اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : روى الإمام مسلم عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ وروى الإمام الطبراني عن عبدالله ابن عمررضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضانَ وأتبعه ستًّا من شوَّالٍ خرج من ذنوبِه كيومِ ولدته أمُّه ) .

اللهم ربنا تقبل منا الصيام والصلاة والقرآن والقيام والدعاء وسائر صالح الأعمال ،وأجعلنا ممن قام ليلة القدر واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين وكل عام ونحن وجميع المسلمين في خيرورخاء وصحة وعافية وسعادة وأمن وأمان .


           :: درس جامع العروة الوثقى : القيم في الأسرة المسلمة (2) - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: الغرب ينتقل إلى مرحلة الحَيونة رسميًا!! | المختصر المفيد | حسن الحسيني (آخر رد :شبوه نت)       :: القيم في القرآن الكريم - القيم في الفرد المسلم والمسلمة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : آداب الصلاة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: جن متشكل يخرج من بطن متلبس بشكل ثعبان #عالم_الجن . (آخر رد :ابن الورد)       :: ظهور امرأة في البر شاهد العجب #عالم_الجن . (آخر رد :ابن الورد)       :: 1:04 / 25:50 طفل الجن ينقلنا إلى قريه من الجن شاهد . (آخر رد :ابن الورد)       :: مايقرأ على المعتوه والملدوغ . (آخر رد :ابن الورد)       :: الحصول على كتاب وحشر الجن في بئر . (آخر رد :ابن الورد)       :: رجل فاضل من الجن يخرج شاهد . (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04 Apr 2018, 11:09 AM
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا
أبو خالد غير متصل
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل : Jun 2005
 فترة الأقامة : 6911 يوم
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم : 21
 معدل التقييم : أبو خالد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
المسلم مع ربه




مؤمن يقظ:
إن أول ما يتطلبه الإسلام من المسلم أن يكون مؤمنا بالله حق الإيمان، وثيق الصلة به، دائم الذكر له والتوكل عليه، يستمد منه العون مع أخذه بالأسباب، ويحس في أعماقه أنه بحاجة دوما إلى قوة الله وعونه وتأييده، مهما بذل من جهد، ومهما اتخذ من أسباب.
والمسلم الحق الصادق يقظ القلب، مفتح البصيرة، متنبه إلى بديع صنع الله في الكون، موقن أن يده الخفيه العليا هي التي تسير أمر الكون وشؤون الناس، ومن هنا هو ذاكر دوما لله، يرى آثار قدرته غير المحدودة في كل ومضة من ومضات الحياة، وفي كل مشهد من مشاهد الكون، فيزداد إيمانا به، وذكرا له، وتوكلا عليه:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ... } (1).

مطيع أمر ربه:
فلا بد أن يكون المسلم الصادق مطيعا لله في أمره كله، مخبتا،خاشعا، وقافا عند حدوده، ممتثلا أمره ولو خالف هواه، منصاعا لهديه ولو جاء على غير مزاجه، ومحك إيمان المسلم هذا الآنصياع والامتثال لأمر الله ورسوله في كل كبيرة وصغيرة من غير تحفظ ولا احتراس ولا استثناء:
((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)) (1).
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (2).
إنه الاستسلام المطلق لحكم الله ورسوله، والطاعة الكاملة المطلقة أيضا، وبدونهما لا يكون إيمان، ولا يتحقق إسلام. ومن هنا ينتفي من حياة المسلم الصادق الآنحراف عن هدي الله، والمجانبة لأمر رسوله، سواء أكان ذلك في شخص المسلم أم في أسرته وأطرافه، ممن له عليهم التوجيه والمسؤولية والسلطان.

يشعر بمسؤوليته عن رعيته:
ذلك أنه ما من تقصير أو تهاون أو تفريط في جنب الله ورسوله، يقع فيه أحد أفراد أسرة هذا المسلم إلا وهو مسؤول عنه:
((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته ... )) (3).
وهذه المسؤولية التي يحسها المسلم الصادق من جراء تفريط أحد أفراد أسرته تخز جنبه، فلا يطيق عليها صبرا، ويسارع في إزالة أسبابها مهما تكن النتائج، فما يصبر على هذه المسؤولية، وما يطيق السكوت عليها إلا رجل في إيمانه ضعف، وفي دينه رقة، وفي رجولته خور.

راض بقضاء الله وقده:
والمسلم الصادق راض دوما بقضاء الله وقدره، يضع نصب عينه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((عجبا لأمر المسلم! إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) (1).
ذلك أن المسلم الصادق يعتقد في أعماقه أن الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان، وأن ما يصيبه في هذه الحياة ما كان ليخطئه، لأنه قدر مقدور، لا قبل له بدفعه، وأن رضاه بقضاء الله وقدره يكسبه الثواب الجزيل من الله، ويكتبه عنده من المؤمنين الطائعين الفائزين.
ومن هنا كان أمره كله خيرا، إن أصابته سراء لهج لسانه بالشكر الجزيل لربه الكريم المنعم المتفضل، وإن أصابته ضراء صبر امتثالا لأمره، ورضي بقضائه وقدره، وفي كلا الحالين خير له، أي خير.

أواب:
وقد تغشى نفس المؤمن أثارة من غفلة، فتزل به القدم، أو يقع في تقصير، لا يليق بالمؤمن البصير المطيع الخابت الخاشع، ولكنه سرعان ما يتذكر ويتنبه وينتفض من غفلته، وينخلع من زلته، ويستغفر من تقصيره، ويؤوب إلى حمى ربه الآمن مخبتا نادما مستغفرا:
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (2).فالغفلة لا ترين على قلب خفق بحب الله وتقواه، ولكنها ترين على القلوب التي أعرضت عن أمره وهداه. وقلب المسلم الصادق متفتح دوما إلى الاستغفار والتوبة والإنابة، مستروح أبدا نسمات الطاعة والهداية والتقى والرضوان.

همه مرضاة ربه:
والمسلم الصادق يبتغي في أعماله كلها وجه الله، همه مرضاة ربه في كل خطوة من خطواته، وفي كل عمل من أعماله، لا مرضاة الناس، بل قد يضطر أحيانا إلى إغضاب الناس في سبيل مرضاة الله، مستهديا في ذلك كله بقول الرسول الكريم:
((من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)) (1).
ومن هنا هو يزن أعماله بميزان مرضاة الله عز وجل، فما رجحت به كفة هذا الميزان قبله وارتضاه، وما شالت به الكفة أعرض عنه وجفاه. وبذلك تستقيم مقاييس المسلم، وتتضح أمام عينيه معالم الطريق القصد والسبيل القويم، فلا يقع في متناقضات مضحكة سخيفة، كأن تراه يطيع الله في أمر ويعصيه في آخر، أو يحل الشيء عاما ويحرمه عاما؛ إذ لا مجال للتناقض ما دامت المنطلقات صحيحة، والمنهج بينا، والمقاييس ثابتة.
إن الذين تراهم في المسجد مصلين خاشعين، ثم تراهم في السوق يتعاملون بالربا، أو تراهم في البيت أو الشارع أو المدرسة أو المنتدى لا يقيمون شرع الله على أنفسهم وزوجاتهم وأولادهم ومن يعولون، يعانون نقصا واضطرابا في فهمهم وتصورهم لحقيقة هذا الدين المتكامل الذييقود المسلم في أعماله كلها إلى حقيقة كبرى، وهي مرضاة الله عز وجل، فيجعله يزن كل قضية بميزان رضاه، ومن هنا يبدو هؤلاء أنصاف مسلمين، وقد لا يكون لهم من الإسلام سوى الاسم، وهذا الازدواج في الشخصية من أخطر ما ابتلي به المسلمون في هذا العصر.

مؤد الفرائض والأركان والنوافل:
والمسلم الصادق يؤدي فرائض الإسلام وأركانه أداء كاملا حسنا، لا تهاون فيه ولا تساهل ولا ترخص.

يقيم الصلوات الخمس:
فهو يقيم الصلوات الخمس بأوقاتها؛ إذ الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين (1)، وهي أجل الأعمال وأفضلها كما في الحديث الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)) (2). ذلك أن الصلاة صلة بين العبد وربه، ينقطع فيها الإنسان عن شواغل الحياة، ويتجه بكيانه كله إلى ربه، يستمد منه الهداية والعون والتسديد، ويسأله الثبات على الصراط المستقيم.
فلا غرو أن تكون الصلاة أجل الأعمال وأفضلها؛ لأنها المورد الثر الذي يتزود منه المسلم تقواه، ولأنها المنهل العذب النقي الذي يغسل بنميره خطاياه:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟)) (1)، قالوا: لا يبقى مم درنه، قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)) (2).
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل الصلوات الخمس كمثل نهر غمر جار على باب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات)) (3).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره، فأنزل الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (4)، فقال الرجل: ألي هذا؟ قال: ((لجميع أمتي كلهم)) (5).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر)) (6).
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها، وخشوعها، وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله)) (7).
والأحاديث والآثار والأخبار في بيان فضل الصلاة وأهميتها وخيرها على المصلين كثيرة متنوعة، لا تتسع لها هذه الصفحات.

يشهد الجماعة في المسجد:
ويحرص المسلم التقي على الجماعة الأولى في المسجد ما استطاع إلى ذلك سبيلا؛ ذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن ((صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)) (1).
وأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن المسلم ((إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة (2)، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة)) (3). وبشر الرسول الكريم المصلي الحريص على الجماعة بالجنة في كل غدوة من غدواته إلى المسجد أو روحة إليه، فقال: ((من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا، كلما غدا أو راح)) (4).
ولهذا كان الصحابة رضوان الله عليهم أحرص ما يكونون على صلاة الجماعة، وفي ذلك يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما فليحافط على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم - صلى الله عليه وسلم - سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى (1) بين الرجلين حتى يقام في الصف (2).
ويبلغ اهتمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأمر الجماعة في المسجد أن يهم بتحريق بيوت تاركي الجماعة من غير عذر، إذ يقول:
((والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب، فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم)) (3).
فلا عجب بعد ذلك أن نجد مثل سعيد بن المسيب لا يرى خلال ثلاثين سنة قفا أحد في المسجد لأنه كان دائما في الصف الأول قبل الأذان، وأمثال سعيد كثير في تاريخ المسلمين.
ولم يكن بعد الدار عن المسجد ليعيق الصحابة الكرام عن حضور الجماعة كلما سمعوا النداء، لما كان للجماعة من أهمية بالغة في نفوسهم، بل إنهم كانوا يسرون ببعد بيوتهم عن المسجد ليكتب لهم ممشاهم إلى المسجد، وتحسب لهم خطواتهم إليه في صحيفة أعمالهم:
فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحدا أبعد من المسجد منه، وكانت لا تخطئه صلاة! فقيل له: لو اشتريت حمارا لتركبه في الظلماء وفي الرمضاء (4)، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قد جمع الله لك ذلك كله)) (5).
ولقد كان من هدي الرسول الكريم للصحابة الذين بعدت بيوتهم عن المساجد ألا يتحولوا إلى بيوت قريبة منها، وأكد لهم أن آثارهم في السعي إليها ستكتب في صحيفة أعمالهم، وأن خطواتهم الكثيرة إليها لن تضيع:
فعن جابر رضي الله عنه قال: ((خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنوا سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد، فبلغ ذلك النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم: ((بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟)) قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: ((بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم))، فقالوا: ((ما يسرنا أنا كنا تحولنا)) (1).
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام)) (2).
وجاء الحث على حضور الجماعة في الصبح والعشاء في عدد من النصوص، بين فيها الرسول الكريم الثواب الجزل العميم لمن شهد الجماعة في هاتين الصلاتين، أجتزئ منها بنصين:
الأول: عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)) (3).
والثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال سول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا)) (4).

يصلي السنن الرواتب والنوافل:
ولا يفوت المسلم التقي الحريص على فوزه في آخرته أن يصلي السنن الرواتب أيضا، ويأتي من النوافل ما يتسع له نشاطه وتنشط إليه نفسه آناء الليل وأطراف النهارة ذلك أن الإكثار من النوافل يدني العبد من ربه، ويرفعه إلى مقام حبه له ورضاه عنه، وإنه لمقام على كريم، إذا بلغه الإنسان أحبه الله، وخصه بقوته الكبرى، فكان سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ... يشهد لذلك الحديث القدسي:
((ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)) (1).
ويترتب على محبه الله للعبد أن يحبه أهل السماء والأرض، مصداق ذلك ما رواه أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني احب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض)) (2).
ولهذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل حتى تتفطر قدماه، فتسأله أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيجيبها: ((أفلا أكون عبدا شكورا؟)) (1).

يحسن أداء الصلاة:
ويحرص المسلم الحق في صلواته كلها على أن تكون حسنة الأداء، مستكملة الشروط، لا مجرد قيام وقعود وحركات، والذهن شارد، والنفس مبلبلة، والقلب خواء.
وهو لا ينفتل من صلاته توا لينغمر في شواغل الحياة وتيارها الجارف، بل يكون له بعد الصلاة استغفار وأذكار وتسبيحات نصت عليها السنة المطهرة، يتوجه بعدها إلى الله العلي الكبير بدعاء خاشع من أعماق القلب أن يهبه خيري الدنيا والآخرة، وأن يجعل له من أمره رشدا، وبذلك تؤدي الصلاة دورها في تصفية الروح، وترقيق القلب، وتزكية النفس، ولهذا كله كان الرسول صلوات الله عليه يقول: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة)) (2).
ومن هنا كان المصلون الصادقون الخاشعون في حمى الله الآمن، وفي رعايته الشاملة، لا يجزعون إذا مسهم شر، ولا يمنعون إذا غمرهم خير:
{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ... } (3).

يؤذي زكاة ماله:
وهو يؤتي الزكاة، إن كان ذا سعة توجب عليه الزكاة، فيحصي ما يتوجب عليه دفعه من هذه الفريضة بكل دقة وأمانة وتقوى، وينفقه في مصارفه المشروعة، ولو بلغ مقدار الزكاة المتوجبة عليه آلافا كثيرة، أو ملايين، ولا يدور في خلده أن يتهرب من بعض ما يتوجب عليه دفعه.
ذلك أن الزكاة فريضة مالية تعبدية محددة، لا يسع المسلم الصادق أن يتهاون في إخراجها كاملة كما بينتها الشريعة. وما يتلكأ في إخراجها مسلم إلا وفي تدينه غبش، وفي نفسه كزازة، وفي خلقه التواء. وحسبنا أن نعلم أن حابسها يقاتل ويهدر دمه، حتى يؤديها كاملة كما بينتها أحكام الدين، وما تزال قولة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في أهل الردة تتردد في سمع الزمان معلنة عظمة هذا الدين في ربطه بين الدين والدنيا: ((والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة)) (1). وإنه لقسم من أبي بكر يوحي بعمق فهمه لطبيعة هذا الدين الكامل المتكامل، وللعلاقة الوثقى بين الصلاة والزكاة في إقامة صرحه، إذ رأى آيات القرآن الكريم تترى متضافرة متآزرة متعاقبة تقرن بين الصلاة والزكاة على هذا النحو المتلازم:
{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} (2).
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (3).
{وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ} (4).

يصوم شهر رمضان ويقوم ليله:
والمسلم الحق يصوم رمضان إيمانا واحتسابا، والإيمان يعمر قلبه:
((أن من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) (5)، ويعرف حق الصوم عليه في حفظ لسانه وبصره وجوارحه عن كل مخالفة، تخدش صومه، أو تحبط من أجره:((إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم)) (1).
((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) (2).
ولا يغيب عن بال المسلم الصائم أنه يعيش شهرا لا كالشهور؛ إنه شهر الصوم، والصوم لله، وهو الذي يجزي به، وجزاء الله الغنى المتفضل المنعم أكبر وأوفى وأعم وأشمل من أن يتصوره خيال:
((كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنه بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف.
قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك)) (3).
ومن هنا وجب على المسلم اليقظ الحصيف أن يغتنم أويقات هذا الشهر المبارك، فيملأها بالعمل الصالح؛ فنهاره صوم وصلاة وتلاوة وصدقة وغير ذلك من الصالحات، وليله قيام وتهجد ودعاء:
((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) (4).
ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في رمضان بالإكثار من الأعمال الصالحة ما لا يجتهد في غيره، وبخاصة في العشر الأواخر منه:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيره)) (5).
وعنها رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر)) (1).
وكان يأمر بتحري ليلة القدر، ويرغب في قيامها بقوله:
"تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)) (2).
وقوله:
((تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان)) (3).
وقوله:
((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) (4).
ومن هنا كان هذا الشهر الكريم شهر عبادة خالصة، لا مجال فيه للمسلم الجاد أن يقضي الليل في اللهو والسهر الفارغ الطويل، حتى إذا ما قارب طلوع الفجر، وغشيه النعاس، تناول لقيمات، وآوى إلى فراشه، وراح يغط في نوم عميق، وقد لا يصحو لأداء صلاة الفجر!.
إن المسلم التقي الواعي تعاليم دينه يعود من صلاة التراويح، فلا يطيل السهرة لأنه سيستيقظ بعد سويعات قليلة لقيام الليل وتناول طعام السحور، ثم الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر.
ولقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسحور، لما فيه من خير كثير، فقال: ((تسحروا، فإن في السحور بركة)) (5).
ذلك أن الاستيقاظ للسحور يذكر بقيام الليل، وينشط النفوس للانطلاق إلى المساجد لأداء صلاة الفجر في جماعة، هذا إلى ما فيه من تقوية الأجسام على الصوم، وهذا ما كان يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويروض عليه أصحابه:
فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: ((تسحرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قمنا إلى الصلاة. قيل: كم كان بينهما؟ قال: خمسون آية)) (1).

يصوم النافلة:
والمسلم التقي اليقظ لا يفوته صوم النافلة في غير رمضان، كصوم يوم عرفة، ويوم عاشوراء، ويوم تاسوعاء؛ فصيام هذه الأيام من أفضل الأعمال التي تكفر الذنوب كما أخبر بذلك الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -:
فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم عرفة، فقال: ((يكفر السنة الماضية والباقية)) (2).
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صام يوم عاشوراء، وأمر بصيامه (3).
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: ((يكفر السنة الماضيمه)) (4).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لئن بقيت إلى قابل (5) لأصومن التاسع)) (6).
وكذلك صوم ستة أيام من شوال، وفي بيان فضل صومها يقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -:((من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)) (1).
ومن الأيام المستحبة صيامها ثلاثة أيام من كل شهر، وفي ذلك يقول أبو هريرة رضي الله عنه:
((أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث: صيام ثلاثة أثام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام)) (2).
وعن أبى الدرداء رضي الله عنه قال: ((أوصاني حبيبي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث لن ادعهن ما عشت: بصيام ثلائة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر)) (3).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله)) (4).
ووردت نصوص تحدد هذه الأيام الثلاثة بالثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وتسميها الأيام البيض، ووردت نصوص أخرى تفيد أن الرسول الكريم كان يصوم ثلاثة أيام غير محددة من كل شهر:
فعن معاذة العدوية أنها سألت عائشة رضي الله عنها أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقلت: من أي الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم)) (5).

يحج بيت الله الحرام:
والمسلم الواعي هدي دينه يضع نصب عينيه أن يحج بيت الله متى استطاع إلى ذلك سبيلا، وقبل سفره إلى الديار المقدسة يعكف على دراسة أحكام الحج دراسة مستفيضة، فيقف على كل صغيرة وكبيرة منها، فإذا ما أقبل يؤدي مناسك الحج كان حجه صحيحا تاما، وكان واعيا فاهما الحكم البليغة التي انطوت عليها هذه الفريضة العظيمة، وشعر بطمأنينة الإيمان تتغلغل في مسارب نفسه، وأحس بشاشة الإسلام تغمر كيانه، فينقلب بعد هذا الحج المبرور إلى أهله وبلده، وقد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وأفعمت نفسه إيمانا بعظمة هذا الدين الذي جمع أمم الأرض قاطبة حول البيت المعمور، فإذا الحج مؤتمر شعبي دولي أممي، لا تشهده الدنيا إلا في الحج، وإذا الحجيج على اختلاف ألوانه وأجناسه ولغاته يصدع بالتلبية والتهليل والتكبير والتسبيح والحمد للإله الواحد العلي الكبير.

يعتمر:
ولا ينسى المسلم المطيع أمر ربه أن يعتمر أيضا في غير أوقات الحج، إن تيسرت له الأسباب، ولا سيما في رمضان؛ ذلك أن العمرة في رمضان تعدل في ثوابها حجة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ((لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من حجته قال لأم سنان الأنصارية: ((ما منعك من الحج؟)) قالت: أبو فلان - تعني زوجها- كان له ناضحان (1)، حج على أحدهما، والآخر يسقي أرضا لنا. قال: ((فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي)))).

متمثل معنى العبودية لله:
والمسلم يعتقد اعتقادا جازما أنه ما وجد في هذه الحياة إلا لعبادة ربه:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (2).
وعبادة الله تتمثل في كل حركة من حركات الإنسان الإيجابية البناءة لإعمار الكون، وتحقيق كلمة الله في الأرض، وتطبيق منهجه في الحياة، كما تتمثل في شعور العبودية لله الواحد القهار، يستقر في ضمير المسلم، ويكون منطلقه في أعماله كلها، بحيث يبتغي بها وجه الله، وبذلك تكون أعمال المسلم عبادة كاداء الشعائر، ما دامت نيته في حركته كلها أنه يعمل في سبيل الله.
إن أجل الأعمال التعبدية التي يقوم بها المسلم الحق هو العمل على تحكيم شرع الله في الأرض، وتطبيق منهجه في الحياة، بحيث يحكم حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدولة.
وإن المسلم الصادق ليشعر أن عبادته تبقى ناقصة، إذا هو لم يبذل جهده لتحقيق الهدف الكبير الذي خلق الله الجن والإنس من أجله، ألا وهو إعلاء كلمة الله في الأرض، الذي به وحده تتحقق عبادة البشر لله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (1)، وبه وحده يتحقق معنى ((لا إله إلا الله محمد رسول الله)) في واقع الحياة.
ومن هذه الرؤية الراشدة والتصور الواعي لحقيقة العبادة في الإسلام، لا يستطيع المسلم إلا أن يكون صاحب رسالة في هذه الحياة، هي أن يكون الحكم لله وحده في شتى شؤون الحياة، لا يكمل إسلامه إلا بحملها، ولا تتحقق عبادته لربه إلا بالعمل الجاد الدائب المخلص على تحقيقها في واقع الحياة، وهذه الرسالة هي التي تعطي للمسلم هوية الآنتساب الصحيح للإسلام، وهي وحدها التي تدخله في زمرة المسلمين المجاهدين الصادقين، وهى التي تجعل الحياة في نظره ذات معنى، يليق بخلافة الإنسان في الأرض، إذ يفسر له علة وجوده في هذه الحياة، وتفضيل الله إياه على كثير ممن خلق:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (1).
فلا بدع أن يقبل المسلم الصادق على هذه الرسالة إقبال الربيع، فيهبها كل خيره، ويمنحها كل كنوزه، ويضع في سبيل نصرتها كل وقته وجهده وماله؛ ذلك أنها سمة حياته المتميزة، ومعنى وجوده السامي، وعنوان قربه من الله، لا طعم لحياته إلا بها، ولا معنى لوجوده بدونها، ولا اطمئنان إلى رضوان الله إلا بالعمل المتواصل الدؤوب على تحقيقها.
وهي، بعد، أعظم عبادة يقوم بها المسلم المتبتل الصادق، يتقرب بها إلى الله، وهي أجل عمل يدنيه منه، ويكسبه رضاه. ومن هنا كان المسلم الواعي عاملا دوما على نصرة هذه الرسالة وتحقيق هدفها الكبير في الحياة، لا يمنح ولاءه إلا لها، ولا يرفع راية إلا رايتها، ولا يلتزم بعقيدة سواها.

كثير التلاوة للقرآن:
ومن أجل بلوغ هذا المرتقى السامي الوضيء يفيء المسلم دوما إلى ظلال القرآن الوارفة المعطرة، يستروح فيها نسمات الهداية الندية البرود، ويستشرف آفاق الخير، تفتحها له آيات الذكر الحكيم، فهو يكثر من تلاوته في تدبر وتفكر وخشوع، ويجعل لهذه التلاوة أوقاتا لا تتخلف، يخلو فيها إلى ربه يتلو كلامه، فتنسرب معانيه في نفسه فتزكيها، وتلامس عقله فتنميه، وتخالط قلبه فتزيده إيمانا وطمأنينة: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (2).
وحسب المسلم التقي الواعي أن يتملى الصورة الجميلة المحببة لقارئ القرآن التي رسمها الرسول الكريم ببيانه البليغ الفذ، ليملأ بياض أيامه وسواد لياليه بتلاوة القرآن الكريم، والتغني بمعانيه العاليه المباركة الوضاء. يقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -:
((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة (1)، ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمر، لا ريح لها، وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)) (2).
ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)) (3).
ويقول أيضا: ((الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران)) (4).
فهل يستطيع المسلم الصادق بعد هذا أن يتلكأ في تلاوة القرآن وتدبر معانيه؟!.
وبعد، فهذا شأن المسلم الحق مع ربه: إيمان صادق عميق، وعمل صالح مستمر، وتطقع دائم إلى رضوانه، يؤكد عبوديته له، ويحقق الهدف من وجوده في هذه الحياة الذي حدده قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (5).



من كتاب: شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
المؤلف: الدكتور محمد علي الهاشمي
الناشر: دار البشائر الإسلامية




 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم

رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2018, 02:39 PM   #2
ابن الورد
الحسني


الصورة الرمزية ابن الورد
ابن الورد متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : اليوم (12:27 PM)
 المشاركات : 17,404 [ + ]
 التقييم :  24
 الدولهـ
Saudi Arabia
 وسائط MMS
وسائط MMS
لوني المفضل : Cadetblue
رد: المسلم مع ربه



حياك الله تعالى مديرنا الحبيب الغالي
نشكر لكم مشاركاتكم المباركة
وجزاكم الله تعالى عن الجميع خير الجزاء


 
 توقيع : ابن الورد



رد مع اقتباس
قديم 05 Apr 2018, 12:42 PM   #3
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو خالد
أبو خالد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم :  21
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل : Cadetblue
رد: المسلم مع ربه



جزاك الله خير أبو الحسن شاكر مرورك الغالي


 
 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم


رد مع اقتباس
قديم 05 Apr 2018, 10:48 PM   #4
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 11,240 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: المسلم مع ربه



جزاك الله خير ..


 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس
قديم 12 Apr 2018, 09:07 AM   #5
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو خالد
أبو خالد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم :  21
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل : Cadetblue
رد: المسلم مع ربه



شاكر مرورك جزاكِ الله خير


 
 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم


رد مع اقتباس
قديم 14 Apr 2018, 03:26 AM   #6
سلطانه
وسام الشرف
SULTANA


الصورة الرمزية سلطانه
سلطانه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 19311
 تاريخ التسجيل :  Jan 2018
 أخر زيارة : 06 Nov 2023 (09:05 PM)
 المشاركات : 1,395 [ + ]
 التقييم :  20
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Black
رد: المسلم مع ربه



جزاك الله خير


 

رد مع اقتباس
قديم 15 Apr 2018, 07:28 AM   #7
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو خالد
أبو خالد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم :  21
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل : Cadetblue
رد: المسلم مع ربه



شاكر مرورك جزاكِ الله خير


 
 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 12:37 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي