اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : روى الإمام مسلم عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ وروى الإمام الطبراني عن عبدالله ابن عمررضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضانَ وأتبعه ستًّا من شوَّالٍ خرج من ذنوبِه كيومِ ولدته أمُّه ) .

اللهم ربنا تقبل منا الصيام والصلاة والقرآن والقيام والدعاء وسائر صالح الأعمال ،وأجعلنا ممن قام ليلة القدر واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين وكل عام ونحن وجميع المسلمين في خيرورخاء وصحة وعافية وسعادة وأمن وأمان .


           :: صورة عجيبة.. هل توجد عناكب عملاقة فوق المريخ ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: اكتشاف على كوكب المريخ يثير حيرة العلماء . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : الوطن نعمته وأمانه - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: حلم (آخر رد :hoor)       :: أكثر شيء يحسدوننا اليهود عليه ثلاثة أشياء . (آخر رد :شبوه نت)       :: خطبة جمعة : أحب الأعمال إلى الله - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: بالصور: اكتشاف تاريخي لجيمس ويب.. العثور على المادة الأولى للحياة . (آخر رد :ابن الورد)       :: ناسا تكشف: أول دليل على احتمال وجود حياة فوق المريخ . (آخر رد :ابن الورد)       :: طاقية الإخفاء أصبحت حقيقة.. ابتكار أول درع للتخفي (آخر رد :ابن الورد)       :: أخطر جمعية سحر أسود بالعالم أعضاؤها أعظم سحرة الكون..في "الفجر الذهبي" (آخر رد :طالب علم)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

الرسل والأنبياء في القرآن والسنة ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث The prophets and apostle عليهم صلوات ربى وسلامه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 16 Jun 2013, 05:07 PM
نور الشمس
** أم عمـــر **
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
نور الشمس غير متصل
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Olivedrab
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل : Dec 2012
 فترة الأقامة : 4157 يوم
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 11,240 [ + ]
 التقييم : 35
 معدل التقييم : نور الشمس is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
Lightbulb قصة سليمان بن داود عليهما السلام



البداية والنهاية

إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

دار عالم الكتب

سنة النشر: 1424هـ / 2003م
رقم الطبعة: ---
عدد الأجزاء: عشرون جزءا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ ص: 323 ] قصة سليمان بن داود ، عليهما السلام

قال الحافظ ابن عساكر : هو سليمان بن داود بن إيشا بن عويد بن باعز بن سلمون بن نحشون بن عميناذب بن إرم بن حصرون بن فارص بن يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، أبو الربيع ، نبي الله ، ابن نبي الله .

جاء في بعض الآثار أنه دخل دمشق . قال ابن ماكولا : فارص بالصاد المهملة . وذكر نسبه قريبا مما ذكره ابن عساكر . قال الله تعالى : وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين [ النمل : 16 ] . أي : ورثه في النبوة والملك . وليس المراد وراثة المال ; لأنه قد كان له بنون غيره ، فما كان ليخص بالمال دونهم . ولأنه قد ثبت في " الصحاح " من غير وجه ، عن جماعة من الصحابة ، أن [ ص: 324 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لا نورث ، ما تركنا فهو صدقة وفي لفظ : إنا معاشر الأنبياء لا نورث فأخبر الصادق المصدوق أن الأنبياء لا تورث أموالهم عنهم كما يورث غيرهم ، بل تكون أموالهم صدقة من بعدهم على الفقراء والمحاويج ، لا يخصون بها أقرباءهم ; لأن الدنيا كانت أهون عليهم وأحقر عندهم من ذلك ، كما هي عند الذي أرسلهم واصطفاهم وفضلهم . وقال : يا أيها الناس علمنا منطق الطير يعني أنه ، عليه السلام ، كان يعرف ما تتخاطب به الطيور بلغاتها ، ويعبر للناس عن مقاصدها وإراداتها .

وقد قال الحافظ أبو بكر البيهقي : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا علي بن حمشاذ ، حدثنا إسماعيل بن قتيبة ، حدثنا علي بن قدامة ، حدثنا أبو جعفر الأسواني - يعني محمد بن عبد الرحمن - عن يعقوب القمي ، حدثني أبو مالك ، قال : مر سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة ، فقال لأصحابه : أتدرون ما يقول ؟ قالوا : وما يقول يا نبي الله ؟ قال يخطبها إلى نفسه ، ويقول : زوجيني أسكنك أي غرف دمشق شئت . قال سليمان ، عليه السلام : لأن غرف دمشق مبنية بالصخر ، لا يقدر أن يسكنها أحد ، ولكن كل [ ص: 325 ] خاطب كذاب . رواه ابن عساكر عن أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن البيهقي به . وكذلك ما عداها من الحيوانات وسائر صنوف المخلوقات ; والدليل على هذا قوله بعد هذا من الآيات : وأوتينا من كل شيء أي : من كل ما يحتاج الملك إليه ، من العدد ، والآلات ، والجنود ، والجيوش ، والجماعات من الجن ، والإنس ، والطيور ، والوحوش ، والشياطين السارحات ، والعلوم ، والفهوم ، والتعبير عن ضمائر المخلوقات من الناطقات والصامتات . ثم قال : إن هذا لهو الفضل المبين أي : من بارئ البريات وخالق الأرض والسماوات ، كما قال تعالى : وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين [ النمل : 17 - 19 ] . يخبر تعالى عن عبده ونبيه وابن نبيه سليمان بن داود ، عليهما الصلاة والسلام ، أنه ركب يوما في جيشه جميعه من الجن والإنس والطير ، فالجن والإنس يسيرون معه ، والطير سائرة معه تظله بأجنحتها من الحر وغيره ، وعلى كل من هذه الجيوش الثلاثة وزعة ، أي [ ص: 326 ] نقباء يردون أوله على آخره ، فلا يتقدم أحد عن موضعه الذي يسير فيه ولا يتأخر عنه ، قال الله تعالى :حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فأمرت ، وحذرت ، واعتذرت عن سليمان وجنوده بعدم الشعور . وقد ذكر وهب أنه مر وهو على البساط بواد بالطائف ، وأن هذه النملة كان اسمها " جرس " وكانت من قبيلة يقال لهم : بنو الشيصبان ، وكانت عرجاء ، وكانت بقدر الذئب . وفي هذا كله نظر ، بل في هذا السياق دليل على أنه كان في موكبه راكبا في خيوله وفرسانه ، لا كما زعم بعضهم من أنه كان إذ ذاك على البساط ; لأنه لو كان كذلك لم ينل النمل منه شيء ولا وطء ; لأن البساط كان عليه جميع ما يحتاجون إليه من الجيوش والخيول والجمال والأثقال والخيام والأنعام ، والطير من فوق ذلك كله ، كما سنبينه بعد ذلك ، إن شاء الله تعالى .

والمقصود أن سليمان ، عليه السلام ، فهم ما خاطبت به تلك النملة لأمتها من الرأي السديد والأمر الحميد ، وتبسم من ذلك على وجه الاستبشار والفرح والسرور بما أطلعه الله عليه دون غيره ، وليس كما يقوله بعض الجهلة ، من أن الدواب كانت تنطق قبل سليمان ، وتخاطب الناس حتى أخذ عليهم سليمان بن داود العهد وألجمها ، فلم تتكلم مع الناس بعد ذلك ، فإن هذا لا يقوله إلا الذين لا يعلمون ، ولو كان هذا هكذا لم يكن لسليمان في فهم لغاتها مزية على غيره ; إذ قد كان الناس كلهم يفهمون ذلك ، ولو كان قد أخذ عليها العهد أن لا تتكلم مع غيره ، وكان هو يفهمها ، لم يكن في هذا أيضا [ ص: 327 ] فائدة يعول عليها ، ولهذا قال : رب أوزعني أي : ألهمني وأرشدني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين فطلب من الله أن يقيضه للشكر على ما أنعم به عليه ، وعلى ما خصه به من المزية على غيره ، وأن ييسر عليه العمل الصالح ، وأن يحشره إذا توفاه مع عباده الصالحين ، وقد استجاب الله تعالى له . والمراد بوالديه داود ، عليه السلام ، وأمه ، وكانت من العابدات الصالحات كما قال سنيد بن داود ، عن يوسف بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قالت أم سليمان بن داود : يا بني لا تكثر النوم بالليل ; فإن كثرة النوم بالليل تدع العبد فقيرا يوم القيامة رواه ابن ماجه عن أربعة من مشايخه ، عنه به نحوه . وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري : إن سليمان بن داود ، عليه السلام ، خرج هو وأصحابه يستسقون ، فرأى نملة قائمة رافعة إحدى قوائمها تستسقي ، فقال لأصحابه : ارجعوا فقد سقيتم ، إن هذه النملة استسقت فاستجيب لها . قال ابن عساكر : وقد روي مرفوعا ولم يذكر فيه سليمان . ثم ساقه من طريق محمد بن عزيز عن سلامة بن روح بن خالد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، حدثني أبو سلمة ، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقون الله ، فإذا هم بنملة رافعة بعض قوائمها إلى [ ص: 328 ] السماء فقال النبي : ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة وقال السدي : أصاب الناس قحط على عهد سليمان ، عليه السلام ، فأمر الناس فخرجوا ، فإذا بنملة قائمة على رجليها ، باسطة يديها وهي تقول : اللهم إنا خلق من خلقك ولا غناء بنا عن فضلك . قال : فصب الله عليهم المطر .

قال تعالى : وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون فلما جاء سليمان قال أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون [ النمل : 20 - 37 ] . [ ص: 329 ] يذكر تعالى ما كان من أمر سليمان والهدهد ; وذلك أن الطيور كان على كل صنف منها مقدمون يقومون بما يطلب منهم ، ويحضرون عنده بالنوبة ، كما هي عادة الجنود مع الملوك ، وكانت وظيفة الهدهد على ما ذكره ابن عباس وغيره ، أنهم كانوا إذا أعوزوا الماء في القفار في حال الأسفار ، يجيء فينظر لهم هل بهذه البقاع من ماء ، وفيه من القوة التي أودعها الله تعالى فيه ، أن ينظر إلى الماء تحت تخوم الأرض ، فإذا دلهم عليه حفروا عنه واستنبطوه وأخرجوه ، واستعملوه لحاجتهم ، فلما تطلبه سليمان - عليه السلام - ذات يوم ، فقده ولم يجده في موضعه من محل خدمته فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين أي : ما له أمفقود من هاهنا ، أو قد غاب عن بصري فلا أراه بحضرتي ؟ لأعذبنه عذابا شديدا توعده بنوع من العذاب اختلف المفسرون فيه ، والمقصود حاصل على كل تقدير . أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين أي بحجة تنجيه من هذه الورطة . قال الله تعالى : فمكث غير بعيد أي : فغاب الهدهد غيبة ليست بطويلة ثم قدم منها فقال لسليمان : أحطت بما لم تحط به أي اطلعت على ما لم تطلع عليه . وجئتك من سبإ بنبإ يقين أي : بخبر صادق . [ ص: 330 ] إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم يذكر ما كان عليه ملوك سبأ في بلاد اليمن من المملكة العظيمة والتبابعة المتوجين ، وكان الملك قد آل في ذلك الزمان إلى امرأة منهم ابنة ملكهم ، لم يخلف غيرها فملكوها عليهم .

وذكر الثعلبي وغيره أن قومها ملكوا عليهم بعد أبيها رجلا ، فعم به الفساد فأرسلت إليه تخطبه فتزوجها ، فلما دخلت عليه سقته خمرا ، ثم حزت رأسه ونصبته على بابها ، فأقبل الناس عليها وملكوها عليهم . وهي بلقيس بنت البشرخ ، وهو الهذهاذ . وقيل : شراحيل بن ذي جدن بن البشرخ بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان . وكان أبوها من أكابر الملوك ، وكان تأبى أن يتزوج من أهل اليمن فيقال : إنه تزوج بامرأة من الجن ، اسمها ريحانة بنت الشكر ، فولدت له هذه المرأة ، واسمها بلعمة ويقال لها : بلقيس .

وقد روى الثعلبي من طريق سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه [ ص: 331 ] قال : كان أحد أبوي بلقيس جنيا وهذا حديث غريب ، وفي سنده ضعف .

وقال الثعلبي : أخبرني أبو عبد الله بن قبحونة ، حدثنا أبو بكر بن جرجة ، حدثنا ابن أبي الليث ، حدثنا أبو كريب ، حدثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، عن أبي بكرة قال : ذكرت بلقيس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة إسماعيل بن مسلم هذا هو المكي ، ضعيف .

وقد ثبت في " صحيح البخاري " من حديث عوف ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أهل فارس ملكوا عليهم ابنة كسرى ، قال : لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ورواه الترمذي والنسائي من حديث حميد عن الحسن ، عن أبي بكرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال الترمذي : حسن صحيح . وقوله : وأوتيت من كل شيء أي : مما من شأنه أن تؤتاه الملوك ولها عرش عظيم يعني سرير مملكتها ، كان مزخرفا بأنواع الجواهر واللآلئ والذهب والحلي الباهر . ثم ذكر كفرهم بالله وعبادتهم الشمس من دون الله ، وإضلال الشيطان لهم وصده إياهم عن عبادة الله وحده لا شريك له الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون أي : يعلم السرائر والظواهر من المحسوسات والمعنويات الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم [ ص: 332 ] أي : له العرش العظيم ، الذي لا أعظم منه في المخلوقات . فعند ذلك بعث معه سليمان ، عليه السلام ، كتابه يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله وطاعة رسوله ، والإنابة والإذعان إلى الدخول في الخضوع لملكه وسلطانه ; ولهذا قال لهم : ألا تعلوا علي أي : لا تستكبروا عن طاعتي وامتثال أوامري . وأتوني مسلمين أي : وأقدموا علي سامعين مطيعين بلا معاودة ولا مراودة ، فلما جاءها الكتاب مع الطير ، ومن ثم اتخذ الناس البطائق ، ولكن أين الثريا من الثرى ؟! تلك البطاقة كانت مع طائر سامع مطيع فاهم عالم بما يقول ويقال له . فذكر غير واحد من المفسرين وغيرهم ، أن الهدهد حمل الكتاب وجاء إلى قصرها فألقاه إليها وهي في خلوة لها ، ثم وقف ناحية ينتظر ما يكون من جوابها عن كتابها ، فجمعت أمراءها ووزراءها وأكابر دولتها وأولي مشورتها قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم ثم قرأت عليهم عنوانه أولا : إنه من سليمان ثم قرأته : وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ثم شاورتهم في أمرها وما قد حل بها ، وتأدبت معهم ، وخاطبتهم وهم يسمعون : قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون تعني : ما كنت لأبت أمرا إلا وأنتم حاضرون : قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد يعنون : لنا قوة وقدرة على الجلاد والقتال ومقاومة الأبطال ، فإن أردت منا ذلك فإنا عليه من القادرين و مع هذا [ ص: 333 ] الأمر إليك فانظري ماذا تأمرين فبذلوا لها السمع والطاعة ، وأخبروها بما عندهم من الاستطاعة ، وفوضوا إليها في ذلك الأمر ; لترى فيه ما هو الأرشد لها ولهم ، فكان رأيها أتم وأسد من رأيهم ، وعلمت أن صاحب هذا الكتاب لا يغالب ولا يمانع ولا يخالف ولا يخادع . قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون تقول برأيها السديد : إن هذا الملك لو قد غلب على هذه المملكة ، لم يخلص الأمر من بينكم إلا إلي ولم تكن الحدة الشديدة والسطوة البليغة إلا علي . وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون أرادت أن تصانع عن نفسها وأهل مملكتها بهدية ترسلها ، وتحف تبعثها ، ولم تعلم أن سليمان ، عليه السلام ، لا يقبل منهم - والحالة هذه - صرفا ولا عدلا ; لأنهم كافرون ، وهو وجنوده عليهم قادرون ، ولهذا فلما جاء سليمان قال أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ، هذا وقد كانت تلك الهدايا مشتملة على أمور عظيمة ، كما ذكره المفسرون . ثم قال لرسولها إليه ووافدها الذي قدم عليه ، والناس حاضرون يسمعون : ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون يقول : ارجع بهديتك - التي قدمت بها - إلى من قد من بها ، فإن عندي مما قد أنعم الله علي وأسداه إلي من الأموال والتحف والرجال ، ما هو أضعاف هذا ، وخير من هذا الذي أنتم تفرحون به وتفخرون على أبناء جنسكم بسببه . فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها أي : فلأبعثن إليهم بجنود لا يستطيعون دفاعهم ولا نزالهم ولا ممانعتهم ولا قتالهم ، ولأخرجنهم من بلدهم وحوزتهم ومعاملتهم ودولتهم أذلة وهم صاغرون ، عليهم الصغار والعار والدمار . فلما بلغهم ذلك عن نبي الله ، لم يكن لهم بد [ ص: 334 ] من السمع والطاعة ، فبادروا إلى إجابته في تلك الساعة ، وأقبلوا صحبة الملكة أجمعين سامعين مطيعين خاضعين ، فلما سمع بقدومهم عليه ووفودهم إليه ، قال لمن بين يديه ممن هو مسخر له من الجان ، ما قصه الله عنه في القرآن : قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين [ النمل : 38 - 44 ] . لما طلب سليمان من الجان أن يحضروا له عرش بلقيس ، وهو سرير مملكتها الذي تجلس عليه وقت حكمها ، قبل قدومها عليه قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك يعني : قبل أن ينقضي مجلس حكمك ، وكان - فيما يقال - من أول النهار إلى قريب الزوال يتصدى لمهمات بني إسرائيل وما لهم من الأشغال : وإني عليه لقوي أمين أي : وإني لذو قوة على إحضاره [ ص: 335 ] إليك ، وأمانة على ما فيه من الجواهر النفيسة لديك . قال الذي عنده علم من الكتاب المشهور أنه آصف بن برخيا ، وهو ابن خالة سليمان . وقيل : هو رجل من مؤمني الجان ، كان فيما يقال يحفظ الاسم الأعظم . وقيل : رجل من بني إسرائيل ، من علمائهم . وقيل : إنه سليمان . وهذا غريب جدا . وضعفه السهيلي بأنه لا يصح في سياق الكلام . قال : وقد قيل فيه قول رابع ، أنه جبريل . أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قيل : معناه قبل أن تبعث رسولا إلى أقصى ما ينتهي إليه طرفك من الأرض ، ثم يعود إليك . وقيل : قبل أن يصل إليك أبعد من تراه من الناس . وقيل : قبل أن يكل طرفك إذا أدمت النظر به قبل أن تطبق جفنك . وقيل : قبل أن يرجع إليك طرفك إذا نظرت به إلى أبعد غاية منك ثم أغمضته . وهذا أقرب ما قيل . فلما رآه مستقرا عنده أي : فلما رأى عرش بلقيس مستقرا عنده في هذه المدة القريبة من بلاد اليمن إلى بيت المقدس ، في طرفة عين قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر أي : هذا من فضل الله علي وفضله على عبيده ; ليختبرهم على الشكر أو خلافه . ومن شكر فإنما يشكر لنفسه أي : إنما يعود نفع ذلك عليه . ومن كفر فإن ربي غني كريم أي : غني عن شكر الشاكرين ، ولا يتضرر بكفر الكافرين . ثم أمر سليمان عليه السلام أن يغير حلي هذا العرش وينكر لها ; ليختبر فهمها وعقلها ، ولهذا قال : ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو [ ص: 336 ] وهذا من فطنتها وغزارة فهمها ; لأنها استبعدت أن يكون عرشها ; لأنها خلفته وراءها بأرض اليمن ولم تكن تعلم أن أحدا يقدر على هذا الصنع العجيب الغريب .

قال الله تعالى إخبارا عن سليمان وقومه : وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين أي : ومنعها عبادة الشمس التي كانت تسجد لها هي وقومها من دون الله ، اتباعا لدين آبائهم وأسلافهم لا لدليل قادهم إلى ذلك ولا حداهم على ذلك ، وكان سليمان قد أمر ببناء صرح من زجاج ، وعمل في ممره ماء ، وجعل عليه سقفا من زجاج وجعل فيه من السمك وغيرها من دواب الماء ، وأمرت بدخول الصرح وسليمان جالس على سريره فيه فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين وقد قيل : إن الجن أرادوا أن يبشعوا منظرها عند سليمان ، وأن تبدي عن ساقيها ليرى ما عليها من الشعر فينفره ذلك منها ، وخشوا أن يتزوجها ; لأن أمها من الجان فتتسلط عليهم معه . وذكر بعضهم أن حافرها كان كحافر الدابة . وهذا ضعيف . وفي الأول أيضا نظر ، والله أعلم . إلا أن سليمان قيل : إنه لما أراد إزالته حين عزم على تزوجها سأل الإنس عن زواله ، فذكروا له الموسى ، فامتنعت من ذلك ، فسأل الجان فصنعوا له النورة ، ووضعوا له الحمام ، فكان أول من دخل الحمام ، فلما وجد مسه قال : أوه من عذاب الله أوه أوه قبل [ ص: 337 ] أن لا ينفع أوه . رواه الطبراني مرفوعا . وفيه نظر .

وقد ذكر الثعلبي وغيره ، أن سليمان لما تزوجها ، أقرها على مملكة اليمن وردها إليه ، وكان يزورها في كل شهر مرة ، فيقيم عندها ثلاثة أيام ، ثم يعود على البساط ، وأمر الجان فبنوا له ثلاثة قصور باليمن : غمدان ، وسالحين ، وبنيون ، فالله أعلم .

وقد روى ابن إسحاق ، عن بعض أهل العلم ، عن وهب بن منبه ، أن سليمان لم يتزوجها بل زوجها بملك همدان ، وأقرها على ملك اليمن وسخر زوبعة ملك جن اليمن فبنى لها القصور الثلاثة التي ذكرناها باليمن والأول أشهر وأظهر ، والله أعلم .

وقال تعالى في سورة " ص " : ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب [ ص: 338 ] [ ص : 30 - 40 ] . يذكر تعالى أنه وهب لداود سليمان ، عليهما السلام ، ثم أثنى الله تعالى عليه فقال : نعم العبد إنه أواب أي : رجاع مطيع لله . ثم ذكر تعالى ما كان من أمره في الخيل الصافنات - وهي التي تقف على ثلاث وطرف حافر الرابعة - الجياد ; وهي المضمرة السراع : فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب يعني الشمس . وقيل : الخيل . على ما سنذكره من القولين . ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق قيل : مسح عراقيبها وأعناقها بالسيوف . وقيل : مسح عنها العرق لما أجراها وسابق بينها وبين يديه ، على القول الآخر . والذي عليه أكثر السلف الأول ; فقالوا اشتغل بعرض تلك الخيول حتى خرج وقت العصر وغربت الشمس . روي هذا عن علي بن أبي طالب وغيره . والذي يقطع به ، أنه لم يترك الصلاة عمدا من غير عذر ، اللهم إلا أن يقال : إنه كان سائغا في شريعتهم تأخير الصلاة لأجل أسباب الجهاد ، وعرض الخيل من ذلك . وقد ادعى طائفة من العلماء في تأخير النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر يوم الخندق أن هذا كان مشروعا إذ ذاك ، حتى نسخ بصلاة الخوف . قاله الشافعي وغيره . وقال مكحول والأوزاعي : بل هو حكم محكم إلى اليوم ، أنه يجوز تأخيرها لعذر القتال الشديد . كما ذكرنا تقرير ذلك في سورة " النساء " عند صلاة الخوف . وقال آخرون : بل كان تأخير النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر يوم الخندق نسيانا . وعلى هذا فيحمل فعل سليمان ، عليه السلام ، على هذا . [ ص: 339 ] والله أعلم . وأما من قال : الضمير في قوله : فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب عائد على الخيل ، وإنه لم يفته وقت صلاة ، وإن المراد بقوله : ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق يعني : مسح العرق عن عراقيبها وأعناقها . فهذا القول اختاره ابن جرير ، ورواه الوالبي عن ابن عباس في مسح العرق . ووجه هذا القول ابن جرير ; بأنه ما كان ليعذب الحيوان بالعرقبة ، ويهلك مالا بلا سبب ولا ذنب لها . وهذا الذي قاله فيه نظر ; لأنه قد يكون هذا سائغا في ملتهم . وقد ذهب بعض علمائنا إلى أنه إذا خاف المسلمون أن يظفر الكفار على شيء من الحيوانات من أغنام ونحوها ; جاز ذبحها وإهلاكها لئلا يتقووا بها ، وعليه حمل صنيع جعفر بن أبي طالب يوم عقر فرسه بموته . وقد قيل : إنها كانت خيلا عظيمة ; قيل : كانت عشرة آلاف فرس . وقيل : عشرين ألف فرس . وقيل : كان فيها عشرون فرسا من ذوات الأجنحة .



(يتبع)






 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 09:49 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي