها فضربها فقتلها






صــور حيــوانيــــــــة





وفي بعض الأثارات : الجن تتصــور بصورة الكلب الأسـود كثيرا ,, وبصورة القط الأســود ,,, وجاء في بعض الأحاديث

(( اقتــلوا من الكــلاب كل أســود بهيـم فأنها جــن ))

وذكر الشــيخ عبد الوهاب الشـــعراوي

( أن الجني الذي جاء له بأسئلة الجان كان على صورة كلب أصفر لطيف )




رأي من ينكــرون قدرتهم على التصــور والتشــكل





منع بعضهم قدرة الجن على التصور , فقال : لا قدرة للجن على تغيير خلقهم والانتقال من صورة إلى أخرى , وإنما هم سحرة الجن يفعلون بهم ذلك وقال : إنما يفعلون أمورا توهم الرائي أنهم على صورة كذا , والحال أنهم ليسوا كذلك




اعتــراض ورد عليــه





نوزع في قدرتهم على التشــكل بأنه : يســتلزم رفع المشـــقة بشــيء , فأنه من رأى نحو ولده أو زوجته , احتمل أنه جني يشـــكل بذلك ,,, ورد بأن الله تعالى تكفل لهذه الأمــة بعصمتها عن أن يقع فيها ما يؤدي لمثــل ذلك المترتب عليه الريبة في الديـن , فاســتحال شــرعا الاســتلزام المذكور ...





رد مع اقتباس
قديم 26 Oct 2009, 09:08 PM   #2
طالب ليبي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية طالب ليبي
طالب ليبي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 5544
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 27 Feb 2018 (10:36 AM)
 المشاركات : 226 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue




مســـــــاكنـــهم






جاء في الحديث ما يدل على أن مســاكن المســـلمين من الجن القرى والجبال ,, ويقال لتلك المساكن الجُلَّس ,, ومســاكن الجن الكفار ما بين الجبال والبحار ,, ويقال لتلك المســـاكن " الغور "



فعن بعض الصحابة : نزلنا مع رســول الله صلى الله عليه وسلم منزلا في بعض أســـفاره ,, فخرج لحاجته ,, وكان إذا خرج لحاجته يبعد ,, فأتيته بأداوة من ماء ,, فســمعت عنده خصومة رجال ولغطا ما سمعت أحد من ألســنتهم ولا أرى أشخاصهم ,, فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اختصم الجن المســلمون والجن المشركون فسألوني أن أسكنهم ,, فأسكنت الجن المسلمين الجُلَّسْ ,, وأسكنت الجن المشركين الغور ))



وغالبا ما يوجد الجن في محال النجاســـات والقاذورات ,, كمحل نحو الإبل , والحمامات , والمراحيض , والمزابل والأماكن الموحشــة : كالأودية والقبور , ومواضع القتلى , وبيوت الأصنام , والكنائس , والديورة ,, فقد كانت الجن تدخل في الأصنام وتخاطبهم ومن ثم جاء النهي عن الصلاة في تلك الأماكن لأنها مأوى الشياطين ,, ومن مساكنهم الجحر , ومن ثم كره البول فيه كذلك ,, ومن ذلك البياض المتخلل بين الزرع ويقال له القزع ,, وقد جاء الحديث نهي الرجل أن يتغوط بالقزع لأنه مســــكن الجن ..



وجاء في الأثر عن أبي أمامة الباهلي : أن إبليس لما نزل إلى الأرض مطرودا مذءوما مدحورا , قال : يا رب , أنزلتني وجعلتني رجيما , فاجعل لي بيتا , قال : الحمام , قال : فاجعل لي مجلسا , قال : الأسواق ومجامع الطرق , قال : واجعل لي طعاما , قال : ما لم يذكر اسم الله عليه , قال : فاجعل لي شرابا , قال : كل مسكر , قال : فاجعل لي مؤذنا , قال : المزامير وآلات اللهو , قال : فاجعل لي قرآنا , قال : الشعر , قال : فاجعل لي خطا , قال : الوشم , قال : فاجعل لي حديثا , قال : الكــذب , قال : فاجعل لي مصــائد , قال : النســـــــاء ... فهذه تسعة أشياء طلبها إبليس , لتكون له عونا على أداء مهمته التي طلب الانظار إليها .






ومسـاكنهم أيضا صدور بني آدم





ففي حديث : (( أن عثمان بن أبي العاص رضي الله تعالى عنه قال : قلت يا رسول الله ,, ان القرآن يتفلت مني فوضع يده على صدري وقال : يا شــيطان ,, أخرج من صدر عثمان ,, فما نســيت شـيئا بعده ))



وفي شعب الإيمان , عن ثابت قال : بلغنا أن إبليس قال : يا رب أنك خلقت آدم وخلقت بيني وبينه عداوة فسلطني عليه أي : وعلى بنيه , قال : صدورهم مسـاكن لك , قال : يا رب , زدني , قال : ( لا يولد لآدم ولد إلا لك عشرة ))

وتمامه عن ثابت رضي الله تعالى عنه قال : (( بلغنا أن إبليــس قال : يا رب أنك خلقت آدم وجعلت بيني وبينه عداوة فسلطني , قال : صدورهم مســاكن لك , قال : ربي زدني , قال : لا يولد لآدم ولد إلا ولك عشـــرة , قال : ربي زدني قال : تجري منهم مجرى الدم , قال : ربي زدني , قال : اجلب عليهم بخيلك ورجلك , وشــاركهم في الأموال والأولاد فشكا آدم عليه السلام إبليس إلى ربه , قال : يا رب أنك خلقت إبليس , وجعلت بيني وبينه عداوة وبغضا , وسلطته علي , وأنا لا أطيقه إلا بك , قال : لا يولد لك ولــد إلا وكلت به ملكين يحفظانه من قرناء الســوء , قال : ربي زدني , قال : الحســنة بعشــر أمثالها , قال : ربي زدني قال : لا أحجب عن أحد من ولــدك التــوبة ما لم يغرغر ))



وفي الحديث : ( إن الله يبغض الشــاب الفارغ ,, لأن الشــيطان يعشش في قلبه ويبيض ويفرخ ) ومن ثم قال الحلاج

( هي نفســـك إن لم تشـــغلها بالحق أشـــغلتــك بالباطــل )






الوســــــــــــــوســــــــــــــــــــة





قال الله تعالى ((( قل أعـــوذ برب النــاس ))) إلى آخر الســـورة ,,, قال القاضي أبو يعلى : الوسواس يحتمل أن يكون كلاما خفيا يدركه القلب , ويمكن أن يكون هو الذي يقع عند الفكرة , ويكون منه مــس وشـــكوك ودخول في أجــزاء الإنســان ,, خلافا لبعض المتكلمين في إنكار لشـــكوك الشــيطان في أجســـام الأنس , وزعمــوا أنه لا يجــوز وجود روحين في جســد واحد , ويدل عليه قوله تعالى ((( الذي يوســوس في صــدور النــاس ))) وقوله صلى الله عليه وسلم : (( أن الشــيطان يجـري من ابن آدم مجرى الدم , وأني خشـــيت أن يقذف في قلوبكــما شـــــيئا )) وقال ابن عقيل : أن قيــل : كيــف الوسوســة من إبليس وكيف وصوله الى القلب ؟؟ قيـل : هـو كلام خفي تميل إليــه النفوس والطباع , وقد قيــل : يدخل في جســد بني آدم لأنه جسد لطيف ويوســـوس , وهو أن يحــدث النفــس بالأفكار الرديئــة ,,,, وأخرج أبوبكر بن أبي داود في " ذم الوسوسة " عن معاوية بن أبي طلحــة , قال : كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : (( اللهم أعمر قلبي من وساوس ذكرك واطرد عني وساوس الشـــــيطان )) وأخرج ابن أبي داود , عن ابن عباس في قوله ((( الوســواس الخنــاس ))) قال : مثــل الشيطان كمثل ابن عرس واضع فمه على فم القلب فيوسوس إليه ,, فإذا ذكر الله تعالى خنــس , وأن ســـكت عاد اليه , فهو الوسواس الخناس

وأخرج ســعيد بن منصور , وابن أبي داود , عن عروة بن رويم : أن عيســى ابن مريم عليهما الســلام دعا ربه أن يريه موضع الشــيطان من بني آدم , فجلى له , فإذا رأســه مثل رأس الحيــة واضــعا رأســه على ثمــرة القلب , فإذا ذكر العبــد الله تعالى خنس " أي : غاب وتوارى " يوســوس برأســــه ,, وإذا ترك الذكر منــاه وحدثــه , وأن ســـكت عاد إليـــه , فهــو الوســـواس الخنــاس .. ,,, وأخرج ابن أبي الدنيا في ( مكائد الشيطان ) , وأبو يعلى , والبيهقي في

( شعب الأيمان ) عن أنس , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أن الشــيطان واضــع خطمه على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس , وان نسى الله التقم قلبه ))






بيان أن كل أنســـان معه شـــيطان من الجـن





عن عائشــة رضي الله تعالى عنها أنها قالت : (( خرج من عندي رســول الله صلى الله عليه وسلم ليلا ففزعت عليه فجاء فقال : مالك يا عائشــة أخذك شــيطانك ؟ قلت : يا رسول الله : معي شــيطان ؟ قال : نعم ,, ومع كل إنســان ,, قلت : و معك يا رســول الله ؟ قال : نعم ,, لكن ربي عز و جل أعانني عليه حتى أســـلم )) وفي رواية (( فأســلم )) أي : انقاد وصار لا يأمر إلا بخيــر ... وعن ابن مســعود رضي الله تعالى عنه أن رســول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ما منكم )) وفي رواية : ( ما من أحد إلا وقد وكل له قرينه من الجن ) قال : وإياك يا رسول الله ,, قال : (( وإياي ولكن الله أعانني عليه فلا يأمرني إلا بحق )) وفي رواية (( الا بخيــر ))

وعن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فضلت على آدم بخصلتين ,, كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أســلم وكان أزواجي عونا لي ,, وكان شــيطان آدم كافرا وزوجتــه عونا عليــه )) ,,, وحينئذ يكون من خصائصه صلى الله عليه وسلم قريــنه ,, وقد ذكره الجلال الســيوطي كذلك في خصائصه .




اعتراض وإجابة عنه





اعترض هذا أي : كون شيطانه أسلم فصار لا يأمر إلا بخير بأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل يقول : (( بســـم الله وضعت جنبي ,, اللهم أني أعوذ بك من فاحش شــيطاني ))



وأجيب : بأن ذلك كان قبل أن يســـلم شــيطانه هذا ,, وفي حياة الحيوان أجمعت الأمة على أن النبي صلى الله عليه وسلم وبقية الأنبياء معصومون من الشيطان ,, وإنما المراد تحذير غيره من فتنة القرين ,, ووسوسته ,, وإغوائه ,, فأعلمنا أنه معنا نســتحذر منــه بحســـب الأماكــن








بيان تعرضهم للإنـس بالأذيــة





تعرضهم للأنس نصا تقدم عن عمار بن ياســـر ,, وما تقدم عن مجاهد ,, وما تقدم عنه صلى الله عليه وسلم ,, ومن ذلك ما روي عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية فأخبر بأنها نفر من الجن )) ومن ذلك صرعهم لمن دخلوا بدنه من الأنس ,, وقد نقل أن نظرة الجن أنفذ من أســـنة الرماح






بيان ما يمنعهم من المبيت ببيت الإنســــان





عن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه , قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشــاء , وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت , وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشـــاء )) مسلم في كتاب الأشــربة , باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما



مما يمنع الشيطان من المبيت ببيت الإنسان : أن يقول : بسم الله عند دخوله فقد جاء في الحديث أن من لم يفعل ذلك قال الشيطان : أدركنا المبيت ,, ومما يدفع شرهم : قول الإنسان ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )



ومما يدفع كيـدهم أيضا : الاسـتعاذة ,, وقراءة المعوذتين ,, لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بالتعوذ بهما ,, وكان يقول عند دخول الخـلاء : (( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث )) والخبث ذكران الشــياطين ,, والخبائث إناثهم ,,, وقراءة آية الكرسي فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( إن من قرأها عند النوم لا يزال عليه من الله حافظ ولا يعتريه شـيطان حتى يصبح ) وصح : (( من قرأها في بيته لم يدخل الشـــيطان بيته ثلاثة أيام ))



ومما يدفع شـرهم قول الإنســان حين يصبح وحين يمســـي ثلاث مرات : (( آمنت بالله وحده ,, وكفرت بالجن والطاغوت واســتمســكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سـميع عليــم ))



ومن أعظم الأســباب النافعة لشــرهم كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

اللهم صلي على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ,, وبارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ..




بيان أنهم يأكلون ويشـربون







لا يخفى أن للناس في أكل الجن وشــرابهم ثلاثة أقوال :

أحدها : أن جميع الجن يأكلون بالمضغ ,, والبلع ,, ويشربون بالازدراد ( أي : البلع )

الثاني : لا يأكلون ولا يشـــربون

الثالث : أنهم صنفان : صنف يأكل ويشرب ,, وصنف لا يأكل ولا يشرب ,, وهم خلاصتهم وإنما يتغذون بالشم


الأدلة



يؤيده ما روي عن وهب بن منبه أن خالص الجن وهو الصنف الذي كالريح لا يأكلون ولا يشــربون ,,, قال بعضهم : والقول الأول يشهد له الأحاديث الصحيحة والعمومات الصريحة ... ففي أبي داود : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل ,, فلم يســم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة ,, فلما رفعها الى فيه قال : بسم الله أوله وآخره ,, فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : ما زال الشــيطان يأكل معه ,, فلما ذكر اسم الله استقى )) أي " ألقى ما في بطنه ...

وسئل بعض الجن : أي الطعام أحب إليكم ؟ قال : الأرز ,,, وسأل عمر رضي الله تعالى عنه رجلا من المدينة ,, اختطفه الجن ,, ومكث عندهم زمانا طويلا ,, ما طعامهم ؟ فقال : الفول ,, وما لم يذكر اســم الله عليه ,,, وفي الحديث خطابا للجن : (( كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في يد أحدكم أوفر ما يكون لحما )) , وفي رواية : (( الا وجد عليه لحمه الذي كان عليه يوم الأكل ,, ومن ثم نهى صلى الله عليه وسلم أن يســتنجى بالعظم ,, وقال : " أنه زاد إخوانكم من الجن " ))



قال الغزالي في الأحياء : يتغذون منه بالرائحة ! قال الزركشي : وهو غفلة عن السنة فقد جاء : أن الشــيطان يأكل بشماله ويشرب بشــماله ,, وحمله من يقول : أكلهم بالشم على المجاز .. أي : أكلهم بالشمال , والشرب بالشمال من الإنسان

لا الشــيطان ,, ورد بأنه حيث إمكان حمل اللفظ على الحقيقة لا يحمل على المجاز .... وعن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال : كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما ,, لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده و إنا حضرنا معه طعاما ,, فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع ,, فأخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أن الشــيطان يســتحل الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه ,, وأنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي يستحل به فأخذت بيده ,, والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها ))

وفي رواية (( ثم ذكر اســم الله وأكل ))






الدليل على أنهم يتناكحــون





اسـتدل على أنهم يتناكحون بقوله تعالى : ((( لم يطمثهن أنس قبلهم ولا جان )))

فأنه يدل على أنه يتأتى منهم " الطمث " وهو : إزالة البكارة ,, وعلى توالدهم : بقوله : ((( أفتتخذونه " أي إبليس " وذريته أولياء من دوني ))) ,,, وقيل : لا يتناكحون وإنما يبيضون !! ويخرج من البيضة الولد ,, وجاء في الخبر " أن الشياطين إذا فرحوا بمعصية بني آدم يبيض بيضة فيخرج منها الولد " ,, وجاء في خبر : " أن الشيطان في أحد فخذيه ذكر وفي الآخر فرج فيجامع نفســه فيخرج منه الولد " وهي رواية شــاذة ,, وكذا رواية أن إبليس يدخل ذكره في دبره فيخرج منه الولد .... وعن وهب بن منبه : أنهم كما لا يأكلون ولا يشــربون لا يتناكحون ....



أخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشــيخ عن مجاهد في قوله تعالى : ((( أفتتخذونه وذريته )))

قال : " باض إبليس خمس بيضات : زلنبور , وداسم , وثبر , ومســوط , والأعور , فأما الأعور فصاحب الزنا , وأما ثبر فصاحب المصائب , وأما مسوط فصاحب أخبار الكذب يلقيها على أفواه الناس ولا يجدون لها أصلا ,, وأما داسم فهو صاحب البيوت , إذا دخل بيته ولم يسلم دخل معه , واذا أكل , أكل معه , ويريه من متاع البيت مالا يحصى موضعه ,, وأما زلنبور فهو صاحب الأســـواق , ويضع رأســه في كل سوق بين الســماء والأرض "



وعند القرطبي عن مجاهد أن ذرية إبليس ربما بلغ عددهم نيفا وعشــرة ,, ذكر منها الخمســة السابقة الذكر وزاد ( الأبيض : وهو الذي يوسوس للعباد والصالحين , يفتنهم في عبادتهم ,,, والولهان : صاحب الطهارة يوسوس فيها ,,, والأقيس : صاحب الصلاة يوسوس فيها , وقيل : خنزب هو صاحب الصلاة ,, ومره : صاحب المزامير وبه يكنى إبليس والهفاف : يكون بالصحاري يضل الناس ويتيههم , وقيل هو صاحب الشراب , ولقوس : صاحب التحريش , والأعور : صاحب أبواب السلطان , قيل : هو صاحب الزنا ينفخ في أحليل الرجل وعجز المرأة , وقيل : أن لأبليس شيطانا يقال له المتقاضي ,,, والمتقاضي : يتقاضى ابن آدم فيخبر بعمل كان عمله في السر منذ عشرين سنة , فيحدث به في العلانية , قال ابن عطية : وهذا وما جانسه مما لم يأت به ســــند صحيح ,,, وقد صح في كتاب مسلم : أن للصلاة شيطانا يسمى " خنزب " روي عن عثمان بن أبي العاص , قال : قلت : يا رسول الله , أن الشــيطان قد حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي , يلبســها علي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ذلك شيطان يقال له " خنزب " فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا )) ,,, قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني وذكر الترمذي : أن للوضـوء شيطانا يسمى " الولهان "



وفي النهاية لأبن الأثيــر في الحديث أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم حي من العرب , فقال : (( بنــو من أنتم )) فقالوا: بنــو نهــم , فقال لهم : (( نهــم شـــيطان , انتــم بنــو عبد الله )) وفيها في حديث أبي سلمة : أنه عليه الســلام قال : (( ذاك الهواء شـــيطان وكل بالنفــوس )) ,, واخرج ابن سعد عن عروة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عبد الله بن أبي بن ســـلول وكان اســمه حبــاب : (( أنت عبــد الله , فأن حبــاب اســـم شيطان )) ,, وأخرج الطبراني , عن خيثمة بن عبد الرحمن , عن أبيه , قال لأبي : (( هذا ابنك ؟ )) قال : نعــم ,, قال : (( ما أسمه )) قال : حباب ,, قال : (( لا تسموا الحباب فأن الحبـاب شيطان )) ,,, واخرج ابن أبي شيبة , عن مسروق , قال : لقيت عمر بن الخطاب فقال : من أنت ؟ قلـت : مســروق بن الأجـــدع , فقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : ســـمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( الأجدع شيطان )) وأخرج البيهقي في شــعب الأيمان , عن عائشــة رضي الله تعالى عنها قالت : سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجـلا يقال له شــهاب , فقال له : (( بــل أنت هشـام ,, أن شـهاب اسم شــيطان ))




رأي المعتزلة



قال القاضي عبد الجبار من المعتزلة : ورقتهم ,, أي : رقة أجسادهم " القائلين بها المعتزلة " كما تقدم لا تمنع توالدهم ,, أي : فلا تمنعها اللطافة المفرطة من التوالد ....





نكاح الإنــس لهم واختلاف أئمة الشــافعية في جوازه



أما نكاح الأنس لهم فقد إختلفت أئمتنا معاشر الشافعية في جوازه : فمن قائل بالجواز وهو الراجح




حجة القائلين بعدم الجواز والرد عليهم





القائل بعدم الجواز هو الإمام شلتوت ,, تحت عنوان : أوهام الناس في الإتصال بالجن .. بعد أن عدد ألوانا من تلك الأوهام منها التزوج بهم ومعاشرتهم .. قال : فهذا كله مصدره خارج عن نطاق المصادر الشرعية ذات القطع واليقين ,,

وتمســـك بعدم الجواز بأن الله تعالى امتن علينا بأن جعل لنا أزواجا من أنفســنا ,, قال تعالى ((( ومن آياته أن خلق لكم من أنفســــكم أزواجا لتســكنوا إليها ))) ,,, وجواز ذلك يبطل الامتنان ....

ورد بأن الامتنان يجوز أن يكون أعظم الأمرين الجائزين ,,, واستدل أيضا بقوله تعالى ((( فانكحوا ما طاب لكم من النساء )))

والنســـاء اسم للإناث كما أن الرجال اسم للذكور الآدميين وإطلاقهم على الجن في قوله تعالى ((( وأنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن ))) ,,, فللمقابلة , واختلف أئمتنا في لفظ امرأة هل يقال للجنية ؟؟؟






إناث الشـــياطين





أما الحديث عن أناث الجن والشياطين فهو ذو شـــجون , متنوع بين الحقيقة والخيال ,, فمــن ذلك :


( 1 ) بنت أو بنات إبليـــس



أن من يدرك الحلم من الناس , ويبلغ ســن التكليف , ينسب ما يوجب عليه الغســل اذا خرج منه الماء الدافق في المنام إلى " بنت إبليــس " فيتخيل في منامه أنه واقع امرأة و التذ منها حتى خرج منه المني , وعندما يســتيقظ من نومه يكون عليه الغســل الشرعي وقد جرى التعبير بين عامة الناس أن ينسبوا هذا الحلم ( الاحتلام , الجماع في النوم ) إلى بنت إبليــس ,,, هكذا يقول الرجال ,,, أما النساء ,, فلا يذكرن أنهن رأين ابن إبليس في المنام عندما يحتلمن ويجري لهن ما جرى للرجال , ذلك لأن الحياء يمنعهن من ذكر مثل هذا الأمر , ولولا أن امرأة من نســاء الأنصار ســألت النبي صلى الله عليه وسلم : فقالت : ( هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ ) فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : (( نعم , اذا رأت الماء )) ,,, في كتاب الموطأ للأمام مالك : المرأة هي أم ســليم , قالت : لرسول الله صلى الله عليه وسلم : المرأة ترى في المنام مثل ما يرى الرجل , أتغتسل ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نعم تغتسل , فقالت عائشة : أف لك , وهل ترى ذلك المرأة ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : تربت يمينك , ومن أين يكون الشبه ؟ وفي البخاري عن هشام فغطت أم سلمة " يعني وجهها " وقالت : يا رسول الله أو تحتلم المرأة ؟ قال : نعم ,, تربت يمينك ,, فبم يشــبهها ولدها ؟ وفي رواية أحمد : قال : وهل للمرأة ماء , فقال هن شـــقائق الرجــــال , ثم قال شارح الموطأ : الأنبياء لا يحتلمون لأن الاحتلام من الشيطان ولم يحتلم أزواج النبي تكريما له صلى الله عليه وآله وسلم ,,,, فاتضح من الأحاديث أن موجب الغســل لكل من الرجل والمرأة يحصل في المنام بسبب الحلم يتخيل فيه ابن إبليس أو بنته للحالمة والمحتلم , ولولا ســؤال هذه الصحابية الجليلة وإجابة الرسول صلى الله عليه وسلم عن سؤالها لكانت بنات حواء ينكرن ذلك خفرا وحياء عندما يبلغن الحلم , ويدركن سن الحيض


فمن هي بنت إبليـــس



إن لم تكن من شـــياطين الجن لكانت من خيال شياطين الأنس , هذا وقد جاء في الحديث : أنه صلى الله عليه وسلم قال (( الرؤيا من الرحمن , والحلم من الشــيطان )) فبنت إبليس شيء معروف لدى الناس في كل زمان ومكان , فهل رأيت بنت إبليس عندما كنت شابا أو قبل أن تتزوج ؟؟ لعلك تجيب على ذلك


( 2 ) الســـعلاه أو الســـعلاء



هي ســاحرة الجــن وأنثاه ,, زعم العرب أن بعضهم تزوج من أحدى الســـعال وأنجب منها ,, جــاء في شــعرهم :

يا قاتل الله بني الســـعلاة عمــر بن يربوع شــرار النــات

وشــرار النات معناها : شــرار الناس ,, وهي لغة قبيلة من اليمن تبدل الســين تاء ,, فيقولون : النــات ,, في الناس ,, وقصص اتصال بني الإنســـان ببنات الشــــيطان كثيرة مشـــهورة ...






الزواج من بنات الجـــن
" والحـــكم الشـــرعي "





الزواج رباط شرعي وميثاق غليظ لما يترتب عليه من أمور هامة منها : بقاء النوع الإنســاني بالوجه الذي أحله الله تعالى وأباحه فقد أحل الله سبحانه النكاح وحرم الســـفاح ,,, وبه تكف النفس عن الزنا الذي هو من كبائر الفواحش وهتـك الأعراض ,,, والزواج في عرف الشــرع عقد يحل به التمتع بالأنثى وطأ , ومباشرة , وتقبيلا وضما , وما شابه ذلك من أنواع اللذة المباحة شرعا ,,, وللزواج شروط وأركان يتم بها : منها الولي , والزوجة , والصيغة , والصداق , وأن يكون الزوج كفؤا لمن يتزوج بها من النســـاء ,,, وأن يكون بشهادة رجلين عدلين على ما هو معروف في كتب الفقه الإســلامي , والبحث الذي نعني به هنــا هـــــو : ( الـــزواج مـــن بنــــات الجـــــــــــن )



ما جـــــــاء عـــن الفقــــــــهاء



فقد اختلفت أقوال فقهاء المســـلمين في ذلك , قال الشيخ العلامة : كمال الدين الأنس , استنادا إلى أن من موانع هذا النكاح اختلاف الجنس والعنصر وعليه , فلا يجوز لرجل من بني الأنس أن يتزوج من امرأة من بني الجن ,, لأن الله تعالى قال : ((( والله جعل لكم من أنفســكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم مــن الطيبــات ))) ,, جاء في تفسير القرطبي : ( جعل ) بمعنى خلق , ( من أنفسكم ) أي : من جنسكم ونوعكم وعلى خلقتكم , كما قال (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )) أي : من الآدميين وفي هذا رد على العرب التي كانت تعتقد أنها كانت تزوج الجن وتباضعها , حتى روي أن عمرو بن هند تزوج منهم غولا وكان يخبئها من البرق لئلا تراه فتنفر , فلما كان في بعض الليالي لمع البرق وعاينته الســعلاة , فقالت : عمرو , ونفرت , فلم يرها أبدا وهذا من أكاذيبها , وان كان جائزا في حكم الله تعالى وحكمته , فهو رد على الفلاسفة الذين ينكرون وجود الجان ,, هذه عبارة القرطبي



ثم ذكر الدميري قوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها * وجعل بينكم مودة ورحمة )

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : المودة الجماع , والرحمة الولد ,,, وجاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أنه نهــى عـــن نكـــاح الجـــــن )) ثم ذكر المانعون من زواج الجنية ... أنه تتعلق به مشـــاكل منها : الطلاق , والعدة , والنفقة , والكسوة , والجمع بينها وبين أربع ســــــــــــواهــــــا .



وفريق آخــر من الفقهاء يرى جـــواز مثــل هذا النكاح , متى ما توافرت فيه شـــروط النكــاح الشــرعيــة , هذا ولا زال الناس يسمعون أن فلانا منهم تزوج بامرأة جنية أو أن امرأة من الأنس خطبها جني , كما جاءت في ذلك بعض الآثار والأخبار عن السلف والعلماء ,, مما يدل على وقوع مثل هذا التناكح بين الجــن والأنس , ويولد بينهما كثيرون ,, فقد روي ذلك عن ابن تيمية وهو من مشـــاهير علماء الإســــلام قال في كتابه المجموع : " قد يتنـاكح الأنــس والجــن ويولد بينهما ولــد وهذا كثــيـر "

وعلى فرض إمكان وقوع هذا الأمر فأن جمعا من العلماء كالحســن وقتادة والحكم وإســحاق والأمام مالك , كل منهم قد كرهه ,, وقد لا يوجــد دليــل قاطع ينهى عن مناكحة الجن , غير أن من جعله مكروها علل بأنه اذا وجدت امرأة حامل وقيل لها : من زوجك الذي أحبــلك ؟ فقالت من الجــن : فحينئذ يكثــر الفســــاد ,, وعلى كل فالمســـألة هذه يزعم بعضهم وقوعها في الحاضر والماضي , فإذا حدثت فهي شـــاذة نادرة , وقد يكون فاعلها مغلوبا على أمره لا يمكنه أن يتخلص من ذلك , كما ذكر في هذا الكتاب ولكن مما يدل على إمكان وقوع هذا التناكح بين الأنس والجن أن حور الجنــة قال الله فيهــن : (( لم يطمثهــن أنس قبلهم ولا جان )) فلعل هذه الآية تشـــير الى صلاحيـــة مثل هذا النكاح بين الجنســـين ,,, اللهم إلا أن يقول قائل : أن هذا في الجنة لأن الحور هن زوجات المؤمنين من الفريقين في الجنة ,, والحكم هنـــا في الدنيـــا مختــلف ...




نكاح الجني للإنســــية والإنـــــس للجنيــــة





قيــل : أنه غير ممكن , والحق إمكانه , قال الثعالبي : زعموا أن التناكح والتلاقح قد يقعان بين الجن والأنس ,,,,

قال الله تعالى : ((( وشــــــــاركهم في الأمـــــوال والأولاد )))



وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير , عن مجاهد قال : " إذا جامع الرجل أهله , ولم يسم , انطوى الجان على احليله فجامع معه فذلك قوله تعالى : (( لم يطمثهـن أنــس قبلهـم ولا جان )) " وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

" المخنثون أولاد الجــن , قيــل لأبن عباس : كيــف ذلك ؟ قال : أن الله ورســـوله نهيــا أن يأتي الرجل امرأته وهي حائض , فإذا أتاها ســــبقه الشــيطان , فحملت , فجاءت بالمخنث " ,,, وأخرج البخاري ومسلم , عن ابن عباس , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لو أن أحدكم أراد أن يأتي أهله قال : باســم الله , اللهم جنبنا الشــيطان وجنب الشـــيطان ما رزقتـنا , فأنه أن يقدر بينهما ولــد في ذلك لم يضره شــــيطان )) ,,, قال الثعالبي في " فقه اللغة " : يقال للمتولد بين الأنس والجنية : الخنـــس , وللمتولد بين الآدمي والســــعلي : العملوق " ,,, وذكر أبو المعالي بن المنجا الحنبلي في شرح الهداية في امرأة قالت : أن معي جنيا يأتيني كما يأتي الرجل المرأة : أنه لا غســل عليها , وكذا قال بعض الحنفية بالإنعدام ســـببه , وهو الإيلاج والاحتلام ,,, قيل : وفيه نظر , وينبغي أنه يجب عليها الغســل , لأنه لولا الإيلاج لما علمت أنه يجامعها كالرجل



وقد قيل : أن أحد أبوي بلقيس كان جنيا , قال ابن العلاء : تزوج أبوها امرأة من الجن يقال لها " ريحانة بنت السكن " فولدت له بلقيـس , وتسـمى بلقــمة ,,, ويقال أن مؤخــر قدميها كان مثل حافــر الدابة , وكان في ســـاقيها شـــعر , وتزوجها سليمان , فأمر الشياطيـن فاتخذوا الحمام والنورة " أي : حجر يطلى بمعجونه الجسم لإزالة الشعر " وأخرج أبو الشيخ في " العظمة " وابن مردويه وابن عساكر , عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحــد أبــوي بلقيــــــس كــان جنـــيا )) ,, وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد قال : صاحبة سـبأ كانت أمــها جنيـــة .. وأخرج الحكيـم الترمذي في نوادر الأصول عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أن منكم مغربين )) قيل : يا رسول الله , وما المغربون ؟ قال : الذين يشــترك فيــهم الجــن ,,, قال : ابن الأثير في النهاية : سموا مغربين لأنهم دخل فيهم عرق غريب , أو جاءوا من نسب بعيد , وقيل : أراد بمشاركة الجن فيهم : أمرهم أياهم بالزنى , ومنه قوله تعالى : ((( وشـــــــاركـــهم فــي الأمــــــوال و الأولاد )))







 

رد مع اقتباس
قديم 26 Oct 2009, 09:12 PM   #3
طالب ليبي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية طالب ليبي
طالب ليبي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 5544
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 27 Feb 2018 (10:36 AM)
 المشاركات : 226 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



هل الجن مكلفون ؟ وهل يحاســبون







أجمع المســلمون على أن نبينا صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الجن , كما أنه مبعوث الى الأنس

قال الفخر الرازي : أطبق الكل على أن الجن كلهم مكلفون : أي : مأمورون ومنهيون وأنه صلى الله عليه وسلم أرسل إليهم

وقال القاضي عبدالجبار ( من المعتزلة ) : لا نعلم خلافا بين أهل النظر : أن الجن مكلفون الا ما نقل عن الحشوية

( وهم طائفة تمسكوا بالظواهر وذهبوا إلى التجسيم وغيره ) أنهم ليســوا مكلفين ,,, ومن كلام بعضهم : لا يخالف أحد من طوائف المسلمين في أن الله تعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا إلى الأنس والجــن

روى وشمة بن موسى من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أرسلت إلى الجن والأنس

وإلى كل أحمر وأسود ))




رأي ابن تيميـة





قال أبوالعباس ابن تيمية : أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين : الأنس والجن وأوجب عليهم الإيمان وما جاء به وهو أصل متفق عليه بين الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وسائر طوائف أهل السنة والجماعة فهم مكلفون بفروع شرائعنا اجماعا معلوم من الدين بالضرورة يكفر جاحده لكنا لا ندري تفاصيل تكليفهم ..

قال تعالى ((( وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون ))) فالله تعالى خلق الأنس والجن لغاية وضحها لنا سبحانه فالجن على ذلك مكلفون يثابون على الطاعة ,, أو يحاســــبون على المعصية



وقال ابن مفلح الحنبلي , في كتاب الفروع : " الجــن مكلفون في الجملة , يدخل كافرهم النار , ويدخل مؤمنهم الجنة , لا أنهم يصيرون ترابا كالبهائم , وثوابهم النجاة من النار , وظاهر الأمر في الجنة كغيرهم بقدر ثوابهم خلافا لمن قال : أنهم لا يأكلون ولايشـــــربون فيها , أو أنهم في رياض الجنــة , وقوله عليه الســلام (( كان النبي يبعث الى قومه خاصة )) يدل على أنه لم يبعث اليهم نبي قبل نبينا , وليس منهم رســول ... ذكره القاضي , وابن عقيل , وغيرهما ,, وأجابوا عن قوله (( يامعشــر الجــن والأنـــس ألم يأتكم رســل منكـم )) أنها كقــوله تعالى (( يخـــرج منهما اللؤلؤ و المرجان )) وأنما يخرج من أحدهما




رأي الحنــابــلة





في كتب الحنابلة : الجن مكلفون في الجملة إجماعا ,, أي : مشــاركون الأنس في جنس الأمر والنهي والتحليل والتحريم ,, إلا في خصوص ما أمروا به أو نهوا عنه أو حلل لهم أو حرم عليهم ...



وفي كلام بعضهم المكلفون على ثلاثة أقســــام

قســــم : كلف من أول الفطرة قطعا وهم الملائكة وآدم وحواء

وقســـم : لم يكلف من أول الفطرة قطعا وهم أولاد آدم

وقســـم : فيه نزاع والظاهر أنهم مكلفون من أول الفطرة وهم الجان






اختلاف العلماء في ثواب الجن على الطاعات





اختلف العلماء في ثواب الجن على الطاعات بعد اتفاقهم أنهم يعاقبون على المعاصي ,, فقد قيل لأبن عباس : هل للجن ثواب ؟

قال : وعليهم عقاب ,, وقيل : لا ثواب لهم الا النجاة من النار ,, واســتدل القائل : بقوله تعالى عن الجن الذين أسلموا : أنهم قالوا لقومهم ( يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم )

وبقوله تعالى : ((( فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخســـا ولا رهقا )))

فلم يذكر في الآيتين ثوابا غير النجاة من العذاب ,,, ولم يقولوا ليثيبكم على الحســـنة ,,, وأجيب : بأن أولئك خفي عليهم ما أعد الله لهم من الثواب






هـــل يدخلون الجنـــة





قيل : ولا يدخلون الجنة بل يقال لهم : كونوا ترابا كالبهائم ,,, والجمهور : يدخلون الجنــة ,,, بل قال بعضهم : أنه مما أجمع المســـلمون عليه , واســتدل له بقوله تعالى خطابا للجن والأنس : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي آلاء ربكما تكذبان ) ومن ثم جاء أنه صلى الله عليه وسلم لما تلا هذه الســورة على الصحابة قال لهم : الجن أحســـن منـكم ردا ,,, فعن جابر بن عبدالله قال : (( قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ســورة الرحمن حتى ختمها ثم قال : مالي أراكم ســـكوتا ؟ للجن أحسن منكم ردا ,, ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة ( فبأي آلاء ربكما ) الا قالوا : " ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد "

وفي رواية ( الا جوابا منكم ما تكون عليهم آية الا قالوا : ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب , وعلى هذا أحسن القول : قيل : لا يأكلون في الجنة ولا يشربون , بل يلهمون من التقديس والتسبيح ما يجدونه به مثل ما يجده أهل الجنة من لذة الطعام والشراب



وفي كتب الحنابلة : يدخل كافرهم النار إجماعا ,, ويدخل مؤمنهم الجنة وفاقا لمالك والشافعي ,, وهم في الجنة كغيرهم من الآدميين على قدر ثوابهم خلافا لمن قال : لا يأكلون ولا يشربون فيها وهم فيها على العكس من الدنيا نراهم ولا يروننا






هــل يرون الحــق ســــبحانه ؟؟





قيل : ولا يرون الحق سبحانه وتعالى كالملائكة وأن الرؤية للحق سبحانه وتعالى في الجنة خاصة لمؤمني الأنس ,, وقيل : لا يدخلون الجنة بل يكونون في ربضها , أي : حولها ,,, وقيل : على الأعراف ...

ويرى سلطان العلماء الشيخ عز الدين بن عبدالســلام : أن مؤمني الجن اذا دخلوا الجنة لا يرون الله ,, وأن الرؤية مخصوصة لمؤمني البشر , فأنه صرح بأن الملائكة لا يرون الله في الجنة , ومقتضى هذا أن الجن لا يرونه ,,,, ويعلق الأمام الســيوطي على كلام العز بقوله : قد ثبت أن الملائكة يرون الله , وجزم به البيهقي , وعقد لذلك بابا في كتاب " الرؤية " , وذكر القاضي جلال الدين البلقيني بحثا من عنده أن الجن يرون لعموم الأدلة , ونقله ابن العماد في شرح أرجوزته في الجن عن شيخه سراج الدين البلقيني , ولكن في أسئلة الصفا من أئمة الحنفية أن الجن لا يرون ربهم في الجنة .






هــل يوجــد فيهم نبي أو رسول قبل بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم





جمهور العلماء سلفا وخلفا على أنه لم يكن من الجن قط رسول عن الله تعالى إليهم إلى غيرهم ,, وفي كلام ابن عباس أن يوســف الذي قتلوه كان أرســله رســولا إليهم وأمرهم بطاعته ,, وقيل : ويؤيده أن الضحاك سئل : هل كان من الجن رسول ؟ فقال للسائل : ألم تســمع قول الله تعالى : ((( يا معشـــر الجن والأنس ألم يأتكم رســـل منكــم ))) ,, وقد يــرد : بأن هؤلاء الرســل لم يكونوا من الله تعالى إليــهم ... أما رأي الحنابلة : لم يرســل إليهم من قبل نبينا رسول ,,, وقوله تعالى ((( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجــان ))) وإنما يخرج من أحدهما ,,, وقوله تعالى ((( وجعل القمر فيهن نــورا ))) أي : في الســماوات وإنما هو في ســماء واحدة فهو تغليب ... وفي كلام الشبلي : ولا شــك أن الجن مكلفون في الأمم الماضية كما أنهم مكلفون في هذه الملة والتكليف أنما يكون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,, وأما كون ذلك أنســانا أو جنيا فلم يرد فيه دليل قاطع وتحقيق ذلك مما لا فائدة فيــه ... وفي حياة الحيوان : لو كانت بجملتها ( أي : الشريعة ) لازمة لهم لكانوا يترددون الى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعلموها ولم ينقل أنهم أتوه إلا مرتين بمكة وقد تحدد بعد ذلك أكثر الشريعة لكن لا يلزم من عدم النقل عدم اجتماعهم به وحضورهم مجلسه وسـماعهم كلامه وهو صلى الله عليه وسلم يراهم ولا يراهم أصحابه






ذكر تصفيدهم في رمضـــــــان





أخرج الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اذا كان أول ليـلة من رمضــــان صفــدت الشـــياطيـن ومـــردة الجـــن )) ,, أي : شــــدت وأوثــقت ,,, قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عن هذا الحديث ,, وقلت : الرجـل يوسـوس في رمضان ويصــرع ؟ قال : هكذا جاء في الحديث






بيان ما ينتحلونه من الأديان





الجن فيهم مسـلمون وكفار منهم يهود ونصارى ومجوس ( المجوس : قوم كانوا يعبدون الشمس والقمر والنار , وأطلق عليهم هذا اللقب منذ القرن الثالث الهجري ) وعبدة أوثـان ... وقد قال صلى الله عليه وسلم في بعض الجن : ذاك فلان النصراني وفي المسلمين منهم أهل ســنة , وبدعة , وقدرية , ومرجئة ( المرجئة هم : فرقة إسلامية لا يحكمون على أحد من المسلمين بشيء بل يرجئون الحكم الى يوم القيامة , ومن أقوالهم " أنه لا يضر مع الأيمان معصية , ولا ينفع مع الكفر طاعة " ) , وشيعية ( الشيعة هم : فرقة كبيرة من المسلمين اجتمعوا على حب علي وآلاه وأحقيتهم بالإمامة ) , ورافضية ( الرافضية هم : فرقة من الشيعة تجيز الطعن في الصحابة , سموا بذلك لأن أوليهم رفضوا زيد بن علي حين نهاهم عن الطعن في الشيخين )






علمهم بالفـقـه والنـحو والحـديث





عن الحسـن بن كيسـان : رأيت في القوم جماعة من الجن يتذاكرون في الفقه والحديث والنحو والشـعر ,, قلت : أفيكم علماء ؟ قالوا : نعم ,, قلت : إلى من تميــلون ؟ قالوا : إلى ســيبويه



وذكر الشيخ " عبدالوهاب الشعراوي " عن الجني الذي جاء له بأسئلة الجان " في صورة كلب أصفر " أنهم يميلون بطباعهم الى الشــــــعر ..






ما حفظ عنهم من المواعظ والحــكم والأشـــعار







قال بعضهم : مات لي ابن صغير فوجدت عليه " وجد يجد وجدا : حزن " وجدا شــديدا ,, وصرت لا أنام إلا ما قل وأني ذات ليلة على ســريري ,, فســمعت من زاوية من زوايا البيت " الســـلام عليك ورحمة الله يا أبا خليـفة " فقلت : " وعليك السلام " ورعبت رعبا شديدا ,, ثم قرأ آيات من آخر سـورة آل عمران حتى انتهى إلى قوله :

(( وما عند الله خير للأبرار )) ثم قال : يا أبا خليفة ,, قلت : لبيك . قال : ماذا تريد أن تختص في الحياة في ولدك دون الناس ؟! أأنت أكرم على الله , أم محمد صلى الله عليه وسلم ؟ مات ولده أبراهيم فقال : (( تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يســـخط الرب )) ,,

فقلت له : من أنت يرحمك الله ؟ قال : امرؤ من الجن من جيرانك ...

وسمع من كلامهم : إن أطيب شيء رائحة ريح زهر وعطر ,,, وســـــمع من شـــــعرهم :


الخيـــر يبقى وأن طال الزمان بـه والشــر أخبث ما أوعيت من زاد



ومن ذلك :


أرى الأيام لا تبقي عزيــزا لعزتــه ولا تبقي ذليــل



وروى الفاكهي في كتاب ( مكة ) من حديث ابن عباس , عن عامر بن ربيعة , قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في بدء الإســلام إذ هتــف هاتــف على بعض جبال مكــة , فحرض على المســـلمين ,, فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

(( هــذا شـــيطان ولم يعلن شـــيطان بتحريض على نبي إلا قتــله الله )) ,, فلما كان بعد ذلك قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم :

(( قد قتــله الله بيــد رجــل من عفــاريت الجــن يدعى ســـمحجا وقد ســميته عبــد الله )) فلما أمســـينا سمعنا هاتفا بذلك المكان يقـــول :



نحــن قتــلنا مســـــعرا لمـــا طغـــــى واســـتكبــرا

وصغــر الحق و ســن المنــكرا بشــتمه نبينـــا المظفـــــرا






صرعهم للأنس بدخولهم في أبدانهم





يعتبر الصرع من أكثر الأمراض العصبية انتشــارا في العالم إذ تشير الإحصاءات إلى أنه يصيب من واحد إلى اثنين في المائة من السكان في مختلف الأقطار والصرع مرض معروف منذ القدم حيث أشار إليه الإغريق في كتاباتهم منذ القرن الخامس قبل الميلادكما كان الأطباء العرب زوادا في الكتابة عن الصرع حيث قال عنه (الرازي) منذ أكثر من ألف عام :

" الصرع تشــنج يعرض في جميع البدن إلا أنه ليس بدائم لأن علته تنقضي ســـريعا "

ويعرف الطب الحديث الصرع بأنه عبارة عن : " نوبات متكررة من اضطراب بعض وظائف المخ النفسية أو الحركية أو الحسية أو الحشوية ,, تبدأ فجأة وتتوقف فجأة وقد تكون مصحوبة بنقص في درجة الوعي إلى حد الغيبوبة أحيانا "

وأهم أســباب مرض الصرع هي الوراثة حيث تلعب دورا بارزا إلى الحد الذي جعل عددا من الدول تحرم زواج مرضى الصرع خلال النصف الأول من هذا القرن ,, كما إن إدمان الخمور يؤدي إلى الإصابة بالمرض ,, كما أنها تعمل على زيادة معدل حدوث النوبات لدى المرضى



وقد جاء في الحديث أن امرأة جاءت بابن لها مصاب من الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ,, فقالت : يا رسول الله , إن ابني به جنون ,, فمس رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ,, وقال : اخرج يا عدو الله , فإني رسول الله , فخرج من جوفه كالجرو الأســـود ,,, فعن ابن عباس أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها فقالت : إن ابني هذا به جنون يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيخبث علينا ,, فمسح النبي صدره ودعا فثع ثعة ( سعل ) فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فشفى )) أحمد في المسند والدارمي في المقدمة ومجمع الزوائد للهيثمي وقال : رواه أحمد والطبراني ..



وفي الحديث : أنه جيء له صلى الله عليه وسلم بمصروع فضرب صلى الله عليه وسلم ظهر ذلك المصروع ,, وقد رفع يده حتى بان بياض أبطه صلى الله عليه وسلم ففارقه ذلك الجني ,,, فعن أم أبان بنت الوازع عن أبيها أن جدها الوازع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معه بابن له مجنون أو ابن أخت له ,, قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة , قلت : يا رسول الله إن معي ابنا لي أو ابن أخت أخت لي مجنون , أتيتك به , فتدعو الله عزوجل له , قال : ائتني به فانطلقت إليه وهو في الركاب , فأطلقت عنه , وألقيت عليه ثياب السفر , وألبسته ثوبين حسنين , وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى رسول الله , فقال : أدنه مني واجعل ظهره مما يليني , قال : فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله , فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه , ويقول : أخرج عدو الله , أخرج عدو الله , فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول ثم أقعده رسول الله بين يديه , فدعا له , فمسح وجهه , فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله يفضل عليه ))



قال القاضي عبد الجبار من المعتزلة : إذا صح قولنا ( أي : معاشر المعتزلة ) أنها أي " الجن " أجســام رقيقة , لم يمتنع دخولهم في أجسادنا , لأنها كالهواء , ولا يؤدي ذلك الى اجتماع جواهر في حيز واحد , لأن اجتماع ذلك على سبيل المجاورة , لا على سبيل الحلول , كما يدخل الجسم الرقيق في الظرف كدخول الحية جحرها , واجتماع الدود في الجوف



لكن هناك طائفة من المعتزلة أنكروا دخول الجن في بدن المصروع , وذكر أبو الحسن الأشعري أن أهل الســنة والجماعة يقولون : أن الجن يدخلون في بدن المصروع , كما قال تعالى ((( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشــيطان من المــس ))) وعن دخول الجن في بدن المصروع قال ابن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : أن قوما يقولون : أن الجن لا يدخل في بدن المصروع من الأنس ! فقال : يا بني يكذبــون , وهو ذا يتــكلم على لســـانه ,,, وأخرج أبو يعلى , وأبو نعيم والبيهقي , عن أسامة بن زيد قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجة التي حجها فأتته امرأة ببطن الروحاء بابن لها , فقالت : يا رسول الله , هذا ابني ما أفاق من يوم ولدته إلى يومه هذا , فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها , فوضعه فيما بين صدره وواسطه الرحل , ثم تفل في فيه , وقال : ( أخرج يا عدو الله فأني رسول الله ) , قال : ثم ناولها إياه , وقال : ( خذيه فلا بأس عليـــه ) رواه البيهقي في دلائل النبوة



وقد ورد في الحديث (( أن الشيطان يضع رأسه على قلب الإنسان ,, وأنه يجري من الإنسان مجرى الدم ))

ومما يؤيده ذلك أن المصروع يضرب الضرب الشديد الذي لا يقوى على احتماله لو كان سليما , ويصبر , ويصيح وإذا أفاق أخبر أنه لا يحس بشيء , وما ذاك إلا لأنه يقع على الجني , وهو الذي يتكلم على لســـان المصروع , ويحدث الحاضرين بأمور غريبة إذا أفاق المصروع , وسئل عنها لا يدريها






ســـــبب صـــرعـــهم للإنــــــس





قال ابن تيمية : " صــرع الجن للأنس قد يكون عن شـــهوة وهوى وعشـــق , وقد يكون عن بغض ومجازاة لمن آذاهم أما ببول أو بصب ماء أو بقتــل بعضــهم أن كان الأنــس لا يعــرف ذلك , وفي الجن ظلــم وجهــل , فيعاقبونه بأكثر مما يســـتحق وقد يكون عن عبث منهم وشـــر مثـل ســـفهاء الأنس , فيخاطب الجني الأول , ويعرف أن هذا فاحشـــة محرمة , وفي الثاني يعرف أن هذا لم يعلم ومن لم يتعمد الأذى لم يســـتحق العقوبة أن كان فعل ذلك في داره وملكه وعذره أن الدار ملكه فله أن يتصرف فيها , وأنتم ليس لكم أن تمكثــوا في ملك الأنس بغير أذنهم , بل لكم ما ليس من مســاكن الأنس كالخراب والفلاة ,,, ويســتعان عليهم بالذكر والدعاء وقراءة المعوذتين , والصلاة , وأن تضمن مرض طائفة من الجن أو موتهم فهم الظالمون لأنفســهم , ومن أعظم ما ينتصر به عليهم آية الكرسي , فقد جرب المجربون بأن لها تأثيرا عظيما في طرد الشياطين عن نفس الأنس , وعن تلبس المصروع وأبطال أحوالهم وتجنب الذنوب التي بها يســتطيلون عليه ,, أما الاســتعانة عليهم مما يقال ويكتب , مما لا يعرف معناه فلا يشــرع , وما يقوله أهل العزائم فيه شرك فليحذر " ,,, أخرج الحكيم وأبويعلى وابن أبي حاتم والعقيلي وأبونعيم في الحلية وابن مردويه عن ابن مســعود , قال : بينما أنا والنبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرقات المدينة إذا برجل قد صرع , فدنوت منه , وقرأت في أذنه فأفاق , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ماذا قرأت في أذنه ؟ )) فقلت : قرأت :

((( أفحسبتم أنـما خلقناكــم عبثــا وأنكــم ألينا لا ترجعـون ))) حتى فرغ من السورة , فقال صلى الله عليه وسلم :

(( والذي نفســـي بيــده لو أن رجـلا مؤمنـــا قرأها على جبــل لــزال ))






ذكـــر اختــطافهــم للإنـــــــــس





أخرج ابن أبي الدنيا , عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : أن رجلا من قومه خرج ليصـلي صــلاة العشـاء ففقد , فانطلقت امرأته إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه , فحدثته بذلك , فأمرها أن تتربص أربع سنين , فتربصت , فأمرها أن تتزوج , ثم أن زوجها الأول قدم , فارتفعوا إلى عمر , فقال عمر : يغيب أحدكم الزمان الطويل لا يعلم أهله حياته ! قال الرجل : كان لي عذر ,,, قال : ما عذرك ؟ قال : خرجت أصلي صلاة العشاء فســبتني الجن , فكنت فيهم زمانا طويلا فغزاهم جن مؤمنون فقاتلوهم , فظهروا عليهم , فأصابوا لهم ســبايا , فكنت فيمن أصابوا , فقالوا : ما دينك ؟ قلت : مســـلم , قالوا : أنت على ديننا لا يحل لنا سباك فخيروني بين المقام وبين القفول " الرجوع " , فاخترت القفول , فأقبلوا معي بالليل بشر يحدثوني , وبالنهار إعصار ريح أتبعها قال : فما كان طعامك ؟ قلت : كل ما لم يذكر اسم الله عليه , فما شرابك ؟ قلت : الجدف : الجدف ما لم يخمر من الشراب , قال : فخيــره عمــر رضي الله تعالى عنه بين المرأة وبين الصــداق






الاختلاف في جواز ما يدفع ذلك عنهم





أختلف في جواز دفع ذلك بالرقى والعزائم والطلاسم ,, والحق امتناع ذلك إن لزم على ذلك معصية ككتابة شيء من القرآن بالنجاسة كالدم والبول ,, وكتابة شيء من القرآن مقلوب الحروف فإن كثيرا من الناس ( والعياذ بالله تعالى ) يتقرب إلى الجن بمثل ذلك ,, وربما تقرب إليهم بترك الصلاة والصيام ,, وفعل الفواحش كنكاح المحارم ,, والجمع بين الرجال والنساء الأجانب ,, ومن ذلك الإتيان بكلمات لا يفهم معناها فالجفار ( الجفار جمع , مفردها جفر , وعلم الجفر : علم يبحث فيه عن الحروف من حيث دلالتها على أحداث العالم ) ما اشتملت على كفر ,, فقد ذكر أن الجن لما مات سيدنا سليمان صلوات الله وسلامه عليه كتبت كلمات فيها كفر وجعلت ذلك تحت كرسي سليمان ,, وقالت : إن سليمان كان يســـتخدم الجن بذلك فما لا يفهم معناه مظنة الشـــرك ,,, وقد جاء في الحديث :

(( فناء أمتي بالطعن والطاعون )) فقالوا : يا رسول الله , الطعن عرفناه , فما الطاعون ؟؟ قال : ( وخز إخوانكم ) وفي رواية (( أعدائكم من الجن وفي كل شهادة أي " للمسلم " )) ,, كما جاء في بعض الروايات وهو شهادة وزجر على الكافر , والزجر الطعن الذي ينفذ , ثم تارة يظهر عن ذلك الوخز غدة يقال لها : كبة , وتارة يظهر عنه شيء , ككي النار ويقال له طاعون , ولا منافاة بين رواية " أعدائكم " و " إخوانكم " لأن عداوة الجن للأنس بالطعن وان كانوا مؤمنين وفي كلام بعضهم أن لفظ " إخوانكم " لم يوجد في شيء من كتب الحديث والموجود لفظ " أعدائكم وعلى فرض وجود إخوانكم لا منافاة أيضا , لجواز أن يكون وخز المؤمنين من الجن المعبر عنه بالإخوان للكافرين , وبالعكس , أو أن ذلك الوخز لصدوره بأمره تعالى لم يخرج الفاعل عن الأخوة ولو كان كافرا ,,, واعترض أيضا بأنه يقع في رمضان مما يؤدي إلى ما يترتب عليه أثم ,,, وهذا يترتب عليه الشهادة ولا ينافي كونه شهادة صون مكة والمدينة عنه , لأن الموت بأحدهما شهادة وقد علمت أنه شهادة للمسلم , ونقمة للكافرين , وحينئذ يكون قوله صلى الله عليه وسلم :

(( إنه شهادة )) أي : " نقمة " فيكون من باب الاكتفاء على حد قوله تعالى ((( ســــرابيل تقيكم الحر ))) أي : البرد فإن قيل : قد جاء في الحديث أن كثرة الزنا من أسباب الطاعون فلا يقتصر على كونه من وخز الجن !! أجيب : بأن الزنا خصوصا إذا كثر وفشى يوجب غضب الله تعالى وينشأ عن غضبه تعالى أشــد الوحشة المستلزمة لظهور الجن فيحصل منه ما ذكر









 

رد مع اقتباس
قديم 26 Oct 2009, 09:15 PM   #4
طالب ليبي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية طالب ليبي
طالب ليبي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 5544
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 27 Feb 2018 (10:36 AM)
 المشاركات : 226 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue




إخبارهــم بمولــده صلى الله عليه وسلم









لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم صعدت الجن على أبي قبيس ,, وعلى الجبل الذي بالحجون ,, وأعلنت أنه صلى الله عليه وسلم ولــد في تلك الليلة ...




البشـــــارة بمبعـــثه





ومن البشارة بمبعثه خبر سواد بن قارب ,, حدث سواد بن قارب قال : كان لي تابع من الجن فجاءني في ثلاث ليال متواليات يقول لي : " قم يا سواد , أسمع مقالتي واعقل , إن كنت تعقل , لقد بعث صلى الله عليه وسلم من لؤي بن غالب يدعو إلى الله والى عبادته فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأســــلمت " رواه البخاري في مناقب الأنصار



ومن ذلك خبر مازن أنه سمع من جوف صنـم كان يعبده :



يا مازن اســمع تســر ظهر خير وبطن شـــر

بعث نبي من مضـــر بديــن الله أكبــــــــــر

فدع نحيتا من حجـــر تســلم من حر ســـقر



قال مازن فلقيت رجلا مقبلا من سفره فسألته عن الخبر فقال : خرج رجل من تهامة يقول : " أجيبـوا داعي الله "

يقال له : " أحمد " فقلت : والله هذا نبأ ما سمعته , فجئت إلى الصنــم فكســـرته , وجئت رســول الله صلى الله عليه وسلم , وأسلمت وقلت له : يا رسول الله , أني مولع بالطرب , وشــرب الخمر , وبالهلوك من النســـاء , وقد ألحت علينا الســنون , وأذهبت الأموال , فادع الله أن يذهب عني ما أجد , وأن يأتينا المطر , وأن يهب لي ولدا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( اللهم أبدل بالطرب تلاوة القرآن , وبالخمر ريا لا أثم فيه ! وبالعهر

( أي : الزنا ) عفة الفرج وآته بالحيا أي : المطر , وهب له ولــدا )) ,, قال مازن : فذهب عني كل ما كنت أهواه وأخصبت بلدي وتزوجت أربع حرائر وجاءني ولــد






منـــع إبليـــس من اختراق الســــــــماوات





يقول الأمام النووي في شرحه لصحيح مســــلم باب ( تحريم الكهانة وإتيان الكهان ) قوله صلى الله عليه وسلم " فلا تأتوا الكهان " قال القاضي رحمه الله تعالى : الكهانة في العرب ثلاثة أضرب :

أحدها : يكون للإنسان ولي من الجن يخبره بما يســترقه من الســمع من الســـماء ,, وهذا القســم بطل من حيث بعث الله نبينا صلى الله عليه وســـــلم ... الثاني : أن يخبره بما يطرأ أو يكون في أقطار الأرض ,, وما خفي عنه مما قرب أو بعد ,, وهذا لا يبعد وجوده ... الثالث : المنجمون ,, وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما ,, لكن الكذب فيه أغلب , ومن هذا الفن العرافة , وصاحبها عراف وهو الذي يســتدل على الأمور بأســباب ومقدمات يدعي معرفته بها , وقد يعتضد بعض أهل هذا الفن ببعض بالزجر والطرق والنجوم , وأســباب معتادة وهذه الاضرب كلها تســمى كهانة ,, وقد أكذبهم كلهم الشرع ونهى عن تصديقهم وإتيانهم ,,, والله أعلم



وكان إبليس يخترق الســـماوات الســـبع ,, فلما ولد ســيدنا عيســى صلوات الله وسلامه عليه حجب من ثلاث ســـماوات ,,, ولما ولد نبينا صلى الله عليه وسلم حجب من باقي الســــماوات ,,, ولما بعث صلى الله عليه وسلم وأرســله الله بشــيرا ونذيرا أحرســت الســماوات من استراق الشــياطين السمع ,, وألقى به الكهان صونا لما جاء به عن التخليط الذي يذكره الكهان وتتلقاه عن ألســنة الجان ,, وذلك بإلقاء الشـــهب ( الشهب : أجرام سماوية تسبح في الفضاء , فإذا دخلت في جو الأرض اشتعلت وصارت رمادا ومفردها شهاب ) على الجن فكانت لا تخطئهم وتحرقهم ولا تقتلهم ,, وقيل : كانت تقتلهم في أسرع وقت , ولا مانع أن يكونوا قســـمين



عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما , قال : ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن , وما رآهم , انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى ســوق عكاظ , وقد حيــل بين الشــياطين وبين خبر الســـماء , وأرسلت عليهم الشــهب , فرجعت الشياطين إلى قومهم , فقالوا : ما لكم ؟ قالـوا : حيـل بيننا وبين خبر السماء , وأرسلت علينا الشــهب , قالوا : ما ذاك إلا من شيء حدث , فاضربوا مشــارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فانطلقوا يضربون مشــارق الأرض ومغاربها فمــر النفر الذين أخذوا نحــو تهـامة وهو بنخــل عامدين إلى ســوق عكاظ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بأصحابه صــلاة الفجــر , فلما ســمعوا القرآن اســتمعوا له وقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا أنا ســمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشــد فآمــنا به ولن نشــرك بربنا أحــدا , فأنزل الله عزوجل على نبيــه محمد صلى الله عليه وسلم ((( قـل أوحي ألي أنه اســـــتمع نفــر من الجـــن فقالوا أنا ســمعنا قرآنا عجبــا )))




إخبــارهــم بهــجرته صلى الله عليه وسلم





ولما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ,, ولم تشـعر بذلك قريش ذهب نفر فيهم أبو جهل إلى بيت أبي بكر فخرجت إليه بنته أســماء ,, فقالوا لها : أين أبوك ؟ قالت : لا أدري ! فرفع أبو جهل يده ولطم خدها لطمة منكرة ,, فلما كان بعد ثلاث ليال هتف بهم هاتف من الجن يغني بلغة العرب :



جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبــد

هما نزلا بالبر ثم تروحا فافلح من أمسى رفيق محمــد



فعلموا أنه توجه إلى جهة المدينة وأرســـلوا إلى " أم معبـد " فأخبرتهم أنه مر بها أربعة ,, وفيهم حالب الشــاة الحائل التي لا لبن بضرعها فأدرت .... السيرة النبوية لأبن هشام

هــــل جميـــع الجــن منظــرون ؟







لا يخفى أن القرآن يدل على أن إبليس هو المخصوص بالأنظار وأما ما عداه فلم يقم دليــل على أنهم مثله في ذلك وعورض بأن قوله تعالى ((( إلا إبليــس ))) يدل على أنه ثم منظر غيره وفيه أن هذا لا يدل على أن الجن منظرون



وعن الحســـن : الجـن لا يموتون فأن مات إبليــس ماتــوا ,,, ويرد ذلك ما تقدم من أخبار الجن : الحيــة التي رآها عمر بن عبد العزيز ميتة بفلاة فكفنها ببعض ردائه ودفنها ,, فإذا قائل يقول مخاطبا لتلك الحيــة : لقد ســمعت رســول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك : " ســتموت بأرض فلاة ,, فيـكفنك ويدفنــك رجل صالح " فقال له عمر : من أنت يرحمك الله ؟ فقال : رجل من الجــن الذين ســمعوا القرآن من رســول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعد منهم إلا أنا وهذا الميـت الذي دفنتــه

وفي رواية أنه قال لعمر بن عبد العزيز : ليهنئك البشـــارة من الله ,, يا أمير المؤمنين أنا وصاحبي هذا الذي دفنته من الجن قال الله فيــهم : ((( وإذ صرفـنا إليــك نفــرا من الجــن يســتمعون القرآن ))) وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحبي هذا (( ســتموت في أرض وغربـة يدفنــك فيـها يومئذ خيــر أهــل الأرض ))


ويــرده أيــضا قتــل الجن بعضهــم بعضــا



فعن ابن مســعود قال : كنت في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمشــي اذ وقعت لنا إعصار ,, ثم جاء إعصار آخر أعظم منه ثم ارتفعا ,, فإذا حيــة ميتــة ,, فعمد رجل منا إلى ردائه فشــقه وكفن الحيــة ,, ودفنها ,, فلما جن الليل إذا شخص يقول : أيكم دفن عمرو بن جابر ؟ فقلنا : ما ندري عمرو بن جابر ! قال : هـو " الحيـة " التي دفنتموها وهو من " الجــن " الذين اســتمعوا القرآن من رســـول الله صلى الله عليه وسلم قتله كفار الجــن



وعن حاطب بن أبي بلتعة قال : خرجت أريد النبي صلى الله عليه وسلم ,, فالتقت عجاجتان ثم تفرقتا عن حية لينة الجلد فنزلت وحفرت لها ودفنتها ,, فلما جن الليــل أنشــدني شــخص أسمع صوته ولا أرى شخصه أبياتا في شــأن الحية ,, فأتيت رســول الله صلى الله عليه وسلم ,, فقال ذلك عمر بن الحومانة وافد جن نصيبين قتله محصن النصــراني



ويرده أيضا قصة الجني الذي قتلته " سيدتنا عائشــة " رضي الله تعالى عنها لما رأته ينظر إليها

وعن وهب بن منبه : أن النوع الذي لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون لا يموتون






هــل يبعــثـون إلى المحشـــر كالأنـــس





عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : "" يحشـــر الله الأنــس والجــن ,, ثم ينزل الله طائفة من الملائكة وهكذا إلى أن يبلغوا ثمانيــة عشــر صنفا ,, فإذا زلزلت الأرض وســـيرت جبالها ,, حاولت الجــن النفوذ ,, فوجدت ثمانية عشـــر صنفا من الملائكة فتضرب الملائكــة وجوههم فيرجعــون !


 

رد مع اقتباس
قديم 26 Oct 2009, 09:21 PM   #5
طالب ليبي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية طالب ليبي
طالب ليبي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 5544
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 27 Feb 2018 (10:36 AM)
 المشاركات : 226 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أمـــور تتعــلق بالجــــــن







الأخبار الفوري بالأحـــداث





منها أخبار الجن لقريش بإسلام الســعدين : ســعد بن عبادة ســيد الخزرج ,, وســعد بن معاذ ســيد الأوس

فعن عبد الحميد بن أبي عيسى عن أبيه قال : سمعت قريش قائلا يقول في الليل على أبي قيـــس :


فإن يســلم الســعدان يصـبح محمد بمكــة لا يخشــى خــلاف المخالــف



فلما أصبحوا قال أبو سفيان : من السعدان ؟ أسعد بن بكر أم سعد بن هذيم فلما كانت في الليلة الثانية سمعوه يقول :



أيا يا ســعد ســعد الأوس كن أنت ناصرا ويا ســعد ســعد الخزرجين الغطارف

أجيبا الى داعي الهدى وتمنــيا على الله في الفردوس منية عارف

فأن ثواب الله للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف



فلما أصبحوا قال أبو سفيان : هو والله سعد بن معاذ ,, وسعد بن عبادة ... البيهقي في دلائل النبوة



ومنها إخبارهم بقصة بدر قبل بلوغهم خبرها ,,, وإخبارهم لأهل المدينة بقتلهم سعد بن عبادة حيث سمعوا قائلا يقول ولا يرون شخصه :



نحن قتلنا ســـيد الخزرج ســعد بن عبادة ورميناه بســهمين فلم نخط فــؤاده



فحفظوا ذلك اليوم , فوجدوه اليوم الذي مات فيه سعد حيث وجدوه ميتا بمغتســـله " بحوران " من أرض الشــام فأنه انتقل إليها لما لم يبايعه الناس بالخلافة , وبايعوا أبا بكر رضي الله تعالى عنه



ومنها أن الله تعالى قدرهم على قطع المســافة البعيدة من الزمن اليســـير كما دل عليه القرآن ,, في قوله تعالى ((( قال عفريت من الجن ))) أي : مخاطبا لسيدنا ســليمان صلوات الله وسـلامه عليه ((( أنا آتيــك به ))) أي : عرش بلقيس ((( قبل أن تقــوم من مقــامك ))) ,, ومنها أنه يجوز ســـؤالهم عما وقع ,,, ومنها أنهم نعوا عبد الله بن جدعان عم خديجة رضي الله تعالى عنها وهو بمكة لقوم من قريش كانوا بالشـــام ,, فلما رجعوا إلى مكة وجدوا الأمر كذلك ,, وكان من كرماء قريش كانت له قدر يأكل منها الراكب على الجمل وقد حضر صلى الله عليه وسلم في دار " عبد الله " هذا مع قريش " حلف الفضول " وذلك قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم بعشـــرين ســـنة



ومنها أعلامهم أهل الشـــام بموت " علي بن أبي طالب " وهو بالعراق ليـــلة موتــه ,,, ومنه أعلامهم أهل مكة بموت عمر بن عبد العزيــز ,,, ومنها اعلامهم أهل بغداد بموت هارون الرشـــيد بطوس ليلة موته ,,, ومنها أعلامهم أهل بغداد أيضا بموت " وكيــع " بمكــة ليلــة موته ,, ( وكيع أســتاذ الشــافعي وهو الذي شــكا اليه حفظه في قوله :



شــكوت الى وكيــع ســوء حفظي فأرشــدني الى ترك المعــاصي

وأخبرني بأن العــلم نـــور ونــور الله لا يهـدي لعاصـي






بكـــاؤهــم الموتى من الأخيـــار





منها نوحهم على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قبل أن يقتل بثلاثة أيام فهكذا في الاستيعاب لأبن البر بلفظ قبل أن يقتل ولكن ورد في دلائل النبوة لأبي نعيـم أن الجن بكته بعد ثلاث فعن عائشة رضي الله عنها قالت :



بكت الجن على عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بعد ثــلاث :



أبعد قتيل بالمدينة أصبحت به الأرض تهتز العضاة بأسواق

جزى الله خيرا من أمير و باركت يد الله في ذاك الأديم الممزق

فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يســبق

قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائق في أكمامها لم تفتق

فلقاك ربي في الجنــان تحيــة ومن كســوة الفردوس ما لم يمزق



ومنها نوحهم على من قتــل بصفين ,,, ومنها نوحهم على ســيدنا أبو حذيفة ,,, ومنها نوحهم على المتوكل ,,, ومنها نوحهم على الشــهداء بالحرة من الصحابة وغيرهم " وسببها " أن أهل المدينة خلعوا " يزيد بن معاوية " من الخلافة ,, وطردوا نائبه " مروان بن الحكم " وجميع بني أميــة من المدينة ,, وولوا عليهم " عبدالله بن حنظلة " لملاقاة الجيــش فوافه بالحرة فقتــل من وجوه المهاجريــن والأنصــار ألف وسبعمائة ومن أخلاط الناس عشـرة آلاف



وأخرج عن أبي عاصم الرقي , قال : حدثنا الخليجي : أن الجن بكت أبا حنيفة ليلـة مات " كانت وفاته سنة خمسين ومائة ببغداد " , فكانوا يســـمعون الصوت ولا يرون الشخص يقولـــون :



ذهـــب الفقــه فلا فقــه لكـــم فاتقــــوا الله وكــونــوا خلفـــــــا

مــات نعمـــان فمـــن هــذا الذي يحـــي الليــل إذا ما ســــــــدفا



وأخرج الحاكم في تاريخ نيســابور : ســـمعت أبا الوليــد حســان بن محمد الفقيــه يقول : ســمعت أبي يقول : سمعت إبراهيم بن عبد الله الســعدي يقول : صعدت المئذنة لأؤذن , فوقفت انتظر الصبــح , فإذا شـــبه كلب في ناحيــة الري يستقبله مثله من الناحية الأخرى , فقال أحدهما لصاحبه : ســـويق , فقال الآخــر : بليــق , فقال : إيش الخبــر ؟ قال : توفي الليلــة أمير المؤمنين , فنزلت , فكتبت , فإذا هـــارون الرشــيد قد مات في تــلك الليـلة




ســـــمات وخصـــائص لإبليـــــس





منها أن أحب الأعمال وأبرها إلى إبليــس أن يأتي الرجل الرجل ,, أي : " اللواط " والمرأة المرأة أي :" المسحاقة "

ومنها أن أعظم ما يســـتعين به الشـــيطان على فتنــة بني آدم النســاء ,, فعن عبد الله بن مســعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( المرأة عــورة فإذا خرجــت اســتشـــرفها الشــيطان ))



ومنها أنه رن أربعة رنات : واحدة حين لعن ,, وواحدة حين أهبــط وأخرى حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ,,

وأخرى حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ,, وأخرى حين نزلت الفاتحــة

ومنها أن كل مولود من بني آدم يطعنه الشــيطان في جنبه حين يولد إلا " عيســى " في ذلك ,, فذلك من خصوصياته عليه السلام بالنســـبة لما عـــدا الأنبيــاء ,, فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من بني آدم مولود إلا يمســـه الشـــيطان حين يولد فيســتهل صارخا من مس الشـــيطان غير مريم وابنها )) البخاري في الأنبياء ,, وفي لفظ :

(( كل بني آدم يطعن الشــيطان في جنبه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب ))



ومنها أن العطاس ,, والنعاس ,, والتثاؤب في الصــلاة من الشــيطان ,,, ومنها أن الحمار ينهق عند رؤية الشــيطان ,, فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال (( إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فأنها رأت ملكا ,, وإذا سمعتم نهيق الحمار فتـعوذوا بالله من الشــيطان فأنه رأى شــيطانا )) البخاري في بدء الخلق .



ومنها أن كل جرس يتبعه شــيطان ومن ثم جيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم بناقة في عنقها جرس فقال هذه مطية الشيطان فعن عباد بن تميم أن أبا بشير الأنصاري رضي الله تعالى عنه أخبره أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أســفاره .. فأرســل رســولا (( ألا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت ))



ومنها أن إبليــس لا ينام ,, قال رجل للحســن : يا أبا ســعيد ,, أينام إبليس ؟ قال : لو نام لوجدنا راحــة !



ومنها أن زوجتـه جزء منه كما أن حواء جـزء من آدم ففي الحديث (( لما أراد الله أن يخلق نسـلا لإبليـــس ألقى عليه الغضــب فطارت منه شـظية فخلقت منها زوجته وهذا يؤيد القول بأن إبليس " أبو الجن " لا أنه" شوميا" كما تقدم



ومنها أنه كافر لأنه كفر بنسـبة الحق سـبحانه إلى الجور " الظلم " حيث أمره أن يســــجد لمن هو دونه في الشــــرف حيث قال معترضا ( أأســـجد لمن خلقت طينا ) وقال ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )



ومنها أن الشــيطان إذا رأى فراشـا مفروشــا ليس به أحد نام عليه ,, وإذا وجد ثوبا غير مطوي لبســـه ,, وإذا وجد أناء مكشوفا بصق فيه ومنها أن الشــيطان يشـــهد يوم القيامة للمؤذن إذا سمع الأذان ويهرب من الأذان وله ضراط



ومنها أن الشــيطان في النوم لا يتمثل به صلى الله عليه وسلم ,, ولا بالكعبة ,, ولا بأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ,, فعن أبي هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة و لا يتمثل الشيطان بي )

وعن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم (( من رآني في المنام فقد رآني فأن الشـــيطان لا يتخــيل بي ))



ومنها أنهم يلهون عن صبيان البيوت بما فيها من الحمام المقاصيص التي لا تطير ,, ورد ذلك في حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( اتخذوا هذه الحمام المقاصيص في بيوتكم ,, فأنها تلهي الجن عن صبيــانكـم ))



وفي كتب الحنابلة أن بولهم وقيأهم ظاهران ,, لقوله صلى الله عليه وسلم وقد قيل له إن فلانا نام حتى أصبح , قال (( ذاك رجــل بال الشـــيطان في أذنــه )) ,, قال بعض الحنابلة : ولو لم يقل بطهارة قيئه لما جاز تناول ما اختلط به وهو طاهر إن يقع قيؤه في الإناء




ومن صفــاته أيضـــــــــا




( 1 ) الكــــبريـــاء



هي العظمة وقد وصف الله تعالى إبليــس لعنـــه الله بذلك إذ رأى نفســــه أنه أفضل من آدم عليه الســلام فلما أمر بالسجود لآدم أبى وتكبـر قال تعالى ( من منعـك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )




( 2 ) التمــرد والعنــاد



التمرد هو العتــو ,, والعناد والمخالفة ,, وهذان من صفات إبليــس ,, قال تعالى مخبرا عنـه ((( فبــما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المســـتقيم * ثم لأتينـهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شــاكرين )))

وهذا يدل على أن كفــر إبليــس ليــس عن جهـل ,,, بـل هـو كـفر عنــاد واســتكبــار .




( 3 ) اللعنـــه



اللعن الطــرد والإبعـاد من الخيـر ,, وإبليــس أول من لعــن وطـرد من رحمــة الله

قال الله تعالى ((( قال اخـرج منـها مذءومـا مـدحــورا )))




( 4 ) الوســـوســـة والمـــكــر



جاء في القاموس : الوس العوض والوســواس : الشيطان والوسوسة : حديث النفس والشيطان بما لا نفع فيه ولا خير

قال تعالى ((( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكــين أو تكــونا مـن الخالــدين ))) ,, ففي هذه الآية بيان صفة من صفات إبليس وحسده لآدم وحواء عليهما السلام , وسعيه بالمكر والوسوسة والخديعة حتى سلبهما ما هما فيه من النعمة واللباس الحســـــــن وأخرجهما مما كانا فيــه .




( 5 ) إخـــلاف الــوعـــــــد



قال تعالى ((( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وأني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال أني بريء منــكم ))) ,, ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت في موقعة بدر , فقد وعد إبليس المشركين بنصرتهم ضد المسلمين , فلما تراءى الفريقان فريق المسلمين مع الرسول صلى الله عليه وسلم , وفريق المشركين , وقد ظهر إبليـس في صورة رجل معه جنـده , قال للمشــركين : لا غالب لكم اليوم وأني جار لكم , ولما رأى جنـد الملائكة نكص ورجع وخذل المشركين , وأخلفهم ما وعدهم به من النصر بقوله ((( لا غالب لكم اليـوم ))) وقوله ((( أني جار لكم ))) فانسحب مخلفا وعده , وهزم الله المشــركين , ونصر رســوله وأصحابه رضي الله تعالى عنهم , وظهر كذب إبليــس وإخلافه الوعــد .




( 6 ) النـــزغ



قال في القاموس : نزغه " كمنعه " طعن فيه واغتابه ,, ونزغ بينهم أفســد وأغرى ووســوس , وهذه من صفات إبليس لعنة الله ,,, قال تعالى ((( من بعد أن نــزغ الشــيطان بيني وبيــن أخــوتي )))




( 7 ) الخنـــس



قال في القاموس : الخناس الشــيطان ,, وخنـس يخنـس خنــسا وخنوســـا تأخر ,,, والشيطان يخنــس اذا ذكــر الله عـزّ وجلّ قال الله تعالى ((( من شـــــــر الوســـواس الخنــاس )))




( 8 ) الغــــــرور



جاء في القاموس : الغرور الشيطان ,, وهذا الاسم يدل على الخديعة والأطماع بالباطل , وذلك شــأن الشيطان

قال تعالى ((( ولا يغرنـّـكم بالله الغــرور ))) ,, بفتـح الغين ,, فالشــيطان غرور خداع .




( 9 ) الكــــــــــيد



قال في القاموس : الكيد المكر والخبث كالمكيـدة والحيـلة ,, وهذه من صفات الشيطان

قال تعالى ((( فقاتـلوا أوليــاء الشــيطان أن كيــد الشــيطان كان ضعيــفا )))




( 10 ) الـخبـــــط و المـــــــــــــــس



قال في القاموس : خبــطة يخبطــه ضربــه شــــديــدا ,,, وخبـط الشــيطان فلانا مســــه بأذى كتخبــطه ,, وقد وصـف الله آكل الربــا بأنه لا يقوم من قبره إلا كما يقوم الذي يتخبــطه الشــيطان ,, قال تعالى ((( الذيـن يأكلون الربا لا يقومــون إلا كما يقــوم الــذي يتــخبــه الشــــيطان من المـــــس )))




( 11 ) النـفــــــــث



قال في القاموس : نفث ينفث وينفث هو كالنفخ وأقل من التــفل ,, ونفث الشــيطان الشــعر ,, والنفاثات في العقد الســــواحر وقد جـــاء في الدعـــاء المأثــور ,,, (( وأعـوذ بك اللهم من همــز الشـــيطان ونفخــه ونفثــه ))




( 12 ) الخــــبث و الخبـــاثـــة



جاء في القاموس : الخبيث ضد الطيب ,, ويقال : خبث خبثا وخباثة وخباثية ,, وقد جاء في الدعاء المأثور عند دخول مكان قضـاء الحاجة (( و أعوذ بك من الخبـث والخبائث )) أي : من ذكــور الشـــياطين وإناثها وصفت بذلك

لأنــها تتـــرصـــد ضـــرر الإنســان في الأمكـنة الخبيثــــة .




( 13 ) الهـــمـــــــــز



قال في القاموس : الهمز الغمز والضغط والنخس والدفــع والضــرب والعض والكســـر ,, يقال : همز ويهمز ,, والهامز والهمزة : الغمــاز ,, وفســـر النبي صلى الله عليه وسلم همــز الشــيطان بالموتة , أي : الجنـــون لأنه يحصل من نخسه ,, هذه عبارة القاموس وفي القرآن : ((( وقل رب أعــوذ بك من همــزات الشــياطين ))) جاء في تفسير هذه الآية : همــزات الشــياطين نخســـاتهم ,,, والمعنى : ألجــأ إليــك ربي من وســوســة الشــيطان ,, ونزغاته الشــاغلة عن ذكـــر الله تعالى ,,, وفي الحديث : كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من همز الشيطان ولمزه وهمســـه .






منــاظــرة بين إبليــس والملائكـــة





ذكر بعضهم مناظرة وقعت بين إبليس والملائكة وهي : أن إبليــس قال للملائكـــة : هـو ســبحانه علم قبــل خلقي ما يصــدر عني فلم خلقنــي ؟ وما صــدر مني عن أرادته ومشــيئته ولو منعني من دخول الجنة لاستراح آدم مني !!!

وحيث كانت الخصــومة بيني وبين آدم لم سـلطت على أولاده ؟؟ واســـتمهلته ,, فأمهلني ,, ولو أهلكني في الحال لاستراح الناس من الخلـف !! فأوحى الله للملائكــة أن يجيبوه بأنه سبحانه وتعالى ( لا يسأل عما فعــل )




ســـــر خلـــق إبليـــــــس





قال بعضهم : خلق الله إبليس ليجعله معذرة للخاطئين حتى اذا عوقب العاصي بعصيانه يقول : الشــيطان أغواني ولينال المجاهد له ثواب المجاهــدين ... وقال عمر بن عبد العزيز : لو أراد الله أن لا يعصى لم يخلق إبليــس ...

وفي الحديث (( لا تســـبوا الشـــيطان ,, واســـتعيذوا بالله من شـــــــــــره ))




الشــــــــيطان والأتـــرج





ومنها أن الشـــيطان لا يدخل محلا فيـــه أترج " الأترج هو : نوع من الشــجر ينســب للفصيلة البرتقالية , ناعم الأغصان والورق والثمر , وثمره يشــبه الليمون الكبير , ولونه ذهبي ويتميز برائحته الذكية , وعصيره حامضي , ويسمه العرب " تفاح العجم " و " ليمون اليهود " لأنهم يحملونه في الأعياد ,, وقد جاء ذكره في الحديث الصحيح : (( مثــل المؤمن الذي يقــرأ القرآن كمثل الأتــرجة ,, طعمها طيــب ,, وريحـــها طــيــب )) فقد ذكر الأمام أبو الحسن الخلعـي : وكان يقال له : قاضي الجــن : قال : أن الجــن كانت تأتي له ,, وتقرأ عليه فأبطئوا عليه جمعــة ,, ثم جاءوا فسـألهم عن سـبب انقطاعهم عنـه ,, فقالوا له : كان في بيتــك أترج ,, ونحن لا ندخل بيتا هو فيه .




الجـــن والفــرس العتـــيق



منها في الحديث أن الجــن لا تدخــل بيتا فيه فرس عتيق ,, أي : الذي أبواه عربيــان ,, لأنه العتيــق الجيـــد



منقول للبحث والاطلاع


 
التعديل الأخير تم بواسطة ابن الورد ; 27 Oct 2009 الساعة 08:18 AM

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اعتـداء الجن على مساكن الإنس ... منقول محمد الغماري عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn 3 27 Nov 2010 08:30 AM
من ثمرات الايمان بالجن? beleiving in jinns existance مثابر عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn 0 21 Jul 2010 01:46 PM
كيف نثبت وجود الملائكة؟How to prove the existence of Angels أبو سفيان عالم الملائكـة الكرام الأبرار . الإدارة العلمية والبحوث World of the angels of the righteous. Scient 3 21 Jan 2010 04:11 AM
إثبات وجود الجن المحامي عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn 5 06 Nov 2007 06:12 PM
خرافة تلبس الجن(منقول) saidabd منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum 0 01 May 2007 10:56 PM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 01:52 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي